الاثنين، 12 نوفمبر 2012

حكم للإعجاب بها فقط

 كتبها : وفقي فكري

حين تصفحت اليوم صفحات الفيس بوك لأطلع علي جديد هذا الصباح لاحظت أنه ممتلئ - كعادتة - بالكثير من الحكم والمواعظ التي تغذي الروح وتزكيها وتجعلها تهفو فوق كل شئ ، تجعل من الروح الإنسانية رمز يعلو فوق كل المساوئ ويتعالي عن الأخطاء، كم لهذه العبارات التي قرئتها علي الفيس بوك من معاني كبيرة وضخمة معاني فعلاً قيمة لو طبقها كل فرد يتصفحها لعاش حياة مثالية واصبح حكيم زمانة .
فمما قرأت :
 القــوه هــي أن تحتفــظ بهـدوئــك فــي لحظــات اليــأس...

القــوه هــي إظهار السعــاده للأخـريــن مـع أنـك لا تشعــر بهــا...

القــوه هــي الإبتسـامــه مــع أنــك ترغــب فــي البكــاء...

القــوه هــي إسعــاد الأخــر بــ الـرغــم مــن قلبــك محطــم...

القــوه هــي أن تحتفــظ بصمتـك فـي الـوقــت تــرغــب فـي الصـراخ مـن شـدة كـربــك...

القــوه هــي أن تـواسي الغيــر بــ الـرغــم مــن حـاجتــك أنــت للمـواســاه..."


والكثير من مثل تلك الجمل الرائعة الجذابة تصلح فقط للقراءة ولكنها في الواقع غير صالحة للتطبيق إلا مع حكماء الزمان ، فمن من سكان الأرض يملك حكمة العقل أن يقرأ ويتذوق ثم ينفذ خصوصاً لو كانت مثل هذه الجمل منتشرة بالملايين ؟ أنا نفسي إن طبقت بعضاً منها سأصبح من فلاسفة هذا القرن وسأسمو حتي اترفع عن كل رذيلة وسأتحاشي كل سيئ .

ياهؤلاء ممن تكتبون الحكم أنا بشر لا يمكن أن أمتلك حكمة القوة التي تمكنني دوماً من الهدوء في كل لحظات اليأس التي قد أمر بها علي مدار عمري قد أحتاج حتماً إلي لحظة أو مرة أسلم فيها نفسي إلي يأسي ثم أستنجد بالله أو يسخر لي الله من ينتشلني من هذا اليأس.

وقد لا أستطيع أن أظهر السعادة للأخرين حين لا يبادلونني إياها ثم كيف أن أظهرها وأنا لم أتذوقها ؟!!! السعادة لا يمكن لي أن أمنحها للأخرين مادومت لا اشعر بها .

ليس من القوة أن أكبت حزني وأستأصل دمعاتي حين أشعر أني أريد البكاء فقد تكون القوة أحياناً ألا أخجل من البكاء وبصوت عالي أمام الناس وأنا مكسور لأني أحتاج لهذا ، أي قوة هذه التي تمنعنا من التنفيس عن عواطفنا ومشاعرنا ومردودها خشية الأخرين ؟؟؟ من المؤكد أننا جميعاً إحتجنا يوماً أن ندخل إلي غرفة مغلقة علينا لنصرخ ونقول أااااااااه بأعلي ما فينا من عزم حتي نستريح .

 قد تكون القوة أحياناً أخري أن نرتمي في حضن من نحتاج إليهم ونبكي بأعلي صوت وبإنهيار كامل حتي نتخلص من همومنا ، قد يكون البكاء وفي كثير من الأحيان مثمر ومفيد إنا تعاملنا واستجبنا له حين نصل إلي درجة الإنهيار .

ثم إن السعادة لا يمكن أن تمنح من قلب محطم لم يشعر بها يوماً ، ألم تسمع يوماً عن أحد الأمثلة والذي يقول فاقد الشئ لا يعطية ، فكيف لمن فقد الإحساس بالسعادة أن يجعل غيره يشعر بها؟

والصمت وقت الكروبات مهلك وقد يكلفك حياتك والأفضل إن كنت تريد الإستمرار في هذه الحياة أن تصرخ وبأعلي مافيك لتقول أااااااااااه حتي تفرغ قلبك من همة وتكسر حاجز التقليدية في مواجهة صعابك ، بالتأكيد الصمت أحد كنوز الحكماء ولكنه الصمت عن الكلام حين تتأكد أنك متمكن من الرد فيكون الصمت هو خير رد وعندها يكون ثقة وميزه وليس إنهزاماً أو ضعفاً .

إن الشجاعة والحكمة والقوة هي التي تجعلنا نتعامل مع الأمور بواقعية وليس بمثالية فالواقع هو الحل الشجاع لكل مشاكلنا وتحديات حياتنا أما الحكم فدعونا نقتبس منها المفيد من أجل أن يساعدنا علي التعامل مع المستقبل بشئ من التريث وعدم الصدمة.

لقد ذكرت فقط مثالاً لما طالعته عيني بالصدفة من حكم عبر صفحات الفيس بوك وهناك ربما الملايين منها ولكنة غير قابل للتطبيق في كثير من الأحيان ، وربما يكون من صنعها هو نفسه الذي يصنع عكسها ، الأفضل أن نواجه الحقائق بقلوب راضية ثابته بدلاً من أن نضع علامة إعجاب نرضي بها أنفسنا ، إجعل سلوكك هو خير تعبير عن حكمتك في وقت المتاعب والألام ، نفث عن نفسك بأي طريقة تشعر أنها ستريحك ، ولا تعبأ بأمر الناس فالناس هم أيضاً يخشونك ،فمن إنشغل بأمر الناس ألهاه الله عن نفسه ، ولن تستطيع أن ترضي الناس مهما فعلت .

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق