الجمعة، 6 مايو 2011

اشراقة العيون العسليه



انطلق المنبه بصوته الصاخب ليوقظ حنين من نومها فلقد اشارت العقارب إلي تمام السادسه صباحاً وتسلل الضوء إلي مخدعها منذراً بحلول وقت الذهاب إلي المدرسه،اسكتت صفير المنيه المزعج ولملمت كسلها وتراخيها وشدت من حماستها ونهضت مسرعة إلي غرفة أخيها ذو السبع سنوات تلاطفه وتوقظه برويه حتي لا تفزعه ،تحاول معه مره وأخري والطفل لايزال يغلبه النوم،يفرك عيناه وينظر إلي حنين في أمل أن تتغاضي عنه لحظات ولكنها مصره،ترفعه من فراشه وتتجه به إلي الحمام وتصفعه بنوبات من الماء ثم تتجه به إلي غرفته تبدل ملابسه وتلبسه زي المدرسه وتنطلق به إلي الشارع مسرعة قبل السابعه ليلحق بطابورالمدرسه.
صارت حنين وسار معها أخيها وصحبتهم همة ونشاط بداخلها وأمل يشبه نسيم الصباح،فلكم تحب حنين هذا النسيم وتعشق أن تستنشقه كل صباح وتلمس فيه متعة لا يضاهيها متعه ،يتخلل هواءه بصدرها وهي تلهث في ذلك الطريق الشرقي الذي يطول لدقائق في إتجاه البحر والمدرسه،هذا الصباح مثل كل صباح إعتادت أن تخرج فيه وتسير بطريقها،ولكنه تلك المرة تملؤه نشوة البهجه والسعاده،هي لا تعلم لماذا ولكنها تحسه وتشعر به،تشعر أن الطريق نهايته إلي الجنه،لا تعلم لماذا هذا الصباح مختلف ربما لأن نسماته تلمس وجهها ببرودة البحر أو ربما لأن الشمس لم تخرج إلي كبد السماء حتي الأن وتشعر أن الأزقة المطلة على الطريق خاوي من الماره وهو لها وحدها تملؤه بأحلامها وتزحمه بأمنايتها،ولكن هذا يحدث كل يوم فلماذا هذا صباح مختلف؟هي لا تريد أن تفكر كثيراً ولكنها الآن سعيده أكثر من أي يوم مضي فالأمنيات تنطلق بداخلها فلا يهم لماذا هذه السعاده ولكن الأهم أنها سعيده.
 تجر حنين يد أخوها وتدفعه دفعاً في لهفه وتكمل قطع طريقها وقد جعلتها السعاده بنسمات البحر التي تهفهف وتراوض خدها ملحه لأن تستمتع ولو لبضع لحظات علي الشاطئ تحتاج أن تراقب أمواجه وتستزيد من نسمات عبيره ورزاز أمواجه،تحلم بأن تنتهي رحلة المدرسة وتترك يد أخاها وتعبر الطريق لتعانق البحر بعيناها وبصدرها وتفتح رئتيها لهوائه وتقبل موجه بشفتاها.
ومع اللحظات وفي منتصف الطريق يبزغ قرص الشمس في إستحياء ويطل علي هذا الطريق الشرقي بهدوء تام ويستقبل وجه حنين ذرات شعاع الشمس فتنعكس لمعة علي عدسات عيناها العسليه فتشرق كما أشرقت الشمس وتلمع ببريق وتتلألأ بنور فتعانق الشعاع ويزداد أمالها ويزداد حنينها وتتلهف أكثر للوصول إلي أخر الطريق ودون أن تشعر تتحمس خطواتها وتتلاحق أنفاسها وتسحب يد أخاها وتصل به إلي نهايته وتلقي به إلي صفه وتتراجع ناحية البحر تناديه وتتلهف عليه.
ماكل هذا الإنسجام والشعور بالسعاده وماهذا البحر الذي يناديني ولا أملك إلا أن ألبي النداء،وهاقد جئت إليك أيها المتيمة بك وياعشقي الوحيد يا سارق حاضري وملقيني إلي أحلامي وتخيلاتي،ماكل هذا العبير الفواح وماأجمل نسمات الصباح الذي تلسعني برودته وتأسرني رائحته،يا عالم الأحلام يا أيها البحر العميق لا تلقيني في طموح التمني ولا تنسيني أيامي وتسرق ماضي وتدوس علي واقعي وتتركني أغرق فيك ثم أعود بلا شئ.
إني أعيش بقلب طفلة ترق دقات قلبها إلي هيامك فأتركني وشأني ودعني أعود إلي بيتي فلقد مرت الدقائق ولن أكتفي من النظر إليك ولن تتوقف أحلامي علي ضفافك وسيسحبني موجك داخلك ولن أنجو منك لأني لا أريد النجاه.
انت الوحيد الذي يفهمني ويحاورني فأنت صديقي وأنت حبيبي وأنت كاتم أسراري فكم من المرات بوحت لك وفضفضت علي شاطئك بمكنون قلبي وغسلتها أمواجك وخبئتها داخل جوفك ولم تذيع يوماً لي سراً أو فضحت يوماً أمري.
لن أبوح يوماً بسري إلا لك وستظل صديقي الأوحد الذي جربته واستشرته فلم يخيب أمالي ولم يهزمني بأفكاره فلك مني التحيه ودمت لي حبيباً ودمت لي خليلاً.
وتستدير حنين وقلبها قد ملئ بالحنان وتسيرعكس الإتجاه............
تسير عكس الإتجاه وتولي ظهرها للشمس ولصديقها البحر وتعود إلي الطريق وهي حزينه لفراقهما ولكنها علي موعد جديد في صباح جديد تتمناه أن يجمعها معهم دون شريك لتدخل معه عالم الأمنيات وتعاود المسير إلي الجنه ولكن في الصباح الجديد تتمني يوماً أن تسير فيه وحدها لتقابلهم دون يد أخاها لتستطيع أن تحتضنهم بكلتا يداها دون أن تعطلهم يد أخري فهل سيأتي هذا الصباح؟

وفقي فكري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق