الأحد، 23 ديسمبر 2012

هل سيضع الرئيس إصبعة بين فكي المعارضة؟



 يكتبها : وفقي فكري
لقد إنتهت مرحلة الإستفتاء وتشير النتائج الأولية أنها قالت نعم للدستور وبالتالي فإن طريقة اللعب الأن وقواعدها علي أرض الواقع تغيرت لتبدأ مرحلة سياسية جديدة لابد أن تلعب فيها جميع القوي علي ما كسبته أو علي تعويض ما خسرته ، وقد تعتقد القوي المنتصرة في الإستفتاء - علي حد وصفها لنفسها- أنها قد فازت في جولة جديدة ضد ما تسميها فلول المعارضة ، والحقيقة أن السياسة ليس فيها هذا التعبير بمعناه الحقيقي ، فلا يوجد مكسب مطلق أو خسارة مطلقة في السياسة ، والكل يخرج في كثير من الأحيان بمكاسب قد يقللها الطرف المنافس ولكنها في النهاية مكاسب .
والطرف الذي يرغب أن يفوز دائماً يخسر دائماً ، والذي يتمسك برأيه لا يري قيد سهم أمام عينيه في مستقبلة السياسي ، إذ أن لعبة السياسة تتطلب قدراً من المرونه والحنكه والصبر للحصول علي ماتريد ، ويجب أن تكون القاعده هي إذا خسرت فلا يجب أن تخسر كل شئ ، وإذا كسبت فلا يجب أن تستحوذ علي كل شئ .
ومن هذا القاعده نود أن يبني كلا الطرفين مستقبلة القريب ، فقوي التيار الإسلامي وعلي رأسها الرئيس مرسي والتي دعمت تمرير الدستور الجديد لابد لها أن تعمل علي أن تعطي قطعة من الكعكه للقوي المعارضة حتي تثبت أنها لا تغتر بالمكسب الذي حققته وأنها شريكه في مسيرة الديمقراطية مع كافة القوي المعارضه ، وأنها لا تعمل منفرده في إطار من العزف الأوحد علي الساحة السياسية ، وأيضاً القوي السياسية المعارضة والمتمثلة في جبهة الإنقاذ الوطني والأحزاب والقوي المؤيدة لها عليها أن تعلم أنها لم تخسر كل شئ في تلك الجولة ، لأنها أثبتت أن هناك ما يقارب من ثلث الشعب المصري يؤيدها وأنها إستطاعت أن تحشدها من أجل معارضة التيار الحاكم ضد الإستفتاء للدستور الجديد ، وبالتالي فإن المعارضه علي عكس ما قد يتبادر لأذهان الكثير لم تخسر جولة علي قدر ما كسبت من مؤيدين جدد لنظرتها المعارضة وعليها أن تستغل هذا المكسب من أجل أن تعزز مكاسبها في المزيد من تماسكها وضم مؤيدين جدد لها .
ومن نقطة الشراكة بين الجميع ، علي القوي الإسلامية والرئيس مرسي في هذه اللحظة أن يزيدوا بصدق من مد الأيدي من أجل الحرص علي توسيع دائرة الحوار الوطني بأن يشمل الجميع لنضع قواعد متينة آمنة نبني عليها مستقبل قوي لمصرنا ، وأقول في هذه اللحظة بالذات حتي تفوت تلك القوي الفرصة علي من يدعي أنها بعد إقرار الدستور ستستبد بالحكم دون النظر لغيرها من شركاء الوطن ، وعلي القوي المعارضة أن تشارك بقوة في هذا الحوار حتي لا تفوتها الفرصة في اللحاق بالقطار من أجل حصد بعض التوازن بينها وبين القوة التي تحكم الأن ، خصوصاً وأننا قادمين علي معترك أخر وهو إنتخابات مجلس النواب والتي أعتبرها المنافسة الأقوي في المرحلة القادمة ، والتي ستحدد وضع كفتي الميزان في المرحلة القادمة .
ولكن الخطوة الأقوي الأن والتي تمثل تحدي أمام الرئيس مرسي وهي ماالذي سيقدمه لقوي المعارضة كبرهان علي حسن النوايا والرغبة الحقيقية في الحوار الجاد معها ، وربما تكون هذه الخطوة هي إقالة وزارة دكتور قنديل الضعيفة ودعوة قوي المعارضة والسماح لها بتشكيل وزارة إئتلافية إنتقالية تشكل من قوي معارضة حقيقية وقوي مستقلة عن الحزب الحاكم لتشرف علي عملية إنتخابات مجلس النواب القادم لتفوت عليها الحجج المتوقعة من سعي السلطة لتزوير نتائجها نحو الهيمنة الكاملة ، وبهذا يكون الرئيس قد فوت الفرصة علي كل المتشككين في نوايا الحزب الحاكم نحو تطبيق الديمقراطية ويكون قد ألقي الكرة في ملعب المعارضة لتقرر أمام الشعب موقفها .
نحن ننتظر أن يثبت الرئيس مرسي أنه رئيس لكل المصريين كما قالها في ميدان التحرير ، وعلية الأن المسئولية الكاملة للم الشمل وتوحيد الصفوف من أجل مصر ، لنبدأ في وضع لبنة جديدة في بناء إقتصاد مصر الذي إنهار من بعد الثورة ، ولندفع قطار التنمية نحو آفاق أقوي وأكثر إنفتاحاً علي العالم الحديث .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق