الجمعة، 20 مايو 2011

روشتة الحب

قالوا عن الحب الكثير وكتب عنه الملايين،فلن تجد إنسان علي وجه الأرض لم يشعر يوماً أنه يحب،وكلما دق القلب لأي إنسان أطلق لنفسه العنان في أن يعبر عن معني الحب الذي يتدفق داخل أوردته وشرايين قلبه ويضخها في كل أنحاء جسده فعبر عن ذلك بقلمه أو لسانه أو تعبيراته أو سلوكه،الغايه والهدف هو أن يعبر كل إنسان عن شعوره الجميل بالحاله التي يشعر بها الأن.
ولأني لا أملك غير الكلمات التي أستطيع بها أن أنسج خيوطها لأحيك سترة من مجسمات هذا الشعور عندي أو أرسم بها لوحه فقد أردت أنا أيضاً ان أعبر عن معاني الحب عندي.
والحب احساس مرهف عالي المكانه في قلوب جميع المخلوقات وليس البشر فقط وليس صحيح أن البشر هم وحدهم من لديهم القدره علي التعبير عنه فجميع المخلوقات التي اوجدها الله في الدنيا رزقها الله قلباً لتشعر بالحب وتعبر عنه.
كما أن الحب بمفهومه الشامل ليس فقط الحب العاطفي ولكنه يشمل علي جميع أنواع الحب وتعريفاتها وإن كان أكثر الأنواع شهرة هو العاطفي لأنه يجمع بين قلبين في قلب واحد ويوحدهم في نفس واحده وروح مدمجه لايمكن التفريق بينهما،وأيضاً لأن الحب العاطفي هو الذي يجمع بين جنسين مختلفين هم في الأساس خلقهم الله في تجاذب وتجاوب وجعلهم من قطبين سالب وموجب ولذلك قد تجد أغلب الأحاديث والنقاشات تتناول العاطفي لما فيه من لذة القرب وروعة الإندماج بين القطبين
ولو ظللنا نتحدث عن الحب لن نأتي بالجديد فلقد قتل هذا الموضوع بحثاً وكتابه ولكني أردت أن اتناول الحب العاطفي من خلال احساسي به وشعوري بمفعوله وتأثيره علي النفس.
والحب في نظري أشبه في عالمنا الحالي بعنصر اليورانيوم الإشعاعي الذي يبني عليه مفاعل نووي ينتج طاقه هائله،فالحب ينتج طاقه هائله ويحدث تغييراً شاملاً في المكان الذي يصيبه أما القلب فهو مبني المفاعل النووي الذي يحتضن هذا العنصر ويضمن خروج الطاقه بشكل مستمر للمنتفع بها.
ومن يحب حباً حقيقاً لايمكن أن نخاف منه لأن هذا العنصر المؤثر يحوله إلي مستأنس وديع لايمكن أن يري أو أن يفعل إلا ماهو جميل وطيب،ولن تري منه شراسه إلا إن اقترب أحداً من حبيبه أو حاول حتي الإقتراب فلن تري منه إلا كل سوء وقتال.
والحب يحول تعاسة الحياه إلي ربيع دائم وسعاده غامره فلا يشعر المحب إلا بجمال الكون حوله ويطير يهفو إلي أعالي السماء ولا يرغب أبداً في الحط علي الأرض فالسماء بالنسبة له أفق واسع له ولحبيبه والأرض تحجمه وتمنعه من الحريه.
والحريه في نظره هي أن يظل أسيراً في حب قلب أخر ،قلب دق من أجله وانتفض له ، وسلم له نفسه دون خوف أو خشيه من المستقبل .
والمستقبل مع حبيبه في أمان وكل لحظه تأتي ستكون مستقبل مشرق وحتي لو كانت غير مشرق فهو لن يشعر بهذا لأن حبيبه معه فلا يهم إن كان هناك مستقبل أم لا،فالمستقبل في نظر الحبيب هوحبيبه.
 والحب والعمر لا يتفقان ولا يتوازيان ولكنهم قد يتقاطعان فقد يقطعنا الحب في صبانا وقد يأتينا في شبابنا وحتي قد يقتحمنا في خريف عمرنا ودون سابق إنذار،وقد يأتينا في أوقات مناسبه وغير مناسبه،فالحب لا يتقيد بسن أو ملائمه لوقت أو ظروف فمثله مثل القدر ومن يستطيع أن يمنع القدر من الحدوث أو يأجله من الهطول فوق رؤسينا مثل المطر الغزير وإن كان المطر الغزير نتواري ونختبئ منه فإن الحب نعرض قلوبنا لموجاته وأعاصيره حتي تخضر معه نبتات ربيعنا وتزدهر له زهور أعمارنا.
وإقتحام الحب للقلوب مثل اقتحام الفرسان الشجعان لأسوار المدن المحصنه فهو لايهاب صلابة قلب ولا قسوة روح ولايعرف حلاوة وجوه أو قتامة ملامح فالكل أمامه سواسيه.
ولأن الله عزوجل خلق القلوب مجهزه بأجهزة إستقبال عالية التقنيه فإن فيروس الحب يخترق تلك الأجهزة والمعدات ويعطلها حتي لايمكن أن تستقبل إلا إشارات الحب.
وما أن يدخل الحب إلي القلب حتي يبدأ في تصفية وتكرير القلب من أي حقد أو هم أو غم وأي رواسب للحزن وينحيها جانباً فلا يبقي إلا اللين والفرحه والسعاده الغامرة.
والمصاب بمرض الحب لايتمني الشفاء منه مطلقاً فهو المرض الوحيد الذي يصيب القلب ويدعوا الله أن يظل عالقاً بداخله لا يبرأ منه أبداً ويستمتع بكل ألم قد يصيبه كأعراض له والأهات تتحول إلي تلذذ وهيام.
بالفعل الحب هذا سحر للأرواح والقلوب ومحفز للجميع علي النشاط والعمل ومجلب للفرحه والسرور ومهدئ للأعصاب والإنفعالات،بإختصار الحب روشته لكل من أراد أن يعيش حياه هانئه وسعيده،إملئ قلبك بهواء الحب وتجرع رشفات من لوعته وتناول كبسولات من هيامه ولتأخذها كل لحظه ومع كل نفس تتنفسه ولا تنقطع عن هذه الوصفه لتعش سعيداً ماحييت   
                                                                                      وفقي فكري 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق