الخميس، 29 سبتمبر 2011

ثورة "أنا"

هل تحولت ثورة 25 يناير إلي ثورة "أنا" نسينا شعار " الشعب يريد..........." وتحولنا إلي شعار " أنا أريد............" ، الكل الآن يخون الأخر ويتهمه بخدمة النظام السابق ، وأنه كان الضحيه التي لاقت العذاب تحت وطأة النظام البائد.
لقد عشنا أيام الثوره الثمانية عشر شعاراً واحداً "الشعب يريد......" ولم يختلف عليه أحد إطلاقاً وكان الأبيض يقف بجوار الأسمر، الطويل بجوار القصير، الغني بكتف الغني، وحتي والله لقد شاهدت المعاق جسدياً يجلس علي كرسيه بجوار الواقف ويهتف "الشعب يريد......" ولم نجد واحداً قال " لا أنا أريد..........".
لقد أعقبت الثمانية عشر يوماً هي كل عمر الثوره حتي الأن التسعة أشهر ونحن نشاهد كل يوم والأخر الزخم الإعلامي الذي يتاجر بنجاح الثوره ويجني الأرباح من وراءها ويستضيف من يقول " أنا فعلت وغيري خائن" ثم يأتي الأخر ويرد ويقول بل " بل أنا فعلت والأخر هو الخائن".
لا يكاد يخلو يوماً ، بل قل ساعه ، أو حتي فإنني لاأبالغ إن قلت أنه لاتمر دقيقه دون أن نشاهد علي لأحد قنوات التلفزيون من يخرج علينا ليقول مثل هذا الكلام وتبدأ الحرب والرابح في النهايه هو الإعلام الخاص ،والخاسر أيضاً في النهايه هو أنا وأنت وكل الشعب المصري.
ياساده إنهم يستنفذوننا ويهدروا طاقاتنا في ملاحقة وسائل الإعلام التي تبث كل مثير ليحدث عند المواطن البسيط  ضجه فتحوله وكأنه يشاهد مسلسلاً درامياً يشاهد منه كل دقيقه حلقه من حلقاته التي لاتنتهي.
أنا لا أحاول الآن أن أبني حديثي أنا الأخر علي نظرية التخوين مثلهم ولا أريد أن يشعر القارئ أني مثلهم اتلاعب بالألفاظ من أجل أن أقول أن الجميع خائن وأني أنا وحدي من كان يقف في الميدان لأقول بمفردي " الشعب يريد......."، ولكني فقط أريد أن ألفت نظر الناس العاديه أن من يقولون الأن أنهم هم حماة الثوره ورعاتها هم أول من طلعوا علينا وقاطعوا تلك المظاهرات التي كانت ستخرج يوم 25 يناير ، وأقصد بذلك جميع الأحزاب القديمة التي كانت موجوده في ظل النظام السابق وأولهم الأخوان المسلمون الذين أعلنوا مقاطعتهم لها .
ياساده المتبارون الأن علي شاشات الفضائيات جميعهم هم هم من كانوا بتبارون أيام النظام السابق علي نفس الشاشات ، هم نفسهم من كانوا يحصلون علي المقابل المادي المناسب من أجل الظهور علي تلك القنوات في حين أنا الشباب العادي الذين كانوا يقبعون أمام شاشات الكمبيوتر وصفحات النت وكان الجميع يعتقد أنهم تافهون وكانوا بنالون السخريه حتي من أهلهم ، هم من حشدوا الصفوف وشحنوا الشباب من أجل التحرك يوم 25 يناير وكانوا يقومون بذلك من دون أجر أو مقابل بل بالعكس كانوا يدفعون ، إلا انهم كانوا يشعرون بالظلم والإضطهاد وحب بلدهم هو ما حركهم في اتجاه الثوره.
البطل الحقيقي الذي قام بالثوره وهم الشباب الذين ضحوا بأرواحهم وأنفسهم من أجل الحريه والعداله توارو الآن ورجعوا إلي صفوف الظلام مره ثانيه واختفوا في الضباب وظهر لنا مرة أخري نفس الرموز التي كانت موجوده قبل الثوره وأصبحوا هم من يقودون الثوره ويتراشقون من أجل الفوز بالنصيب الاكبر من نجاحات ثورة الشباب.
لقد شاهدت مقطعين من برنامجين مختلفين علي قناه واحده ولكن علي فترات متباعده ، اولهما كان يجمع كلا من طلعت السادات العضو السابق لمجلس الشعب ودكتور صفوت حجازي السلفي المعروف أو الذي أصبح بعد الثوره أكثر شهره، لقد شاهدت بعيني وسمعت بأذني وطلعت السادات يقول موجهاً الحديث لمذيع البرنامج وفي حضور دكتور صفوت حجازي ويقول" من هذا صفوت حجازي ومن أين أتي ، أين كان أيام زمان، أنا طلعت السادات والكل يعرف من هو طلعت السادات ، أنا من سجنت ومن عذبت ومن قلت في مجلس الشعب لأ لأحمد عز في وقت لم يكن أحد يستطيع قولها.............واستمر يسرد بطولاته وصولاته وجولاته والتي لاننكرها ونعلم من هو طلعت السادات ، ويرد عليه دكتور صفوت حجازي الذي سموه بأمين الثوره ليقول" تقول أنك سجنت وعذبت، أنا أيضاً سجنت وعذبت.............ويرد عليه الدكتور الذي ظهر علي الساحه السياسيه في فتره أعقبت الثوره بقوه _ ونحن لا ننكر دور دكتور صفوت حجازي قبل الثوره ولكن في مجال الدعوه_.
ثم اليوم 2011/9/29  أشاهد برنامجاً أخر علي قناه تليفزيونيه يستضيف تليفونياً كلاً من دكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع والدكتور أحمد أبو بركه المستشار القانوني لحزب الحريه والعداله المنتمي للإخوان المسلمين لأشاهد نفس الموقف ويتبادلون التراشق بالإتهامات علي الهواء مباشراً بالتخوين وأشهر ماقاله الدكتور رفعت السعيد متهماً فيه الإخوان المسلمين والجماعه الإسلاميه بالدعوه إلي الإنقسام ويقول" أن االإخوان والجماعه الإسلاميه عندما يعلنون مقاطعتهم لجمعة غد بميدان التحرير إنما يريدون أن يظهروا أن هناك مصرين ، مصر قندهار ومصر علمانين " وكالعاده يتهم كل هؤلاء بأنهم ليسوا مع الثوره ويدعون إلي انقسام الصف وغيره من الكلام الكثير ، وفي المقابل يرد عليه دكتور أبو بركه ليقول أن الإخوان هم أكثر من عاني من النظام السابق والكل يعلم ذلك وأن شباب الإخوان كانوا موجودين يوم 25 يناير ، وطبعاً دكتور رفعت السعيد كان قد قالها، وقالتها كل الأحزاب " أنا شبابها من أول الشباب الذين كانوا متواجدين يوم 25 يناير.
أنا اقول لكم من كان موجوداً يوم 25 يناير ، لست أنا ولا أنتم بل شباب لا ينتمون إلي أي حزب سياسي، شباب كما قالوا عنهم شباب الفيس بوك، شباب ليس له أي انتماءات سياسيه ولا يعرف معني كلمة السياسه، إلا أنه يعلم جيداً معني كلمة" وطن".
ياساده ياذات الوجوده القديمه وياعجائز السياسه أرجوكم أرجعوا إلي الخلف قليلاً وأتركوا الشباب الذي صنع الثوره هم من يحددوا مصير تلك البلد عن طريق صندوق اقتراع حيادي يظهر النواب الحقيقين لهذا الوطن ويعبر عن طموحاتم.
لا نريد وجوهاً سئمنا منها قبل الثوره وبعد الثوره والأن يتقاسمون نجاح الثوره بينهم ويجتهدون في أن يظهر كلاً منهم علي أنه حامي الثوره.
الثوره لها حماتها من الشباب وليس من عجائز شاخوا ويريدون أن تشيخ معهم ارادة الشباب، أنا لا أقول أن الشباب هم وحدهم من يجب أن يكون علي الساحه ولكني في نفس الوقت لا أقبل بأن لا أجد شباباً بين هؤلاء علي الشاشات ، ليدافع عن حق الشباب في أن نبني دوله شابه تطمح أن تكون في مصاف اهم الدول علي الساحه الدوليه ، ولماذا لا ونحن عندنا المقومات لذلك؟!!.
ياساده ادعوكم إلي أن نعود إلي روح الثمانية عشر يوماً التي عشناها أيام الثوره عندما كان الشباب هم من في المقدمه يدافعون عنكم ويقدمون لكم ثوره العالم كله شهد لها بالسلميه والبراعه وستدرس في جامعات العالم ، عودوا إلي شعار " الشعب يريد......." واتركوا شعار " أنا أريد........" أو شعار " حزبي يريد.......".
نريد تغيير الوجوده القديمه والدفع بالشباب الذي فاجأ الجميع بثورته وكفانا شيوخاً وكفانا مستغلين لمكاسب الثوره .
اتركوا ثورة " أنا أريد" وعودوا إلي ثورة " الشعب يريد" لتنالوا ماتريدون.
________________كتبها ________وفقي فكري_____________










ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق