الثلاثاء، 3 مايو 2011

اكنسهم بمأشه ياحج



كل يوم الحج عبدالحق يصحي من النوم بدري علي صوت هيصه وطبله وزمبليطه يفتح الشباك وينادي"ياد انت وهو وهي روحوا إلعبوا بعيد،الله يخرب بيتكوا مش عارفين ننام شويه"والبت بهيه بنت الحاج عوضين واقفه متنحه لعم الحاج عبدالحق والواد عز إبن المعلم مسعود الجزار بخدوده المكلبظه بينادي عليها "يابهيه سيبك منه دا كل يوم بيقول كده ومبيعملش حاجه"الحاج عبدالحق متغاظ دي مش أول مره دا كل يوم الحال هو الحال مش عارف ينام شويه،طب بيفكر يعمل أيه راح قال"والله ياولاد الإيه انا خارجلكوا واللي همسكه مش عارف هعمل فيه أيه"ويجري الحاج عبدالحق علي الباب علشان يفتحه ويطلع يجري في الشارع ورا العيال والعيال تشوفه وهو خارج بالفانيلا والشورت وتضحك وتقول العبيط أهوه....العبيط أهوه.
خلاص هو سمع الكلمتين دول والراجل جالته الجنونه يبص لنفسه يلاقيه فعلا عبيط ،فيه حد يجري ورا العيال في الشارع بالفانيلا والشورت ويبص حواليه يلاقي الناس بتبص وهي مستعجبه وكل ده خلي الحاج عبدالحق جنونه زاد واقعد يجري ويجري ورا العيال وفجأه خرجت أم حسنات من بيتها بترمي شويه مايه في الشارع والحاج عبد الحق يعدي في نفس اللحظه يتزحلق ويقع علي ظهره والفانيلا البضا بقت سودا والعيال تضحك أوعي العجل وقع........ههههههههه أوي العجل وقع.
الناس تجري ناحية الحاج عبدالحق بتشيله من الطينه وهو عمال يبرطم بكلام لا هو عارف يقول أيه يشتم العيال ولا يقول أي كلام يداري كسوفه من اللي حصله هو وهدومه،الحاج عبدالغفور إمام الجامع بيقومه وهو بيقوله"معلش ياحاج حصل خير،فيه حد برضه كده ياحاج يعمل عقله بعقل شوية عيال"ويبصله ويقول "أعمل أيه بس كل يوم مجننيني مش عارف أنام"ويرد عليه الإمام ويقول"خلاص ياحاج علشان ميلعبوش عند شباكك ابقي غرق تحت الشباك مايه وهما ميعرفوش يلعبوا تاني وتنام براحتك".
رجع الحاج عبدالحق للبيت وكلام إمام الجامع بيرن في ودنه "ابقي غرق تحت الشباك مايه "ويقول بينه وبين نفسه والله فكره جهنميه انا كل يوم من الفجريه أصحي ارش المايه وارجع انام نومه هنيه ويبقوا يقولولي هيعملوا أيه في الحركه ديه.
وينام الحاج عبدالحق ويصحي زي ماقال ويرش الميه تحت الشباك ويرجع ينام وهو مستغرق في الأحلام وفجأه ودون سابق انذار يصحي الحاج علي صوت العيال هما هما نفس العيال البت بهيه والواد عز والهيصه عاليه وماليه الدنيا ويجري الحاج عبدالحق ناحية الشباك مستغرب بيلعبوا إزاي وهو فيه مايه ويفتح الشباك ويبص يلاقي مفيش مايه ،الله راحت فين المايه اللي رشتها من الفجريه مفيش مايه،راحت فين كالها عفريت ويصرخ في هستريه والبت بهيه أول مافتح الشباك بصاله مستنيه موشح كل يوم"ياخرب بيتكوا طب أعمل فيكوا أيه وراحت فين المايه،ياولاد المجانين فين المايه ياملاعين"والعيال مستنين علشان يخرج من الباب زي كل يوم علشان يجري وراهم وهما مبسوطين ماهو كله لعب دا حتي أحسنلهم يلعبوا مع الحاج عبدالحق لعبة عسكر وحراميه.
وفعلا يجري الحاج عبدالحق زي كل يوم يفتح الباب ويجري في الشارع ورا العيال وفجأه وهو معدي تخرج الست أم حسنات بس من غير المايه،خارجه تشوف أيه الحكايه ديه،وتسأله فيه أيه ياحاج ويقف يقولها "ولاد العقاريت جابولي كالوا في دماغي كل يوم يصحوني من أحلي نومه من بدري مش عارف أنام قلت أرش مايه يمكن يخفوا عن دماغي شويه وصحيت ملقتش المايه وهما برضه قاعدين يلعبوا من الصبحيه" وبصتله الست وقالته "ماهو أنا اللي حطيت تراب عليها كنت خايفه وانت بتجري وراهم تزحلق زي الوقعه اللي وقعتها عند بابنا إمبارح،معلش يا حاج عبد الحق والله النيه خير"ويلف الحاج وهو بيبرطم تاني ويقول "يعني هلاقيها منك ولا من منهم".
وتعدي الأيام والحال هو الحال والحاج عبدالحق مش عارف ينام وفي يوم من الأيام جتله فكره تانيه بس يارب تكون جهنميه مش زي افكاره التانيه.
قال أحسن حاجه أخلي كل الحاره ترمي الزباله تحت الشباك علشان العيال تبعد ومترضاش تلعب جنبها وأنا كل يوم أبقي اكنسها لما أصحي ،معلش اتعب شويه بس أهي فكره تخلي العيال تحل عني شويه.
وفعلا صحي الحاج عبدالحق ولف علي بيوت الحاره بيت بيت وقالهم ابقوا هاتوا زبالتكم وحتوها تحت شباكي علشان عايزها في حاجه ضروريه،هعمل منها سماد للأرض بتاعتي علشان أغذي بيها محصول السنه ديه"
ونام الحاج عبدالحق وصحي الصبح براحته من غير مايسمع صوت العيال ولا فيه ازعاج ولا موال ويقول في نفسه دا الخطه دي عال العال أول يوم أصحي براحتي من غير مااسمع صوت العيال،الله عليك ياعبدالحق يا فنان،تسلم وتسلم افكارك الجامده ديه ،الله ينور عليك وعلي افكارك الجهنميه....جهنميه بجد ياسلام".
ويفتح الحاج عبدالحق الشباك بس فيه حاجه غريبه.
أيه ده راح فين الشارع؟!!!!!!!!!!!!!!!
فين الشارع؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!
فين الشارع؟!!!!!!!!!!!!!!!!!
وأيه التل ده ،يانهار اسود أيه الزباله دي كلها دا جبل ويطلع الحاج عبدالحق تاني للشارع ويبص ويلاقي جبل من الزباله تحت شباكه وينادي علي الست أم حسنات ويقولها مين ياست اللي حط كل الزباله دي وترد وتقوله "مش انت اللي قلت انا عايز الزباله علشان الأرض،أي خدمه ياحاج الحاره كلها بقت نضيفه ربنا يخليك طول عمرك محترم ،بس والنبي ياحاج شيل الزباله دي بسرعه علشان شكلها وحش أوي وأوعدك بكره هتلاقي تاني إحنا في خدمتك ياحاج"ويبص الحاج ويقول "أنا اللي جبته لنفسي،فكرت إزاي اطفش العيال الحلوين علشان أبقي من الزبالين".
ويشمر الحاج عبدالحق عن أيديه ويقول "استعني علي الشقي بالله"،وفجأه تمر عليه البت بهيه والواد عز فيبتسم ويقولهم ساعدوني ياولاد أشيل الزباله من تحت الشباك وأنا هخليكوا تلعبوا كل يوم تاني من غير إزعاج،ويرد عليه الأولاد ويقولوا "لأ ياعم الحاج مش عايزين نلعب تحت الشباك المقرف ده ،بيت الحاج أبو أمنيه في أخر العطفه ديه تحته نضيف وهنلعب تحتيه ".
ويمشوا بسرعه وهما بيجروا مبسوطين وينادي عليهم الحاج عبدالحق "طب وأعمل أيه في الزباله ديه"فيلف الواد عز أبو خدود مكلبظين ويقول .............
 "ابقي اكنسهم بمأشه ياحاج"

وفقي فكري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق