الثلاثاء، 27 سبتمبر 2011

كن علي يقين دائم أنك الأفضل

من منا وقف أمام ساعه ونظر فيها ملياً وراقب عقربها وهو ينتقل من ثانيه إلي أخري هل وقفت للحظه أمام ساعة حائط أو ساعة يد أو حتي نظرت في ساعة الموبايل الذي يخصك أو أي ساعة في أي مكان ثم تفكرت كيف تمر هذه الثانيه التي ينتقل منها عقرب الثواني من ثانيه إلي أخري ، ارجوك قف أمامها لمدة ثانيه واحده والعقرب ينتقل حركه واحده وتأمل كيف تمر هذه الثانيه علي كل إنسان علي سطح الكره الأرضيه ولأننا لايمكن لأحدنا أن يراقب مايحدث لكل بشري في هذه الثانيه فأطلق لخيالك العنان وحاول أن تتخيل فيها كيف تسير احوال الناس وحاول معها أن تتخيل أكثر من 8 مليار موقف وحركه حدثت لأكثر من 8 مليار إنسان يقطنون أرجاء المعموره تختلف فيما بينها بمليارات المواقف والأحاسيس والمشاعر والأحداث.
أنا لا أطلب منك إلا ثانيه لتراقب 8 مليار ثانيه  أو قل 8 مليار انسان حدث لهم موقف تطلب لحدوثه ثانيه واحده ، في هذه الثانيه كم عين دمعت من فراق حبيب وكم عين دمعت من الفرحه وكم عين دمعت علي مسكين يفترش الأرض ولا يجد مأوي وكم عين دمعت رياقاً للأخر أو نفاقاً من أجل مكسب ، وكم عين نامت وكم عين سهرت في خير أو شر وكم عين سهرت تحرس وكم عين سهرت تراقب، بل قل كم عين ابصرت بعد الظلام وكم أظلمت بعد البصر.
كم قدم سارت في خير أو سارت في شر وكم قدم سارت لمصيرها وكم قدم انقذت صاحبها بخطوه واحده من الموت كم قدم قطعت وكم قدم دويت .
كم يد امتدت إلي حرام وكم يد امتدت إلي حلال وكم يد امتدت لمساعدة الغير وغيرها امتدت لإذاء الكثير من منا شاهد في هذه الثانيه يد تضرب ويد تحنو، يد تقطع ويد تنقذ.
بل كم احساس للفرحه واخر الحزن ، كم احساس بالغيره واخري الرضا، كم شعور بالغضب واخر بالسعاده، هل راقبت كيف تمر تلك الثانيه بكل تلك الأحاسيس البشريه المتضاربه.
كل ذلك رأيته أنا بنفسي ليس حينما تأملت عقرب الساعه ولكن حينما كنت أمر في شارع بحي شعبي ورأيت بنفسي كيف مرت تلك الثانيه علي مجموعه من الموجودين والمستخدمين لهذا الشارع.
فلقد شاهدت رجلا بسيط يقود عربة كارو ويمسك بكرباج ويضرب بقسوه ليس الحصان الذي يجرها ولكن ابنه علي خطأ إرتكبه والطفل الذي لايتعدي سنه الثمان سنوات يتألم ويبكي من الألم والأب لايوقفه ذلك عن الإستمرار في الضرب وفي نفس اللحظه تجد موظفاً يمر يسير بخطي هائمة ويبدوا أنه يفكر في مشكله تخصه حتي أنه لا يدرك كيف تسير قدماه ويكاد يقع علي الأرض لتعثره في منخفض بسيط بالتربه، وأخر يجلس علي قهوه ملاصقه لمحل يشرب كوباً من الشاي وهو يضحك مع اخر بصوت عالي وهي نفسها اللحظه التي يضرب فيها الطفل أمام عينه ولكنه لايهتم مطلقاً، أمرأه أخري تحاول عبور الشارع الرئيسي هناك وهي تمسك بيد ابنها وتحمل الطفل الأخر ويبدوا علي وجهها مظاهر الإعياء والإرهاق، تعبر في نفس الثانيه زفه من عربات كثيره تحمل أثاث لعروسه إلي بيتها الجديد والفرحه تبدوا علي جميع المشاركين فيها والضوضاء تملئ الشارع ويحاول في نفس اللحظه طالب يبدوا أنه في الثانويه العامه عبور الشارع وتفادي موكب العروسه من أجل أن يصل إلي درسه الخصوصي علي مايبدوا ويتجه نظري إلي شحات بملابس مهلهله يفترش الناصيه ويرفع يده إلي لأعطيه شيئاً لله ، وفي نفس اللحظه أمرأه تجري مسرعة بملابس سوداء تأتي من ورائي وهي تجري وتصرخ وتنتحب ويبدوا أن مكروهاً حدث لعزيز عليها ، وعلي الناصيه الاخري شباب يقفون علي الطريق يراقبون الذاهب والعائد وتشعر كأنهم لايوجد لديهم أي عمل وعملهم الوحيد هو المراقبه .
أرأيتم كل هذا حدث لي في مراقبة ثانيه واحده وأنا أمر في شارع واحد فما يمكن أن تتخيلوه إن راقبنا الكم الهائل الذي يحدث في كل شارع علي الكره الأرضيه وكم سيستغرق من الوقت لكتابة وصف دقيق لهذه الثانيه .
وشاء القدر أن أتأمل في هذه الثانيه التي مرت علي وأنا أسير في هذا الشارع لأخرج منه بحكمه اراحتني كثيراً ألا وهي أن الثانيه التي تمر عليك  من عمرك وأنت في صحه وعافيه فحمد عليها الله ، وإن حدث لك خير في ثانيه فقل في نفس الثانيه هناك من حزن فالحمد لله أني فرحان، وإن أصابك مكروه في ثانيه فقل الحمد لله ففي نفس هذه اللحظه وقع لأخر مكروهاً اسوء مني بكثير فالحمد لله أني لم أصب مكروهاً مثله.
لابد أن تحمد الله دائماً وأبداً علي كل ثانيه في حياتك تعيشها سواء في خير أو شر لأنه بالتأكيد هناك من هو أسوء منك يعيش هذه اللحظه الآن.
حاول أن تحصي عمرك بالثواني وأحمد الله عليها جميعاً فإن لم تستطع ولن تستطيع فاحمد الله أنه كريم معك لأنه يتركك تعيش في خير ورغد من الدنيا دون أن تحمده علي ستره لك في كل ثانيه تمر ولا يحدث لك سوء مثل الذي يحدث لغيرك علي وجه المعموره.
ارجوك حاول أن تقف أمام عقرب لساعه في مكان ما ثم أحمد الله أنك مازلت تعيش وتمر عليك الثواني وأنت في حال أفضل بكثير من غيرك وأنا متأكد أنك ستشعر بالرضا والإمتنان لرب العالمين الذي أعطاك بلا حدود ولم يحاسبك علي ثواني عمرك التي تذهب هباءاً ويستر عليك فيها خطأك ويفضح غيرك ويتجاوز عن خطاياك ولا يمهل غيرك.
كن علي يقين أنك دائماً الأفضل بين كثير من الناس ليس في المال ولكن في الستر والصحه.


        ____________وفقي فكري____________

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق