الأحد، 15 أبريل 2012

كواليس لقائي مع المهندس إبراهيم محلب وجملة الراحل هشام نجا


كنت قد أثرت ألا أتحدث عن كواليس ما حدث معي قبل واثناء لقائي مع المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس إدارة شركة المقاولون العرب بهدف إجراء حوار صفحي لأنشرة علي صفحة المقاولون العرب شركتنا ، ورغم أني كنت أيضاً قد إستفزني بعض التعليقات التي نشرت أسفل هذا الحوار بعد نشرة يوم 25 يناير 2012 والتي تركت الحوار ونقده واتجهت لنقد المحاور نفسه وجعلتني أريد أن أحكي تلك الكواليس إلا أنني تراجعت عن ذلك لعدم إعطاء هؤلاء قيمة أكثر مما يستحقون ورغم قسوة بعض تلك التعليقات إلا أنني أثرت في كل الأحوال السكوت ، ولكن ما دفعني الأن لأن أتحدث ما وجدته في تعليق الزميل أحمد محمد أسفل فيديو تشييع جنازة المهندس هشام نجا حيث لمح فيه إلي وقوع الراحل في ظلم بعض الناس علي إعتبار أنه مهندس .
ولكني اراهن علي أن هذا الزميل لا يعلم من كان هو المهندس هشام نجا ، كما أعتقد أيضاً أنه لم يتعامل معه مباشراً وربما بني رأيه علي أساس عموم فكرتة التي قد يكون كونها علي كل المهندسين بشركة المقاولون العرب وبالتالي فقد ظلم هذا الزميل الراحل لمجرد أنه حمل لقب مهندس .
أنا هنا لن أحكي كل كواليس حواري مع رئيس مجلس الإدارة والذي إستمر لأكثر من ساعة متواصله وربما سأرويها في وقت ومناسبة أخري ، ولكن ما يهمني هنا هو الجزء الذي تم فيه تداخل فقيدنا في الموضوع ، والخلاصة هو أنني موظف عادي جداً بشركة المقاولون العرب وقد تستغربون حينما أقسم لكم أني لم يسنح لي القدر أن أواجه المهندس إبراهيم محلب وجهاً لوجه منذ تعييني في عام 2003 وحتي وقت الحوار وكل ما كنت أعرفة عن رئيس مجلس الإدارة هي بعض الإنطباعات التي قد تتداولها جموع العاملين عن قمة الهرم الوظيفي بالشركة وبالتالي فقد كنت شاب عادي جداً أعمل في الظل ولا يعلم عني أحد من رؤسائي الكثير لكوني شخصية غاية في العادية كما يقولون إن صح اللفظ ، وبالتالي فإن جرأتي هيأت لي أن أجازف وأطلب أن أقابل المهندس إبراهيم محلب من أجل إجراء هذا الحوار وأن أتمم هذا الإجراء في الخفاء ودون أن يعلم عنه أحد شئ ربما خشية أن ينقلب السحر علي الساحر كما يقولون وربما ليأسئ من عدم الإستجابة لطلبي أو ربما خشيتي من تهكم من حولي من زملائي في حال معرفتهم بذلك ، وفي كل الأحوال ولكل تلك التخوفات أثرت أن أكتم الأمر .
وبإختصار شديد ودون فلسفة مني قد ترهق من يقرأ هذه السطور وتثنية عن متابعة الكواليس كان نتيجة كل ما تقدم أن يوحي أن موظف عادي جداً جداً يطلب أن يخترق كل الصفوف ليجلس مع الشخصية الأولي بالشركة ودون أي مساعدة من أحد ، وجاءت الرياح بما تشتهي السفن وتم الإستجابة لطلبي الذي كنت قد أرسلته عبر الإيميل وانقضت مرحلة التمني والأحلام إلي مرحلة الحقيقة والترتيب للحوار والتركيز الشديد لأطرح أسئلة تستحق الشخصية التي سوف أجالسها ، وكنت مازلت متخيلاً أن اللقاء سيتم هكذا بمجهودي الشخصي والفردي ودون أي تدخل ولكن كان هذا فكر خاطئ ، فبعد أن تأكدت من الموعد الذي حدده معي مكتب رئيس مجلس الإدارة قمت بإبلاغ المهندس عبداللطيف غبارة عضو مجلس الإدارة ورحب بذلك كثيراً وقمت بإبلاغ المهندس إمام عفيفي رئيس القطاع الذي كان وقتها في عمرة وعاد قبل إجراء الحوار وأبلغت مكتب مدير الإدارة وبالتالي فإني وعلي قدر تفكيري المتواضع وبعد ترحيب جميع هؤلاء القادة بالفكرة وبالحوار إعتقدت أن الطريق مفتوح أمامي علي مصراعيه ، وهذا كان بالفعل صحيح هذا أن الطريق كان مفتوحاً كما رأيت أمامي وأصبحت علي بعد خطوة لإجراء وتنفيذ فكرة جالت بخاطري وإستطعت وكدت أن أحققها .
وذهبت لإجراء الحوار في الموعد المحدد وأنا كلي فخر أني سأقابل رئيس مجلس الإدارة كبري شركات المقاولات في الشرق الأوسط وفي العالم بأسرة وسأجلس علي طاولة واحدة دون فاصل مع قمة الهرم الوظيفي لشركة عملاقة مثل شركة المقاولون العرب .
وبالفعل بدأت في إجراء الحوار بكل ثقة وتجاوب من الطرف الأخر ولكن في بدايات الكلام وجه لي السيد المهندس إبراهيم محلب جملاً كانت بمثابة المفاجأه بالنسبة لي وحطمت كل نظرياتي البسيطة التي بنيتها من أول ما حلمت بالفكرة وحتي لحظة نطفها حيث قال سيادتة أنه سال عني جيداً قبل أن يجلس معي وتم إخبارة بأني شخص كويس جداً كما قال سيادتة وأنه يعلم عني كل شئ وكل رؤسائي أثنوا علي وعلي عملي ولذلك وافق سيادته أن يجلس معي لإجراء هذا الحوار لأنه يعلم أني شاب مجتهد ، والطريف والغريب أنه لم يذكر أسماء في أثناء ذكرته لهذه الجمل إلا بإسم واحد فقط ألا وهو إسم المهندس الراحل هشام نجا حيث قال بالحرف الواحد " وهشام نجا بيشكر فيك اوي وبيقول إنك أفضل واحد في صيانة القصور والأثار وأنك شاب مجتهد " ومن شدة تعجبي من كلمات رئيس مجلس الإدارة تخيلت أن سيادته يغالي في الوصف وربما يقصد العكس ولكن بعد قليل إكتشفت أن كلامه ليس إستخفافاً أو غيرة وإنما يقول ما ذكر له بصدق من الراحل المهندس هشام نجا .
وليس ما ذكره رئيس مجلس الإدارة هو ما أثار إستغرابي ولكن ما أثار دهشتي هو أنني أنا والمهندس هشام نجا رحمة الله عليه لا تربطنا أدني صله أو علاقة يمكن بها أن يحكم علي شخصي بكل هذا الإطراء بل بالعكس فنحن الإثنان عضوين في مجلس الجودة بالإدارة وهذا قد يدفعنا في بعض الأحيان إلي التصادم من أجل صالح العمل ، ولذلك كنت أعتقد أن يذكرني حين يسأل عني بالعكس ، فكيف لشخص مثلة أن يصفني بكل هذه الصفات التي حتماً هي مغالي فيها كثيراً وهو يعلم جيداً بل وربما يستبعد أن يذكرها لي رئيس مجلس الإدارة علي لسانة .
لقد قال هذا الرجل الراحل كلمة في حقي من وراء ظهري دون أن يعلم أنها سوف تصلني وهو في قمة قوته وسطوتة ولم يكن في حالة لأن يجاملني ولذلك قدرت له صنيعة معي .
وقد يتهكم البعض الأن ويتهمني بأني أدافع أو أذكر محاسنة لأنه خدمني ولكن الحقيقه هي أن هذا هو موقف واحد مع شخص واحد ألا وهو أنا ولكن تستطيعون أن تسالوا كل أعضاء مجلس قادة المستقبل بإدارة صيانة القصور والأثار من هو المهندس هشام نجا وماذا فعل معهم في ثلاثة شهور تولي فيها قيادة ذلك المجلس ؟
إسألوا كيف كان فكر هذا الرجل الذي قاد مجموعة من الشباب بفكرهم هم وليس بفكرة هو ، تجاوب معهم بقلب شباب وحقق لهم الكثير من الإنجازات في تفاهم منه لفكر وطموح هؤلاء الشباب .
إسالوا من ذهب اليوم من شباب المهندسين الصغار الذين رافقوه إلي قبرة لماذا كانوا يبكون بحرارة عند لحظة فراقه وستعلمون لماذا الحزن عليه .
الفقيد هشام نجا إفتقدناه بالفعل ، إفتقدنا روحة وعقلة وفكرة ، إفتقدنا بركان من النشاط وسكت قلبة بلا رجعة ليترك سيرته تحكي للأخرين دروب النجاح .
شهادة حق أقولها للجميع لقد كان الراحل نعم الأخ والزميل والمدير وكنا ننتظر منه الكثير ولكنه ليس بعزيز علي من خلقة ، فاللهم ألهم أهلة الصبر وعوضهم وعوضنا عنه من يسلك دربة ويسير علي نهجه إنك علي كل شئ قدير.

ــــــــــــــــ كتبها ــــــــــــــــــــــــــــــــــ وفقي فكري ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق