السبت، 26 نوفمبر 2011

معركة الإنتخابات واختبار الحريه

رغم أن المسيطر الأن علي الساحه هو الموقف الحالي الموجود بميدان التحرير من اعتصامات من أجل تصحيح مسار الثوره إلا أننا مقبلون بعد ساعات علي انتخابات برلمانيه هامه هي التي ستحدد مسار الحياه البرلمانيه وبالتالي السياسيه لمصر في المرحله القادمه وهي الفتره الهامه التي ستعتبر فتره انتقاليه لنعبر إلي الإستقرار ومن هنا تأتي أهمية هذه الإنتخابات ، كما أنها تعتبر أول انتخابات تجري في إطار من الحريه وحرية التعبير عن الرأي.
والسؤال الأهم الأن هل سينجح الشعب المصري في إختبار الحريه الذي يخوضه لأول مره في تاريخه ؟ أم أن المحفل الإنتخابي سيتحول إلي معركه شرسه يستخدم فيها كل الطرق والأساليب من أجل سيطرة تيار معين علي النتائج.
والحقيقه التي أراها وأخشي بسببها علي العمليه الإنتخابيه هو ضعف العمليه الأمنيه التي تجري فيها الإنتخابات كما أن التخبط مازال هو سمة الفتره الحاليه ومازلنا نحكم بنظام الأهواء ونتخذ الإجراءات والقرارات بشكل فجائي ومتأخر جداً ولا يتناسب مع الوضع الحالي فمثلاً نجد أن المجلس العسكري يقر قانون افساد الحياه السياسيه بعد إغلاق قبول طلبات الترشح في البرلمان وبالتالي فإن القانون لا يمكن أن يفعل علي من رشح بالفعل وقبلت أوراق ترشحه ولو فعل القانون فإن ذلك سيعطي الزريعه للكثير للطعن علي تلك الإنتخابات وبالتالي إبطالها وإفشال جميع الجهود التي قمنا بها وكأننا لم نفعل شئ ونعود إلي المربع رقم صفر.
والمثل الثاني علي التخبط هو الإعلان في وقت متأخر عن جعل انتخابات كل مرحله علي يومين بدلاً من يوم واحد وذلك قبل ساعات قليله جداً عن بدء الإنتخابات رغم أنني نما إلي علمي من أيام أن المسئولين أبلغوا المشير طنطاوي أن عملية انتخاب اليوم الواحد لكل مرحله لن تكفي لتصويت جميع من يحملون بطاقة الرقم القومي وأن المشير لم يوافق علي ذلك خشية أن يتهمة الشعب أنه بذلك سيترك الفرصه للتزوير ورغم ذلك سكت أيام ثم أصدر مرسوماً بقرار بالتعديل إلي التصويت علي يومين فلماذا سكت كل تلك الأيام ليعلن عنها ويعدل من رأيه في اللحظات الأخيره ولو إعتبرنا سكوت المشير كان ليضع تصور لكيفية تأمين الصناديق خلال الليله الأولي من الأنتخاب ولكن العجيب أن القرار صدر ولم يصرحوا عن كيفية حماية الصناديق ومنع التزوير غير ما خرج به رئيس اللجنه العليا للإنتخابات من أن المقار الإنتخابيه ستغلق بالشمع الأحمر حتي صباح اليوم الثاني ونحن نعلم جميعاً أن هذا الإجراء هش وليس ضمانه ولا يعد الحمايه الكافيه من التزوير أو التلاعب في الصناديق.
وأخر المفاجأت أن اللجنه العليا للإنتخابات تدرس بعد أقل من 24 ساعه من الإنتخابات تأجيل محافظتي القاهره والأسكندريه لمراحل إنتخابيه تاليه واستبدالهما بمحافظات أخري خوفاً من الإضطراب الأمني فيهما ، فكيف سيتم تجهيز المقار الإنتخابيه واللجان في اقل من 24 ساعه بالمحافظتين الجديدتين وكيف سنتمكن من وضع الخطه الأمنيه -إن كان هناك خطه أمنيه في الأساس- لهذه المحافظات وغيره من الترتيبات التي تحتاج لمزيد من الوقت لإعدادها ، والله أعلم ماذا يمكن أن يخرج علينا من قرارات جديده وفجائيه حتي اللحظه الأخيره للإنتخابات.
كل هذا يحدث والوقت يمر ونقترب بعد ساعات قليله من توجهنا إلي اللجان الإنتخابيه لنختار من يمثلنا في برلمان مصر برلمان الثوره وأصبح لازماً علينا أن ندخل اختبار الحريه الذي لا مفر سنجتازه سواء بإرادتنا أو رغماً عنا وسواء توجه الجميع أو القليل فإن النتائج ستخرج علينا لتعلن النتائج وستؤثر علينا جميعاً ولذلك فالأفضل والأصوب أن نشارك جميعاً فيها لنضمن خروج نتائجها بالشكل الذي يلبي رغبة أغلبية الشعب المصري.
لقد اصبحنا الأن مثل الطالب المقبل علي امتحان مصيري ولم يجهز له وعليه أن يدخله لأن الإمتحان سيتم سواء بحضوره أم بدونه وأنه هو الخاسر الوحيد وبالتالي فإن تخلفه يعني التخلف عن زملائه وأصدقائه وهذا حال الإنتخابات المقبله لأن الإنتخابات لو لاقت مقاطعه من البعض بسبب الإعتراض علي إجرائها في الظروف الحاليه فإنها ستجري وستعلن النتائج وستفرض علي الباقين فرضاً ورغماً عنهم وبالتالي فإن المشاركه فيها هو الحل الأفضل والمناسب لضمان أن تكون نتائجها معبره عن توجهات واختيارات غالبية الشعب .
نتمني أن تكون معركة الإنتخابات معركه في الحريه فقط وألا تتحول إلي معركه حقيقيه تفسد إحتفالنا ببرلمان الثوره ، ونتمني أيضاً أن نستغلها خير إستغلال وأن تكون إختبار حقيقي للحريه يفرز أحسن مافي الشعب المصري .
__________كتبها__________وفقي فكري_________________




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق