السبت، 18 فبراير 2012

حكايات شهرزاد


جلست شهرزاد تحكي لشهريار قصصها الممتعه التي يعشقها وينام علي كلماتها فقصص شهرزاد كما يؤكد شهريار تمنع عنه الكوابيس في نومه وتجعل نومه هادئاً دون أرق أو هموم ، شهرزاد لم تمل يوماً أن تحكي له حكايات كثيره تمتع قلبه وتسعده لأن سعادته هو ما يهمها وما يجعلها مبتهجه وليس كما يقولون أن شهرزاد هذه تحكي مجبره خوفاً من مسرور السياف فقصة مسرور هي نفسها أحد حكاياتها التي نسجتها بخيالها وحبكتها لترويها لشهريار وتمتعه برجولته وسطوته أما هي فتجلس كل ليله تحكي له عشقاً وهياماً فيه لا يجبرها علي فعل ذلك شئ سوي حبها الجارف له ودائماً تقول لكل من حولها لولا شهريار ماوجدت شهرزاد فبقاؤه يعني بقائي وسعادته يعني سعادتي فنحن الإثنان نعيش علي أنفاس بعضنا .
ظلت شهرزاد ليال طويله تحكي لشهريار حكاياتها الممتعه ومغامرات أبطالها التي لا تنتهي ولن تنتهي طالما عاش شهريار لتحكي له شهرزاد فهذا عملها الذي لن تستقيل منه أبداً وإن إستقالت فسيكون الموت هو سبباً فيه وستكون أخر كلماتها هي يحكي أن .
جلست شهرزاد تحكي لسامعها قصصاً متنوعه ومواقف مختلفه وشهريار يستمع بإنصات ويفتح عيناه بشده خوفاً من أن يأخده النوم قبل أن يكمل متابعة قصته وتحكي شهرزاد أنه كان في زمان غير زمانهم ومكاناً غير مكانهم كان يعيش أحد الأطفال يحلم أن يكبر وأن يصير رجلاً يقوي علي الصعاب ويجابه الأهوال حتي يحقق حلمه ويحول أحلامه إلي حقيقه ، فهذا الطفل الصغير الذي لم يكن سنه يتجاوز العشرة أعوام رغم صغر سنه إلا أنه كان يحمل فكر رجل ناضج وكان دائماً ما يعيش في أحلامه وينطوي عليها ويستمع بها في كل لحظه دون أن يشعر بذلك أحد فلقد كان له أسراره وطموحه التي ربما تجاوزت عمره بكثير ولكنه عاش معها وعاشت معه وظل يحلم والأيام تمر به والطفل الصغير يكبر وأحلامه تكبر أسرع من عمره ودون أن يشعر وجد نفسه قد حقق احلامه وأكثر مما حلم دون أن يشعر بذلك ورغم فرحته بذلك إلا أنه كان يحمل بين ضلوعه إصراراً علي أن يكمل المشوار وأن يحقق أكثر من أحلامه .............. وفجأه تسكت شهرزاد عن حكايتها وتقول لشهريار يحكي أن فقاطعها شهريار مستعجباً لماذا لم تكملي القصه فقالت يامولاي القصه هذه لا نهاية لها لأن الطموح لا نهاية له فأتركه يحقق أحلامه وأماله دون أن نحكيها فربما سيأتي يوماً يحكي لنا ماحدث له في سلم أمنياته وساعتها سنسمعه وإن كنت أشك أنه سيكون لديه الوقت ليحكي .
وتنتقل شهرزاد إلي قصه أخري وتقول يحكي أن شاباً يافعاً دخل إلي الجامعه ليتعلم وكان خائفاً من الطباع التي رأها حوله داخل الجامعه لأنه كان شاب ريفي لم يعهد هذا التغيير وصدم بمجتمع مختلف كل الإختلاف وشعر بداخله أنه لن يستطيع أن يكون شيئاً بين هؤلاء الشباب المختلفين عنه ولكنه كتم خوفه رغم إزدياده وحاول أن يتحدي نفسه وأن يثبت لنفسه قبل الأخرين أنه يستطيع أن يتأقلم مع هذا الجو للضروره وحاول مرات ومرات ومع كل مره كان يفشل في أن يخترق جدران هذا المجتمع وكان بنذوي علي نفسه ويظل يبكي من قلة حيلته ومع نهاية كل إنزواءه يمسح دمعته ويعود فيحاول مره أخري وظل هكذا لم ييأس ويحاول ثم يفشل ثم يعود فيحاول ثم يفشل وأخيراً وبعد أن صبر علي محاولاته إستطاع أن يكسر حاجز الخوف الذي إكتشف أنه كان السبب في فشله وتجرأ واستطاع أن ينجح وأن يتحول من شخص منطوي علي فشله إلي طالب ناجح يستطيع أن يكون صداقات وأن ينجح في دراسته وصار لا يخاف هذا المجتمع الجديد وانخرط في دائرته وأصبح يملك زمام أمره وحقق مع ذلك نجاحاً مرضياً أبرزه بين أصدقاؤه ونسي ما قاساه ومرت به الأيام دون دموع .
ويحكي أن ............. فرد شهريار متعصباً عليها عجباً لكي ياشهرزاد مالكي هذا اليوم لا تحكي لي حكايه مكتمله وماتلبثين أن تخرجي من واحده إلي الأخري دون أن نعلم نهايتها فردت عليه شهرزاد مبتسمه يامولاي صبراً قليلاً فلكل حكاية عبره وأنا الليله لا أريد أن أحكي إلا هكذا فإن لم تعجبك حكاياتي فنادي مسرور حتي نستريح من هذا فضحك شهريار ثم قال بل إحكي ولن أقاطعك مرة ثانيه .
وحكت شهرزاد لشاب شاب شعره قبل الأوان وسبق رسم وجهه سنه بكثير ورغم ذلك كان يعيش بداخله طفل صغير يريد أن يعيش طفولته يتمني أن يعود فيلعب في الطرقات وأن يشتري الحلوي وأن يحصل علي لعبه يخبئها في مكان لا يعلمه أحد خوفاً عليها من العبث بها من أحد ، يتمني وبشده أن يعود طفلاً صغيراً لا يفكر في هموم ولا يحمل هم شئ ، فلقد كبر هذا الشاب ووجد نفسه فجأه أنه لم يعش طفولته كما يعيشها أي طفل لقد خطفت منه وسط الأحلام والأماني والتمنيات ولأن عقله كان يسبق زمنه وعمره بكثير لم يعش ولم يستمتع بصغره ككل الأطفال فكبر وظل داخله يرفض أن يكبر ينتظر أن يعيشها ولكن كان الموعد قد فات وشاب الشعر وزادت المسئوليات وصار عنده أطفال يلعبون ويمرحون وهو جالس يخبئي داخله طفله المحبوس بوجدانه ولن يخرج ابداً.
ثم سالت شهرزاد شهريار سؤالاً وقالت أتعلم من هذا الشاب يامولاي فرد عليها شهريار لقد قلت لكي لن أقاطعك ولن أسئلك فإن كنتي تودين القول فقولي ، فقالت شهرزاد ووجهها يعلوه نفس الإبتسامه العذبه إنه نفس الطفل الذي كان في الحكايه الأولي ونفس الشاب الذي كان في الثانيه ففي الأولي قد تجده طفلاً حالماً ومثالياً ولكن في الحقيقه الطفوله لا تعرف ولا تريد ذلك فلكل عمر أحكامه ولابد أن نسير وفقها وهو نفسه في الثانيه الذي إنشغل بإثبات ذاته ووجد نفسه فجأه قد مرت به السنين وحقق لحد كبير ما حلم به في طفولته ولكنه لم يعطي لكل فتره من حياته حقها .
يامولاي لا تحاول أن تسرع يوماً بحياتك لتصل إلي النهايه لأن النهايه بيد الله وجعل حياتنا علي مراحل لحكمه يعلمها إلا هو ولا تحاول أن تقفز عبر مراحل الزمن حتي تصل إلي أمنياتك بسرعه ، فالإسراع بالخطي علي قدر تحقيقه للطموح علي قدر قتله للمشاعر والأحاسيس التي تدفن خلف الهلث وراء الأماني  وستخرج حتماً في يوم من الأيام حين يكون الأوان قد فات ، وما فات أوانه لا ينفع البكاء علي حاله .
فرد شهريار مبتسماً وهذا حالي يا نديمتي لقد عشت كل حياتي منذ الصغر وحتي الأن أجري وراء الملك وها أناذا أجلس معكي لأعيش طفولتي ، تحكيلي حواديت الأطفال حتي أغط في النوم فمازال بداخلي الطفل الذي يتشوق إلي الحكايات .
ونظر شهريار إلي شهرزاد فإذا هي قد بدأت تتثائب فقال لها هل حان موعد النوم ، فردت عليه قائلاً مولاي لقد طلع الفجر وصاح الديك ، وأنا أتشوق إلي النوم وغداً لقاء جديد ، وعاجلها شهريار وأنا كذلك ياشهرزاد سأنتظرك في الغد ، إلي اللقاء يانديمتي ، وردت عليه شهرزاد وهي تتثائب إلي اللقاء في الغد يامولاااااااااااااي .
______________كتبها ______________ وفقي فكري _______________

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق