الاثنين، 5 أغسطس 2013

الفساد الإداري أقوي من الثورات


يكتبها : وفقي فكري
مصر التي ظلت منذ أن خلقها الله أرضاً للفراعنة والجبابرة لم تغيرها الثورات ولا الإنقلابات ، فمهما كانت قوة الثورات فإن تشكيلات الفساد وسطوة النفوذ أقوي منها بكثير ، فقد فقد الشعب من دماء أبناءه الكثير يوم 28 يناير 2011، وتلاها استشهاد المئات منهم ، وحتي اليوم مازلنا نخسر الكثير من زهرة شباب الأمة ، قمنا بموجات تصحيحية بعد 25 يناير ، فنزعنا الحكم من المجلس العسكري وسلمناه إلي رئيس منتخب ، ثم قمنا بثورة تصحيح أخري في 30 يونيو ونزعنا حكم الإخوان وأعدنا الحكم مرة أخري إلي الجيش الذي وضع رئيس انتقالي ، وخلال مايقارب 3 سنوات عانينا من التدني والتدهور في كل شئ ، وكل يوم ينام المصري المسكين يحلم بالعيش والحرية والعدالة الإجتماعية ويستيقظ صباحاً ليجد أنها أضغاث أحلام ، فلم يتغير شئ ، نحن نقوم بموجات متتالية من الموجات الثورية ولكننا نغير فقط القشرة الرقيقة التي تغلف الفساد ونترك المنظومة كاملة علي حالها كماهي .
حين قامت الثورة قلنا لن تعود عقارب الساعة إلي الخلف أبداً ، وسنعيش جو مختلف ، ولكن في الحقيقة عادت عقارب الساعة إلي ما بعد الخلف وعشنا ظروفاً أسوء من ذي قبل ، يوم 28 يناير 2011 اختبأت الفئران قليلاً داخل جحورها ولكن سرعان ماخرجت عطشانة للإنتقام وشرهه لمص دماء المصريين .
نحن كعاملين بشركة المقاولون العرب قلنا أن الفاسدين سيخافون وسيراجعون حساباتهم لأن الظروف تغيرت والحال تبدل وأصبح غير الحال ، ولكن في الحقيقة فإنهم لم ينحنوا للحظة وإنما تواروا قليلاً ثم عادوا أسوء من ذي قبل ، وكل من اعتقد أنه سيسعي للقضاء علي الفساد والفاسدين بالشركة ويتصدي لذلك يتم سلخه وسحله بقوة النفوذ وسطوة السلطة ، فلوبي الفساد بشركة المقاولون العرب يتمثل في نطاق نفوذ ومصالح متشابكة داخل شبكة عنكبوتية لم تحدث بها ثورات مصر المتتالية أي خرق في بنيتها المتينة التي تكونت منذ عقود ، والحرب مع هؤلاء كمن يحارب طواحين الهواء ، فأقنعتهم كثيرة والإنفصام في شخصياتهم يجعلهم يصدقون ما يكذبون به أمام العامة ، فهم يقولون مالا يفعلون ، ويفعلون غير ما يصدحون به للإستهلاك الإعلامي الدعائي ، ولا يبقي للعامل المسكين إلا الإنصياع والرضوخ للسلامة من شرورهم .
لمن يحلم بالقضاء علي الفاسدين من أصحاب النفوذ والسلطة ، لمن يعتقد أنه رامبو الشجاع ، أقول له كان غيرك أشطر ، فعتاة الظلم واستعباد الناس متمرسون علي كيفية قتل طموحك وإحباط أهدافك الإيجابية ، وللعلم سنظل هكذا نتصارع ونتقاتل ولن نتقدم قيد أنمله طالما ظل هؤلاء من أصحاب الطبقة المميزة يملكون خيوط اللعبة ويحركون عرائسها كيفما يشاؤون .
إن أردتم أن تقضوا علي هؤلاء فعليكم أن تقوموا بثورة حقيقية تقتلع جذور أصحاب المصالح وفاسدي النفوذ والسطوة والسلطة من جذور المناصب القيادية ليكن لكم حق تقرير المصير ، لا أن ننتظر حتي يقضي الله أمراً كان مفعولا ، فإن لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم ، كن إيجابي وشارك معنا في الدعوة لتغيير هؤلاء ونفيهم من المقدمة إلي مزبلة الماضي ونقدم من هم أحق بالقيادة لنشعر بأننا قمنا بثورة حقيقية وليست ثورة علي نمط أفلام الكرتون .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق