الاثنين، 10 أكتوبر 2011

منهم لله

منهم لله كل من قاد الشعب المصري لكل هذا الكبت والشعور بالظلم ، من جعل الحقد والغل يتراكم بداخل كل بيت من الإستبداد والتحكم والتسلط ، من حول الديمقراطيه إلي كلمه واهيه لا ننتفع بها إلا الكبار وعلية القوم ، من جعل رأس المال للصفوه وبقية الشعب يتلظي من أسي الجوع وجحيم الفقر منهم لله.
إن الذي نراه الأن بمصرنا هو نتيجه لكل ممارسات الأنظمه الرئاسيه السابقه والتي لم نري منها تطبيق حقيقي للديمقراطيه وأختتمت بنظام سارق لكل احلام المصريين ، سرق لقمة عيشهم ووجهم إلي مقالب الزباله يبحثون فيها عن كسرة خبز ، سرق وظائفهم وأعطاها لمن يملك دفع الرشوه ومن يملك كارت وساطه وألقي بالباقين إلي القهاوي والغرز والتسكع علي نواصي الطرقات.
نظام مبارك المنقضي استطاع أن يقتل كل الأحلام والطموح داخل كل شباب الشعب وحولهم إلي مسوخ لو سألت واحداً منهم عن أقصي طموحه فسيجيب عليك فوراً "الشغل" وأخر سيجيب"الشقه" وأخر "الزواج" وغيرها من الواجبات التي تعتبر من أساسيات الحياه وليست من الأمنيات أو الأحلام.
إني حزين علي ما وصلت به الحال الأن بالشارع المصري ، فكل يوم اعتصام واضراب ومظاهره وتوقفت عجلة الإنتاج وأصبح الكل يتحدث في السياسه  والكل يعترض ويسب ويتهم ، وتفرق الجمع وأصبح شتات بعد النظام .
اني اتحدث الأن كمصري ابكي حينما اري كل مايحدث بشوارعنا الأن وأجد أن الأمن قد ضاع والفرقه قد سادت وتحزب الشعب وانطلقت الشائعات والفتن واصبحنا نتحدث عن مسلمين وأقباط ، اسلاميون وعلمانيون، وزاد اللغط وحول دوله مدنيه ودوله اسلاميه وغير ذلك من القضايا التي لن تصل بنا إلا إلي مزيد من التفرق والأنقسام .
انا شاب لم اعيش فترة حرب اكتوبر ولكن حكي لي عنها والدي وسمعت عنها من وسائل الإعلام وتابعت وصف حال الشعب وقتها من المعاصرين ، ونحن الأن في ذكري نصر اكتوبر الذي انتصر فيه الشعب المصري قبل الجيش علي هزيمته وتغلب علي مرارة الذل التي لحقت بنا ، وعبر الشعب قبل أن يعبر الجيش الحاجز النفسي الذي أراه في وقتها كان أقوي مما نحن الأن فيه فأستطاعت مصر أن تعبر بذلك العبور العظيم وبدأنا بسبب التكاتف الحقيقي ، ليس بالقول ولكن بالواقع ، إلي أفاق الإستقلال والعزه والكرامه وكما يقولون دائما ضربنا مثلاً يحتذي به في الصبر حتي وصلنا إلي بر الأمان وشاهد العالم بناة الأهرامات يسطروا في صفحات التاريخ صفحات من النور .
أين تلك الأيام ، إننا الأن احوج ما يكون إلي أن نعيش هذا الشعور وأن نتغلب علي كل الأحقاد والكبت الذي ورثناه من نظام ظالم وأن نطوي صفحة الماضي القريب لنعبر إلي أفاق المستقبل المديد وأن نحافظ علي أرضنا ووطننا وترابه من المتربصين .
أنا مع الجميع وخصوصاً الشباب الذين عانوا أشد المعاناه من كل ممارسات حاشية مبارك ولكننا لن نقف نبكي علي اللبن المسكوب ونظل نحارب في صفحة فساد طواها الشباب انفسهم بثورة 25 يناير ، يجب أن نعلم جيداً ان نار الإنتقام من هذا النظام ستلسعنا نحن اولاً قبلهم وستأخرنا في أنقاذ الوضع وسيحوله من السيئ إلي الأسوء ولن نحصد من وراءه إلا إعطاء فرصه لمن يتحين الفرصه ليقتنص الفرصه من أجل أن يضع قدمه علي تراب وطن شريف لم ولن تلوثه أقدام أعداء أو تدخلات خارجيه.
لينظر الشباب الأن إلي وضع غالبية الدول العربيه التي حاولت وتحاول الأن أن تطيح بأنظمتها المستبده وكيف أن القوي المستغله أصبحت تحتلها بنية الدفاع عن أقليات أو مدنين وهي في الأساس تسعي وراء مصالحها من بترول ونهب لثروات وغيرها ، هل شاهدتم العراق وماحدث بها والسودان واليمن وليبيا وسوريا في الطريق والبقيه تأتي.
ياشباب أنا لا أخوفكم كما كان يفعل النظام السابق ويستغل خطر التدخلات الخارجيه ليبرر ممارساته القمعيه والأمنيه ، وإنما هذا الأن اصبح واقع وجيشنا تحول من الجبهه الخارجيه إلي الجبهه الداخليه ، بل وازداد الأمر خطوره بسبب تخوين الجيش والتشكيك في دوره وهذا هو الأخر سيذهب بالوطن إلي طريق خطير ، لن ينجو أحداً من ناره .
عفي الله عما سلف ، وأمرهم إلي الله ، أدعوا الجميع أن يتكاتف ويتراص من أجل عبور المرحله الدقيقه التي تمر به مصرنا ، وليس هذا معناه أن نترك حقوقنا ولكن هناك قضاء يحاسب وإن شعرتم بالإعوجاج فهناك الميدان لتصحيح المسار في مليونيات سلميه رائعه ، تقول لمن يسيرون الأمور أن الشعب مستيقظ وفاطن ولن يسمح إلا بالحق ، نريد أن نتغلب علي سواد قلوبنا وأحقادنا ومظالمنا ولننحيها جانباً من أجل الصالح العام.
ياشعب مصر نريد أن نعبر إلي انتخاب قياده مدنيه شرعيه تحكم البلاد وتقود المرحله الدقيقه بدلاً من الوضع المتخبط الأن وليكن هذا هو هدفنا جميعاً ، إنجاح مسيرة الإنتخابات التشريعيه والدستور والرئاسه ، فهذه هي ركائز أي دوله مستقره .
ليس من مصلحة أحد أن يساعد فتنة الدين علي الإشتعال وفتنة التخوين علي اللهيب ، لأننا سنجني نحن الدمار والخراب ، فهل هناك شعب أخر يعيش علي هذه الأرض إلا نحن؟ من سيكتوي بنارها إلا انا وأنت والجميع.
دعوه إلي ضبط النفس ، والقليل من الكلام الأن يفي  بالغرض ، ليتجه الجميع إلي مباشرة عمله ومستقبله وليترك من يتولون الدفه في العمل هم أيضاً ، ولنراقب في صمت قليلاً مجريات الأمور ونتدخل أحياناً إن راينا مسار معوج لنقومه في سلميه وهدوء.
إن الكل الأن يتحدث ويخون ويعارض ويطعن في نزاهة الأخر والمصالح الشخصيه هي التي أصبحت سائدة بين الجميع ، الكل يريد أن يقتسم جزءاً من التورته .
مصر ليست تورته تقطعونها إلي أجزاء ، مصر وحده واحده ولن تكون يوماً اشلاء، ولقد عبرنا أصعب من كل هذا فيما قبل ولن يستعصي علينا عبور محنه ستتحول بفضل الجماعه إلي منحه وسيتبدل الحال وسنضرب للمره الثانيه للعالم أن شعب مصر شعب اصيل لا تثنيه المحن ولا تضعفه المكائد والدسائس وسنخرج من هذا اقوي واصلب .
فقط اطلب من الجميع أن يلتزم الهدوء والصمت قليلاً حتي نقلل الفتن ونعبر بإقتصادنا إلي أفاق مشرقه.

___________كتبها________وفقي فكري_________




















 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق