السبت، 14 أبريل 2012

هــــــــذا خـلــــق الله


ذهبت مرات كثيرة إلي ميكانيكي السيارات الذي أصلح عندة سيارتي حينما ينتابها عارض ما يعكر علي صفو القيادة وأشعر بالقلق في كل مرة لخوفي إما لتعطلي عن قضاء مصالحي وإما للتكلفة العالية التي ربما أتكلفها حين يتطلب الأمر تغيير قطع غيار بدلاً من التي أصابها العطل ولكن في كل الأحوال وعلي الرغم من تغير مزاجي أثناء التصليح إلا أنني أكون سعيداً حينما أستلم سيارتي وقد عادت ربما أفضل من زي قبل ودائماً ما أقول الحمد لله علي الإصلاح أو اقول الحمد الله أن الأمر لم يتعدي ما صرفتة من مال الشئ الكثير والذي ربما لو كان الله قد قدرة لصرفت أضعافه بكثير ولكن الله سلم .
وفي أحد المرات حين كنت أتابع إصلاح سيارتي بكل شغف وأنا أقف بجوار الميكانيكي وهو يتفحص أمرها وأنتظر بلهفة قائمة طلباته ليقوم بالإصلاح كالعادة إذ بالميكانيكي يرفع رأسة ثم يقول في إبتسامة خفيفه " لا تقلق الأمر هذه المره بسيط جداًَ ولن يكلف أي مال .... إنه الحساس الخاص بعمود الكرنك تحرك من مكانة قليلاً ولذلك فإن عربتك لا تعمل " فسارعت سائلاً أياه " وما معني كلمة حساس ..... أنا لا أعرف ما فائدة الحساس هذا " فتعجب الميكانيكي من سؤالي وقال لي " كيف لا تعلم ما معني كلمة حساس ، الحساس يا أستاذ هو الشي المسئول عن متابعة أداء أجزاء السيارة ونقلها إلي جهاز الكنترول للتحكم في أداء السيارة وإخبارك في حالة وجود أي عطب في أي جزء من أجزاء سيارتك ، وجميع السيارات الحديثه تمتلئ بالحساسات ولو تحرك أحد هذه الحساسات لن تعمل السيارة " .
كل هذا الكم من المعلومات عرفتة من الميكانيكي هذه المره وعجبت جداً من ذلك لأننا قد نصلح السيارة عشرات المرات بل وقل المئات لحدوث تلف في جزء من أجزائها ولكن الإنسان خلق الله منذ أن يخلقة الله تعالي وحتي يموت قد لا يقوم بإستبدال أي جزء من أجزاء جسمة رغم ما قد يعانية هذا الجسد من مشاكل من الجو والبيئة المحيطة التي يعيش فيها إلا أن الله خلقه في قمة الكمال لأنة له سبحانة وتعالي الكمال وحدة .
لقد عجبت حين فتحت غطاء موتور سيارتي لأتابع أجزائة وحساساته ونظام عملة ووجدت الحجم والكيان الذي يحوذه هذا الموتور كبير داخل السيارة ووجدت الكثير من الأسلاك التي يمر بها الوقود والمواد المساعدة علي الحركة ولكن هذه الاسلاك والقطع قد تستبدل عشرات المرات أثناء عمر السيارة كله والذي قد لا يتعدي بعض العشرات من السنين ، ولكن جسم الإنسان والذي يعيش أطول بكثير من السيارة يعمل بنفس الخراطيم والقطع الأصلية التي خلقت معه حتي الموت ، ألم تتأملوا كيف تستمر معك أمعاؤك والتي تمثل خراطيم الطعام حتي نهاية عمرك ؟ ألم تتعجب من وجود أنابيب دقيقة تنتشر في كل أنحاء جسدك تنقل الغذاء إلي كافة أنحاء جسدك متمثلة في الأوردة والشرايين والشعيرات الدموية  ولم نسمع يوماً أن شخصاً قد إستبدل أي منها في يوم من الأيام.
إن من عجب العجاب أن تري قلب يدق مئات المرات في الدقيقه لمدة سنوات مديدة ولا يشتكي ولا يتوقف لحظة للصيانة مثل موتور السيارة ولا يحتاج إلي زيوت أو شحومات لتلينة .
إنه خلق الله الذي أحسن كل شئ خلقة ، إن قمة الإبداع في خلق الله هو موضوع الحساسات البشرية التي صنعها الله ليشعر بها الجسم ويؤدي بها وظائف جمة وقمة الإعجاز أن صنفها الله عز قدرة إلي أنواع من الحساسات ، فجعل منها الحساسات المادية مثل حساسات الإحساس بالجوع وضده والعطش وضده والألم العضوي وضده وغيرها ، ومنها المعنوي مثل حساسات الشعور بالسعادة وضدها والخوف وضدها وكل المشاعر المعنوية التي قد تنتاب الكيان البشري .
فسبحان من يجعلك تضحك حين تشعر بالسعادة وسبحان من ينزل الدموع بغزارة من عينك حين تحزن ، وسبحان من يشعرك بالثقة بالنفس فتمشي بخطي ثابتة وسبحان من يجعلك تهرول خوفاً من أمر به خطر .
إن الحساسات البشرية لن يتستطيع الإنسان أن يصل إلي حقيقة أمرها وكيفية صنعها لأنها مخلوقة بداخلة وهو اقل من أن يتعرف علي كل ما بداخلة من إعجاز حتي وإن وصل إلي بعض من ملامح وطرق عملها ، وقد يحسب الإنسان أن علمة قد يوصلة إلي معرفة كل غاية وراء أي جزء حتي ولو كان بسيطاً من جسده ولكن الحقيقه أنه قد يصاب بالجنون حين يكتشف أن قمة علمة ستغرقة في بحر من المفاجأت التي لن تنتهي لأن هذا هو خلق الله ولن يستطيع المخلوق أن يفسر ماهية خلقة فهو أضعف من ذلك التفسير .
ولنذهب إلي قائد الجسم الإنساني وهو العقل ، والعقل في الإنسان بمثابة القائد والموجه لكل أوامر وحركات الجسم البشري وبدون لا حياة له ، وهذا العقل به من التعقيد مالا يتخيلة أي مخترع مهما كان لأن هذا المخترع هو نفسة من يستخدم نفس العقل من أجل أن يفسر به الظواهر الطبيعية ويكتشف به كل جديد ، فهل يستعين العقل بذاتة ليستكشف غموضه؟!!!!!!
أعود إليكم وحكاية سيارتي حين أوصاني الميكانيكي بخطورة تعرض جهاز الكنترول الذي بأعلي موتور سيارتي إلي أي صدمة أو مياة أو تيار مفاجئ والذي حتماً سيتسبب في توقفة عن العمل وبالتالي سيتطلب الأمر تغيرة وهذا سيكلفني كثيراً من المال لما له من أهمية بالسيارة لأنة ينظم ويتحكم في حركة السياره ، وحين تفحصت هذا الجهاز من الخارج ومن الشكل الخارجي وجدته محصن بطبقات من المعدن ومغطي بطبقة من العازل وكل ذلك حفاظاً عليه من المخاطر ورغم ذلك يتلف وضحكت كثيراً حين قارنته بعقلي وعدت لأقول سبحان الله الخالق الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم ، فنظام حماية الله للمخ البشري لا يوجد له مثيل يحمية من أشد الصدمات والمخاطر ليعيش طويلاً دون عطب ، وهذا العقل تم إخراجة في شكل قمة في التقويم " لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم " .
لكم لهذا الخلق من إبداع وروعة يعجز من يمتلك قوة البيان أن يصفة ولن تجد أفضل من وصف الخالق للمخلوق في كتابة الكريم فالأفضل أن أنهي هذا الحوار لأني مهما وصفت لن أستطيع أن أصف خلق الله .
هذه كانت قصتي مع سيارتي والميكانيكي والجسم البشري وكيف أن تصنيع موتور بأيدي بشرية أدي به إلي الكثير من العيوب فيه مما جعلني أعقد مقارنة بينهم بهدف التأمل في خلق الله ويمكن لأي منكم التأمل في خلق الله بعقد مقارنة بسيطة بين شئ صنعة الإنسان وبين شئ نظمة وخلقة الله في كونة فالتأمل هو أفضل العبادات التي تؤدي إلي قمة الإيمان بالله عز وجل.
فسبحان من خلق الكون ونظمة وسبحان من خلق الإنسان وتكفل بمعيشتة ، سبحانك ربي علي عظمة خلقك وإبداع صنيعك 
إنـــــــــك عـلــي كــــل شـــــئ قـــــــــديــــر .

______كتبها __________ وفقي فكري __________________________________

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق