السبت، 30 أبريل 2011

.....وتبقي الذكريات

هل احسستم يوماً كيف تكونون حينما تفقدون الذاكره وتصبح عقولكم خاويه. ليتخيل كل فرد منا الأن أنه أصيب بفقدان للذاكره، لما التخيل فليذهب أحدكم ويراقب ويطلع علي حالة شخص مصاب بمرض الزهايمر وسيجد مدي شده فقد الذاكره، فلكم إذا ان تتخيلوها أو أن تعايشوها مع مصاب بفقد في الذاكره أو ربما حالفكم الحظ لقله منكم وجلستم لتناقشوا مع شخص كان فاقداً للذاكره فقد مؤقت ويصف لكم احساسه بذلك.
ستجدون في هذا الشئ شعور صعب جدا فالذاكره للإنسان تعني بطاقة هويه ،ملف تعريف له وللأخرين بنفسه وذاته وحينما نتحول يوماً لنفقد ذكرياتنا القديمه واحلامنا البكر التي عاشت معنا علي مدار العمر فهذا يعني فقد للهويه، ففقد الذكريات فقط للذاكره ومن ليس له ذكريات فليس له ماض ومن فقد الماضي لا حاضر ولا مستقبل له.
وتمر بالإنسان السنين وينقضي العمر ويشيخ الجسد وتتغير الملامح وتبقي الذكريات شابه متلئلئه في وجداننا،ولكل واحد منا ذكرياته ومذاقها الخاص ومهما طالت السنين وتفرقت العناوين وتبدلت الأشكال فإن ذكرياتنا تظل كما هي .
يوماً ما وقفت أمام المرآه انظر إلي نفسي وواكتشفت أني أعيش بوجهين مختلفين، الوجه الأول هو واقعي ومابه من مسئوليات ومشاكل وصعاب وقد اثرت تلك الظروف علي جسدي ووجهي فأصبح يظهر في وجهي حده وملامحي انقلبت إلي رجل كبير ارهقته السنين والكفاح وألهته اللهث خلف لقمة العيش.
والوجه الثاني يعيش داخلي احساس طفل يعيش مع ذكرياته وتوقف به الزمان عند سن العاشره لا يعرف غير الحب والطيبه والإبتسامه لا يعلم شئ عن الحقد عن الكراهيه عن الخبث.
لقد توقف به الزمان وعاش مع ذكرياته وشعر كم هي جميله ولا يجب أن ينساها أو أن يمحوها الدهر.
وفي يوم من الأيام سيجلس هذا الإنسان بعد أن تنتهي رسالته وكفاحه ويصبح وحيداً ليعيش مع ذكرياته وستكون هي الشئ الذي يؤنس وحدته ويشعره بأنه مازال حياً ويشعر في داخله بإحساس الطفوله.
فإياك أن تنسي ذكرياتك أو أن تتجاهلها لأنها عنوانك وصاحبك حتي الممات .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق