الأحد، 22 يونيو 2014

مصر الأكثر تعاسة بين الشعوب والأقل إنتحاراً لماذا ؟





بقلم : وفقي فكري 
مصر دائماً تعشق أواخر الترتيبات العالمية في كل الإحصائيات التي تخرج عن المنظمات العالمية ، ولن تجدها مطلقاً في أوائل أي قائمة إلا إن كانت تلك القوائم لإحصائيات عن فساد أو فقر أو غيره ، وعلى هذا الغرار يأتي ترتيب مصر في قائمة الدول الأكثر سعادة كالعادة في المراكز الأخيرة في زيل قائمة احتلت الدنمارك قمتها كأكثر دول العالم سعادة وبالتأكيد دول أوروبا وأمريكا الشمالية كانت الأوفر حظاً في الترتيب ، وسنؤجل حديثنا الآن عن لماذا مصر تحتل المركز الـ 130 من ضمن قائمة ضمت 156 دولة على مستوى العالم ضمن القائمة التي صدرت عن شبكة حلول التنمية المستدامة التي تطلقها الأمم المتحدة لترتيب الدول الأكثر سعادة في العالم مطلع العام الجاري ، ولنحاول معاً أن نستوضح عن أسباب سعادة الدنمارك وماهو مفهوم السعادة لديهم وهل السعادة مرتبطة بتقدم وثروات أم أخلاق شعوب وعادات وقيم .
لقد قرأت تقريراً حول الدنمارك بدافع الفضول لأطلع على أسباب تلك السعادة فوجدت أن الدنمارك من الدول الصغيرة حيث يقطن بها 6 ملايين نسمه فقط وأن بها 400 جزيرة وبالتالي فالماء والطبيعة الخلابة تحيط بها من كل جانب ولكن ليس هذا هو السبب فهناك دول أصغر وأقل في عدد السكان ولا تحتل ترتيبات متقدمة مثلها ، وأيضاً هناك دولاً بها مناظر طبيعية خلابة وتحتل ترتيباً أقل ، إذاً السبب لا يختبئ وراء تلك الأسباب وحدها ولكن هناك أسباب أخرى ، حين قرأت عن شعب الدنمارك وجدته أكثر شعوب العالم وعياً بالحقوق وبالتالي الأكثر مساواة بين الطبقات والأول في مستويات التعليم والصحة والسكن والعمالة وخدمات الحكومة والدعم الإجتماعي ونسبة صرف المواطن الدنماركي على الترفية أعلى ، كما أن نسبة ساعات العمل إلى ساعات الأجازات أعلى ، وأن الدنمارك الأعلى في مؤهلات السكان (الأكثر تعليماً) والأكثر تسامحاً (الأكثر تأدباً وأمناً ورضا ) والأقل في البيروقراطية والأولى في العالم في قلة الفساد ، عندما تعرفت على تلك الأسباب اتضح لي أن مصر تعاني من تأخرها في قائمة الدول الأكثر سعادة لسبب بسيط وهو أنها ليس لديها المعطيات التي في الدنمارك فلا هناك مساواه بين طبقات المجتمع المصري حيث هناك من يزيد دخله عن مليون جنيه شهرياً في مصر وأكثر وهؤلاء ربما يمثلون أقل من 0.5% من الشعب المصري وبقية الشعب يتراوح دخله من 12 ألف إلى أقل من 6 آلاف في العام ، ولدينا تدني رهيب في التعليم والصحة ومستوى السكن وإهانة العمالة وروتين حكومي في تقديم الخدمات للمواطنين والأسوأ في توزيع الدعم ، كما أن الترفية لدى المصري لا وجود له لعدم وجود دخل يسمح بذلك أو أماكن رخيصة يمكنه التنزهة بها ، ورغم أن مصر بها ملايين يحملون شهادات عليا إلا أن نسبة البطالة بين هؤلاء وصلت لأكثر من 70% مما يجعل أهمية تلك المؤهلات بلا أدنى قيمة بالنسبة لتأثيرها في الوطن بل تعد عبئاً إضافياً على المجتمع ، أما عن التسامح فتحول في مصر إلى سلبية وحل محلها الشقاق المجتمعي والإختلاف الواضح ، وتحتل مصر المركز الـ 114 في قائمة الدول الأقل فساداً ضمن قائمة شملت 177 دولة ، فالفساد في مصر للركب كما يقولون .
وفي النهاية أختتم مقالي هذا باستوضاح استوقفني كثيراً عن لماذا مصر رغم تأخرها في كل المؤشرات الإيجابية على مستوى العالم تعتبر من أقل الدول التي يقدم مواطنوها على الإنتحار ورغم أن الدنمارك تحتل المركز الأول في السعادة ومكافحة الفساد والمساواه والعدل تعد من أكثر الدول التي يقدم مواطنوها على الإنتحار ، علامة استفهام جديرة بأن نبحث فيها فربما نجد في التاريخ الإجابة عن هذا السؤال المحير .

الجمعة، 20 يونيو 2014

صلي على الحبيب قلبك يطيب


لمن يوافقون على إزالة ملصقات "هل صليت على النبي اليوم" بحجة أننا لسنا بحاجة إلى من يذكرنا بذلك وأن جماعة الإخوان المسلمين يستغلون ذلك ويتاجرون بالدين من أجل أهداف سياسية لهم .
أقول لهؤلاء ، نعم نحن نحتاج دائماً لمن يذكرنا بالصلاة على النبي والتذكير في الإسلام ركن أصيل ، قال الله في كتابه الكريم{وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ} [سورة الذاريات: 55] والتذكير جزء من الوعظ وإلا لما شرع الإسلام لنا صلاة الجمعة وخطبتها التي جعلت في الأساس فرصة لإجتماع المسملين وتوحدهم ولتذكريهم بدينهم وتعمير قلوبهم بذكر الله من خلال الخطبة التي يلقيها الخطيب لتعود القلوب إلى عمارها بالإسلام ، والإيمان يزيد وينقص كما قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، ينقص أحياناً مع إنشغالنا بالحياه والبعد عن أركان الإسلام ثم يأتينا التذكير والوعظ ليذكرنا بأننا انحرفنا عن الطريق القويم فيعود الإنسان لربه ويستغفره ، والإستغفار أفضل العبادة ودليل على أن العبد ينسى ويخطئ وحينما يتذكر ويعود إلى ربه يستغفره فيتوب رب العالمين عليه.
وربما نقول في معرض كلامنا لإنسان يتحدث معنا جملة "صلي على النبي" بدون إنتباه لما نقول كعادة اعتدنا عليها ولكننا حين نقرأ في الطريق ملصق يقولك لك "هل صليت على النبي اليوم" سينطلق لسانك فوراً قائلاً "صلى الله عليه وسلم" ولكن هذه المرة وأنت تعي ماتقول فيملؤك الإيمان والحب لرسول الله وقد تتذكر موقف للرسول الكريم يمنعك من فعل خطأ إعتدت على فعله في لحظات من السهو  .
وعن الإتجار بالدين فهذا عند محبي الرسول الكريم ليس له أي معني ، فهم لايهتمون بالسياسة وبلاويها وهم في حضرة النبي الصادق الأمين محمد ابن عبدالله ، فالأصح أن نقول أن هؤلاء يتاجرون مع الدين ، يتاجرون مع الله تجارة رابحة ، تنطلق ألسنتهم بالصلاة على النبي ليسقيهم من حوضه يوم الظمأ الأعظم ، يوم الحساب ، وينالوا شفاعته عند ربه ، ونعم التجارة الرابحة.
الصلاة على النبي لا يمكن أن يكون لها معارضين لأنها وبكل بساطة تدعو للين القلب والرأفة والتسامح فلا مجال لأن نعتقد أن وراء من يدعون لها أهداف لعنف أو إرهاب ، فالعكس صحيح ، إن كانت الداخلية ترغب في وأد العنف فعليها أن تتبنى حملة الصلاة على النبي لتساعدها في وقف العنف لما لها من سحر إيجابي على الغاضبين وتضمن لهم القضاء على الإرهاب وكل أنواع العنف ، ياسادة صلوا على الحبيب لتطيب قلوبكم وتختفي منها القسوة والبغضاء والكراهية وينصلح حال الأمة .
وفقي فكري

الخميس، 19 يونيو 2014

فرصة للنجاح في مصر


النجاح في بلدي ليس هناك أسهل منه ، ربما ستسخرون مني وتبادرون باتهامي بأني غير واقعي ، ولكني في الحقيقة لست كذلك ، فأنا أعي ما أقول ، فمن المفترض إن كنت ستجد صعوبة في النجاح في مجتمع ما أن تجد منافسة شرسة وقوية من أشخاص متميزين مما يتطلب منك مجهوداً لتنجح وتتفوق عليهم ، وبالقياس على واقعنا المصري فلن تجد هذا الإفتراض ، فلا هناك أشخاص متميزون ستجهد نفسك لمباراتهم في مضمار سباق المجتمع ولن تحتاج لبذل أي مجهود لتقوم بذلك ، فقط عليك مخالفة العادة والسلوك والتفكير بشئ من المنطقية والرؤية بمنظور مختلف وستجد نفسك مبدع في نظر من حولك ، مثلاً إن كنت موظف فكر في أن تستيقظ مبكراً وتذهب إلى عملك مبكراً وتشغل كل وقتك في أن تنفذ ما يطلب منك بإتقان وتلتزم بكل سلوك سوي غير منحرف وكف عن التزويغ والمراوغة والكسل وادعاء الجهل وعود نفسك أن تتعلم من ذوي الخبرة شيئاً ليس فيك وتدرب على كل جديد وكل ما فيه تكنولوجيا ويخدم عملك وواظب على ذلك لفترة من الزمن وستجد نفسك بعد مدة ليست بالطويلة مميزاً في عملك بدون مجهود فوق العادة ، وإن كنت طبيباً مثلاً فكر في أن تلتزم بالكشف على المرضى بإخلاص أثناء عملك في المستشفى وأن تقدم لهم النصيحة والتشخيص الصائب وأن تتابعهم دون النظر إلى الإستغلال والإتجار في البشر ونفس الشئ في عيادتك الخاصة مع تخفيض الفيزيتا وحضور المؤتمرات الطبية باستمرار وستجد نفسك طبيباً مشهوراً يتهافت عليه الناس لصدقه ومهارته ومساعدته للناس ، وإن كنت مثلاً تعمل ميكانيكياً فكر في أن تتعلم كل جديد ممن هم أهل خبرة وأن تتقن عمل الإصلاح لسيارات الناس وتترك النصب والإحتيال لتستنزف أموال الزبائن وستجد نفسك فنياً مشهوراً وصاحب صيت طيب ، وهكذا الحال في كل المهن ، فكر فقط في أن تتوقف عن السلوك المجتمعي الذي إعتادت الناس على فعله وحاول أن تصلح من نفسك وستجد النجاح أسهل مما تتوقع ، فأنت لست في أمريكا أو أوروبا ، تلك المناطق الجغرافية التي تحتاج إلى مستويات عقلية وفكرية متقدمة ، الحمد لله أننا في مصر ، فمصر حالياً للطامحين في النجاح فرصة لن تعوض ، فقط كن مختلفاً وفكر بعمق وستجد المعوقات التي كنت تتخيلها جبالاً من المستحيل جبالاً من الثلج الذي أذابته أشعة الشمس ، أريدك أن تكون مختلف ليس لتعرف ولكن لتتفوق ، فالأمل في إصلاح المجتمع يبدأ من عندك أنت ، فابدأ بنفسك وتوقف عن لوم الأخرين فالأخرين يلوموك وأنت لا تدري ومصر تغرق في بحر من النقد ونحن لا ندري حتى أصبحنا "أمة لا أدري" .

وفقي فكري


الجمعة، 13 يونيو 2014

السيسي وداعش





تحيرت كثيراً في أن أجد مدخل يبدأ منه الرئيس عبدالفتاح السيسي تبني قضية ما تجعل الشعب المصري يلتف حوله ويقضي على الإنقسام الموجود حالياً بين أطيافه المختلفة ، وهل سيكون هذا المدخل سياسي أم اجتماعي أم اقتصادي ، ولكن يبدو أن الرئيس درس جيداً منهج الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في جذب الشعب المصري والعربي نحوه بشكل يوصف بالعشق العميق ،  وأول تحرك نحو الهدف كان أثناء خطاب التنصيب حينما وجه شكره للأشقاء العرب وعبر عن استعداد الجيش المصري للدفاع عن العرب حينما قال " أنا قولتلكم قبل كده كلها فركة كعب ، يادوب مسافة المشوار " أي أننا مستعدون للزود عن الدول العربية وعن أي خطر يهاجمها مهما بعدت ، فالمسافة بيننا وبين أشقائنا فركة كعب بسيطة فقط على قدر المشوار، والآن نجد أنه ظهر على الساحة تنظيم الدولة الإسلامية في الشام والعراق المسماه بداعش وقد أغرقت فيديوهاتها النت ، وأنباء عن اقترابها لاحتلال العاصمة العراقية بغداد بعد أن أوجدوا لهم قاعدة قوية في سوريا ،  وقد أعلنوا أنهم متجهون إلى مصر قريباً للقضاء على السيسي ، لأن مفتاح القدس هى مصر ولابد من السيطرة عليها لاستلام مفتاح الأقصى ، إضافة لما أعلنوه من تهديد لدول عربية أخرى ، وهذا الأمر بكل تأكيد فرصة سانحة ليبرهن الرئيس السيسي عن وعده للعرب ، فالعراق أصبحت مهددة تهديداً حقيقياً وداعش أعلنت صراحة نيتها مهاجمة مصر ، ولذلك يحق للرئيس أن يتدخل عبر الجيش المصري ، أولاً لينقذ العراق ، وثانياً ليقضي على تنظيم الدولة الإسلامية ويقطع دابرها خارج مصر باعتبار أن مواجهة هذا التنظيم مبكراً يعد تطهيراً وبعداً استراتيجياً هامة لحماية مصر ، ونعود الآن إلى نظرية المشروع أو القضية القومية التي سيلتف حولها المصريين والعرب ، وتتبلور أمامنا بكل وضوح ، القضية التي ستوحد صفوف المصريين وتلحمهم مع جيشهم ووراء رئيسهم وستحوله إلى زعيم حقيقي يحلف به المصريين والعرب جميعاً وهى بداية الحرب على إرهاب تنظيم داعش المستفحل في العالم العربي ، وهناك أسئلة كثيرة تدور في ذهني أولها إلى أين ستأخذنا تلك القضية وكيف ستدار خلال المرحلة القادمة ولماذا ظهرت فجأة قضية داعش والتصريحات الكثيرة حول مصر والسيسي بصفة خاصة ، وهل تصريحات داعش حول مصر حقيقية ، وهل الرئيس سيتجه لإنقاذ العراق ، وهل هذه العملية تعد توريطاً لمصر وجيشها من جانب جهات خارجية ، أم أنها صناعة داخلية خالصة ، عموماً سنرى ما ستسفر عنه المرحلة القادمة من أحداث ، وفي كل الأحوال مهما اختلفنا في وجهات نظرنا سنظل نتمنى الإستقرار والأمان لمصرنا لأنها رمانة الميزان للعالم العربي والإسلامي وقلبه النابض ومحوره الإقليمي الذي تدور حوله كل الأحداث . 
وفقي فكري

الأربعاء، 11 يونيو 2014

موظف في مصر أم الدنيا




في زمن السيكي ميكي اللي بيروح زي اللي بيجي واللي فات مات وإحنا ولاد النهاردة وبكره منفكرش فيه علشان التفكير في المستقبل من الغيبيات ونتعب نفسنا ليه طالما مش عارفين هنعيش بكره ولا هنموت وأحلى حاجه إنك تنام على أمل إنك تصحى الصبح تروح شغلك وياسلام لو الواحد يريح يوم كده من الصحيان بدري ويقضيها نوم لحد الضهر ويصحى يلاقي مراته محضراله الفطار المتين مع كوباية شاي مظبوطة وفي الصيف ده مفيش مانع نلاقي شقة بطيخ ساقعة تطري على القلب وبلاش ياعم توجع دماغك وتفتح التليفزيون على السياسة ومين مات ومين عاش ومين مظلوم ومين ظالم هاتلنا فيلم عربي قديم نستمتع بالكوميديا اللي فيه أو يكون فيه لقطة في شوارع القاهرة زمان ونقول للي جنبنا يااااه شايفين الحياة كانت حلوة إزاي أيام زمان يارتني كنت عايش في الوقت ده كان هيكون كل همي تلميع الجزمة وتظبيط زر الطربوش ومسك المنشة في الصيف علشان أبعد عن وشيي الدبان وأخد بالي وأنا نازل للشعل إني أحط في شنطتني الأنتيكه نص الكم بتاع الوظيفة والمنديل القماش اللي يحمي ياقة القميص الأبيض من العرق يااااه والله زمان ياجدعان بس حاول بقى متشغلش التكييف حتى لو الجو حر افتح ياعم البلكونة أو الشباك واتحمل شوية بلدك في أمس الحاجة لتوفير الكهربا ولو مش عندك تكييف وفقير وعلى أد حالك مفيش مانع تشغل مروحة السقف على أقل درجة أهو منها تلطف الجو شوية وكمان أهي أرحم من التكييف ولو هتقولي والله معنديش حتى مروحة سقف بسيطة هات ورقة كرتون متينة واعملها منشة ونش بيها على وشك وأهو كلها ساعتين والجو يهدى والليل يدخل والجو يبقى عال العال ولا أقولك أحسن بلاش تأجز إنت أحسن تصحى بدري تروح شغلك وأهو هناك هتلاقي التكييف ببلاش وعلى حساب الحكومة ربنا يخللنا الحكومة يارب بتتعب معانا برضه بس بقى لما تروح شغلك أوعى تطبق ولا أي حاجه من اللي قولتلك تعملها في بيتك يعني براحتك بقى يابرنس شغل التكييف على أسقع درجة ونور النور بتاع المكان كله يعني هو كان مال أبونا ولما توصل الشغل ابقى كلم المدام وتوصيها متشغلش التكييف ولا المروحة علشان الفاتورة بتاعة الكهربا جت الشهر اللي فات عالية أوي وصحيح هو أنت يعني هتجيب منين يعني هى الوظيفة بتديك أيه دول كلهم كام ملطوش ميكفوش يأكلوك عيش حاف أي نعم إنت بتاكل يوم سمك ويوم فراخ ويوم لحمة ويوم بتخليه فري يعني أكله مجاني بتقضيها سندوتشات من الراجل بتاع الكبدة اللي على ناصية شارعكم بس معلش اتحمل شوية علشان بلدك وبرضة فرصة تريح مراتك يوم من الطبيخ وأهو تبقى خدمة تتحسبلك عند الست المدام تنفعك ساعة الزنقة ولو كنت فعلاً من معدومي الدخل وبتقبض من الوظيفة كام قرش يادوبك يركبوك الميكروباص كل يوم مفيش مانع تفتح درج مكتبك علشان تكمل مصاريف العيال يعني هتعمل أيه يعني وأهو الضرورات تبيح المحظورات بس إوعى شغلك يلهيك عن صلاة الضهر وبعد الصلاة بلاش بقى توجع دماغك وترجع تفتح ملفات وتبدأ تكمل الشغل اللي في إيديك دي كلها نص ساعة وهتقوم تروح على ماهتفتح الملف فيهم هتكون النص ساعة خلصت الأحسن إنك تفتكر في الوقت ده الطلبات اللي المدام قالتلك تجبها معاك وانت راجع وأهو الحمد لله اتعشت النهاردة الدرج لملك يجي 20 جنيه أهم هيغطوا ميزانية طلبات البيت النهاردة وبكرة تتعوض بس متجبش حاجة من السوق اللي جنب الشغل علشان البياعين اللي فيه حرامية ومش بيتقوا ربنا في البيع والشرا وعارفين إنك موظف وفاكرين ياما هنا ياما هناك وانت ياحول الله زي مابيقولوا الصيت ولا الغنا ابقى هات طلباتك من السوق اللي بعد المزلقان البياعين هناك أي نعم مفيش عندهم زمة أوي في الميزان بس أهوم بيسبوك تنقي على كيفك حاجة حلوة وبعدين وانت ماشي لو لقيت مظاهرة للعيال بتوع البنطلونات الساقطة دول أوعى تقف معاهم علشان دول عيال مترفهين أهم حاجة عندهم يرددوا شعارات ولا فاهمين أيه أصلاً معناها بس لو لقيت تلفزيون ولا حاجة بيصور مع الناس هناك إتثائل عليهم وخش قولك كلمتين حلوين في حق الحكومة أهو برضة تبقى طلعت في التلفزيون وعيالك يشوفوك ويفرحوا بيك ولو حد اتعصب عليك من العيال بتوع المظاهرات دول قول عليهم عملاء ومأجورين وأهم حاجة متتأخرش على المدام علشان متسمعش كلمتين ملهومش أي لزمه ولما تروح ريحلك شوية كده مدد فيهم رجليك علشان تلحق تنزل شوية على القهوة على ما المدام تحضر الأكل وأهي فرصة تشوف حبايبك الأستاذ عبدالمعين سواق المكيروباص جارك وحبيبك المعلم ابراهيم اللي فاتح ورشة ميكانيكي قدام القهوة وفك نفسك بكلمتين معاهم ياجدع وخصوصاً مع ابراهيم الميكانيكي ماهو كل يوم بتقولوا نفس الكلام من عينة البلد خربت الله يرحم أيام زمان والحكومة ضيعتنا الله يخرب بيتها أهم حاجة عندها مصلحة الكبار وسيبانا إحنا ناكل طين بس إوعى تنسى تقولهم إنك اتصورت في التلفزيون ويمكن تطلع في التقرير اللي هتجيبه لميس الحديدي في البرنامج بتاع النهاردة بالليل وخدلك كوباية شاي سكر زيادة وشدلك نفسين شيشة مع دورين طاولة وقوم في السريع أجري على البيت يحسن أم العيال تستعوئك وتلاقيك جعان إتعشى ونام علشان بكرة يوم جديد وجسمك محتاج راحة مش كده ولا أيه تصبح على خير يا باشا ونشوفك كل يوم هنا معانا في مصر أم الدنيا .

وفقي فكري
 

الثلاثاء، 3 يونيو 2014

شلوت للدستور




بما أننا نسمي الله ونبدأ عصر جديد فعلينا أن ننسف تلال الموروث الشعبي الذي إعتمد عليه الشعب المصري منذ يناير 2011 وحتى الآن ، فلا تظاهرات بعد اليوم ولا حرية رأي بعد اليوم ولا فيس بوك وتويتر بعد اليوم ، فالفيس بوك كان شبح يخيف كل أصحاب السلطة في مصر خصوصاً وأنه الركيزة الحقيقية ونقطة إنطلاق ثورة يناير 2011 ولابد أن نقلب تلك الصفحة ونبدأ صفحة جديدة تبدأ بمنع باسم يوسف من مواصلة تقديم برنامجه الأسبوعي ولابد أن نضع في أعلى الصفحة الجديدة مراقبة وسائل التواصل الإجتماعي فيس بوك وتويتر وليذهب الدستور إلى الجحيم إن كان سيمنعنا من مزاولة هوايتنا في فرض السيطرة والهيمنة الأمنية لأن تلك النظرية هى الوحيدة التي أثبتت فعالية وكفاءة في استقرار الحكام وطول عمرهم وليس أدل على ذلك من 30 عاماً قضاها مبارك بفضل تلك النظرية على عرش مصر .
ولست ضد المراقبة في حد ذاتها ولكني ضد أن نخالف الدستور الذي صوتنا عليه وأصبح العقد الذي بيننا وبين الحاكم ، ومهما كانت الآراء المؤيدة لذلك فلا قيمة لها طالما خالفت الدستور وإلا فنعطي لهذا الدستور شلوتاً ونلغيه ونذهب في كل مرة نريد أخذ قرار يخص المواطن للتصويت وأخذ رأي الشعب عليه ، واحترام الدستور ومن بعده القانون يرسخ لأن تسود دولة الحق والمساواة ومنع جور السلطة واستغلال النفوذ ، وما اتخذه وزير الداخلية من قرار بشأن مراقبة وسائل التواصل الإجتماعي يعد مؤشراً خطيراً على أن الدستور لن يطبق إلا على الفقراء فقط وأن الحكام سيّنحوه جانباً حين يرغبون في حصد منفعة خاصة ، وإن كان سيادة الوزير يرغب في تفعيل تلك المراقبة فعليه أولاً أن يسلك تعليمات الدستور نفسها في هذا الشأن وأن يتم تفعيل ذلك بناء على حكم قضائي ولفترة معلومة من أجل تحقيق نص المادة 57 والتي تكفل حرمة الحياة الخاصة والمواقع الإلكترونية ، ولتكن الحكومة القدوة في تطبيق الدستور ليحذو الشعب حذوها وتستقيم الأمور ونفعل الدستور الذي سيحقق العدل والإنصاف وليس مجرد حبر على ورق .#احنا_متراقبين

وفقي فكري