السبت، 12 نوفمبر 2011

الفلول وفلسفة الفول

المصريون دائماً مبدعون ودوماً تجدهم يستخرجون من ألامهم مصدر لنكاتهم ، وفي عز الحزن يبتسمون وفي أقوي مراحل الصعاب تراهم متماسكون بل قل أنهم لا يتماسكون إلا في الصعاب وفي وقت الشدائد يظهر معدنهم الأصيل ، ومن ضمن المصطلحات المصريه التي خرجت من رحم ثورة 25 يناير هو مصطلح "الفلول" هذا المصطلح الذي أصبح أشهر من قصة الملكه ديانا ، بل وأشهر من أروع وأشهر القصص العالميه التي قد يكون أي شخص عاصرها في حياته وبلغ من شهرتها أن عمرها في الشهره داخل مصر بدأت منذ أقل من عام فقط إبان تحطم أركان الحزب الوطني الحزب الحاكم لمصر علي مدار عدة عقود وإنهيار عصر مبارك وأصبح قله من الإعلاميين يتحدثون عن مصطلح يصف موقف هؤلاء المنتمون إلي هذا الحزب علي أنهم "فلول" الحزب الوطني المنحل ولم يلبث أن إنتشرت الكلمه إنتشار النار في الهشيم وذاع صيتها وتناقلتها الألسن والأفواه ، حتي أنك لا تكاد أحد يسكن علي أرض مصر من أقصاها إلي أدناها إلا ويتكلم عن الفلول ، فلو ذهبت إلي الصعيد وجدت الرجل الصعيدي الطيب الذي لا يعرف معني كلمة السياسه يقول مثلما يقولون "فلان فل من فلولو الحزب الوطني" دون أن يعلم مامعني الكلمه ، وإن ذهبت إلي دلتا مصر ستجد الفلاح الذي لم تشعر قريته الصغيره إلا بقليل من أحداث الثوره يقول هو الأخر "وعلان هو أيضاً فل من فلول الحزب الوطني " وأصبحت الكلمه هي المتربعه الأولي علي ساحة مفردات اللغه العربيه الفصحي التي تتناقلها الألسن العاميه ، وسبحان الله فلقد أصبح المصريون فجأه يتحدثون اللغه العربيه الفصحي ولكن في هذه الكلمه فقط.
وأنا لا أقصد مما سبق أن أستخف بأحاديث أبناء وطني أو أن أتهكم عليهم فأنا واحد منهم ، مثلي مثلهم وأنا حتي الأن أنا أيضاً كنت أقول كلمة فلول دون أن أعلم معناها وأفهم بدقه المعني الذي ترمي إليه هذا الكلمه وحينما أردت أن أكتب عن هذا الموضوع رجعت إلي معني كلمة "فل" بكسر الفاء -مفرد كلمة فلول- وبحثت عنها علي صفحات النت ووجدت هذه النتائج :
 كلمة فل لها معنيان عند العرب نتعرض لهما بإختصار شديد لنصل إلي المعني الحقيقي لها :
الأول :أصل الكلمة (فـَـلٌّ)، وتعني الثــَّلــْم فى السيف، والأصح أنه الثـَّـلـْمُ فى أى شىء كان. وسيفٌ أفـَلُّ، أى ذو فلول، أى فقد حدته، وصار يحتاج للصقل. والفـَـلُّ مفرد فلول السيف، وهى الكسور فى حدِّ السيف. والفليل، هو ناب البعير المتكسر. ومن ذلك قول النابغة الذبياني: «ولاعَيْبَ فيهم غـَيْـرَ أنَّ سُيُوفـَهُـمْ - بـِهـِنَّ فـُلـُولٌ مِـنْ قِـرَاع ِ الكَتـَائِـبِ»ومعنى البيت أن هؤلاء القوم ليس فيهم من العيوب سوى أن سيوفهم تثلمت من كثرة خوض المعارك مع الأعداء، وهذا يعنى الشجاعة والإقدام، ويسمى ذلك فى البلاغة مدحا بما يشبه الذم. من هنا نجد أن معنى الفلول يتمحور حول التكسر والتثلم، ومن هنا جاء المعنى الآخر للفلول، فالفـَلّ: المنهزمون، فنقول: « فـَلَّ القوم يَـفُـلـُّهُـم فـَل» هزمهم، فانفلوا، وتفللوا. وهم قومٌ فـَلٌّ: منهزمون، والجمع فـُلـُول، وفـُلال (بتشديد اللام). وفـَلـَلـْـتُ الجيش، أى هزمته. يقال: من فـَلَّ ذَلَّ، ومَنْ أُمِرَ فـَلَّ. وهناك معان أخرى تتمحور كلها حول الانكسار والثلم والهزيمة. كل هذه المعانى المتعلقة بالانكسار والهزيمة.
وردت الكلمة في الشعر والأمثال العربية القديمة ومنها المثل المعروف « لا يَفُلُّ الحديد إلا الحديد ». ومعناها الأصلي الكسور التي تحصل في حدّ السيف حينما يضرب به ما هو أقوى منه، فيصبح أثلما غير قاطع .
الثاني : كلمة «فلول» مفردها «فَلّ» بفتح الفاء وتشديد اللام ويقال «هم قومٌ فَلٌّ» أي مهزومون ويمكن أن يوصف الرجل بأنه «مفلول» أي منكسر ومنهزم. والبعض يشير إلى أن المفرد «فال». والمفرد «فل» هو ذاته المصدر، وكذلك الفعل الماضي - مثال: «فل عنترة جيش الأعداء فلا». أي ألحق بهم هزيمة منكرة.
إذا ننتهي إلي أن الكلمه لها معنيان الأول هو العطب للشئ بعد حدته وقوته وهذا قد نقيسه علي موقف الحزب الوطني بأنه أصبح لا شأن له وصار معطوباً أو قل متعطل بعد القوه والثاني هو الإنهزام وهذا أيضاً ينطبق علي الحزب ويوضح أن الثوره هزمت قوتهم وقهرت ظلمهم .
إذا لا تعارض بين المصطلح اللغوي العربي الأصيل وبين المفهوم الذي قد يفهمه الأغلبيه العامه من الجمهور المصري وأيضاً لاتعارض بينها وبين المصطلح السياسي الذي ساد في مصر عقب ثورة يناير .
وبعد أن فهمنا معني المصطلح لغوياً وسياسياً نتجه الآن إلي استخدام المصطلح إعلامياً حيث إستثمرت كافة وسائل الإعلام وخصوصاً وسائل الإعلام الخاص الذي استخدم كلمة " فلول " بشكل مستفز وواسع حتي أننا لانكاد يمر يوم إلا ونري وسائل الإعلام تذكر هذا المصطلح عشرات المرات وتتصدر منشيتات شاشاتها وتشن حملات واسعه علي كل من قد يكون له أي صله بالحزب الوطني المنحل وتتهمه بأنه فل من فلوله وأختلط الحابل بالنابل وسارت الكلمه ولعنتها تهدد أي شخص يحاول أن يقترب من الإنتخابات النيابيه التي ستعقد خلال الشهر الحالي.
والحق يجب أن يقال في هذا المجال بأن ليس  معني أني كنت منتمي للحزب الوطني أني ملقب بأني "فل" من "فلول" الحزب الحاكم ويأخد في الاقدام كل شريف وفاسد ويتساوون في العقاب ، والحقيقه أن من نعموا بالحياه المرفهه والذي كان يملك السلطه وجمع بها المال وأفسد بها الحياه السياسيه هو من يجب فقط أن يلقب بهذا اللقب وإلا فنحن في مأزق لأن مايقرب من 3 مليون عضو عامل هذا هو كان عدد أعضاء الحزب الوطني العاملين أي الذين يمارسون النشاط الحزبي فعلياً وسنجد أن مايقرب من نصف الشعب المصري حزب وطني بصفة الكارنيه فقط ومنهم من كان حزب وطني دون علمه بسبب عمليات التزوير والزج بالأعضاء دون علمهم عن طريق المؤسسات والهيئات العامه والحكوميه ، حتي أنني أنا نفسي كان قد مرر إلي ورقه إستقصاء عن " هل ترغب في الإنضمام إلي الحزب الوطني أم لا " وطبعاً والحمد لله قلت لا ولكن الأغلبيه من زملائي قالوا نعم ووقعوا علي ذلك إما بضغط من الرؤساء أو بالخوف من البطش وبالتالي ستجد الأغلبيه حزب وطني دون أن يعلموا أو يشعروا فهل هؤلاء يستحقون هذا المصطلح وأن نظلمهم ونتهمهم بخيانة الوطن والفساد.
إن من يستحق أن يطلق عليهم هذا اللفظ هم القله التي ظهرت علي الأضواء واستفادوا من هذا الوطن وسطوا علي خيراته وثرواته وهم معرفون ومحددون جيداً والمواطن العادي قبل المثقف يمكن له أن يعدد منهم العشرات ولكن ماذنب أن نأخد الطيبين بذنب الفاسدين.
إذا أنا هدفي من هذا أن اقول أن ليس كل أعضاء الحزب الوطني هم من الفلول وإلا سنجنب بذلك نصف الشعب المصري من الحياه السياسيه وممارسة حقوقهم  ونحرمهم من العمل داخل مظلة الحريه والعداله الإجتماعيه .
ونصيحتي أن ننقي أعضاء الحزب الوطني من الفلول كما ننقي الفول من السوس ونعطي الفرصه للصالحين ونبعد الفاسدين ولا نقول " كل كله فول بسوسه أو من غير سوس كله بروتين وفايده للغلابه " وكما نعلم محل الفول الذي يصنع فول صالح للإستخدام من هذا الذي يطبخه بسوسه وعطبه وفاسده نعلم أيضاً من كان حزب وطني فاسد ومن كان حزب وطني حبر علي ورق أو ضغط عليه أو زج به رغماً عنه . 
يامصريون اتبعوا فلسفة الفول ونقوا وطننا من سوس السياسه واعطوا فرصه للصالحين منهم أن يثبتوا وطنيتهم وحبهم له وراقبوهم وشددوا عليهم الرقابه وكونوا عين الوطن التي لاتنام حتي تشرق شمس الحريه الكامله وينعم بها كل مصري.




________________كتبها____________وفقي فكري___________________


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق