السبت، 7 يناير 2012

الشهامه والنفس البشريه



الشهامه في العلاقات الإنسانيه ميزه لا يمتلكها كل الناس ولكنها تتواجد في نمط من الناس لن نجدهم إلا بصعوبه ، فالقيم النبيله نادراً ما نشعر بها في شخص نقترب منه أو نبحث بداخله عنها وربما أن الحياه المعاصره قضت علي كثير من هذه القيم ثمينة المعني حيث أنها إنقرضت كما إنقرضت معظم نسمات الماضي الجميل وأصبح طبيعياً أن نجد من يحمل من الصفات السيئه الكثير فقد حل محل مصطلح الشهامه مصطلحات أخري جمه تعطي صفات سيئه تعكس تدهور الأخلاص لدي الجنس البشري في العصر الحالي فساد مصطلح وأنا مالي وملناش دعوه خلينا في حالنا ، كبر دماغك مفيش حد فاضي لحد ، وغيرها من الألفاظ التي تعبر عن إنطوائية كل فرد علي نفسه وتقوقعه علي حاله وإنفصاله عن الأخرين .
ورغم أننا نحن البشر بطبيعتنا مخلوق إجتماعي ويميل إلي التألف والتقارب إلا أن المجتمع البشري يسير حالياً عكس إتجاه طبيعته وطالما أن المخلوق يسير عكس ما جلب عليه فإن هذه بالتالي سيؤدي إلي حدوث خلل في تركيبته التي إعتادت أن تمارس الحياه الإجتماعيه داخل مجتمعات متجاوبه ومتعاونه نحو هدف واحد وهو الحياه .
قديماً كنا أو بالأصح كان يحكي لنا أسلافنا أن الشهامه كانت عنصر طبيعي داخل المجتمعات وخصوصاً المجتمع العربي الإسلامي لما كان يمليه عليهم تعاليم الدين الإسلامي وكان يفرض عليهم من حب التأخي والتألف والحض علي التعاون فيما بينهم ، ولقد عشت في صغري تجارب في قريتي التي كنت أعيش بين أهلها وكان من أفضل ميزاتها هو التعاون والشهامه والوقوف مع الأخر في وقت الشده حتي أنني عشت يوماً إشتعال النار في بيت ريفي بسيط وما هي إلا لحظات وأجتمعت الاف الرجال والنساء وحتي الأطفال ليطفئو النار بل وحتي من كان علي خلاف مع صاحب المصيبه نسي في هذه اللحظه كل الخلافات ودخل إلي داخل المنزل المحترق لينقذ مايمكن إنقاذه ، وبالطبع نجم عن الحادث بعض الحروق التي لحقت بالشباب الشهم الذين ألقوا بأنفسهم داخل كتلة النار لحرصهم الشديد علي إطفاء النار وأنقاذ المنزل من الحريق .
هل منا الأن من يري مثل هذه المواقف في عصرنا الحالي من المواقف التي تظهر مدي الشهامه التي تسري في عروق الرجال ، ورغم أنه كان من المفترض أن تكون الشهامه مرادفاً لكلمة الرجوله لتصبح كالدم الذي يسري في العروق إلا أننا نجد الأن رجالاً يحملون لقب الرجوله ولا يحملون معني الرجوله لأنهم أصبحوا هياكل تسير مجرده من أفضل الصفات الساميه ألا وهي الشهامه.

لقد تحولت المجتمعات الإنسانيه إلا اللإنسانيه وأصبحت مسوخ لرجال تخطو علي الأرض دون أن ينبض في عروقهم النخوه والرجوله والعرفان بالجميل ، ولعل السبب في ذلك هو بعد هذه المجتمعات عن الدين واصوله ونفورهم من تطبيق شريعته وبالتالي فالبعد عن العادات والتقاليد التي نتوارثها من اباءنا وأجدادنا أصبح أمر حتمي لأن العرف هو جزء من الدين ويكمله ويدخل في حكم الشرع من الثوابت التي تحكم مع الدين .
إن النفور الذي تقابل به النفوس البشريه الصفات الطيبه وتتمرد عليها سيؤدي في النهايه إلي الإستمرار في السقوط في بئر الهاويه وسيؤدي توهان تلك النفوس في ضبابات ودوامات العقد الإنسانيه التي سيخسر بها العالم البشري ذاته لأن الفضائل والصفات الطيبه التي تربينا عليها هي عنوان الإنسان ومصيره ومصباح ينير له درب الحياه .
دعوه لكل من يربي طفلاً أن يزرع فيه حب الصفات النبيله وأن يغرس فيه جذورها لأنها ستحميه من تقلبات المستقبل وستثبته علي طريقه ، عودوا إلي ما تربينا عليه وأجعلوا الشهامه من أول الصفات التي ندعوا إلي عودتها حتي نقف بجوار بعضنا البعض لنستقوي ببعضنا علي ذلاتنا وحتي نعبر بحاضرنا إلي مستقبل مجتمع صحي يسوده ويحكمه قانون العرف .
من أراد ان يكون رجلاً فليتمسك بداخله علي صفات الرجوله ومن يريد أن يعتز بنفسه فليعتز بمن بجانبه حتي يعتز به الجميع .


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كتبها ـــــــــــــــــــــــــــــــــ وفقي فكري ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق