السبت، 26 نوفمبر 2011

الثورة المصريه كلاكيت تاني مره

يبدوا أننا سنعيش مره ثانيه الثمانية عشر يوماً التي ظل فيها الثوار معتصمون بميدان التحرير لخلع مبارك وتوجت تلك الأيام بتنحيه وتسليم السلطه إلي المجلس العسكري خلفاً له ، والأن الثوار عادوا مره ثانيه للإعتصام بميدان التحرير بعد مايقرب من العام علي الثوره في مرحلتها الأولي وقد مر حتي اليوم ثمانية أيام من الإعتصام المتواصل داخل الميدان .
والمدقق في الأيام الحاليه يجد أن الثوره تعيد نفسها مره ثانيه إلي نقطة الصفر وتعيد نفس المواقف التي حدثت من 25 يناير وحتي 11 فبراير ، فاليوم المعتصمون من الثوار يطالبون بتنحي المجلس العسكري الذي تسلم السلطه من مبارك المخلوع وتسليمها إلي مجلس رئاسي مدني يقوم بتسيير شئون البلاد حتي الإنتخابات الرئاسيه ، وكالعاده المجلس العسكري يرفض مثلما رفض مبارك بحجة أنه يريد ترك الحكم ولكن يخشي من الفوضي لأنه تهمه مصلحة البلاد ، ونفس ماحدث في المرحله الاولي من الثوره يعود الإعلام ليزيف الحقائق ويحاول أن يظهر مظاهر التأييد للمجلس العسكري علي أنها كبيره بين صفوف الشعب ، فمثلما حدث في المرحله الأولي وصور مظاهرات التأييد لمبارك في ميدان مصطفي محمود بالمهندسين وميدان روكسي بمصر الجديده ،ورغم أنها كانت قليلة الأعداد كان التلفزيون المصري ينقلها علي أنها كبيره ولا يصور أي شئ عن ميدان التحرير بحجة أنه لا توجد كاميرات متوفرة للتليفزيون بالميدان _علي حد قول وزير الإعلام الأسبق أنس الفقي_ وكانوا يستعيضون عن ذلك بتصوير نهر النيل ومنطقة الكورنيش ليقولوا للناس أن الأمور هادئه ،يأتي الإعلام المصري اليوم ليكرر نفس الأسلوب وبغباء كامل لأنه لم يأخد العظه من قبل ويصور مظاهرات التأييد التي انطلقت بميدان العباسيه والمؤيده للمجلس العسكري ويصفها بالمليونيه ويركز كاميراته عليها لتظهر عدد المؤيدين بالعدد الكبير ثم تذهب إلي ميدان التحرير لتقول أنهم بالألاف وتركز علي الجزيره الوسطي بالميدان لتقليل عدد المتظاهرين ، ويستمر التلفزيون المصري في استقبال المداخلات الهاتفيه التي تصف الثوار بالبلطجيه والخارجين عن القانون ، مثلما حدث بالضبط في أيام الثوره الأولي .
أما إن توجهنا إلي جانب المواجهات الأمنيه بين الثوار وجنود وزارة الداخليه نجد أنه يوجد إختلاف كبير بين ماسبق واليوم من مواجهات فالمواجهات في المرحله الحاليه للثوره أشد وأعنف واشد ضراوه من جانب جنود الأمن المركزي _ الذي يقبع اللواء أحمد رمزي قائدها الأن في السجن بسبب ممارساته في قتل الثوار في المرحله الأولي للثوره_ لأننا سنجد استخدام قنابل مسيله للدموع أشد وأعنف من الأولي واستخدام الطلقات الناريه بشكل أوسع ونتج عن ذلك بالطبع سقوط عدد اكبر من الضحايا لو قارنا بين عدد الضحايا في المرحله الأولي والمرحله الثانيه .
أما الإنفلات الأمني فلم نجد فيه الجديد لأنه حتي الأن ومنذ أكثر من عشرة أشهر لم يعد الأمن والأمان للشارع المصري ولم تعود الداخليه التي قالوا عنها أنها مكسوره من ثورة خمسه وعشرين يناير إلي عملها الحقيقي في حماية المواطن المصري وإشعاره بالأمان ، وبعد ما يحدث الأن من مواجهات وشراشه بين الثوار والداخليه فإننا نستطيع أن نقول أن الداخليه لم تكسر في المرحله الأولي للثوره ولم تتأثر بالثوره بل بالعكس فإن الإنفلات الأمني الموجود حالياً متعمد من جانبهم ، فيكف تكسر الداخليه وهي مازالت تقتل العشرات من المدنين في أيام قلائل؟!!
وحتي في تعامل المجلس العسكري مع الأمور نري نفس اسلوب الفكر القديم ويذكرنا بنفس اسلوب مبارك حينما تزايد الضغط عليه مما جعله يقيل حكومة أحمد نظيف وتعيين وزارة جديده تحت قيادة أحمد شفيق ولم يأتي بجديد ، وهكذا تعامل المجلس العسكري فأقال وزارة شرف وكلف رجل من النظام السابق عمره يقترب من الثمانين لتولي الوزاره ومع احترامنا الكامل لكمال الجنزوري ومافعله خلال فترة رئاسته للوزاره ايام مبارك إلا أننا نجد أنه تكرار لنفس الفكر البائد في التعامل متأخراً مع الأحداث وتجاهل دور الشباب والوجوه الجديده التي قد ترضي ثوار مصر.
إذاً الحقيقه الوحيده الثابته الأن أمام أعيننا أن الثوره المصريه لم تكتمل ومازالت تعيش مرحله ثانيه من ثورتها لأن كل ماسبق يفيد بأن المرحله الأولي لم تغير أي شئ ولم تسقط النظام الفاسد الذي مازال يدير البلاد ويتعامل مع الشعب علي أنه قطيع من المحكوم عليهم بالسمع والطاعه ، وأثق أن الشعب الذي ضحي بأبناءه ومازال يضحي لن يرجع مره أخري إلي الوراء ولن يسمح بإنتكاسة الثوره والقضاء عليها مهما كانت الظروف أو الأسباب وليأخد المصريين عبره من المرحله الأولي ولا يتركوا المرحله الحاليه حتي يتحقق القضاء علي ما لم تقضي عليه الثوره في مرحلتها الأولي لنتجنب مراحل أخري قد تؤخر مصر إلي الأسوء في مراحلها القادمه.
حفظ الله مصر وأيد علي دروب الحق كفاح أبناءها وشعبها وحقق لهم ثمرة نضالهم وكللها بالنجاح لتصل مصر بفضلهم إلي مكانتها الحقيقيه بين شعوب العالم.

___________كتبها___________وفقي فكري_____________________


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق