الخميس، 24 نوفمبر 2011

ثرثرة حول الميدان

حديث الساعه ، وملتقي أنظار العالم ، ونقطة إهتمام القنوات الفضائيه المختلفه المحليه والعالميه ، ماده خصبه لصفحات النت وخصوصاً الفيس بوك ،حوارات ونقاشات وتوافقات واختلافات ، تصريحات صحفيه ولقاءات إعلاميه ، هذا هو حال أشهر ميادين العالم الأن ، إنه ميدان التحرير الأشهر عالمياً والأسخن في الأحداث الآن ، والمؤثر علي إقتصاد البلاد والمتحكم في بورصتها وبورصات الكثير من الدول ، ميدان التحرير الذي مررت منه كثيراً وبصفه روتينيه ولم أكن أتصور يوماً أنني سأتمني أن أتواجد فيه ، وأن هذا الميدان سيسطر يوماً تاريخاً لهذه البلد .
هل تعلمون لماذا سمي ميدان التحرير بهذا الإسم ؟
ميدان التحرير كان إسمه قديماً أو في بداية إنشائه بإسم ميدان الإسماعيليه نسبة إلي الخديوي إسماعيل ولكن في الخمسينيات من القرن الماضي تغير إسمه إلي الحالي لأن هدي شعراوي خرجت إليه بصحبة مجموعه من النساء تهتف ضد الإحتلال الإنجليزي وهن يقلن "يسقط الإنجليز.....يسقط الإنجليز" ثم مالبثت أن خلعت هي ومن يرافقها من النساء الحجاب وداست عليه بالحذاء ثم اشعلت فيه النار كعلامه علي تحرير المرأه المصريه من الحجاب والإنطلاق إلي الحريه فسمي بسبب هذه الواقعه ميدان التحرير.
أما تصميمه فجاء يحاكي في تصميمه ميدان شارل ديغول الذي يحوي قوس النصر في العاصمة الفرنسية باريس حيث كان الخديوي إسماعيل يخطط القاهره مثل العاصمه الفرنسيه باريس .
إذا ميدان التحرير جاء ليرمز إلي تحرير المرأه من كل الممارسات التي رأتها في ذلك الحين تكبت حريتهن وتدفعهن إلي الرجعيه ، رغم أن هذا ينافي الدين الإسلامي الحنيف الذي يأمر بغير ذلك ، ففي حين يري المتحررون أن خلع النقاب هو الحل نحو الحريه وأفاق المستقبل للمرأه المصريه العصريه يري الإسلاميون أن عكس ذلك هو الدفعه الكبري لعزة الأمه وحفظ كرامتها ، وحتي في وقت وقوع هذه الواقعه إستنكرها الإسلاميون ورحب بها العلمانيون وغيرهم ممن يريدون محاكاة العصر الحديث في التطور.
واستمر الصراع حول وجهتي النظر لما وقع في الميدان من هدي شعراوي واستمر إلي أن لف الزمان دورته وعاد ليشهد مره أخري نفس الصراع بين الإسلاميين والعلمانين ولكن هذه المره علي نطاق أكبر وهو هل مصر دوله مدنيه أم إسلاميه؟ طرح الخلاف أيضاً في الميدان حول مصير مصر وفي نفس الميدان .
وبصراحه وبكل وضوح أصل وجذر المشكله هوشقين للخلاف ، الشق الأول هو محاولة الإسلاميون إنتهاز الفرصه والقفز إلي الحكم والسلطه بعد حقب من التضييق والإضطهاد وتحويل البلد إلي بلد تحكم بالشريعه الإسلاميه والشق الأخر يخافون من هذا التيار ويحاولون بكل ما أوتوا من قوه لمنع التيار الإسلامي من الوصول إلي مبغاه ومن هنا ظهرت الفتنه وهي بسبب الصراع والتكالب الشديد علي الحكم بين هذان التياران الرئسيين ، ويعود الزمان مره ثانيه ليشهد ميدان التحرير حركه تصحيحيه من قبل التيار الإسلامي لنفس الموقف الذي قامت به هدي شعراوي ليعودوا بالمرأه للبس الحجاب وبالصدفه البحته يكون نفس الميدان الذي خلع فيه الحجاب مثار جدال للعودة الحجاب من عدمه .
أما النقطه الأخري المهمه في هذا المحور هي أن نصف قصة تسمية الميدان قيل فيها أن هدي شعراوي هتفت فيه ضد الإحتلال الإنجليزي " يسقط الإنجليز...يسقط الإنجليز" وبالفعل بعدها حررت البلاد من الإحتلال الإنجليزي وغادر بلا رجعه أتعلمون لماذا؟
لأن هذا الهتاف إلتف حوله جميع المصريين ، محجبين وغير محجبين ، مسلمين وأقباط ، علمانيين وإسلاميين ، كل طوائف الشعب المصري هتفت في توافق "يسقط الإحتلال" فسقط الإحتلال، علي عكس نصف القضيه الأخرالذي لم يتوافق عليه جميع المصريين فلم يحل حتي يومنا هذا ، ومعني هذا إن الشعب حينما إختلف علي قضيه ، لم تحل ودارت مع الزمن وهانحن الأن نعاني منها أشد المعاناه ، أما حينما توحدنا تحت مظلة مصلحة الوطن قضينا سريعاً علي الإحتلال إلي الأبد .
الميدان شهد قصة  فيما مضي سمي بإسمها لها شقان ؛ احداهما  خاص بالإحتلال حل للابد والأخر خاص بالحجاب لم يحل حتي اليوم ، والميدان اليوم يشهد نفس القصه ولها أيضاً شقان؛ شقها الأول أسقط النظام وتحرر من الإحتلال ولكن هذه المره كان إحتلالاً داخلياً تمثل في الفساد والإستبداد وكان أيضاً السبب فيه هو توحد جميع طوائف الشعب علي كلمة سواء ضد الظلم والتجبر فذهب هو الأخر إلي اللارجعه ؛ والشق الثاني كان أيضاً مثل مثيله في القصه الأولي وتمثل في الصراع حول شرعية البلاد وهل هي مدنيه أم إسلاميه (بحجاب أم بدون حجاب) وتكرر نفس السيناريو ولم يتوحد علي هذا المطلب أطياف الشعب المصري فلم يحل وصرنا في صراع شديد بسببه.
وكأن قدر هذا الميدان أن يشهد قصه تكرر ، هي هي نفسها القصه وهي هي نفس الأحداث ، ولكن الفرق في الموقف الحالي أن إسم الميدان لم يغير لإسم جديد ربما لأنه لم يتم حتي الأن إحراز إنجاز ملموس ليسمي بإسمه مثلما حدث في الماضي.
وعلينا في النهايه أن نطرح علي أنفسنا سؤال ، هل ستحل هذه المره المشكله ؟ وهل سنشهد نهايه لقصه تكررت مرتين علي أرض الميدان نفسه ؟ أم اننا سننتظر حتي مجئ التكرار الثالث للقصه لننظر هل ستحل أم نؤجلها إلي مرات تاليه؟


______________كتبها_________وفقي فكري________________________




 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق