الجمعة، 15 فبراير 2013

مسابقة أفضل فكرة لتطوير المقاولون العرب


 يكتبها : وفقي فكري
أحزنني كثيراً حين جلست إلي أحد الشباب الذين يعملون في شركة المقاولون العرب ولم يتخطي عمرة الثلاثون عاماً إلا بقليل ويعمل بمهنة أخصائي شبكات إلكترونية ، حين إستمعت إلي هذا الشاب وهو يتحدث بكل حماسة عن أفكاره المتطورة في مجال الشبكات وأهميتها في تطوير دولاب العمل داخل الشركة ، وقد إستطرد هذا الشاب في مشروع ينوي تقديمه للقيادات بالشركة ليتم تطوير وسائل الإتصال داخلها من خلال تطبيقة ويقلل من التكاليف ويساعد علي نهو العمل بجودة عالية.
قابلته مرة أخري بعد عدة أسابيع من لقائي الأول به وقد إختلفت ملامحة وتبدلت ، وصار الحال غير الحال، فاختفي الحماس وذبلت الحيوية التي كان يتحدث بها معي في المرة الأولي ، وعلمت منه أن أسباب ذلك هو الإحباط الذي قوبل به حين عرض فكرته ومشروعه علي قيادات الحاسب الألي ومراكز المعلومات داخل الشركة ، حيث فوجئ بالنهر الشديد له ، والتأنيب علي ماقدمه ، وعلي حد وصفه ، وجد أمامه وجوه تخشي التطوير وتهابه ، ولها مصلحة في بقاء الحال علي ماهو عليه خوفاً علي كراسيهم ، لأنه وبكل بساطه التطوير والفكر المتقدم في عالم الإتصال والشبكات هذا سيكون أعلي من عقولهم القديمة والتي لن تستوعبه وبالتالي فإن تطبيق أفكار هذا الشاب ستتطلب حتماً تغيراً في الكراسي وتبديل للوجوة القديمة بأخري شابه تستطيع أن تطبيق هذه الأفكار المتقدمة وتتعاطي معه ، كما أن تطبيق أفكارة ربما ستؤدي إلي إلغاء وظائف كثيرة روتينية ، هؤلاء القادة يشغلونها ويحتلون كراسي قيادية بسببها .
هذا الشاب من لحظتها واكتست معالم وجهه بالحزن والإحباط الشديدين من هول المفاجأة التي لحقت به ، وأنا أيضاً إكتست معالم وجهي الدهشة والإستغراب ، وتحول وجهي إلي علامة إستفهام كبيرة عن أسباب رفض التغيير ولفظ الفكر الشاب ، واشتدت ملامح الدهشة أكثر حين علمت أن هذا الشاب حاصل علي أعلي الدورات التدريبية المتقدمة والعالمية في مجال الشبكات ، وفي النهاية يجلس في أحد مراكز المعلومات ينفذ أوامر تقليدية وروتينية تكبت كل علم تعلمه ، وتقضي علي أي رغبة لدية في خدمة شركته التي ترك من أجلها شركات كبري ورواتب عالية تخيلاً منه أنه أتي إلي المقاولون العرب ليدلوا بدلوه في مسيرة تطويرها .
الدكتور أسامة الحسيني رئيس مجلس الإدارة الموقر ، هذا نموذج لشاب مصري من أبناء شركة المقاولون العرب أقدمه لسيادتكم يمتلك الكثير من الأفكار والكثير من العلوم في عالم الحاسب الألي ولكنه فوجئ بلوبي الإحباط وأصحاب العقول المتخلفة عن ركب التقدم تنهره وتمنعه من تنفيذها ، ومثل هذا الشاب المئات تحتضنهم الشركة ومنهم من يعاني نفس الموقف وربما أسوء ، شباب رغبون في خدمة وطنهم من خلال شركتهم ولكنهم يعجزون ويحاربون ، شباب مثل الزهور تمتلئ قلوبهم بنفحات الطموح الجامح نحو التطوير واللحاق بركب التقدم التكنولوجي العالمي ولكنهم يحبطون ، ستجد منهم الكثير إن أردت أن تستعين بهم ، ستفاجئ وستدهش مثلي حين تقابلهم ، شباب ليس بالعادي ، فهم أمل الشركة لتصبح رقم واحد علي مستوي العالم ، فنحن لا ينقصنا شئ عن الشركة رقم واحد عالمياً إلا الإستغلال الامثل لطاقاتنا وخصوصاً البشرية منها ، نحن المصريون نملك من المعجزات ماهو أغرب من الخيال ولكننا نريد أن نجد من يؤمن حقاً بنا ويساعدنا علي إخراجها .
هل تعلم سيادتك أن كبري الشركات العالمية والتي تحصد أرباحاً بمليارات الدولارات سنوياً تخصص مايقرب من نصف مخصصاتها لأبحاث التطوير والأفكار الجديدة ، وأن أهم قسم بها ويحظي بالدعم الكامل هو قسم غير موجود بشركة المقاولون العرب ولا بمصر كلها ، ألا وهو قسم التطوير ، وبالتأكيد فأي شركة مهما كان نشاطها -حتي وإن كان المقاولات- لابد لها من إيجاد أفكار جديدة ومتطورة من أجل أن تظل تنافس في السوق .
هل تعلم أن شركات عالمية مثل ميكروسوفت وأبل وتويوتا وغيرها من الشركات العملاقة تحتضن المطورون وتخصص لهم المناخ المناسب من بيئة عمل ومقابل مادي عالي جداً من أجل أن يخرجوا بفكرة جديدة تزيد من مبيعاتهم ، والأهم أن كل هؤلاء المطورون هم من الشباب الصغير في السن ولكنهم عباقرة وعمالقة في التفكير .
إني أقترح عليك إن كنت تنوي وضع بصمة لك تبقي مدي الحياة وتخلد ذكراك علي مر العصور ليس بالشركة فقط وإنا بمصر والعالم أسره ، أن تنظم مسابقة كبيرة بشكل رسمي علي مستوي شركة المقاولون العرب لأفضل فكرة شابة يكون هدفها تطوير الشركة بكل أقسامها ووظائفها ، بشرط أن لا يتعدي سن المتقدم بالفكرة سن الأربعين عاماً ، ووالله الذي لا إله غيره ستندهش من عبقرية الأفكار والمشروعات التي ستقدم لكم من خلالها وستجد ماسيسعد فؤادك من هؤلاء الشباب ، وستحصد أفكاراً لم تكن تخطر لك ببال يوماً قط ، وعليك أن تتبني تنفيذ الأفضل منها بكل مجالات الشركة بدون روتنية أو إحباط ، وستقفذ الشركة أعواماً عديدة نحو المستقبل في شهور بفضل تلك الأفكار ، وسنجني نحن جميعاً ثمار التقدم والإزدهار ، وستكون قد قدمت لمصر فخر شبابها ليكون نموذجاً يحتذي في كل مؤسسات الدولة لنحقق معاً يداً بيد أهداف ثورتنا المجيدة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق