الجمعة، 6 سبتمبر 2013

استقيموا يرحمكم الله



يكتبها : وفقي فكري
غريب أن تجد في زمننا هذا مدير يعرف كيف يدير ، وطريف أن تعثر علي واحد من هؤلاء الذين يستطيعون أن يقودوا فريق ، ففي عصرنا هذا وفي بلدنا هذه قليلاً مانجد عقلية استطاعت أن تصل إلي منصبها بإقتدار الكفاءة في مهارة الإدارة ، فالذي يحكم مجتمعنا سياسة المصلحة وعلي قدر المصلحة تأتي المناصب ، فمن يعنينا أمره ونحرص علي تلميعه سيجلس علي مقعد من أحد مقاعد السلطة المختارة له خصيصاً ، ومن سينفذ سياستنا هو الفائز بمقعد في مقدمة قطار القيادة .
هذا للأسف منطق الساسة وأصحاب القرار في بلدنا مصر ، يحكمهم المصلحة وليس الكفاءة ، فالكفاءة هي أخر شروط شغل المنصب ومهما قيل لي من جمل معسولة وتصريحات رنانه تؤكد علي الكفاءة فإنني لن أصدق تلك الجمل المكررة لأنها تنافي الواقع ، والواقع أنني وغيري وكل الناس تعيشه وتذوق منه الشئ الكثير ، وباتت المناصب القيادية في كل الوظائف الحاكمة بالدولة للصفوة ، ويأس أصحاب الكفاءة أن يحصلوا علي مقابل اجتهادهم وعبقريتهم في أن يلاقوا نتيجة إخلاصهم وابداعهم من أجل وطنهم فدأبوا علي الفرار من مجتمع كرههم وخاف من مهارتهم ليشبعوا علمهم وكفاحهم بدول أخري لتجني تلك الدول ثمره ذلك ونجني نحن زيادة الفساد وترسيخ مبدأ الشللية والعصابة واللمة التي تكوش علي كل شئ .
فلقد مرت ثورة 25 يناير وما تلاها من موجات ولم تتغير العقيدة عند الشعب ، ولم يستطع أن يقلع جذور الفساد الإداري واستمرت المصلحة تسيطر علي مواصفات من يتم اختياره من أجل استمرار نمط حياة الشعر المصري الذي مازال يسير في ركب الفساد المستشري في كل دعامة من دعامات الدولة .
لقد عشت مواقفاً مع الكثير من المدراء والسمة المشتركة بينهم أنه لايوجد أي واحد منهم يستحق أن يشغل منصب مدير ، فصفة القيادة لدية مجرد كلمة لا يعرف معناها ، ومعظمهم يتخذ المنصب مغنم يعيش طوال جلوسه عليه يفكر كيف يحافظ عليه أطول وقت ممكن ولا يفكر في كيفية إدارة فريق العمل الذي يقوده من أجل النجاح ، فكل مايشغل عقله كيف يسيطر ويمنع أي شخص أخر من الوصول إلي ذلك الكرسي حتي وإن اضطر أن يؤذيه ويضطهده ويظل طوال فترة عمله يخشي أن يظهر من هو صاحب كفاءة ليمثل خطورة علي منصبه ، ويتخذ من منصبه وقسمه عزبة تخدم اهواءه ونزواته ويغذي غروره ويرضي أمراضه النفسية التي تسيطر عليه من حب سطوه وتكبر وعجرفه وتسلط وحقد علي النجاح .
لن تنجح ثورة مصر ولن يكون هناك تقدم طالما ظللنا نفكر في أنفسنا ونخشي علي كراسينا ومناصبنا من أجل السيطرة علي القيادة وإقصاء من عادانا حتي ولو كان صاحب كفاءة ومهارة ، وسنظل هكذا نأكل في بعضنا البعض ونحطم بعضنا البعض وفي حالة إقتتال داخلي ليستفيد الأخر وسنظل نتكلم ونحسن في حلاوة وطلاوة التصريحات الرنانة ونعاني من انفصام من الشخصية من أجل المناصب وسيظل حالنا هو الحال طالما ظللنا نفكر بنفس الأسلوب ونلف وندور حول بعضنا دون تقدم خطوة إلي الامام .
متي قدمت الكفاءة سنجد تقدم ، ومتي حكمتنا المصلحة حكمنا غيرنا ، فالأهواء والإستقواء النفسي سمة شعب دار في فلك الطمع وحب السيطرة فظل محلك سر فاستقيموا يرحمكم الله .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق