السبت، 23 أبريل 2011

الموت الجميل.............قصه قصيره

شهقت بصوت مكتوم يملؤه الأنين وسارت عيناها تتفتحان وتغلقان مرة ثانيه ثم تتقلب وتتعري من غطائها الشفاف تتلوي علي سريرها مثلما يتلوي المكلوم من الطاعون تتمتم بحروف أو اشباه كلمات ومقاطع من الجمل التي تتلاصق كلماتها دون فهم ، تتصبب عرقاً جبهتها تإن من ذرات الماء تتكون القطرات تتساقط علي وجنتها فتعبث بصحراء خدها الملتهب،ترفع يدها تارة وتخفضها تارة أخري ثم تهم أن تقوم فلا تستطيع، تتثاقل قدماها وكأنهما جالونين من حديد، الأكبال تخنقها وتثقلها،تصارع وتصارع وتتمني أن يتوقف الصراع .
صوت خافت يقرع مسامعها، ينادي بل ينقذها،يمد لها يد النجاه لتتعلق به ولكنه صوت ضعيف لا يقوي أن ينتشلها من الضياع تناشده بإراده مسلوبه أرفع من صوتك إجعله قوي شدني أو جرني،أرجوك أخرجني من عذابي.
الصوت يرتفع أكثر وأكثر"حبيبتي إستيقظي..... حبيبتي إستيقظي".
شهقت مرة ثانيه وفتحت عيناها علي شعاع من الشمس المشرقه، تلتفت إليه في نظرات من الأمل والخوف،نظرات من الرعب والحزن،نظرات من الفرحه والألم.تبكي دون صوت تبكي دون همس،الدموع تغرق سماء خديها،تعكره تحجب عنه إشراق الحب،ترسم مجاري من السيل والطوفان تحولهما إلي صحراء من الصفرة وتربة للأشواك ،ينظر إليها مستعجباً لما كل هذا، ماذا حدث،يدنوا منها في رفق وحنان يلمس يدها فترتجف وتزيد دموعها، ثم تبعد يديه عنها وتلقيها بعيداً.
تمر اللحظات وتنقشع السحب وتنجلي الدنيا لها تتأكد أنه كان كابوساً رهيب أمسك برأسها واستغل نومها وأخذ ينسج خيوط الشك حولها. 
تسكت مرة ثانية للحظات تأخذ نفساً عميقاً،تتنهد،تلقي بأثقال القيود تتحرر ثم تلتفت إليه لتقول"الحمد لله أنه كان حلماً.....لا لا بل كابوساً ارهقني استزفني، الحمد لله أنك لم تفعل"
يسألها ماذا فعلت، تبتسم فتنجلي من سماء خدودها الغيوم وتزرع صحرائها بالورود وتقول "الحمد لله أنك لم تفعل....الحمدلله أنك لم تفعل".
تلاحقها عيناه في استفهام ودهشه وقبل أن يسأل مستفسراً سبقته هي وسألته "هل يمكن أن تتزوج من أخري يوماً ما وتتركني".
لحظتها فهم كل ماكان يحدث لها وبهذه الجمله حكت له مانازعها في أحلامها.
شدها بحنان إلي صدره وابتسم مداعباً لها " وماذا ستفعلين إن يوماً فعلتها"
تخرج من اسوار حضنه وتنظر إلي وجهه في تحد " ساعتها سأقتلك،بل وسأقتلها لأنها أخذتك مني"
يعتدل من نومته ويقابل وجهه بوجهها يعبث بجبهتها ويسافر علي خصلات شعرها ذهاباً وإياباً وهو يقول في سكينه وطمأنينه متناهيه "إذن فهو الموت الجميل " 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق