الخميس، 1 مايو 2014

فلاح تحت القبه (10)


سنظل نكتب حتى تنكسر أقلامنا أو يسمعنا أحد


المشهد العاشر : حرب البيض والزبادي
الحيره في عقل كل اللي شغاليين في مطبخ المدينة الجامعية ، ملاحظين إن الطلبة طلبهم بيزيد على البيض والزبادي ولكن مش بياكلوه ، بياخدوه معاهم للأوض وهو ني ومش بياكلوه في المطعم ، قبل كده كان فيه طلبه مبيخدوش البيض ولا الزبادي وكانوا زهقانين من كتر أكله ، أيه اللي حصل ، فجأه كده صحيوا من النوم لقوا نفسهم بيعشقوا أكل البيض والزبادي في أوضهم ، حاول المشرفين بتوع المطعم يعرفوا الأسباب كنوع من الفضول ولكن مفيش فايدة مفيش حد من الطلبة قالهم حاجه ، طبعاً صاحبنا ابن الفلاحين عايش في عالم تاني ، ولا حاسس بحاجه ، كل يوم في الصبح والمسا يروح يفطر ويتعشى وياكل البيض والزبادي بتاعه في المطعم ومش حاسس باللي بيحصل حواليه خالص ، وجه يوم 21 ابريل وكل اللي كان حيران وعايز يعرف أيه أسباب الإقبال على البيض والزبادي حيرته راحت ، أول لما النهار طلع الحرب بدأت ، عارفين كانت حرب أيه ، كانت حرب البيض الممشش والزبادي المعفن بين الطلبة وبعضيهم ، الطلبة في المدينة الجامعية قرروا السنادي يحتفلوا بطريقتهم الخاصة بشم النسيم ، وبما إن البيض هو من أكتر الحاجات شهرة في اليوم ده فقرروا يستعينوا بيه في حربهم الكوميدية بينهم وبين بعضيهم ، الحرب كانت مقسمة بين كل مبنين من المباني السكنية اللي بلكوناتهم في وش بعض ، صاحبنا ابن الفلاحين صحي من النوم بدري لقى الإستعدادت لبدأ الحرب على ودنه ، مجموعات من زمايله من المبنى بتجهز علب الزبادي المعفنه قرب البلكونات ومجموعة تانية بتجهز البيض الممشش في نفس المكان وفريق تالت بيعبي أكياس ميه من حنفيات الحمامات العمومية ، وصاحبنا ابن الفلاحين مش فاهم حاجه فسأل زمايله بتعملوا أيه وقالوله إننا هنتسلى شوية وهنشن حرب على الجماعة اللي في المبنى اللي قصادنا بالبيض والزبادي واكياس الميه بمناسبة شم النسيم ، وعرضوا عليه ينضم ليهم ووافق طبعاً أهي فرصة الواحد يفك عن نفسه شوية ، وبدأت الحرب ، بدأت برمي علبة زبادي على مجموعة واقفين في البلكونة بتاعة المبنى التاني وفي لحظات الكل جهز اسلحته الفتاكه ، صاحبنا ابن الفلاحين كانت مهمته التمويل بالأسلحة يعني يقعد على الأرض يناول اللي بيحاربوا البيض والزبادي واكياس الميه واللي في المواجهة يشنوا الحرب ، في ثواني الحرب بقت سُخنه اوي اوي ، وفيه مصابين من الجانبين والضحك على أخره والجمل الإنتقامية رايحة جاية بين الكل ، اللي يضرب واحد تلبس في وشه بيضه ممششه وبعدها علبة زبادي معفنة يجري على الحمام يستحمى ويستلم موقعه غيره ، صاحبنا ابن الفلاحين قاعد في الأرض مش شايف حاجه من خطوط الهجوم بس مبسوط أخر انبساط من اللعبة دي ، لكن برضه نفسه يطلع للصفوف الأولى ويطل طلة كده ويشوف أيه اللي بيحصل في الصفوف الأمامية ، قام يبص ويشوف اللي بيحصل وركبه الذهول لما شاف كمية البيض والزبادي واكياس الميه اللي لبست في جدران المباني وفي الشارع تحت ، للحظة هنج من كمية الزبالة اللي ملت الشارع وفي اللحظة دي فاق على بيضة ممششه وبعدها واحده زبادي ع الكيف لازقين في وشه وبعدها كيس ميه خلوه أخر عفانه والموضوع ده خلاه يتضايق ويكون عايز ياخد حقه من اللي ضربة ، ولأول مره يقود قلب المعركة بكل حماسة ويمسك بالبيض والزبادي وينتقم ورمى كمية ورا بعضيها ولكن مفيش ولا واحده منهم لبست في حد ، لف يجيب تاني وكل اللي حواليه اختفوا فجأه وبقى هو واقف لوحده بدون ساتر والبيض والزبادي نزلوا عليه زي المطر ، معدش شايف قدامه من كتر الضرب فيه ، وبيرفع ايديه علشان يرمي كيس ميه سمع صوت سارينه بوكس بوليس ، إدارة المدينة بلغت حرس الجامعة باللي بيحصل وجم جري ، بس يابني إنت وهوه ، طبعاً صاحبنا خاف وجري على الحمامات ، لكن العيال الفاقدة التانيين ولا همهم ، باكياس الميه والبيض وفين يوجعك يا حضرة الظابط واللي معاك ، الكل ولأول مره اتحد لضرب البوكس باللي فيه وأول ما الظابط شاف كده خد ديل جلبيته في بقه وجري بالبوكس وإن شالله تولعوا في بعض ، وانتهت الحرب اخيراً إجبارياً بعد نفاذ الزخيرة من الطرفين واعلنت الهدنة الدائمة بين الجميع بحلول الليل وبدأت مرحلة الإستحمام الجماعي والتنضيف من البيض الممشش والزبادي المعفن وموضوع الإستحمام ده عايز ليه مشهد لوحده علشان فيه حاجات كتير محتاجه شرح ورغي للصبح ، المهم إن صاحبنا اتكيف من اليوم ده وأول مره يحتفل بشكل مختلف بشم النسيم وفعلاً صحبة الطلبة تجيب بلاوي ، اتفضل إنت يا باشا روح استحمى وانضف من الريحة المعفنة اللي طالعة منك دي وهنجيلك بعد شوية وحمام الهنا يابرنس .

وفقي فكري 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق