الأربعاء، 3 أكتوبر 2012

إحترس من فضلك مصر ترجع إلي الخلف

إضرابات ... إعتصامات ، وقفات إحتجاجية ... مظاهرات 
هذا سمة وشكل الحياة اليومية بالمجتمع المصري الأن ، لايمر يوم إلا ونستيقظ بدلاً من أن نقول أصبحنا واصبح الملك لله نقول اصبحنا وسبقتنا أخر الأخبار عن من سيضرب اليوم ، فكل يوم ننتظر إضراب جديد من نوع جديد ومن فئة مختلفة عن من قبلها في اليوم السابق ، بل وأصبحت الإضرابات والوقفات الإحتجاجية والإعتصامات حدث مألوف نمر عليه في كل شارع ومنطقة بمصر ، فأول أمس كان إضراب المعلمين وأمس كان الأطباء واليوم إضراب سائقي الميكروباص واتوبيس النقل العام .
وماذا بعد كل ذلك ؟ هل سنظل هكذا نعيش في نفس الدائرة المغلقة التي لا تنتهي أم أنها أصبحت سمة لازمة للشعب المصري مثل أكل الفول والطعمية لايمكن أن نعيش من دونها
الأكيد أن الكثير من الذين يضربون عندهم كل الحق فيما يقومون به من إضرابات من أجل تحسين حالتهم المعيشية فليس من المعقول أن يظل حتي الأن الأجر الشهري للطبيب هو 130 جنية  ولا يصح أن يبقي دخل المعلم لا يتعدي المائتان والخمسون جنيهاً وهو يربي أجيال ، كما لا يمكن أن يظل يدفع أصحاب الميكروباصات غرامات ومخالفات بالألاف والذي يقوم بتلك المخالفات هم السائقين وليس المالكين ، ولو نظرنا بعين منصفة لوجدنا أننا جميعاً لنا مطالب ولنا حقوق متأخرة ولكن هل هذا يعطي الحق في إصابة الوطن بالشلل التام في كل المجالات ؟
هل سأتحمل أنا عدم ذهاب أولادي إلي المدرسة من أجل متابعة دروسهم ؟ وهل إن ذهبت بهم إلي المدرسة لا أجد من المعلمين من يقوم بتعليمهم ؟ وهل سأنتظر حين أجد إبني أو إبنتي وهو يتألم بسبب المرض ولا أجد طبيب ليعالجه ؟
إن الإحتجاجات والإعتصامات تضرب الوطن في مقتل وتشل إقتصادنا وتحوله إلي الإنهيار التدريجي ، ألا يكفي أنه لا يوجد أيدي تنتج وتحول جُل الشعب المصري إلي الإنتاج بإلسنتهم فقط ، فمنذ الثورة والأفواه لم تتوقف عن الكلام ولم تسكت الحناجر عن الهتاف بالمعارضه ، وكلنا نسير عكس إتجاه مصلحة الوطن ، فعلي عكس ما كنا نتوقع من الثورة أن يعمل كل فرد من أجل سرعة النهضة للوطن وأن نسخر كل جهودنا وإمكانياتنا إلي العمل حدث العكس تماماً وتوقف العمل والإنتاج وأصبح الكل يريد وزادت الأعباء علي ميزان الوارد لخزينة الدولة الذي تأثر وبشدة مقابل زيادة هائلة في المتطلبات علي ميزان المدفوعات وزادت الفجوة بينهما ، واصبحت الحكومة الحالية كما المطاط كل طرف يشدها إلي جانبة يريد أن يحصل علي منفعته الخاصه والحكومة حائرة بين هؤلاء وهؤلاء .
إحذروا ياساده فأنتم لا تحرصون علي مصلحة الوطن فمن يقف أمام قطار الوطن يدفعه إلي الإتجاه المعاكس للتنمية فأحترسوا يامن تقفوا وراء الوطن فإنه يرجع إلا الخلف وإذا إستمر رجوعه للخلف فحتماً ستقعون تحت عجلاته التي لا ترحم ، وستعودون لتندمون علي دفعكم له نحو الوقوع في الهاويه .
بالتأكيد للكل الحقوق والمطالبات المشروعه ولكن علينا أن نؤجلها قليلاً حتي تدور عجلة التنمية لتسير نحو الأمام لنقف خلفها ندفعها بكل قوتنا ونحذر من يقف أمامها قائلين إنتبه من فضلك الوطن يسير إلي الأمام وبالتأكيد الكل سيستفيد من ذلك وسيعم الخير علينا جميعاً .
صبراً أهل مصر فإن موعدكم تلبية مطالبكم ولكن لا تستعجلون فإن في العجله الندامة ، والصبر من شيم اهل مصر ، فكما صبرتم ثلاثون عاماً أو ربما أكثر بكثير فهل يصعب عليكم أن تصبروا شهوراً ؟!!
كما نرجوا من الحكومة المصرية أن تسرع في فتح حوارات واسعة مع كافة طوائف الشعب حتي تضعهم في وضع مصر الراهن وأن تجعلهم شركاء في التنمية وليسوا متفرجين حتي تحولوهم إلي داعمين لدفع عجلة سير الوطن نحو الأمام ، فكما يعلم الجميع فإن شعب مصر شعب عاطفي يتعاطف مع الحق ولدية أيضاً شهامة وصلابة لن نجدهم في اي شعب أخر وإن أحسنا محاورتهم فإننا سنجد فيهم خيراً لن نصدقه .
أيها المواطنون نريد أن نوقف عجلة الرجوع إلي الخلف ونجعلها تتجه نحو التقدم إلي الأمام فهل سنستطيع ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق