الاثنين، 21 نوفمبر 2011

الموجودون بالميدان بلطجيه أم ثورجيه؟

هل الموجودون الأن بميدان التحرير بلطجيه أم ثورجيه ؟ سؤال يطرحه الكثير من المتابعين للأحداث بالميدان واختلفوا بين من يقول أنهم بطلجيه وأخرون يقولون ثوار والذي يتبني القول الأول كالعاده الإعلام الحكومي ووسائله التي لم تزل تمارس نفس اسلوبها العقيم في تناول الأزمات وتبث حواراتها العقيمه التي إعتدنا عليها خلال العشرات من السنين الأخيره وأيضاً مارسوها بشده خلال ثورة يناير ويأمرهم بقول ذلك المسئولين الذين إعتادوا أن يخرجوا علينا في كل لحظه بجمل غير مترجمه مع أنها باللغه العربيه لتقول أن كل هؤلاء مثيري شغب وأما من يتبنون القول الثاني فهم من يسموهم بالقله الذين هم أنفسهم من الموجودين في الميدان والكثير من الأغلبيه الصامته التي تشاهد بدأب وحرص شديد وايديهم علي قلوبهم ويرون أن هؤلاء هم الثوار الحقيقيون الذين يخافون علي البلد وعلي مكاسب الثوره .
الذي يشاهد الأن الإعلام المصري الحكومي يجد أننا لم نتحرك ولو حتي خطوه واحده نحو أي تغيير وكيف يكون التغيير وهناك أركان النظام الفاسد مازالت موجوده ولم تتحرك عن كراسيها وكلهم موجودون ويديرون مؤسساتهم بحريه كامله بل وبحمايه من قادة البلاد وقالوا لنا أن الإعلام لن يكرر ماحدث في أيام ثورة 25 يناير وتكرر مراراً وتكراراً في ازمة العباسيه وبعدها في أزمة ماسبيرو وغيرها من الأزمات التي حدثت ولم يغير الإعلام المصري اسلوبه في التعامل مع الأحداث ونري اليوم نفس ماكان يحدث ايام ثورة 25 يناير في أحداث التحرير وكأننا نري موقعة الجمل أو موقعة الفلول والكاميرات تنقل الصوره من بعيد وتقطع الصوت لتقول للجماهير أن الأمر عادي أن مايحدث حاله من الشغب يقوم بها مجموعه من البلطجيه ، بل والأكثر من ذلك يتكرر نفس سيناريو الإتصالات الهاتفيه من شخصيات مختاره بعينها لتحذر من البلطجيه وتستغيث من خراب البلد بسبب مجموعه من المرتزقه ولو ظللت لدقائق تتابع هذا الأسلوب ستجد نفسك مستفذ ممن يتواجدون بالميدان وتود أن تذهب لتخرجهم بنفسك من داخله.
أما موقف الداخليه فهو هو نسخه بالكربون من ممارسات حبيب العادلي أيام الثوره بل وأشنع وأشد من ذي قبل وهذا هو الأخر يرجع إلي أن القيادات الكبري التي تقود الأن هي هي التي كانت أيام حبيب العادلي ولم تتغير ومعني هذا أن حركة الداخليه التي قام بها منصور العيسوي وزير الداخليه إبان توليه المنصب الوزاري ليست إلا شكل صوري لم تنحي القيادات القديمه والدليل علي ذلك هو ممارسة نفس الأسلوب القديم واللجوء إلي الحلول الأمنيه العقيمه التي لاتستمع إلا لصوت البارود وإستخدام السلاح بنطاق واسع .
ونتجه إلي أداء المجلس العسكري الذي يتقمص دور مبارك في طريقة تصرفه ويأتي رد فعله بطيئاً ومنعزلاً عما يحدث من احداث داخل الميدان وفي كثير من عواصم المحافظات وكالعاده اصابتهم لعنة السلطه وصموا أذانهم عن صوت الثوار ومطالبهم وساروا يتصرفون بشكل منعزل وبرد فعل غايه في البطئ عكس تسارع الأحداث التي تتغير كل لحظه الأن بساحات ميادين مصر ، وسبحان الله هذا المجلس هو هو نفسه الذي تولي تيسير البلاد عقب تنحي مبارك مباشرة وكانوا يخرجون علينا كل لحظه ببيان تطيباً لخاطر الثوار ، والأن ماذا حدث ؟! لقد اصابتهم لعنة السلطه ويبدوا أن هذا منصب القياده مفيرس بفيروس التعالي والكبرياء والزهو ، ومعني هذا أننا سنعود مره أخري إلي نقطة الصفر ومعني هذا أيضاً أننا لم نحرز أي تقدم جراء قيام ثورة 25 يناير وأننا خدعنا وكانوا يخدعوننا بأن العربه تسير والحقيقه هو أن الفساد هو فقط الذي كان يسير ونحن كنا نسير علي الواقف بدون حركه.
أما الجديد في نبرة القاده هذه المره هو نبرة الدين والتحجج بالإسلامين أو التيار الإسلامي وإلقاء اللوم الكامل علي أن الإسلاميين هم السبب في الأحداث التي تجري الأن بميدان التحرير بسبب خروجهم في مليونية المطلب الواحد وهذا ما أدي إلي تصاعد الأزمه واستثار الجمهور، والجديد هنا أن الحكومه والمجلس العسكري إبتعدت هذه المره عن القوي الخارجيه والخطر الخارجي الذي لم يظهر مطلقاً علي الساحه-مثل ماحدث ايام ثورة يناير- وكان البديل عنه هذه المره هو التخويف من الحركات الإسلاميه التي اصبحت بديلاً لمخاطر الخارج
ونتجه الأن إلي سؤالين مهمين يجب أن نواجه بهم أنفسنا :
الأول: ماهو السبب الحقيقي وراء كل هذا ؟؟؟
والثاني: ماهو الحل للخروج من الأزمه؟؟؟
أما السؤال الأول فهو من وجهة نظري البحته أن السبب وراء ماسبق أننا حينما قمنا بالثوره لم نكملها حتي النهايه واستعجلنا الغتائم مثلنا مثل ماحدث للمسلمين في غزوة أحد حينما استعجل المسلمون الغنائم رغم أن رسول الله صلي الله عليه وسلم امرهم ألا يتركوا أماكنهم إلا حينما يأمرهم بذلك ونزلوا ليجمعوا الغنائم حينما تقهقر الكفار وظنوا أنهم قد إنتصروا فكانت النتيجه هي هزيمة المسلمون بسبب إستعجال النصر ، وهذا ما فعلناه مع الفارق أننا لم نحارب كفار في الميدان ولكن الثوار تركوا أماكنهم بسرعه دون أن يؤمنوا الثوره ويصلوا بها إلي بر الأمان وكان من المفترض أن تقضي الثوره علي جميع ازيال الفساد التي مازالت موجوده ولم تتأثر أبداً بالثوره وكأنها في عالم أخر وظلت تدير مؤسسات وهيئات البلاد ، واقصد بأزيال الفساد هنا قمة القياده في البلاد وقمم المؤسسات العامه الهامه التي تشكل اركان الدوله، والجانب الأخر من سبب مانحن فيه هو الجزء الخفي هو التصارع الشديد علي السلطه والحقيقه أنه يوجد منذ قيام الثوره وخلع مبارك من الحكم تكالب شديد علي تولي منصة القياده في البلاد وهو متمثل في طرفين أساسين الطرف الأول هو التيار الليبرالي العلماني وهذا الطرف يدعمه فلول النظام السابق والموجودين حالياً في تسيير البلاد لأنه فيه أمان من عدم محاسبتهم في المستقبل والطرف الثاني هو التيار الإسلامي وهذا الطرف يمثله الإخوان والسلفيين وهؤلاء يدعمهم كثره من الشعب المصري الصامت الذي ينتظر الإنتخابات البرلمانيه وهذا الطرف بالتالي من مصلحته أن يهدأ من أجل أن يصل إلي صناديق الإنتخاب ليعتلوا منصة القياده بطريقه شرعيه وعليه ولذلك فإن الطرف الأول يخاف من الطرف الثاني ولن يسمح له بذلك ومن هنا يضعون العراقيل والأزمات من أجل تطويل الفتره الإنتخابيه لإيجاد حل للخروج من الصراع مع الحركات الإسلاميه بمكسب أو علي الأسوء هو فرض المؤسسه العسكريه في النهايه علي الشعب المصري وإرغام الجميع علي القبول بحكمه للخروج من الأزمه وهذا يعني بطريقه مباشره فشل زريع للثوره وإنتكاسها وعودة سيادة الوجوه القديمه علي البلد .
والسؤال الثاني وهو الأهم ماهو الحل للخروج من الأزمه ؟ والحل أطرحه أيضاً من وجهة نظري هو أن نباشر ضبط النفس من اجل أن نصل إلي صناديق الإنتخاب التي ستعبر عن رأي الشعب المصري نحو من يختاره ويميل إليه سواء كان علماني أو إسلامي والإنتخابات هي الحقيقه الوحيده الباقيه التي نأمل أن نصل إليها لنقلل من الفتره الإنتقاليه وبالتالي سنضيع علي من لهم مصلحه في أن تظل البلاد هكذا في حالة فوضي وبالتالي فإن علي المجلس العسكري فور انتهاء الإنتخابات البرلمانيه أن يقيل الحكومه المؤقته وأن تترك الحزب أو التيار الذي حاز علي الأغلبيه في تشكيل حكومة الشعب التي اختارها بكامل إرادته ، أما أن نقيل وزاره الأن ونشكل اخري فمعني هذا أننا نجري في المكان يعني أننا نجري علي الواقف وأهدرنا طاقتنا ونحن واقفون مكاننا لأن هذا معناه أننا في حالة إقالة الوزاره فإننا سنؤجل إجراء الإنتخابات لحين تشكيل حقيبه وزاريه جديده ولنعطيها فرصه لتستعد للإنتخابات وتجهز لها .
وفي النهايه أود ان اقول أن ليس معني كلامي أنني معترض علي حالة الثوره التي تجري داخل ميدان التحرير وفي ميادين أخري الأن لأنها حدثت واللي حصل حصل ، وخصوصاً أنه وقع من بين الثوار عشرات القتلي حتي الأن ، ولكني أدعوا الحكماء والمخلصين أن يدعوا إلي التهدئه بين كل الأطراف وأن نتماسك رغم أي استفزاز من اي طرف لنعبر بمصرنا إلي بر الأمان وساحة الحريه الحقيقيه وعلي جهاز الشرطه أن يترك السلمين أن يتظاهروا كمايريدون طالما أن ذلك له طابع السلميه .
اللهم احفظ مصر من الأحقاد والصراعات والفتن وحقق له موعودك بالأمان علي أرضها...... اللهم أمين.



_______________كتبها____________وفقي فكري____________________




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق