الأحد، 10 فبراير 2013

عقل يبني وطفيل يقاوم

 يكتبها : وفقي فكري
حينما يفكر العقل ويرغب في تحقيق فعل ما لابد أن يعطي أوامره للجسد ليتحرك كي ينفذ ما فكر به ، ولكن هل ينفذ الجسد دون أمر من العقل ؟ ، بالتأكيد ستكون الإجابة مباشرة بلا ، فلا يمكن أن يفعل الجسد مايشاء دون وجود العقل الذي يعتبر السيد وصاحب القرار لأنه هو الذي يفكر ثم يقيم ثم يعطي القرار للأعضاء للتنفيذ ، وعليها أن تنفذ الأمر كما أتي لها كونها بكل بساطه لا تفكر ولا تقيم ، وعلي قدر إتزان وإستقرار مستوي العقل تأتي الأفعال هي الأخري موازية في الوصف لصاحب القرار .
ولكن ماذا يحدث إن إختل العقل لأي سبب من الأسباب وصدرت عنه أوامر عشوائية تنم عن إضطراب به ، بالتأكيد سيكون للأعضاء نفس الأعراض وستنفذ أوامر مختله تؤدي إلي هلاك الجسد وعلي رأسه العقل، وماذا يحدث إن فكر العقل ولم يجد حواس وأعضاء تنفذ ؟ هل هناك قيمة لتلك الأوامر ، بالتأكيد أيضاً لن يجدي التفكير وسيقل قيمة العقل طالما لم تنفذ أوامرة .
إذاً لا غني للعقل عن الجسد والأعضاء ، ولا غني للجسد والأعضاء عن العقل ، وإستحالة أن تستقيم الأمور بدون أن يكمل إحداهما الأخر ، وكل كيان موجود علي الأرض لابد أن يكون له عقل وجسد ، عقل يصدر قرارات وجسد ينفذ .
الأن نأتي لنطبق هذا علي أي كيان إقتصادي موجود ، لنجد أن العقل والذي يمثلة رئيس مجلس الإدارة لابد أن يقوم بالدراسة قبل إصدار أي قرار سينفذه الجسد والمتمثل في العاملين والموظفين بتلك المؤسسة ثم أثناء التنفيذ يتم التقييم للقرار وبعده يتم حصر النتائج المترتبه علي ذلك القرار ، ليساهم في تطوير القرار القادم ليكون أكثر موائمة عما قبلة من حيث القابلية والفاعلية في نتائجة .
الفكرة السابقة هي ما نسميها فن إدارة الأعمال ، وينبغي علي من يدير مؤسسة كبيرة مثل شركة المقاولون العرب أن يكون بالطبع علي وعي ودراية كاملة بذلك الفن ، وأن يستعين بالكوادر والتي تمثل أعضاء الجسد للتنفيذ ، وبدون وجود كوادر مدربة وواعية وعلي إستعداد للتنفيذ بطرق إبتكارية وأيضاً المساعدة في القيادة لن تجدي القرارات التي تصدر عن عقل المؤسسة مهما كانت قيمتها ، فلابد من وجود مرسل جيد ومستقبل فاعل وبينهما وسيط موصل يعمل عمل القناه الناقلة بكل أمان وأمانة لتلك القرارات .
 ونعود للمناخ الذي تربت فيه عقول القيادة والتي كانت معاصرة لعهد مابعد ثورة 1952 وحتي زواله علي يد ثورة 2011 لنجد أن فكرة العقل والجسد تلاشت من حيث إيجاد لروح التكامل فيما بينها ، وتحول العقل إلي أن يستغني عن الجسد والأعضاء ، بل وانفصلوا لعدم حاجة العقل للجسد وأعضاءه في التنفيذ ، وربي العقل أعضاء وزوائد خارج هذا الجسد عملت عمل الطفيل الذي اتخذ الجسد القديم عائل ليتغذي علية ولينفذ تعليمات منحرفة كتيراً عن الحق والضمير ، ومات الجسد وأصبح العقل هو سيد الموقف منفرداً مع الطفيل ، والإثنان عاشا علي مبدأ المصلحة المتبادلة من أجل مص دماء هذا الجسد القديم البالي .
الأن نحن أمام جسد نخره الطفيل واستغله في تنفيذ أغراض ضد مصلحة الجسد والعلاج مر ولكن لابد أن نتقبلة من أجل أن يعاود نشاطه ويرجع كما كان من ذي قبل يملؤه النشاط ويساعد علي تنفيذ الأوامر الجديدة التي تصدر من عقل جديد ، بعد أن مات العقل القديم وتلاشي مع موت النظام العام السابق ، وتولي القيادة الأن عقل جديد يرغب في أن يعتمد عليه مع أعضاءه ليحيه ويعمل علي تنميته وتحديثه وإشراكه - كما في الطبيعي - في تنفيذ كافة قرارته ليحوله إلي شريك حقيقي يساعد علي البناء والتنمية .
ولكن يقابل هذا العقل الأن الطفيل الذي تعود أن يقود علي طريقة المصالح الشخصية ويرفض العقل الجديد لأنه بالتأكيد سيقضي عليه وعلي زوائدة التي تربت بديلاً عن الأعضاء الحقيقيين للجسد ، فماذا ستكون خطة العقل من أجل مواصلة تحقيق هدفه ؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق