الأربعاء، 23 يناير 2013

الإصلاح النقابي خطوة علي الطريق

 يكتبها : وفقي فكري
في أعقاب ثورة يناير 2011 وبعد أن سادت حالة من التسيب وغياب القانون التي صاحبت الثورة ظهرت لأول مرة بشركة المقاولون العرب الأصوات التي كانت مكبوته وعلت نبرتها في الأروقة المختلفة داخل الشركة ، وعزفت تلك الأصوات سيمفونية من نشاذ الفوضي في التعبير ، وهذا لايعني أنها ليست علي حق ، ولكن غاب عنها التنسيق وقوة الحجه لهدم الفساد والظلم الذي يشعر به جموع العاملين البسطاء داخل الشركة ، ومنذ تلك اللحظة إنفجرت ماسورة المطالب وعرض المظالم دون تروي أو ترتيب ، وفي تلك الأثناء لجأ المهندس إبراهيم محلب إلي عدة إجراءات وقائية حاول من خلالها السيطرة علي تلك الظاهرة وخصوصاً بعد تنظيم البعض وقفات إحتجاجية أمام المركز الرئيسي للشركة بشارع عدلي بوسط البلد ، ومن تلك الإجراءات إصدار تعليمات مباشرة إلي جميع الأفرع والإدارات بتشكيل لجان لحل الأزمات تكون مهمتها الأولي والأخيرة السيطرة علي إنفعالات العاملين ومنعهم من الوصول إلي المركز الرئيسي ، وثانيهما كان قيامه بعمل جولات ماكوكية بين ارجاء الشركة للقاء العاملين وإمتصاص غضبهم قبل حدوث أي كارثة محتملة ، وثالثهما تعود رئيس مجلس الإدارة مع مرتبات كل شهر كتابة كلمة يوجهها للعاملين خلف شيت القبض ليهدئ من روعهم ، ومن تلك الإجراءات أيضاً فتح باب التعيينات لليومية وغيرها الكثير من الإجراءات التي يمكن أن نصفها بالخطوات الإستباقية ، وفي الحقيقة فإن تلك الإجراءات حققت مؤقتاً المرجو منها وعملت عمل المسكن لحين تخطي المرحلة التي تعيشها البلاد حالياً .
ومن المؤكد أن الذي ساعد رئيس مجلس الإدارة السابق علي نجاح خطته هو إحكام قبضته وسطوته علي كل مفاصل الشركة الأساسية وخصوصاً أنه أحد أبناء تلك المؤسسة العريقة ويعلم خفاياها جيداً ، ولكن هذا لم يخمد النار التي توارت مؤقتاً تحت الرماد ، واستجابت للمسكنات .
ولكن بعد أن تغير الحال وزال سبب إخماد اللهيب ورفعت قبضة الرئيس السابق للمقاولون العرب بإستقالته إلا وبدأت النار تشتعل مرة أخري لتحرق بلهيبها الأفرع والإدارات المختلفة داخل الشركة ، مع مقدم رئيس مجلس إدارة يعزف منفرداً في عالم من الألات الصاخبة القديمة فلا يعطي إلا أنيناً وتشتت لا يخدم الشركة في شئ ، ومع تعمد مؤكد من المحيطين له بعدم مشاركته العزف في أوركسترا حل مشكلات العاملين .
ومشاكل العاملين بشركة المقاولون العرب ليست وليدة اللحظة فقد عانوا منها منذ فترات بعيدة بعدم الحرية في طرح مشاكلهم أو المشاركة في إدارة الشركة ، فعلي الرغم من أنه كان من المفترض أن ينتج مجلس الإدارة عن أعضاء يعبرون عن طموحات عموم العاملين ويمثلونهم لم تحتوي تلك المجالس إلا علي أشخاص يتم تعينهم لإعتبارات سياسية معينة ، وحرم العامل من أبسط حقوقه وسلب حق التعبير والمشاركة في إدارة شركته ، بل ووصل التهميش إلي حد تحول الكيان الوحيد وهو نقابة العاملين إلي كيان موالي بالكامل إلي مجلس الإدارة ومنعت خدماتها من أن يتمع بها العمال البسطاء والذي من المفترض أنها أنشئت من أجلهم .
من هنا يأتي الحديث عن العمل النقابي وأهميته في القضاء علي إعتصامات العاملين ووقف تظاهراتهم المستمرة والتي ظهرت في الأيام الماضية جلية وواضحه ، ومن المؤكد أن النقابة هي حل دائم وشامل لغالبية تلك المشكلات وتعطي متنفساً مهماً ليمارس فيه العاملين أنماط من السلوك العمالي يخلق توازن بين الإدارة العليا للشركة والتي تمثل الدولة والكتلة العمالية بالشركة والتي تمثل تيار مستقل يحافظ علي مصالح العاملين .
ويحسب للدكتور اسامة الحسيني لجوءه إلي هذا الحل الدائم والممثل في تجديد دماء النقابة وإصلاح الإعوجاج الذي ساد لسنوات طويله وإرجاع النقابة إلي حضن أصحابها الأصليين متمثلاً في الإتجاه إلي إنشاء مجلس نقابي منتخب من بين صفوف العمال ليقود مسيرة العمل النقابي ويسعي من خلاله إلي إشعار هؤلاء بأن شركة المقاولون العرب هي ملك لكل عامل وموظف وأن ممارسة إنتزاع الحقوق بالطرق القانونية السليمة هو أمر لا خلاف عليه ويعيد مرة أخري تنمية روح الولاء والإنتماء لديهم .
ونرجوا في النهاية أن يتم ترتيب الأوضاع سريعاً من أجل تفعيل تلك الخطوات الإصلاحية والتأكيد عليها بخطوات أخري مماثلة علي درب السياسة الرشيدة والحرية المسئولة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق