الأحد، 4 ديسمبر 2011

هذا ماشاهدته في الواحات البحريه

الواحات البحريه تبعد 360 كيلومتر عن القاهره ويربطها بها طريق بري ضيق مكون من حارتين واحده للذهاب وأخري للعوده ، وهي تقع داخل الصحراء الغربيه وتقع داخل منخفض جغرافي عندما إقتربنا منه وجدنا أنفسنا ننحدر بشكل كبير إلي أسفل لنصل إلي الواحه حيث يبدأ الإنخفاض التدريجي من بعد 50 كيلومتر تقريباً من الوصول إلي الواحات البحريه .
أما من الناحيه السياحيه : فهي تصنف كأحد المشافي العلاجيه الطبيعيه وتعتبر من أحد أماكن السياحه العلاجيه الموجوده بمصر حيث يوجد بها حوالي 268 عين مياه كبريتيه طبيعيه يأتي إليها السياح من كل مكان للسياحه العلاجيه وكما قرأت وبحثت عن ذلك في دور الواحات البحريه كأحد أماكن السياحه العلاجيه حيث وجدت أحد الإحصائيات التي تقول أن أكثر من 90% من الذين زاروا الواحات البحريه يقولون أنها تشفي الكثير من الأمراض واعتبروا أنها من المناطق الممتازه في هذا المجال.
أما بالنسبه للخدمه الفندقيه المتواجده بالواحات البحريه فقد شاهدنا فندق واحد فقط مبني علي الطراز البدوي وهو عباره عن غرف مبنيه علي شكل قباب منفصله مجاوره لبعضها وعندما سألت هل هذا هو الفندق الوحيد قالوا أنه يوجد العديد منها ولكن كلها لا تتعدي النجمتين أو الثلاثه .
أما عن زيارتي إلي الواحات البحريه وتفاصيلها فقد ذهبت في الأساس لأحضر حفل زفاف أحد أصدقائي وزميل الدراسه لأنه يعيش في الواحات البحريه وعند توجهي إلي الواحات البحريه كنت أتخيل أنها فقيره ولا يوجد بها إلا الإبل وأن أهلها يعيشون حياه بدائيه ولكن حين وصلت فوجئت أن غالبية البيوت تمتلك سيارات جيب دفع رباعي واستغربت حينما وجدت ذلك وتعجبت حينما شاهدت تقريباً غالبية زملائي من أيام الدراسه والذين أعلم عنهم حالتهم الماديه المتواضعه أنهم تقريباً جميعاً يمتلكون سيارات من هذا النوع وكانت المفاجأه حينما سألت عن سر ذلك وقالوا لي أن هذه السيارات لا يتعدي سعرها ال35 الف جنيه وذلك يرجع إلي أنها جميعاً يأتي مهرباً وبدون أي أوراق وبالتالي يستطيع أي فرد أن يمتلك هذه السيارات وطبعاً لابد أن تكون رباعيه الدفع لإستعمالها في الصحراء ويستخدمونها هناك في رحلات السفاري التي يقوم بها السياح في الصحراء ويعتبر هذا أحد أهم مصادرهم للدخل.
أما المصدر الرئيسي لهم والذي لاحظته بشده هو صناعة التمور أو بالأحري إنتاج جميع أنواع البلح حيث يتواجد بالواحات البحريه عدد كبير من النخل بها وهذه هي صنعتهم الرئيسيه والتي يعتمدون عليها بصفه أساسيه في حياتهم بالواحه.
كنا قد وصلنا الواحات البحريه في تمام الساعه الواحده بعد ظهر يوم الخميس الموافق 1 ديسمبر 2011 وقابلنا العريس وتوجهنا إلي بيت العروسه حيث أن العرف هناك أن بيت العروسه هو الذي يقدم الطعام للضيوف ولا علاقة للعريس بذلك مطلقاً وتوجهنا بصحبة زميلنا العريس إلي بيت العروسه لتناول وجبة الغداء عنها وحينما وصلنا إلي بيت العروسه وجلسنا قدم لنا صينيه من الطعام ولكننا لاحظنا أنها تحتوي فقط علي أحد أنواع الخضار والسلطه وعيش ومخلل مع نوع من الباميه التي لا يوجد بها أي صلصه وأكلنا وفي أخر الطعام جاءوا ورفعوا تلك الصينيه وقدموا بعدها صينيه أخري عليها أرز وفوقها لحم كثير وعندما سألنا عن ذلك قالوا لنا أن الأولي تسمي الصينيه الأولي وبها الخضار فقط ولابد أن يليها الصينيه الثانيه وتسمي "التانيه" وبها اللحوم والأرز ، وبعد أن فرغنا من الطعام قدم لنا كوب من الشاي الثقيل معبأ في كبايات صغيره وهو شاي ثقيل وخفيف السكر وتلاه بعدها بعشر دقائق كوب شاي أخري ولكنها هذه المره شاي مظبوط وسكر زياده وبها نعناع وعلمنا أنه يوجد أيضاً مثلما في الطعام يوجد كباية شاي أولي وثانيه ولكل واحده منهما خصائص معينه .
وبعدها مباشراً توجهنا إلي بيت العريس وصلينا الظهر ثم صمم العريس أن يأخذنا في رحلة سفاري قصيره امتدت حوالي ثلاثة ساعات لضيق الوقت ورفض العريس أن ينصاع لرغبتنا في أن يتفرغ إلي الترتيب للزواج ولكنه رفض ذلك وصمم علي أن نلقي نظره علي بعض معالم الواحات البحريه وبالفعل انطلقنا وذهبنا إلي أحد عيون المياه الطبيعيه بمنطقه تسمي التبينيه وسبحان الله فقد وجدنا ماءاً يخرج من جوف الأرض دافئ ونزل أيه العريس وأخذ حماماً به ثم توجهنا بعدها إلي عين أخري بها مياه كبريتيه لونها يميل إلي الإحمرار ولكن مائها تخرج من جوف الأرض ساخنه وكما يقول زميلنا أنك لا تستطيع أن تستحم فيها حيث تتعدي درجة الحراره ال65 درجه مئويه وحينما لمسناها وجدناها ساخنه جداً بالفعل وبعدها توجهنا إلي بحيره موجوده في قلب الصحراء بها ماء مالح وشكلها رائع ثم توجهنا إلي جبل يشبه في شكله الأهرامات وبعدها توجهنا إلي جبل يسمي جبل الإنجليز وقال زميلنا أن سبب التسميه هو وجود بقايا بيت لبعض الإنجليز كانوا يسكنون أعلي هذا الجبل لحماية أنفسهم من أي مخاطر وبالفعل صعدنا إلي الجبل ثم انتهت الرحله ورجعنا إلي الواحه وقد أرهقنا جداً بسبب ركوب السياره لمسافات كبيره داخل الصحراء ثم رجعنا وحضرنا حفل الزفاف ثم رجعنا إلي القاهره في اليوم الثاني .
وعموماً فقد كانت رحله جميله ورائعه رغم قصر مدتها ولكننا استمتعنا بها كثيراً ونتمني أن نعود إليها ثانية بعد أن قادتنا الظروف إلي زيارتها لأول مره في حياتنا ونتمني أن يزورها جميع الناس ليستمتعوا بهذا المكان الرائع البكر الذي يعتبر من أجمل الأماكن التي تتوجه إليها الأجانب ونحن أولي بالتمتع ببلدنا من الأجانب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق