الثلاثاء، 28 أبريل 2015

مدام مي ولبانة خلع الحجاب

مدام مي من زمان وهى عندها ميول انحرافية،أنا حاسس بكده بقالي فترة من وقت ما كانت بتيجي الشغل وهى حاطه في بقها لبانه بتمضغها بشكل مثير للإنتباه،ورغم إنها لابسه حجاب إلا إنها بتعتبر مضغ اللبان من أشكال الحريات الشخصية اللي ميعبهاش،من كام شهر كده جاتلي وقالتلي أنا بفكر أخلع الحجاب وأسيب شعري يهفهف في الهوا كده أصل واحده صاحبتي قالتلي إن شعري مكبوت وعلشان كده بيقع،صراحة أنا أصلاً مش بالع مدام مي من بدري علشان كده كان رد فعلي اني بصتلها من فوق لتحت وقولتلها زي ماقال عادل إمام في فيلم مرجان أحمد مرجان وأنا ببتسم ابتسامه مرسومه تخفيفاً للموقف: "إنتي من فوق مأنتمه مع جماعة نور الحق أما من تحت بقى فانتي مأنتمه مع عمرو دياب" ومع كلمة عمرو دياب كانت عيني نازله بص على بنطلونها الجينز الضيق واللي مش ماشي خالص مع الحجاب اللي حطاه على راسها،ومش عارف أيه لزمته إذا كان نص شعرها نازل من تحته وقال أيه "دي قُصه لزوم المظهر اللائق" قال يعني البت لسه آنسه وبتكشف حته من شعرها للعرسان علشان ميقولوش عليها قرعه.
مدام مي مش صغيره دي عمرها بدأ يعدي الأربعين واللي أعرفه إن عندها بنت قربت تبقى طولها ورغم كده بنت الأيه شايفه نفسها ومقضياها لبس،إشي محذق وملزق وبرفانات ومكياجات،معنديش مشكلة إن الست تاخد بالها من نفسها ومظهرها وجمالها وبتجنب دايماً إني أقول رأيي الشخصي فيها خصوصاً إن أنا عندي حتة "سكسوكه" طلعالي في وشي ساعات أحلقها وساعات اسيبها وده بيخليني أخاف أعلق يحسن تقول عليا إخواني إرهابي وعايز افجرها أو سلفي رجعي عقلي مقفول،أيوه ماهي دي الموضه اليومين دول،اسهل حاجه تقول على اللي بينقدك إنه إخواني أو سلفي وده كافي إنه يوديك في زمنا ده ورا الشمس بيجي كام كيلو كده.
كالعادة ومع كل أول ساعة عمل لازم أتصفح الجرايد علشان اشوف أيه اللي بيجرى في الدنيا،على شمالي كوباية شاي سكر زيادة وبأيدي اليمين جرنان بقرأ فيه،وأنا بقرأ جت عيني على خبرين،الأول بيقول "حكم تاريخي للقضاء الإداري:حظر الإفتاء على الجهلاء والمتطرفين وغير المختصين..تجديد الخطاب الديني بالإجتهاد في الفروع وليس في الثوابت" الخبر ده خلى السوفت وير بتاعي يهنج شوية مما استدعى معاه أخد شفطة شاي ملهلبه تعيد تشغيل دماغي تاني،ثم سألت نفسي: هو القضاء الإداري ممكن يصدر حكم بشأن تنظيم الدين الإسلامي،طب إزاي إذا كان القضاء جزء من الدين مهمته الفصل بين الناس في منازعاتهم الحياتية،إيه اللي جابه بقى للدين،يعني القضاء ممكن يقولي استخدم ديني إزاي،وأنا بكلم نفسي اقتحمت خلوتي كالعادة مدام مي بلبانتها المعتادة وبرفانها النفاذ،فكرت اخد رأيها في الموضوع ده لكن تراجعت في أخر لحظة والكلمة على شفايفي وسبتها وبصيت في الخبر التاني: "شريف الشوباشي عبر صفحته على فيس بوك للنساء:(اخلعوا الحجاب).. فهذه خير وسيلة للإعراب عن رفضكن للإسلام السياسي" والله أنا ماعارف يعني ايه إسلام سياسي أصلاً وأيه الفرق بينه وبين الإسلام ككل،جايز يكون الراجل ده عايز يقول اخلعوا الحجاب للإعراب عن رفضكن للإسلام وحب يحط كلمة سياسي كده من باب التلطيف أو التخفيف وسألت نفسي هو صحيح الراجل ده واخد تمويل من اسرائيل زي مابيقولوا علشان يعمل كده؟ تمويل أيه ياعم،هو كل واحد يقول حاجه غريبة نقول عليه ممول وعميل وخاين؟ طب ليه رولا خرسا قالت تعليقاً على الخبر ده في برنامجها التلفزيوني إن 99% من المحجبات منحرفات،ياخبر معقولة يكون كل المحجبات زي مدام مي منحرفين وعندهم نزعة مكبوته لخلع الحجاب؟ طب رولا جابت الكلام ده منين؟ أنا مش عارف اي حاجه خالص أنا دماغي خلاص ضربت ولازم أكمل شرب كوباية الشاي قبل ما تبرد.
بعد الشاي..أخيراً قررت أخد الجرنال وأروح لمدام مي مكتبها واعمل فيها المفتش كرومبو واعتبرها عينة عشوائية للتأكد من الموضوع ده،وهى صراحة من ناحية العشوائية فهى تموت فيها،عشوائية عشوائية يعني، روحتلها وقولتلها أيه رأيك يامدام مي في موضوع عمل مظاهرة للنساء في ميدان التحرير علشان خلع الحجاب،قالتلي بكل عفوية وبدون تفكير: طبعاً أنا ضدها،في اللحظة دي أنا حسيت اني ظلمت مدام مي كتير وان جواها حد محترم وكويس أوي،ابتسمت وقولتلها في حماسه: ليه،ردت وقالتلي: علشان التحرش يا بيه،لو تضمنلي إنه ميكونش في الميدان تحرش أنا أول واحده هروح هناك واخلع النقاب بلا قرف الواحدة زهقت،قبل ما تكمل كلمة زهقت دي كنت أنا عند باب المكتب بقفله ورايا وأنا بكلم نفسي وبقول باندهاش وصدمه: تحرش أيه يا مدام مي بقولك مظاهرة للنساء بس،هيجيلك تحرش منين؟ واضح إنك فوق انك منحرفة كمان غبية،صوت فجأة رن في وداني وهو بيقول: لأ مش غبية يا بيه بس التحرش مش لازم يكون من الرجالة بس،فيه كمان تحرش من حريم عادي،واضح إنك إنت اللي مش عايش في الدنيا معانا،ده كان صوت مدام مي سمعتني وقامت جري وقالتلي الكلمتين دول في ودني وقفلت الباب بسرعة في وشي تاني.
عندك حق يا رولا في إن 99% من المحجبات جواهم رغبة للإنحراف وكمان العنف وقال أيه بيقولك "الحملة القومية لمحاربة العنف ضد النساء" بس لسه قدامي أمل أخير مش هقرر إلا بعده وهو إني أروح اسأل مراتي.
بعد أيام من الموضوع...
مدام مي إنتي الصح وكلنا للأسف طلعنا غلطانين في حقك..إحنا أسفين يا مي ومن غير مدام.

وفقي فكري

الاثنين، 27 أبريل 2015

راجعلك يامدينة ياللي مقدرة قيمة النجيلة



ياااااه بعد شهور طويلة أخيراً وصلت بلدنا ودلوقتي أنا زي ما بيقولوا في المثل الشعبي "بتمرمغ في تراب بلدنا" بس المره دي أنا "بتمرمزغ" على النجيلة في غيط قريتنا في الفلاحين،ايوه قريتنا،أنا قصدي ببلدنا في الجملة اللي فاتت مش مصر خالص،أنا قصدي بيها بيتنا وغيطنا في الفلاحين في المنصورة.
القرية دي زماااان من يجي 20 سنه كده كنت بحلم ليل نهار اني اسيبها واطلع بقى للعيشة والبرطعة في المدينة،بيقولوا هناك بنات مزز وزي الفل وكمان فيها الكهربا منورة الدنيا ليل نهار،والمحلات والكافيهات وكل حاجه ممكن تخليك مبسوط وسعيد مفتوحة ليل نهار،بيقولوا كمان إن فيها ناس لابسه نضيف وحاطة برفان ريحته زي الفل،مش زي عندنا في البلد مفيش غير ريحة العرق ومفيش تحتك غير تراب لو جه عليه شوية ميه يتحول لطين يبوظلك هدومك وفوقك مفيش غير سما صافية مش قادرة تمنع الشمس إنها تقور دماغك في الصيف وانت شغال في الغيط وفي الشتا مليانه سحاب اسود غامق هيخليك تصحى طول الليل تداوي في نقع سقف البيت عليك لحد الصبح من كتر الشتا،بيقولوا إن في المدينة مفيش مطره كتير،وبرضه فيه كمان تكييفات شغالة ليل نهار بتخلي صيفك طراوه.
زمااان كنت بحلم ليل نهار اني اسيب اللونين اللي معرفش غيرهم،الأخضر والإسود،منين ما تبص مش هتشوف إلا خضار الزراعة حواليك ومنين برضه ما تبص تاني مش هتشوف إلا الأرض السودا اللي الفلاح شغال فيها ليل نهار علشان يزرع ويقلع فيها،زهقت خلاص من ده كله،عايز اشوف ألوان تانية،زهقت من النجيلة اللي طالعة في كل حتة في المحصول في غيطنا ومهما نكافح فيها ونشيلها ترجع تاني تطلع اقوى من الأول،سبنا فيها الحمير ياكلوها برضه مخلصتش،جبنا مبيد ليها من دكان الراجل بتاع المبيدات برضه مماتتش،كنت فاكر ان النجيلة دي مرض العصر لأني مكونتش شايف غيرها لدرجة اني كنت بحلم في اختراع يقضي عليها بتاتاً علشان أرتاح شوية من شغل الغيط.
النهاردة وبعد طول غياب رجعت لنفس الأرض ولقيت لسه النجيلة موجودة ومخلصتش،الحمار ده اللي واقف هناك وببص عليه وهو بياكل في النجيلة هو هو نفس شكل الحمار اللي سبته من أكتر من 20 سنه بياكل فيها وبرضه مخلصتش،بس المره دي أنا راجع البلد ونايم على النجيلة اللي كبرت وزادت مساحتها أكتر من الأول وأنا مبسوط بيها،معقولة كان هيجي اليوم ده اللي أحس فيه اني بحب النجيلة؟! ايوه يا سيدي ومحبهاش ليه،ما أنا روحت خلاص المدينة وعشت فيها وشوفت إن النجيلة دي ليها استخدامات تانية كتير غير إنها بتبوظ حياة الفلاحين،فيه دلوقتي مثلاً نجيلة بتتزرع في ملاعب كرة القدم علشان اللاعيبه يجروا عليها ومينكسروش،ولأول مره اكتشف إنها حنينه،أيوه يا عمنا حنينه لأنها بتمنع لاعب بالملايين إنه يقع وينكسر عليها وبتخليه يقوم ويكمل لعب علشان الجماهير تهتفله،النجيلة دي بيزرعوها ويرووها في الجناين علشان الأطفال يلعبوا عليها،كمان مش هتلاقيها بشكل كويس ومنسق إلا في فلل وسرايات الناس العليوي وهى موجوده حوالين البيسين بتديك راحة نفسية مع تناغمها مع البورسلين اللي في الأرض،أول مره أحس إن النجيلة اللي الحمار بياكلها دي ثروة قومية المفروض منفرطش فيها،عايز اقول لصاحب الحمار ابعد حمارك عن النجيلة علشان دي حاجه كويسة بس خايف ميفهمنيش،وازاي هيفهمني وهو مطلعش من القرية ولا راح المدينة وشاف أيه أهمية النجيلة في حياتنا؟
ياسلام على النوم فوق النجيلة والإستمتاع بالسما الصافية فوقي والأرض السودا الحنينه،دي أول مره احس فيها إن السما الصافية في القرية ميزة،أول مرة أحس إن الأرض السودا تحتي حنينه عليا وبتحبني وانها أحسن من أسفلت المدينة اللي مبيرحمش محتاج قعد عليه يشحت لقمة عيشة والناس فاكراه متسول.
أنا مش قادر بقى لازم اقول لصاحب الحمار إن حماره بيدمر ثروة قومية لازم نحافظ عليها،أخيراً قومت اتكلم مع الفلاح:
- ياعم الحاج ابعد حمارك عن النجيلة كده هيبوظها
- طب ما يبوظها،أنا عايزه يقضي عليها خالص علشان ارتاح منها
- بس لو حمارك فضل ياكل فيها كده هيخلصها وإحنا محتاجينها
- مش انت فلان ابن عم فلان اللي عايش في مصر
- ايوه ياحاج
- ايوه ايوه..علشان كده متعرفش،بص يا بني إنت من يوم ما طلعت روحت مصر وحميرنا وحمير الجيران وجيران الجيران بياكلوا في النجيلة دي ولا النجيلة بتخلص ولا الحمير الطفسة دي بتشبع..فمش عايزك تقلق خالص عليها..النجيلة بتكفي الكل.
حسيت في اللحظة دي إن كلامي مع الفلاح ده ممنوش فايدة،ماهو عمره ما عاش بره القرية وشاف النجيلة دي ممكن يتعمل بيها أيه،وبعدين ما أنا كمان كنت زيه زمان بحلم بكائن فضائي يجي يخلصنا من وبا النجيلة وبلاويها فلازم أعذره وأعرف ان عمره ماهيقتنع بكلامي إلا لو عاش في المدينة.
راجعلك يا مدينة ياللي مقدرة قيمة النجيلة ومبتسبيش الحمير ياكلوها ويضعيوا قيمتها،راجعلك يا بلد محلات البيتزا والفينو،جايلك يا مدينة الكابوتشي والكابتشينو،راجعلك ولما هرجعلك هحكي لأصحابي فيكي على الناس اللي عايشين في بلدنا وعندهم نجيلة بالكوم وبدل ما يستفيدوا منها بيخلوا الحمير ياكلوها ليل نهار.

وفقي فكري
 

أنا مريض نفسي



دلوقتي حانت لحظة الإعتراف بالسر اللي كنت بحاول اخبيه طول الفترة اللي فاتت...
ياجماعة أنا دلوقتي أملك الشجاعة اني أقول اني مريض نفسي.
ايوه مريض نفسي،هو ده السر اللي كنت بحاول أخبيه بقالي يجي سنين،بس خلاص معدتش قادر أخبي أكتر من كده،بجد تعبت.
لازم اتكلم واحكي حكاية تعبي النفسي اللي بدأت إرهاصتها الأولى من حوالي سنتين واكتشفتها بمحض الصدفة البحته لما كنت بركب المترو،أيوه أنا بعترف اني موظف وبركب المترو كل يوم صباحاً ومساءً،تمام كده زي ولا مؤاخذه اللبوس اللي بياخده العيانين بمرض شديد وبياخدوا علشان يخفوا بسرعه مرتين؛واحدة صباحاً والأخرى مساءً،المهم مطولش أنا في موضوع اللبوس ده وتعالوا نرجع لموضوع المترو،لاحظت وأنا راكب المترو ويجي أي حد كان نايم وصحي فجأه مخضوض معتقد إن محطة نزوله فاتته وبيسألني عن المحطة اللي جاية بسرعة وتلهف فاقوم أنا اقوله بدون تفكير،"اللي جايه مبارك" وقبل ما أكمل كلمة مبارك وفي حرف الكاف بالتحديد آكل الكلمة في بقي وابلعها وأرجع اقول تاني "قصدي اللي جايه الشهداء".
في الأول كنت فاكرها ذلة لسان وخلاص لكن اكتشفت اني مع كل مره أي حد بيسألني عن المحطة الجاية ويصادف تكون الشهداء أقوله على طول "اللي جايه مبار..ك"،في الأول وأحنا لسه كنا قرب الثورة كنت بخاف لما بغلط وأقول كلمة مبارك واتوتر وأخاف يحسن اللي حواليا يضربوني ويقولوا عليا فلول،لكن دلوقتي ومع السنين خلاص معدتش فارقة مع الناس كتير مبارك من الشهداء ومعدش حد بيركز معاك أو بيبصلك بصة من فوق لتحت ويستحقرك زي زمان.
أيوه أنا بعترف اني مواليد 80،مواليد مبارك وماما سوزان،وايه فايدة المكابرة وإخفاء الحقيقة إذا كان لساني بيسبقني وبيقول الحق غصب عني وبيكشفني قدام نفسي ويواجهني بأن بداخلي فلول.
أنا جوايا فلول!!!
أنا مريض بعصر مبارك!!
أنا من جيل ماما سوزان ومهرجان القراءة للجميع!!
أنا من جيل حملة تنظيم الأسرة وحملة مكافحة البلهارسيا !!
أيوه هى دي الحقيقة اللي كنت بحاول اخفيها من زمان ولساني وعقلي الباطن كان بيقاومها وللأسف لساني كان بيكشفني في كل مرة بقول بكل عفوية "اللي جايه محطة مبارك يا حاجه".
أخيراً قررت وبعد شجاعة ذاتية إني أروح لدكتور نفسي أتعالج وأعرف منه ليه أنا لسه متمسك بالإسم القديم لمحطة الشهداء وبقول عليها دايماً مبارك رغم اني ليل نهار قاعد بنقد في الحكومة وبشتم في مبارك.
هل أنا عندي ازدواج في الشخصية يا دكتور؟
ده السؤال اللي سألته لدكتور نفسي شاب زيي بيقولوا عليه شاطر جداً وكمان ميزته إنه مهاود في فزيتة الكشف بتاعته،يادوبك بياخد 150 جنيه بس فس الجلسة.
رد صديقي الدكتور-أه ماهو بقى بعد كده صديقي وفي الأخر هقولكم ليه بقى صديقي- وقالي مبتسماً لأ ده مش ازدواج في الشخصية،ده صراع داخلي بين حاجتين.
الأولى حنينك لعصر مبارك اللي من جواك عارف انه كان الأحسن ولأنك عشت فيه أغلب عمرك فأنت مصبوغ من راسك لحد رجليك بعصر مبارك وعقلك الباطن رافض يبعد عنه.
والثانية عدم اعترافك إن اللي ماتوا في ثورة 25 يناير دول مش شهداء.
اللي ماتوا في 25 يناير مش شهداء؟!!!
إنت بتقول أيه يادكتور،إزاي وأنا ليل نهار بقول الكلام ده وبدعي للشهداء وبكتب أحلى كلام عنهم.
هى دي الحقيقة،وإذا كان على الكلام فاحنا في مصر أجمد ناس نقول كلام وشعارات،مش مهم الشعارات،المهم الحقيقة الكامنة جواك- وفي اللحظة دي حسيت إن الدكتور قال كلمة كامنة دي بحشرجة وكأنها مش قادرة تخرج من لسانه مع ميل للبكاء.
لأ،طالما قولت كامنة يا دكتور بالتأثر ده يبقى إنت كمان فيك حاجه،احكي يا دكتور إحنا من جيل واحد وهنحس ببعض.
فجأة انفجر الدكتور في البكاء وقالي: " أنا كمان مواليد 80 زيك ومش قادر أنسى مازينجر وعم بطوط وبوجي وطمطم وفطوطه،ولما بفتح التلفزيون وأنا قاعد لوحدي بسيب كل التوك شو والرغي بتاع السياسة وأفضل أدور على بطوط أو حاجه لبوجي وطمطم أو مازينجر وأتفرج عليها وأنا فاتح بقي بكل سعادة وفرح ولا بحس بالدنيا وأنا معاهم،حتى من شوية قبل ما تيجي عندي كنت لسه بتفرج على حلقة لمازينجر،ثم أرجع الدكتور رأسه لمسند الكرسي الجالس عليه وتأوه تأويهه خرمت ودني وكأن جبل من الهموم أزيح من داخله عندما أفضى لي بهذا السر.
قلت للدكتور: "الآن أنت صديقي في كفاح مرض عصر مبارك،تعالى اقعد جنبي يا دكتره وكلملنا أي حد من الدكاترة اصحابك الدكاترة النفسيين بس ميكونش من مواليد 80 علشان يعالجنا،وكمان وحياة أبوك يا دكتور هاتلنا حلقة لبطوط نتفرج عليها سوا،أنا لسه ليا وقت عندك في جلسة العلاج ومن حقي أخلصه".
فأمسك الدكتور بالريموت وهو في غاية السعادة وبدأ يقلب في القنوات وهو في غاية السعادة وكأنه طفل وجد طفل أخر زيه جاي يلعب معاه،وانطلقت الضحكات وجلجلت في العيادة مع كل موقف أو مقلب ينفذه عمل بطوط في مقلب من مقالبه مع البط الصغير.

وفقي فكري