الأحد، 9 ديسمبر 2012

دكتور أسامة الحسيني بين فكي الرحي


 يكتبها : وفقي فكري
لا أعلم حتي الأن كيف يدير الدكتور أسامة الحسيني شركة المقاولون العرب؟
ولا أشعر بالبصمة الخاصة له منذ تولي إدارة الشركة في سبتمبر 2012 ؟
هل الحكم عليه الأن يعتبر بمثابة ظلم للرجل لما فيه من إستعجال للنتائج ؟ 
أم أن الأمر بالفعل يستحق التقييم من أول لحظة لأداؤة في الإدارة ؟
كلها تساؤلات تدور في عقلي ، وربما تدور في عقول الكثير من العاملين بشركة المقاولون العرب ، ويحتارون في إيجاد تفسيرات أو أجوبة لها ، ربما يتخافت بها الكثير فيما بينهم ، وربما يجهر بها البعض الأخر صراحة معترضين علي إدارة الدكتور أسامة الحسيني للفترة السابقة .
في المجمل فإننا نكتب هذا المقال وقد مر علي ولاية الدكتور أسامة الحسيني مايقارب الثلاثة شهور ، أي ربع عام مالي ، وحتي تاريخة لايوجد تغييرات مفصلية تعبر عن أسلوب ومنحي مختلف له في قيادة الشركة ، ورغم أنه ربما يوجد الكثير الذين يرغبون في إعطائه المزيد من الوقت من أجل إتاحة الفرصة للرجل لإعادة ترتيب الأوراق وإتخاذ القرارات التي تصب في مصلحة الشركة ، ورغم أن شركة المقاولون العرب شركة عملاقة تحتاج إلي وقت أطول من غيرها للم أطرافها والسيطرة علي مفاصلها الأساسية ، إلا أنه لابد أن نعطي تقييماً لفترة مضت ليست بالقليلة ولا بالكثيرة ولكنها عينة تكفينا لنعطي إنطباعاً علي رجل يتولي منصب مهم وحساس في شركة كبيرة .
أولاً كل من تقابل مع الدكتور مهندس اسامة الحسيني أثناء تفقده لقطاعات الشركة المختلفة يجمع علي أنه رجل دثم الأخلاق ، متواضع ، هادئ الطباع ، ونستطيع أن نلاحظ تفاؤل جميع العاملين بالشركة به من خلال تعليقات العاملين سواء كانوا من المعارضين أو المؤيدين ، ولو تصفحنا الفيس بوك علي الصفحات الخاصة بالشركة سنجد إجماع علي ذلك .
ثانياً لم نرصد أي تعليقات أو نقد لقرار صدر خطأ يحمل الدكتور أسامة الحسيني المسئولية كاملة ، وإنما أرجع الجميع ذلك إلي إستغلال الرجل في التوقيع علي أخطاء ليس هو طرف فيها ، فمثلاً حينما اصدر قرار بترقية أحد العاملين بدون وجة حق لإرتباطة بأحد القيادات بالشركة ، لم يحمل أحداً الدكتور أسامة الحسيني هذا الأمر وإنما ارجعوه إلي قيادات من النظام السابق إستغلت طيبة الرجل في تمرير قرارات غير منصفه ، إذاً سمعة الرجل لدي عامة العاملين بالشركة سمعة طيبة ولا يشوبها شائبة حتي الأن .
دعونا الأن نقيم أداء الرجل العملي خلال ربع عام مالي مضي علي قيادة للشركة 
أولاً أعاد الدكتور أسامة الحسيني أصدار قرارات لمجلس الإدارة تعيد تشكيل الكثير من اللجان ليكون هو رئيسها ، وهذا أمر روتيني بحت ، ولكن الملفت للنظر أن هذه اللجان لم تشتمل أي تغيير ملموس في أي قيادة من القيادات القديمة لنظام المهندس إبراهيم محلب ، وقد رصدنا إحباط الكثير من إعادة هذة التشكيلات كونها لم تأتي بأي جديد يوحي بروح التجديد .
ثانياً قام الدكتور أسامة الحسيني بتغيير طاقم مكتبة حيث أصدر قرارين بتعيين المهندسة إيمان سليمان -مديرة مكتب محلب- لتتولي مديرة إدارة الشئون الفنية بالشركة ، تعيين الدكتورة عزة إسماعيل مديرة لمكتبة ، وهذا قرار أشاد به الكثير علي إعتبار أن المهندسة إيمان سليمان من معاوني المهندس إبراهيم محلب سابقاً ولاقت معارضة كثيرة من الكثير من العاملين الذين أتهموها بمنعهم من التواصل مع رئيس مجلس الإدارة السابق ، وتفائل العاملين بذلك وأعتبروها خطوة علي الطريق الصحيح ورمز عن التجديد داخل الشركة .
ثالثاً قام الدكتور أسامة الحسيني بعمل جولات ماكوكية إلي مختلف أرجاء الشركة للتعرف عليها وتكوين صورة جيدة عن الشركة ، ولكن معظم هذه الزيارات كانت سريعة جداً ولا تكاد تكمل الساعة مما أثار غضب العاملين بتلك القطاعات لأملهم في التواصل مع رئيس مجلس الإدارة الجديد والتعرف عليه من قريب ، وكانوا ينتظرون تلك الزيارات للحوار معه وإشراكه في همومهم ، ولكنهم فوجئوا بخلاف ذلك مما أصابهم بالإحباط من ذلك ، ودارعلي ألسنتهم سؤال واحد ، متي سيستمع رئيس مجلس الإدارة الجديد لرغباتهم وأمنياتهم ومشاكلهم ؟
رابعاً المتابع لجميع القرارات التي صدرت عن مكتب رئيس مجلس الإدارة جميعها تقليدية ولا تحتوي في صيغتها أو محتواها علي أي جديد يبشر بتغيير في إدارته عمن سبقه .
والحقيقة أن القرار الذي أخذه الدكتور أسامة الحسيني بإلغاء ترقية أحد الموظفين بالشركة وإعتبار القرار السابق الصادر في هذا الصدد كأن لم يكن تعتبر السابقة الأولي ربما في تاريخ الشركة كله يتم إتخاذ قرار ثم يتم التراجع عنه نزولاً علي رغبة العاملين وتحقيقاً لشكواهم ، وهذا يتعبر بلا شك بادرة جيدة تحسب للرجل .
ولكن الواضح والمميز لرئيس مجلس الإدارة الجديد أنه لم يأتي بأي جديد حتي الأن نستطيع أن نقول عليه تغيير خلال الفترة الماضية من رئاسته لمجلس إدارة الشركة ، وأنه مازال يعتمد علي الوجوة القديمة في الإدارة ، وهذا لا يلقي إستحسان العاملين الناقمين علي هؤلاء منذ فترات سابقة .
ولكن السؤال الأهم الأن ، هل يستطيع الدكتور أسامة الحسيني أن يجري تغييراً في مجلس الإدارة يخرج به الوجوه القديمة من المشهد ، أم أن عليه الإنتظار لحين إقرار الدستور الجديد الذي ربما سينسف لائحة الشركة القديمة لأنه يحدد طريقة إختيار أعضاء مجلس الإدارة بالإنتخاب علي أن يكون نصفهم ممثلين عن العمالة العادية بالشركة .
وبالتأكيد فإن الدكتور أسامة الحسيني لا يستطيع أن يقوم بتغيير شامل في مجلس إدارة الشركة الأن لكونه قادم من خارجها ويحتاج إلي هؤلاء للمساعدة في إدارة الشركة ،ولأنه لا يعرف الصالح من الطالح ، الكفئ من المتقاعس ، وبالتالي فإنه لايمكنه التخلي عنهم في هذه الفترة الحالية لحين إستطاعته السيطرة والوعي الكامل بكل ما يحدث بالشركة ، ولكن متي سيستطيع فعل ذلك ، وهل سيفعله ؟ هذا يتوقف علي قدرته علي الإستيعاب وإمتلاكه لكاريزمه مميزة تعينه علي ذلك .
إذاً الدكتور أسامة الحسيني بين فكي الرحي ، بين رغبات العاملين المتسرعة والمتعطشة للتغيير وضخ دماء جديدة في قيادة الشركة لإشعارهم بتغيير يواكب ثورة 25 يناير، وبين مصلحة الشركة في الإستعانة بوجوة قديمة لا تلاقي تأييد العاملين في الإدارة لحين توفيق الأوضاع.
والرهان الأن علي صمت رئيس مجلس الإدارة الجديد ، وهل سيثمر هذا الصمت عن مفاجأت قادمة ، أم أنه سيسير في الركب علي درب سابقه في إدارة الشركة.    
           
   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق