السبت، 10 ديسمبر 2011

نحمل الخير لمصر


لو سألتوني ماذا يعني لك شعار الإخوان المسلمون الذي خاضوا به الإنتخابات البرلمانيه لعام 2011  " نحمل الخير لمصر " وهذا الشعار الذي اختاره الإخوان المسلمون أو بالأدق حزب الحريه والعداله التابع لهم بعد أن تجنبوا الشعار الديني الذي حملوه لعقود طويله وهو " الإسلام هو الحل " ليتجنبوا الوقوع في محظور استخدام الشعارات الدينيه في الدعايه الحزبيه وهذا مايحرمة قانون الأحزاب.
إني كمصري أعيش في هذا البلد عندي تفسير لهذا الشعار أتمني أن يحققه الإخوان وعلي هذا الأساس وضعت صوتي لهم فالخير الذي ننشده لمصر كثير والمجال واسع لكثير من الخيرات التي ينبغي أن يقدمها حزب الحريه والعداله لأبناء مصر كرد للجميل الذي وثق فيهم الشعب وأعطاهم صوته ومن مجالات الخير أذكر ما أفسر به هذا الشعار ومنها :
** إن الخير يعني عندي وفي المقام الأول تحقيق وإكمال الثوره المصريه التي مازلت لم تكتمل ولم يشعر الشارع المصري بنتائجها فمازال الفساد موجود كماهو ومازالت الواسطه هي الأساس ومازال الظلم لم يرفع عن كاهل الناس ومازلنا نجد السلطه تتحكم في الضعفاء وبالتالي فإن الثوره لم تكتمل ونرجوا من الإخوان أن يستكملوها بأن يغيروا من هياكل المؤسسات الحكوميه والقطاع العام وغيرها من الهيئات التي تتبع الدوله والتي مازال يسيرها ويديرها مجموعه من الفلول وتابعي النظام السابق ولم يشعروا بأن النظام قد زال لأنهم هم النظام الحقيقي والذراع الأقوي التي تحكم مصر بالفعل ، وعليهم أيضاً أن يراقبوا وبكل حرص عملية متابعة المحاكمات لعناصر النظام السابق الفاسد والضرب بيد من حديد علي من يسعي وفي الخفاء إلي التطويل المتعمد لها من أجل إيجاد مخرج ومنع أي فساد قضائي قد يحابي لهم .
** الخير الحقيقي هو مرادف للأمن ، الأمن بكل ما تحتويه الكلمه من معني ، أمن المواطن ، أمن الوطن ، الأمن للجميع وليس الأمن الذي يحمي حفنه من الحكام ، إن الأمن الذي يحمي الحاكم ضد المحكوم ليس أمن ولكنه إستبداد وترويع وديكتاتوريه ، الأمن إن أردوه هو حماية المواطن من بطش الظالمين وتحقيق المساواه بين الجميع في المظالم وتطبيق القانون علي الجميع دون النظر إلي وضع أو مكانه حتي ولو طبق علي الحاكم نفسه .
** الخير عندي يعني السعي وبسرعه لتحقيق العداله الإجتماعيه بين أفراد الشعب وتقليل الفارق المهول بين الطبقه الغنيه والطبقه الفقيره التي تمثلها غالبيه الشعب المصري واتخاذ قرارات جريئه وغير تقليديه وبعيده عن الروتين من أجل تحقيق ذلك ويحضرني في ذلك ماقام به جمال عبد الناصر حين قام بإعادة توزيع الثروات علي الشعب وأصدر قانون الإصلاح الزراعي الجديد وقضي علي الإقطاعيين وأعاد توزيع الأرض الزراعيه بين أفراد الشعب ورغم النقد الذي لاقه حينها بسبب ذلك إلا أن هذه الخطوه الجريئه عدلت من حياة جميع المصريين وجعلتهم يلتفون حول جمال عبد الناصر وينهضوا معه بالبلد.
** الخير عندي لمصر يعني إصلاح التعليم وتبني مناهج حديثه لتطوير العمليه التعليميه التي بسبب سوئها ورداءتها خلفتنا عن التقدم كثيراً وألقت بنا بين مصاف الدول التي مازالت تعاني من أمية التعليم حتي الأن ، ولن يأتي هذا التحديث إلا من خلال إيمان صادق من قبل الحاكمون لهذا البلد بأن التعليم والتربيه والعلم هم الطريق الوحيد من أجل الحاق بمصاف الدول المتقدمه .
** الخير لمصر الذي يتبناه الإخوان شعاراً لهم أن يخقلوا مناخاً من الحريه والديمقراطيه والتي حرمنا منها كثيراً والشعب متعطش لها ومتحمس لممارستها بشده ولن يسمح لأحد بعد الأن أن يسلبه هذا الحق الذي استعاده الشعب بالدم والنار .
** الخير لمصر له مجالات كثيره ولكن أيضاً منها أن يحقق الإخوان الإصلاح في القطاع الصحي والذي لا يستفيد منه إلا قطاع الأغنياء فقط والفقراء يعانوا من روتين اللف والجهاد من أجل الحصول علي علاج من أهات الزمن والذي قد يموت الأغلبيه منهم قبل أن يحصلوا علي هذا الحق .
** الخير عندي يعني أن يسعي الإخوان إلي الإصلاح الإقتصادي لهذا البلد وأن يجدوا سياسه تحقق فرص عمل لملايين الشباب من العاطلين علي القهاوي وعلي نواصي الحارات وأن يعتمدوا العداله والتكافؤ في فرص العمل بين كل شباب مصر .
الخير الذي يحمله الإخوان لمصر له مجالات كثيره ويمكن لغيري أن يذكر أكثر مما ذكرت من مجالات الخير التي تتيح للإخوان تقديم الخير لمصر من خلالها ولكن السؤال الأهم هو كم سيحقق الإخوان من الخير لمصر وإلي إي حد سيكونون جادين في تذليل الصعاب التي ستواجههم من أجل تحقيق هذا الخير ؟
نحن جموع الشعب المصري حملنا نحن أيضاً شعاراً للإخوان يقول " نحمل الخير لكم " وقد قدمناه لهم فعلاً من خلال صوتنا الذي أيدهم ودفع بهم إلي المقدمه وجاء الدور عليهم ليحققوا شعارهم لنا .
فهل سيتحقق الشعار أم أنه سيكون لوجو إنتخابي سيأخذوا منه مرادهم ثم يتركونا نجهاد بعده من أجل أن نعثر علي من يحمل بالفعل الخير لمصر ، نحن ننتظر ونرجوا من الله كل الخير لهذا الشعب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق