الأربعاء، 28 سبتمبر 2011

ابحث عن المفتاح فيمن حولك

رجعت يوماً إلي المنزل بعد إرهاق يوم طويل من العمل واخيرا وصلت إلي بوابة المنزل الحديديه وأدخلت المفتاح لأفتحها وإذا بالمفتاح ينكسر فجأه واتضح لي في لحظتها أني من عنفي وتلهفي علي الدخول كسر المفتاح ، وقف متعصباً لأنادي علي زوجتي وأضرب الجرس عدة مرات وخرجت لي وألقت لي بالمفتاح البديل الوحيد الذي تملكه لنفسها ودخلت.
كان لهذا الموقف مدلوله السلبي علي وزاد من عصبيتي ودخلت إلي الشقه وأنا انتقد أي شئ فيها وأوجه اللوم إلي زوجتي وبناتي علي أي شئ ، ليس إلا لأني اختزن بداخلي شحنة غضب ناتجه عن الإرهاق من العمل وزادت بكسر مفتاح البوابه الأمر الذي جعلني انتظر وقتاً اطول أعاني فيه ارهاقاً اضافياً بسبب تسرعي في فتح البوابه،ولو كنت تمهلت قليلاً وتريثت في التعامل مع المفتاح لدخلت وأرحت نفسي والجميع من تلك العصبيه.
في اليوم التالي عاودت الكره ولكني حينما اقتربت من البوابه الحديديه تذكرت أني لا أملك المفتاح لأني كسرته أمس وناديت علي زوجتي وحدث نفس ماحدث باليوم الماضي ودخلت وزادت عصبيتي ولكن زاد عليها هذه المره أني نسيت ان انسخ لي مفتاحاً اخر بديلاً عن الذي قد كسر.
في اليوم الثالث عاودت الكره وحدث ماحدث في اليوم الثاني ونسيت أن انسخ مفتاحاً لي فألقت لي زوجتي بمفتاحها ولكني من شدة تكرار الموقف معي وانتظاري لليوم الثالث علي البوابه الحديديه كسرت مفتاح زوجتي وأنا افتح البوابه من العصبيه والغضب وهو المفتاح الأخير الذي نملكه لفتح البوابه.
وبعد أن كنت أقف لحظات حتي افتح توجهت إلي محل المفاتيح لإحضار المتخصص ليفتح لي تلك البوابه اللعينه ويغير لي قلب الكالون ولم اجده فذهبت إلي أخر وأخر حتي عثرت علي هذا المتخصص وعودت به إلي البيت وبدأ العمل وبعد محاولات كثيره لم يستطع أن يكسر الكالون المغلق وقال لي أنه لابد أن نحاول أن نفتحها من الداخل عن طريق انزال مزلاق غلق الضلفه الأخري مما يحدث خلخله بين الضلفتين ويمكننا من فتحها .
وبالفعل ناديت علي زوجتي وطلبت منها عمل ذلك ففعلت وفعلا فتحت البوابه وغير المتخصص الكالون وأعطاني ثلاثة نسخ للكالون الجديد ودفعت له مقابل مادي عن ذلك.
هل تعلمت شيئاً معي من هذه الحكايه؟؟؟؟؟؟؟؟
أنا تعلمت أن التسرع في طلب السعاده قد يؤدي إلي الحزن في النهايه لأن السعاده لاتغتصب عنوه وإنما ترغبها فتسلك السبل التي توصلك إليها بالفعل وستصل إليها طالما كانت عندك الرغبه لذلك كما أن اليأس من الشعور بالسعاده قد يوترك دائماً ويجعلك تفقدها دائماً  مثلما حدث لي في اليوم الأول.
كما انني تعلمت أن لا أنسي أن أبحث عن طريق بديل إذا ما أغلق امامي الطريق الذي كنت أسلكه للوصول إلي السعاده، لأنك إن نسيت البحث عن البديل قد يعطلك ليوم أخر عن الوصول إلي السعاده ، فحينما نسيت عمل نسخه من المفتاح في اليوم الثاني تأخرت أكثر عن الدخول إلي المنزل .
أهم ما تعلمته هو أنني لاحظت أن من ينقذني دائماً يكون أقرب الناس لي ولو جوبت العالم ذهاباً وإياباً لتبحث عن السعاده فستعود لتجدها عن أقرب الناس لك ورغم أنك كنت تبحث بجد وهمه عن السعاده واستغرقت في ذلك وقتاً من عمرك وجهداً من صحتك إلا انك كان يمكن أن تحصل عليها مبكراً وبسهوله لو نظرت حولك وبحثت عنها أولاً في أقرب الناس لك ورغم أنهم يقدمون لك كل العون ودائماً يذللون لك الصعاب ويوفرون لك كل السبل إلا ان تكرار التغاضي عن هؤلاء قد يؤدي في النهايه إلي فقد السعاده ومهما بحثت عنها فسترجع في النهايه وتجدها عندهم.
لقد تكررت مساعدة زوجتي لي ثلاث مرات وفتحت لي البوابه لأنها كانت تملك المفتاح ولكن بسبب عدم تعلمي من تكرار الوقوع في الخطأ كسرت مفتاحها وكانت أخر محاوله للفتح .
وحتي حينما سألت اهل الخبره دلوني في النهايه أن زوجتي هي التي يمكن أن تفتح البوابه من الداخل ، فتعلم أنه رغم أي صعاب قد تقابلك في حياتك وحتي وإن أظلمت الدنيا في عينيك وسألت أهل السعاده عنها فسيدلونك عن أقرب الناس لك.
لقد تكلفت في النهايه نتيجة تسرعي وعصبيتي وتلهفي علي الدخول ودفعت الثمن لمن غير لي الكالون رغم انه كان يمكنني أن ادفع أقل في ثمن نسخه من مفتاح زوجتي.
تعلم إن فقدت نسخة سعادتك فحاول أن تستعين بالقريبين منك لتستخرج نسخه أخري من مفتاح السعاده وبأقل التكاليف وتوفر عليك طريق طويل ولن تصل في نهايته إلا إلي نفس الناس الذين يحبون لك كل الخير والسعاده.
حينما سلمني صانع المفاتيح الثلاث نسخ الجديده للبوابه ابتسمت ونظرت إلي زوجتي وقلت لها لن أنسي في المره المقبله أن أستخرج نسخه للبوابه من مفتاحك.

كتبها ___________وفقي فكري_____________
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق