السبت، 30 أغسطس 2014

عفريت الصحون والتليفون المحمول



 
مدام دولت حد محترم جداً ملهاش ولا في القيل والقال ولا فُلان قال ولا علان عاد ، عايشه لبيتها وعيالها وبس ، من يوم ما خصلت الجامعة وهى في حالها ، رفضت تستلم الوظيفة الميري وضّحت بيها علشان جوزها وعيالها ، بنت أصول صحيح ، ملامحها مصرية أصيلة لما تبص في وشها تحس بكل الأغاني الوطنية فاطه وناطه قدامك من غير مقدمات ، زي ما تقول كده ينفع بتوع الإعلانات يستعينوا بيها في تصوير إعلانات التموين الجديده أو قانون الضرائب المعدل ، وأنا عن نفسي لو سألتوني عن رأيي فقدر أقولكم إنها تصلح تكون كريمة مختار الجديدة في إعلان تنظيم الأسرة .
دولت ست مخلصة جداً وقايمة بكل شغل بيتها أول بأول وسعيدة جداً بحياتها وشايفه كل المستقبل قدام عنيها بيكبر كل يوم في ولدين وبنت زي القمر ماشاء الله عليهم ، عيال عفاريت بس متربيين ومؤدبين ، ماهو الست دولت مربياهم على الأخلاق والدين الصح وعلى الصلاة والصيام وحتى تقديم الصدقة للغلابة من مصروفهم اليومي ، أصلهم بيت مبني على الدين ولا ليهم في التفاهات ولا الخرافات ولا الحاجات بتاعة الناس الفاضية دول .
بس أم العيال بقالها كام يوم كده حاسه بحاجه غريبة في جوزها الأستاذ منصف ، الراجل متغيره احواله بقاله فترة ، ودولت الفار ابتدى يلعب في هدومها والشك زاد لما منصف بقى يقعد دايماً سرحان وساعات يقفل على نفسه الأوضه وتسمعه بيشغل أغاني للست أم كلثوم على اللاب توب بتاعه ولما بتخبط عليه وتسأله مالك يقولها مفيش بعمل شغل عايز شوية تركيز ، دماغ دولت بيجيب ويودي والموضوع بقى ملفت للنظر واللي زاد وغطى كمان إن العيال بدأوا يسألوا بابا ماله ياماما ، إذا كان العيال خدوا بالهم يبقى أكيد الموضوع فيه إنّ ولازم نعرف لماذا .
كل يوم مدام دولت بياخدها شغل البيت وتقعد توضب وتنضف وتطبخ وتظبط بس من ساعة ما لاحظت موضوع جوزها ده وحالها بقى مش هو الحال ، دايماً كده قلقانه ومش مركزة ومجهودها قل وشغل البيت بقى تلال وراها والخوف بقى ليكون الراجل بيحب عليها مزه من بتوع اليومين دول من اللي حاطه الأحمر والأصفر ولابسه الشفتشي وحاطلها برفان من اللي بيشد الرجاله ده ، لأ ده يمكن كمان الراجل اتجوز عليها فعلاً والبيت هيتخرب ، منعول أبو شغل البيت ، شغل أيه بقى والراجل هيضيع منها ، الموضوع مش مستاهل ، العملية محتاجه مراقبة وسحلبه ودحلبه لحد ما نوصل للسبب .
صراحة مشكلة دولت إنها ملهاش في الخبث واللف والدوران وبقت تقعد طول الليل صاحية جنب جوزها منصف بتقكر هتعمل أيه وأول لما يروح الشغل النوم ياخدها كده شويتين وبعدين تقوم دماغها تقيلة واليوم يكون عدى نصه ويادوبك تعمل لقمة للبيه علشان يتغدى ولو إنه ميستهالش بس كل واحد بيعمل بأصله برضه ، واللي يبص للمطبخ يصعب عليه حال دولت دلوقتي وخصوصاً في موضوع تشطيب الحوض وغسل الصحون ، ماهي مش فاضية لأي حاجه غير لمراقبة منصف وحاله المتشلقب .
في ليلة ودولت نايمة صاحية كده جنب جوزها سمعت خبط ورزع بره الأوضه تقريباً كده جي من ناحية المطبخ ، أيوه ده صوت الصحون وكأن حد بيكسر فيها ، طبعاً دولت خافت ولما طلع النهار سألت العيال والكل قال إنهم كانوا في سابع نومه ، يمكن بيتهيألك يا دولت بتحصل مع أحسن الناس عادي ، تاني ليله حصل نفس الموضوع والصوت هو الصوت جي من الصحون الوسخه اللي في حوض المطبخ وبرضه متحركتش من مكانها أصلها خايفه وحاولت تصحي منصف يشوف الموضوع لكن منصف مش عايز يصحى ، أيوه ياخويا ما أنت طول النهار صايع مع البنت اللي واكله دماغك وبتجيلي البيت مهدود الحيل تاكل وتنام زي القتيل ماهو فندق ، وكررت نفس الاسئلة على ولادها وبرضه محدش شاف ولا سمع حاجه ، في تالت ليله قررت إنها تبص من خرم الباب تشوف أيه اللي بيحصل بره قامت إتسحبت من جنب منصف في الضلمة ومسكت تليفونه المحمول تنور بيه طريقها في الضلمه وبصت ، مفيش حاجه شايفاها ، صراحة الشجاعة خدتها وفتحت الباب وراحت تشوف الموضوع والحمد لله مفيش حاجه ، وهى راجعه للأوضة جاتلها فكرة ، ليه متريحش نفسها وتبص في تليفون منصف وتدور فيه على مكالمة غريبة أو رسالة من حد يمكن تكتشف موضوع سهوكته الغريبة دي ، طول الليل قعدت دولت تفتش في المحمول ولا فيه حاجه أمال أيه ياناس ، الراجل ده حاله متشقلب ليه ، أنا هتجنن ، يعني يارب عفاريت تخبط في الصحون بالليل وكمان جوزي متغير ومعرفش ماله .
أخيراً قررت تسأل جارتها الست سعاد بعد الحيرة ما قتلتها ، بيقولوا عليها دقرمه وليها في سكة الجن والزار وتحضير الأرواح ، أهي تحضرلنا جن صايع يراقب جوزها ويقولنا بيصيع مع مين وكمان يتوسط عند العفريت اللي بيلعب كل ليله في الصحون ويبطل إزعاج ، مكدبتش خبر وقالت لسعاد على الحكاية من طقطق لسلاموا عليكوا وطبعاً قامت الأخت سعاد بالواجب ولأول مره دولت تكتشف إن الجن بيحب الصحون الوسخه وبيطلع من الحمام لما يناموا وياكل بقايا الأكل اللي في الأطباق ووعدتها تشوفلها جن طيب يراقب جوزها ويتعرف على جن الصحون ويوصيه يبعد عن بيتها ويسيبها في حالها ، واحتياطي وصتها تغسل الصحون بالنهار علشان تطمن وتقطع الطريق علي الجن وترتاح ، الله عليكي يا سعاد جبتي م الأخر وفعلاً دولت عملت الصح والمطبخ بقى فُله والحمد لله إن النهاردة الخميس وبكره اجازة لجوزها علشان تلزقله وتقرره وتعرف أيه الحكاية ويا أنا يا إنت يامنصف والنهار طوووويل.
فعلاً أول ليله دولت تنام زي القتيلة ولا تحس بأي حاجه عفارم عليكي يا سعاد واسطة العفريت نفعت واختشى على دمه ومطلعش يخبط في الصحون زي كل ليله وصحيت الصبح جسمها مرتاح وزي الفل ، ياسلام بقى لو الجن اللي مأجراه من سعاد يقولها جوزها بيعمل أيه كانت ترتاح ، طلعت دولت من أوضة النوم وهى مشمره دراعتها وحالفه ميت يمين لتخلص موضوع جوزها النهاردة وقبل صلاة الجمعة كمان ، الأستاذ منصف قاعد في الصالة تحت المروحة مشغل أم كلثوم وماسك جريدة الجمهورية بيبص فيها ، أيه ده دي أغنية أم كلثوم الحب كله ، كده يا منصف بتسمع الأغنية اللي بتفكرنا بيوم ما اتقابلنا أول مره وبتخوني بالتفكير في واحدة تانية ، قربت دولت على منصف وأول ما شافها قام من مكانه وفي أيده لفه جميله وقالها بابتسامة جميلة كل سنه وإنتي طيبه يا دولت ، سألته في اندهاشه بمناسبة أيه يامنصف الهدية دي ، مش فاكرة يا دولت إخس عليكي ، عموماً ياستي أنا عازرك شغل البيت والعيال نسوكي أهم مناسبة لينا ، النهاردة ياحبيبتي ذكرى أول يوم اتقابلنا فيه وبقالي كام يوم بقعد في الأوضه لوحدي أفتح دفاتري القديمة وأشوف جوابات الحب اللي بعتناها لبعض أيامها ، يااااااااااه كانت أيام يادولت ، طبعاً دولت قلبها نزل دق على أخره وناقص يفُط من بين ضلوعها من الفرحه والحمد لله ربنا خلف ظنها واترمت على صدر جوزها ودموعها نازله زي السيل ومنصف فاكر إنها دموع الفرحه وهى كده فعلاً بس مش بسبب الهدية لأ دي من فرحتها براحة قلبها ورجوع جوزها ليها ، وقالتله من فرحتها والله لهعملك محشى ورق عنب مع كباب حلة حلاوة اليوم ده ، ضحك منصف وقعد يكمل الجورنال وراحت دولت المطبخ تشوف اللي وراها بس موضوع عفريت الصحون ده لسه شاغل بالها ياترى أيه السبب ، وهى سرحانه في موضوع عفريت الصحون سمعت منصف بيضحك بصوت عالي فندهت عليه بسرعه فيه أيه ياحبيبي ، جالها منصف والجورنال في أيديه وبيقولها اسمعي ياستي ، فيه خبر في الجورنال بيقول إن الناس بتوع بلاد بره عملوا دراسة قالت إن النساء اللي بيغسلوا الأطباق قبل النوم بساعتين بيتمتعوا بنوم أفضل من النساء اللي بيسبوها وسخه ودول بيحلموا بكوابيس غريبة بالليل وبيتهيأوا حاجات عجيبة ، والله الناس اللي بره دول فاضيين ، ورمى منصف الجورنال ونزل جري علشان يلحق صلاة الجمعة ونشفت دولت أيديها ومسكت الجورنال تقرأ الخبر وخادها الجورنال شوية لحد ما شافت خبر تاني بيقول إن علماء الأزهر بيقولوا إن التجسس على تليفونات الزوج أو الزوجة مرفوض شرعاً وإن حالة من خمس حالات طلاق بتكون بسبب تجسس الزوجين على الفيس بوك ورسائل المحمول بتاعة الأخر ، في اللحظة دي ابتسمت دولت ورمت الجورنال وقالت في بالها ربنا يخليك ليا ياجوزي ياحبيبي ويخليك لعيالك والحمد لله جت سليمة .
 وفقي فكري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق