الجمعة، 25 يناير 2013

عشق السنين


 يكتبها : وفقي فكري
حتماً سأظل أعشقها ، حتماً سأبقيها بين ضلوعي ، لن أتنازل عنها لأحد مهما طالت الأيام ، هي وحدها لها حق لومي ، هي وحدها من تستطيع أن تعاتبني ، إن ذكرتها دابت كل الحدود وتلاشت كل الخطوط ، فلا موانع تحجبني ولا جدران تحجزني ، أمامها أخلع كل الأقنعة التي تسترني عن الناس ، هي وحدها تراني دون رتوش ، دون تجمل ، دون تحول ، غضبي يقف وينتهي عند بابها  ، حزني يتحول إلي سعادة بلقائها ، فلقاءها لا يعرف إلا لغة واحدة ، لا يحمل إلا صفات البهجة ، السرور ؛ الفرح ؛ السعادة  ؛ كل ذلك مرادفات لإسمها .
كيف لا أحبها وأنا بين يداها كبرت ، وعلي ذراعها ترعرعت ، تسكن مني مجري الدم بالشريان ، هي عندي دقات القلب للإنسان ، تخليها عني يصيب اللب بالهذيان ، بل إن العقل يختفي وتسود حالة جنون علي الدوام ، إن كنتم تتهموني بالضعف فمرحباً به من أجلها ، فقوتي أستمدها من حبها ، وصلابتي تزيد بقربها .
علي دفء حنانها نمت وعلي مسحة طيبتها صحوت ، إن غضبت مسحت علي شعري بروية فتنطفي كل براكين الثورة ، وتختفي كل منابع الضجه ، من منكم يملك قلباً مثل قلبها ، من منكم يحمل حباً مثل حبها ، هي العالم ، هي الدنيا بأسرها ، يكفيني أن ترضي فترضي كل جوارحي ، يكفيني أن تبتسم فتنفرج كل أساريري ، أنا العاشق وهي الأميرة ، أن الطالب وهي العزيزة .
عشق السنين وعشقي إلي أبد الأبدين ، سأظل أحبها وأسهر علي أرضاؤها ، وستظل دوماً بين أضلعي أخفيها ، ولن يصل إليها كل من طلب إليها سبيلا ، فسبلها لغيري عندي مقطوعه ، وطرقها لسير العاشقين إليها معدومه ، وإن كانت أنانيتي في حبها مذمومه فمرحباُ بذميم داب في عشق حبيته وزاد ذموما ، يامن أحببتها وسكنت بقلبي أدهراً وسنينا ، فرض علي هواكي وذنب نالني إن فرطت في ريحك يستنشقه الأخرين .
عيشي كما شئتي فلكي طول الدهور ولكي الخلود إلي أبد الآبدين ، وأنا الفاني في سبيل حبك سعيداً بأن تشرب الأرض دمي المذكي بريح طيبك وبالياسمين ، وسأظل أذكرك بحلو الكلام وخير المقال طالما سينبض قلبي وتدب قدمي علي أوتار الحنين ، ومن مات من أجلها فهنياً له بين الشهداء الميامين ، وتحية إلي كل نفس قدمت نفسها لتعيشي بين الخالدين .
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق