الجمعة، 14 سبتمبر 2012

واإسلاماه كلاكيت مليون مره


كتبها : وفقي فكري
ليست هذه هي المره الأولي التي يسب فيها رسولنا محمد صل الله عليه وسلم ولن تكون المرة الأخيرة ، فطالما وجد المسلمون في بقاع الأرض المختلفة ، وطالما ظل عددهم يزداد يوماً بعد يوم ، وطالما ظل دينهم دين الحق ، فلن يتوقف السباب ولن تتوقف الحروب علي الإسلام .
ففي حياة الرسول صل الله عليه وسلم نفسه كان يحارب الدين أشد مايحارب فتارة من المشركين بمكة وتارة أخري من اليهود حول المدينة وعلي الرغم من ذلك لم يقابل محمد إبن عبدالله تلك الحروب إلا بكل حكمة وتعقل وظل ينشد دعوته عسي الله أن يخرج من أصلابهم من يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله ، فلم يعترية اليأس مطلقاً عليه أفضل الصلاة والسلام ، وظل الإسلام ينتشر وينور الظلمات ، وسار علي هدية الصحابة والتابعين وتابع التابعين واستمر الإسلام في الإزدياد والإنتشار أكثر فأكثر.
ولو عرجنا علي القرون الوسطي زمن حكم الكنيسة في أوروبا لوجدنا أن البغض والكره للإسلام إستمر تحت لواء الصليب الذي إتخذه اصحاب المصالح بأوروبا مأوي لهم لإنجاز مصالحهم الشخصية ، وخرجت الحملات الصليبية علي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وبلاد العرب وسارت تحارب الإسلام في كل مكان ولكنها عادت تجر أثواب الهزيمة الفكرية حين تمسك المسلمون بعقائدهم وظلوا يحاربون الفكر الصليبي بإيمانهم وعزيمتهم .
وفي العصر الحديث إتخذ الغزو اليهودي ومن ناصره أسلوباً جديداً في الهجوم علي المسلمين في كل أرجاء المعمورة ، فلم يعد هناك الحاجة إلي السيوف والغزوات والحملات من أجل التعدي علي الإسلام وإحتلال فكر المسلمين ، فأصبح الإعلام والتكنولوجيا الرقمية هي السلاح الأقوي في إختراق الصفوف والدخول إليك في أي مكان تجلس فيه لتخاطب غرائزك وتستهوي ميولك لتخرب عليك العقيدة دون أن تشعر .
وبسبب الإعلام والإنترنت تكررت مراراً وتكراراً واقعة سب النبي محمد صل الله عليه وسلم وبدت البغضاء من أفواه الكثير ممن يكرهون الإسلام ونبي الإسلام فأصبح من السهل جداً أن يصنع أحد ما فيلماً أو فيديو يسيئ فيه لمن يشاء ويقول فيه مايشاء ثم بضغطة واحدة يراه كل العالم ، لتقوم الدنيا ولا تقعد ويثور المسلمون نصرة لنبيهم وحباً له فيخطئون ، يقتلون ويصيبون ويهاجمون وينقلبون علي رؤسائهم ويتهمنونهم بالخيانة والعمالة ، وتنطلق صفحات التواصل الإجتماعي تلهب حماسة المتابعين من أجل الرد الشافي للصدور ، وفي النهاية تمر الموجه ولم نحصد منها إلا إحصائيات لدي الغرب يتهمون فيها المسلمون بالإرهاب لأنهم قتلوا سفرائهم وتظل ذكري واقعة قتل الناس بسبب الفيلم المسيئ للرسول هي الواقعة التي لن تنسي ويتواري الحدث وتنساه الناس كما نسيت ماسبق من واقعات السباب ، ثم تعود الكره مره أخري ونعود لنقول واإسلاماه ونثور ونرجع فنفعل فعلتنا وهكذا تستمر المواقف ملايين المرات طالما وجدت حياه ويستمر الهجوم مهما طال الزمن .
إذاً فما الحل ؟ ماذا يجب أن نفعل من أجل نصرة الإسلام ورسول الإسلام ؟
لقد شد إنتباهي وأنا أتابع أخبار وتداعيات نشر الفيلم المسيئ للرسول الكريم عدة مواقف إيجابية تخدم الحدث وهي بمثابة العمل الدائم والمؤثر والذي لن ينسي لأن له صفة الديمومه ، من هذه الاخبار أن جمعية إسلامية بالولايات المتحدة الامريكية تدعي إكتشف الإسلام إستغلت الموقف وقامت بتوزيع أكثر من مائة ألف نسخة من القرآن الكريم مترجماً بعدة لغات وقامت أيضاً بطباعة سيرة النبي محمد صل الله علية وسلم ووزعتها .
هناك خبر أخر يقول أن المسلمون في المغرب حينما أرادوا أن يعبروا عن غضبهم لنبيهم خرجوا أمام السفارة الأمريكية بالألاف وأقاموا صلاة جماعة كبيرة ليظهروا حبهم لنبيهم ولإسلامهم ولبيلغوا الغرب بأن ماتنشروه لا يزيدنا إلا حباً وإصراراً وتمسكاً بديننا .
هناك أخبار ودعوات تقترح أن يجتمع اثرياء العرب والمسلمين لتمويل إنتاج فيلم روائي طويل بإنتاج ضخم يروي حياة وسيرة النبي محمد صل الله عليه وسلم وعرضه في مختلف بلدان العالم للتوعية بدين الإسلام وبرسولة وهذا أيضاً إقتراح جميل .
أما ما حدث ويحدث الأن أمام سفارة الولايات المتحدة بكل من مصر وليبيا وماتبعه من قتل وإصابات بالألاف فإنه يشوه صورتنا ولا يكسبنا شئ بل يجعلنا نظهر أمام الغرب بشكل سيئ ويجعلهم يقيمون علينا الحجج من أجل التدخل في شئوننا الداخلية .
ما ذنب عسكري حراسة أو ضابط شرطة مصري أوليبي مثلك يصاب أو يقتل ؟
هل هو من أساء للرسول الكريم ، أم أننا نترك الحمار كما يقولون ونمسك فيما لا يكبحه ؟
إن وظيفة هؤلاء الضباط والعساكر أن يحموا قنصليات وسفارات الدول الأجنبية لأنهم هم أيضاً يحمون سفاراتنا ببلدانهم من أجل أبنائنا هناك .
يامسلمون إن كنتم تريدون بحق أن تنصروا دينكم ونبيكم فتصرفوا بتحضر واستغلوا الهجوم لتجعلوه في صفكم ولتحولوه إلي دعاية لدينكم فعسي الله أن يخرج من اصلاب من يهجوكم من يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله ، ماذا لو وقفتكم جميعاً أمام السفارة الإمريكية لتنطقوا الشهادتين بصوت عالي وفي كلمة واحدة تهزون بها كيان الحاقدين ، ماذا لو وقفتم تتلون القرأن وتمسكون بالمصاحف ترفعونها في وجه الحاقدين .
علينا جميعاً نحن معشر المسلمين أن نستغل الحدث وأن نحوله دعاية لديننا لا أن نجعلة حلقة أخري لإستمرار الهجوم علي الإسلام والمسلمين وزريعة لوصفهم بالإرهابيين ، إن إستطعنا أن نحول الغضب إلي عمل دائم يخدم الإسلام ويتذكره الغرب فإننا نكون قد فزنا بخير الأعمال أما إن تحول غضبنا للقتل والإتلاف للمنشآت فسيتكرر الهجوم ملايين المرات وسنعاود الكره لنقع في نفس الخطأ ونعود في النهاية لنقول واإسلاماه وامحمداه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق