الجمعة، 10 فبراير 2012

العصيان المدني ومسلسل المؤامرات الخارجيه


هذه الأيام مصر تمر بمرحلة غاية في الصعوبه والثوره في إختبار حقيقي ونحن الأن وفي ذكري يوم خلع الرئيس السابق يوم 11 فبراير 2011 بعد الضغط الرهيب الذي لاقاه هو ونظامه نجد الدعوات تنطلق للقيام بعصيان مدني عام بالبلاد في ذكري هذا اليوم وبعد أن كنا ننتظر أن نقول ما أشبه اليوم بالبارحه ليخرج الشعب في الشوارع مثلما حدث في هذا اليوم ليحتفل بذكري القضاء علي النظام الفاسد ننتظر غداً أن يقبع الجميع في بيته في سكون تام ليصيب البلد بالشلل التام ، فسبحان الله شتان بين اليومان ، فاليوم الأول 11 فبراير 2011 كان يوم بهجه ونشاط وكرنفالات وحيويه وخروج لجموع الشعب في كل مكان رغم أنه يومها كان الدماء مازالت تسيل ولكن الشعب نسي في هذا اليوم كل ألامه وخرج ليحتفل ويعلنها للعالم أنه أقوي من أي قوه في العالم قد تقف في وجهه ، أما اليوم الثاني 11 فبراير 2012 فالشعب يستمع إلي الدعوات المحرضه علي العصيان ومنع العمل والإنتاج كدعوة يأس لتعود بالبلاد إلي الوراء إلي ماقبل نظام مبارك .
كنا ننتظر أن نحتفل في ذكري هذا اليوم بإنتصار إرادة الشعب الأبي علي رموز الفساد والطغيان بدلاً من أن نعلن العصيان علي أنفسنا قبل أن نعلنه علي الدوله ، فالدوله هي في الأصل أنا وأنت ، إبني وإبنك ، جاري وصديقي ، أبيك وأمك ، كلنا نمثل الدوله ، إذاً فالعصيان نعلنه علي أنفسنا لنحتج علي ذاتنا ولنعاقبها علي أننا قمنا بالثوره ونريد أن نستعجل نتائجها .
أنا لست ضد من سيقوم بالعصيان ولن أعاديه ولكن كحق لي كمواطن أرفض أن أشترك فيه لأن وجهة نظري أن من يشارك فيه كمن يضرب بسكين حام قلب مصر مباشرة وبالتالي ينوي قتلها ، وليس صحيح أن هذا العصيان هو سيبل النجاه الأوحد لأن سبل النجاه كثيره دون أن نضر بمصالح الوطن ، إفعل ماتشاء من أجل أن تعبر عن رأيك ولكن دون أن توقف شريان الحياه داخل وطنك حبيبك وملازك أمام الحاقدين .
لقد خسرنا خلال عام الثوره المنقضي في 2011 مليارات الدولارات بسبب قلة الإنتاج وضعف دخل السياحه وخوف المستثمرين وخسائر البورصه وغيرها وغيرها فالسياحه وحدها خسرتنا مايزيد عن ستة مليارات في عام واحد والبورصه خسرتنا عشرات المليارات بسبب هروب رأس المال وزياردة البيع أمام أسهم الشراء ، أما عجلة الإنتاج تكاد تكون متوقفه تماماً منذ أيام الثوره والدوله تدفع مليارات الجنيهات من الرواتب لموظفيها كل شهر دون وجود إنتاج وسهم الإحتياطات النقديه في نزول مستمر ، فهل معني كل ماسبق أن نزيد الطين بله ونقوم بعمل عصيان مدني قد يكلفنا في اليوم الواحد ماخسرناه في عام كامل .
لقد إتضح بعد حملة التفتيش التي قامت بها الأجهزة الأمنيه وجهات التحقيق لمقار منظمات العمل والجمعيات المدنيه أن مصر مخترقه بالكامل من قوي دوليه وخصوصاً من الولايات المتحده الأمريكيه وتحولت البلد إلي ماهو أشبه بفتحات الغربال لا تحمي معلومه أو تخفي خبراً مما جعلها لا حول لها ولا قوه ، ومن مظاهر هذا الإختراق شبكة الجاسوسيه التي تدار داخل هذه المنظمات وتتلقي تمويلاً بالمليارات لتنقل كل معلومات البلد إلي الأعداء ولتتحكم في إتجاه سير الثوره لتكيفها حسب مصالح تلك الدول ، ولقد وصل من الوقاحه والتدخل في شئون مصر أن يشرع الكونجرس الإمريكي قانون يتيح إنشاء منظمات عمل مدنيه داخل مصر دون موافقة الحكومه المصريه وبالتالي فإن هيبة الدوله لا مراعاه ولا أهميه لها ، ولذلك عندما هبت الحكومه المصريه وأخذت خطوه قويه رغم أنها جاءت متأخره حيال هذه المنظمات وحولت 19 من الأمريكيين للقضاء كان من الطبيعي أن تعلن أمريكا الحرب الدبلوماسيه علي مصر من خلال التهديد بقطع المعونات عن مصر والتي هي في الأساس ليست منه ولكنها بند أصيل بمعاهدة السلام بكامب ديفيد بين مصر وإسرائيل ،والمظهرالثاني والأهم للضغط علي مصر لإجبارها علي غلق باب التحقيق في هذه الواقعه هو الحرب البارده والتي تقودها كلاً من أجهزة المخابرات الأمريكيه والإسرائيليه نحو تحريض الشعب المصري علي دعوات تشل الحياه داخل مصر من قبيل العصيان المدني والوقفات الإحتجاجيه وحرب الشوارع بين كلاً من الشعب من جهه والشرطه والجيش من جهة أخري وإحداث توتر علي كل الأصعده للضغط علي الجهات الحاكمه الأن للإستجابه بعدم إتخاذ أي رد فعل حيال أي إختراق داخل الأراضي المصريه .
ومن الواضح أن هذه الجهات تستغل جهات لها مصالح داخل مصر سواء ماديه أوسياسيه مثل حركة 6 إبريل والتي يقودها مجموعه من الشباب لهم مطامع سياسيه وماديه وتدفعهم إلي التحريض علي فعل مثل هذه التوترات .
وأنا بقرائتي هذه لا أقصد تخوين بعض الطوائف ضد طوائف أخري ولكن مصلحة البلد تستوجب أن نضع أعيننا في وسط رأسنا لنعي مع من نتعامل وكيف تسير المصالح السياسيه علي المستوي الدولي ونقرأ بعقل أكثر إنفتاحاً وشمولاً للمواقف لأن المتربصين بمصر كثير جداً ومن يرغبون في عدم إستكمال هذا الشعب لثورته الكثير .
إن من يدعون ويتجاوبون مع فكرة العصيان المدني بمصر هم الأداه التي يستخدمها الأخرون للضغط علي القاده داخل الوطن للتراجع عن مواقفهم المتصلبه ضد التدخل في شئون مصر الداخلية وربما يستخدهمهم الأخرون دون علمهم ويغررون بهم دون أن يعوا ما السر وراء ذلك .
وأعلم أنه ربما يخرج علي الأن من يقول أن معني كلامي هو وصفي للشعب المصري بالعبط لأنه لا يعلم مايقوم به ، وأرد علي هؤلاء برفض هذا الوصف لأن عقول المصريين من أذكي العقول في العالم ولكني أقصد أن الكثير من المصريين بحكم عدم قربهم بالعمليه السياسيه لايعلمون هذه الحقائق وبالتالي فإن إستجابتهم لتلك الدعوات تكون متعاطفه معها معتمده علي عواطفهم وإحساسهم بالظلم .
ونحن لاننكر الظلم والإستبداد الذي مازال لم يرفع حتي الأن حتي بعد الثوره وأيضاً لاننكر أن نتائج ومطالب الثوره لم يتحقق منها إلا القليل ولكن علي الرغم من ذلك نريد أن نثبت للعالم أننا يد واحده ولكن ليس في العصيان بل يد واحده في الإنتاج والعمل وأن نعرف ما يحاك لنا ودون مبالغه حتي نستطيع أن نتخذ قراراتنا ليس علي العاطفه فقط ولكن أيضاً علي قاعده معلوماتيه ونظره شامله تحقق مصلحة الوطن .
حمي الله مصر من شر الأعداء وحفظها لأولادها وأهلها أمنة مطمئنه من كيد الكائدين .

___________________ كتبها _____________ وفقي فكري ________________________

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق