جميل أن يقف القاتل يبدع في الدفاع عن نفسه
ويلوح بيديه يميناً ويساراً وينظر للحاضرين جاذباً إنتباههم وكأننا أمام إمام
وخطيب أخذ العلم منه مبلغاً حتى وصلت التقوى إلى تلابيب قلبه فأكسبته ورعاً وزهداً
ألهبت عيون مجلسه فخروا بكياً ، حقاً لقد أبكانا العادلي حزناً على ماحدث له
وشعرنا أن الرغبة تقتلنا طلباً في أن يقوم كل مواطن بلطم من بجانبه لطمة قوية على
خده ليفيق ، لقد استغرق استعداد العادلي للإعداد لتلك المرافعة المتميزة 4 سنوات
رتب فيها أدواته ودون حيثياته وتمكن من قوة براهينه ثم جاء اليوم المنشود ليصدح
بما احتوى به إناء ضميرة الحي ويؤكد أن ما تعرضنا له في 25 يناير إنما كان إنهيار
للربيع العربي ومبرهناً أنه كان ينوي الإستقالة بعد أعياد الشرطة فقد كان طوال 14
عاماً وزيراً للداخلية يسهر لينام الشعب المتمرد ويستتب الأمن ، هذا الشعب الذي
بلغ منه الدلع ذروة الإناء حتى جعله يشعر بالملل من الحرية والديمقراطية ويستجيب
للمتآمرين ويخرج إلى الشارع ليكسر ملله ويتسلى ، وجاءت شماعة الإخوان صندوق
القمامة لكل أخطاء الماضي كما ستأتي شماعة المستقبل حتى أننا كرهنا كل من وضع نفسه
في صف الإخوان أو تشيع لهم ، لقد كانت 25 يناير مؤامرة على حد قول العادلي
وتقريباً على حد الشعور السائد الآن على المستوى الرسمي وبدأت بشقاوة شباب سيس من
أصحاب البناطيل الساقطة فسقطوا في غيهم
فهم يعمهون ، بالتأكيد العادلي لن يحمل في قلبه بغضاً لهؤلاء الشباب لأنهم غلابى
ولم يشعروا بأن أطراف أخرى استعملتهم لمصالح خاصة وهو بقدرة قادر وبحكم علمه
المتناهي ومعرفته التي لا حدود لها يعلم كل تلك الأطراف والآن حان الوقت ليخرج عن
ورعه وتقواه ويضطر لأن يقول أن الإخوان وحماس هم من دبروا لهذا الإنقلاب الذي دمر
مصر وجعلها جرداء لا زرع فيها ولا ماء .
لقد أبهرنا العادلي بمرافعته وأريحيته التي
تكلم بها ومع مرافعته قتل الشعب ندماً وبكاءً على خطاياهم حتى ملئت الدموع نهر النيل
وفاضت من جوانبه لعلها تكون عذراً وتوبة مقبولة لدى العادلي وشلته المحترمين .
ياسيادة القاضي احكم بما تريد ولا تأخذك فينا
رأفة وطبق قانونك على قدر ما ترى من ثوابت ودلائل بين يديك ولكننا نحن الشعب لن
نحكم إلا بما اقتنعنا به ، سنظل نحكم على هؤلاء بالإعدام حتى وإن جرى الزمن على
الشهداء وتحولوا إلى بلطجية مشوهين لصورة مصر ، سنترك أمهات شهداء وشهيدات المعركة الأولى داخل ميدان التحرير ممن رفعوا شعار "عيش .. حرية .. عدالة إجتماعية" هن
من يحكمن بقلوبهن على هؤلاء القتلة بدون قانون بشري موضوع تملؤه الثغرات والهفوات ،
وإن لم يتمكن القضاء البشري من نصرة دمائهم فإن الله من فوق سبع سماوات يسمع
ويرى ، يسمع دعاء الأمهات الثكالى والأباء المكلومين والله سميع الدعاء ، ويرى دموع
فياضة بالدمع حزناً على ضياع الحق وقلوباً منفطرة ألماً على إهدار دماء أبناء
الوطن .
وفقي فكري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق