الأربعاء، 21 مايو 2014

صيد الحيتان مهمة الرئيس القادم




هل تعلمون أن مصر تحتل المرتبة رقم 114 في ترتيب الدول الأكثر فساداً حول العالم من بين 177 دولة في التقرير الصادر عن مؤسسة الشفافية الدولية والتي مقرها برلين عام 2013 ، والغريب أن مصر كانت أفضل في ترتيب تقرير الشفافية عام 2010 أي قبل قيام الثورة بعام حيث جاء ترتيبها الـ98 في ترتيب الدول الأكثر فساداً من بين 179 دولة على مستوى العالم ، وللعلم كلما تأخر الترتيب كلما كانت الدولة أكثر فساداً.
إذاً مصر تزداد في الفساد وتنحدر إلى الأسوء والمدهش أن هذا الإنحدار مستمر حتى بعد الثورة وخصوصاً أن الفساد في مصر يكلفها 40 مليار جنيه سنوياً مما يعد إهداراً كبيراً لأموال الدولة ويقوض أي مجهودات للتنمية والتقدم ، وبالتأكيد الأثار السلبية لطغيان الفساد يؤثر سلباً على الإنتاج لأنه يجلب الإحباط والسلبية ويولد اللامبالاة لدي الفرد والمجتمع ،  فإن كنا نخسر كل عام 40 مليار جنيه سنوياً من واقع السرقة والنهب فإننا نخسر أضعاف ذلك المبلغ نتيجة الإحباط وتراجع معنويات العاملين بسبب اساءة استخدام السلطة واستغلال النفوذ ، خاصة وأن نفس تقرير الشفافية لعام 2013 قال "أن الفساد في القطاع العام مازال من بين أكبر التحديات العالمية، لاسيما في جهات مثل الأحزاب السياسية والشرطة ونظم القضاء" وأضافت أن "آليات إتاحة الحصول على المعلومات القوية وتوفر قواعد حاكمة لسلوك شاغلي المناصب العامة تساعد في تحسين درجات الدول، في حين أن نقص المساءلة في القطاع العام مقترنًا بعدم فعالية المؤسسات العامة يؤثر سلبًا على مدركات الفساد" وهذا مايحدث في بلدنا ، إذا علينا أن نوقف الفساد الإداري المستشري في مؤسسات القطاع العام لأنه يوفر مناخاً خصباً لسرقة أموال الشعب .
ومن واقع ما تقدم فإني أرى قضية الفساد هى أكبر التحديات التي ستقابل الرئيس المصري القادم ، فإن كان فعلاً يرغب في تحسين الوضع المصري والإنطلاق به إلى العالمية فعليه حتماً أن يواجه حيتان الفساد ويصطادهم بصنارة القانون ولا تأخذه فيهم شفقة أو عاطفة ، فقد أصبح الفساد الإداري والمالي في مصر كما يقولون ليس للركب فحسب وإنما وصل للعنق وكاد يغرق مصر في قاع الضياع والفناء ، وإن كان كل مرشح يضع أمامنا برنامج إنتخابي كبير في مجالات عدة فهذا جيد ولكننا يكفينا في تلك المرحلة أن نقف كالبنيان في وجه الفساد والمفسدين وأن نضرب على أيديهم بمقامع من حديد ، ولن يستطيع أي رئيس مهما كانت قوته أن ينهض بالتعليم والصحة والبحث العلمي والإقتصاد والبنية التحتية وبالسلوك المجتمعي عامة دون أن يوقف نزيف سرقة المال العام واستعباد الناس بدون وجه حق ، فلو كان توفير 40 مليون جنيه سنوياً من عائدات وقف الفساد ستنهي عجز موازنة الدولة بعد 10 سنوات فيمكننا أيضاً أن نبني آلاف المدارس ومئات المستشفيات ونحسن الخدمات ونرفع الأجور ونمنع التضخم وغلاء الأسعار من عائدات تحسن معنويات المواطن حينما يشعر بالعدل والمساواه مما يجعله ينتج أكثر ويعمل من أجل وطنه وهو على يقين أن عمله لن يسرقه فاسد أو متسلط ولن ينسب مجهوده لغيره وسنتحول إلى مجتمع مبدع بدلاً من كوننا الآن مجتمع مريض ، لذلك أنصح الرئيس القادم أن يجهز صنارته ليصطاد بها حيتان الفساد الذين توحشوا في كل مؤسسات الدولة ولم يعد يقدر عليهم أحد ويفعلون ما يشاؤون وعليه أن يعلم أن مفتاح خطواته للإصلاح تبدأ بهذا الملف فهى كلمة السر نحو مجتمع نستبشر فيه خيراً إن شاء الله .

وفقي فكري


الثلاثاء، 20 مايو 2014

وطن لا يحترم علم ولا علماء






في عام 2004 تم فصل شاب مصري يعمل مدرساً بكلية العلوم جامعة القاهرة  بعلوم الفضاء لأنه طلب من إدارة الجامعة تجديد فترة الأجازة له لاستكمال دراسته في فرنسا ويقال أنه تم فصله بسبب انتقاده للفساد والتعنت الإداري وقتئذ بمصر ، وقتها كان راتبه الشهري يبلغ 48.5 جنيه ، حاول أن يقنع المسئولين بأهمية مايقوم به من أجل بلده ولكن كل الآذان كانت صماء لا تسمع لأي شئ ، بعدها سافر إلى فرنسا بمنحة مقدمة من الحكومة الفرنسية لاستكمال رسالة الماجستير والدكتوراة ، توجه هذا الشاب لإعتماد المنحة التي لم ولن تتكلف فيها الحكومة المصرية مليماً واحداً  من المحلق الثقافي المصري بفرنسا وقت أن كان هاني هلال سفيراً هناك ولكنه قابل التعنت مرة أخرى ولم يتم الموافقة عليها إلا بعد عام كامل عمل خلاله في مقهى بفرنسا ليحصل على قوت يومه ووقفت معه الجالية المصرية هناك وجمعت تبرعات له ليكمل مصاريف الدكتوارة ، والطريف أن من تكفل بإقامته مجاناً كان إنسان مصري بسيط مسيحي يدعى كمال ، انتقل بعدها إلى العمل في وكالة أبحاث الفضاء (ناسا) وأصبح رئيس قسم اكتشاف المياه والحياه في المجرة الشمسية واليوم يعود إلى مصر كعالم بارز في علوم الفضاء . أتعلمون عن من  نتكلم إنه العالم المصري الدكتور عصام حجي الذي يشغل الآن منصب المستشار العلمي للرئيس المصري ، واضطررت إلى سرد تلك المقدمة الطويلة لأثبت لكم نظريتي في معاملة الدولة المصرية لعلمائها ومبتكريها ، الدكتور عصام حجى قال في أحد المقابلات التلفزيونية "... البحث العلمي في مصر ملوش قيمة لأنه ملوش دور ... استبدلنا العلم بالفهلوه وبالغيبيات... مشغولين بصورتنا أمام العالم وغير مشغولين بصورتنا أمام أنفسنا " ، فبعد أن كان مضطهداً ومغضوباً عليه عاد إلى مصر بعد سنوات وهو عالم كبير تتلقفه القنوات الفضائية المصرية لتجري معه حوارات عدة ، والعجيب أن تلك القنوات لم تجري معه مقابلات من أجل العلم ولكن من أجل ركب الموجة وكما يقولون كسبوبة تجلب لهم مزيداً من الإعلانات فلا يعنيهم من هذا على قدر كم من المشاهدين سيجلب لهم هذا الرجل ، وحال الدكتور حجي وقصته تتطابق مع المئات من عباقرة وعلماء مصر الذي هجروا وطنهم بسبب العقم العقلي والتخلف الروتيني في التعامل مع العقليات المتميزة وأخرهم الطفل عبدالله عاصم الملقب بالمخترع الصغير الذي حبسته الداخلية المصرية ومنعته من السفر بحجة أنه بلطجي ولفقوا له عشرات التهم ، ونفس القنوات التي كانت تدافع عنه ليتم الإفراج عنه للسفر إلى أمريكا للمشاركة في أحد المسابقات العالمية هي نفسها التي لعنته بأسوء النعات وصبت عليه جام غضبها لأنه رفض أن يعود إلى مصر خوفاً من الإعتقال ، هكذا تقاس الأمور في وطننا ، فالصواب والخطأ يتم قياسه حسب مقتضيات السلطة وأراء وأهواء القادة ، فمن يدافع عنك في الصباح ليس غريباً منه أن يتهمك بالخيانة والعمالة في المساء طالما كل شئ في يد الإعلام الذي يجد في تلك المواد الإعلامية تربة خصبة لترويج برامجها وجمع مزيداً من المال على حساب مصر على غرار تجار السلاح في أوقات الحروب ، هكذا يُعامل شبابنا وهكذا يتم القضاء على علمائنا ومخترعينا وعباقرة بلدنا مصر ويعودون ويندهشون متسائلين لماذا يهرب الشباب من وطنهم ولماذا ينجحون في الخارج ، لإنه حقاً وطن لا يحترم علم ولا علماء .
وفقي فكري

الأحد، 18 مايو 2014

أطلب مقابلة المشير عبدالفتاح السيسي






لما قولنا إننا زعلانين إن المشير نازل إنتخابات الرئاسة علشان وعد إنه ميترشحش واترشح لأن موقفه فيه حساسية على إعتبار إنه عزل مرسي أبو شرعية ، رديتوا وقولتوا لينا إن المشير فعلاً مكنش ناوي يترشح ولكنه استجاب للشعب المصري لما استدعاه وكان لازم يلبي النداء ، لأنه على رأي السيسي مفيش حد الشعب يطلبه ويرفض .
طب سؤال محيرني شوية ، طالما المشير الشعب هو اللي عايزه واستدعاه لدرجة إنه لولا الملامة كان الشعب لم توكيلات من بعضه وحط السيسي على الكرسي بدون انتخابات ولا يحزنون ، طب ليه سيادة المشير طالع كل يوم على قناة شكل بالساعات بيعرض برنامجه الإنتخابي وبيستعرض مع المذيعين اللي ناوي يعمله وحملته نازله لف في المحافظات وتاعبه نفسها ، وهل لو كان المشير بقى رئيس بدون انتخابات كان هيحتاج لوضع برنامج انتخابي طالما الشعب هيمان في حبه بدون أي شروط ، وهل هو بالطلوع على الشاشة كل يوم عايز يوصل رسالة لحد معين ومين هو ده ، ولا هتقولوا إنه بيخاطب بعض القلة المندسة اللي ضد ترشحه ، طب وهو يهمه في أيه أصلاً القلة دي طالما هو شايفهم إرهابيين منشقين على القانون والشعب اللي عايزه ضدهم .
وكمان المشير بيقول إنه مش عاجبه الدعاية الزايدة عن اللزوم من بعض المتطوعين ، طب مين المتطوعين دول اللي بيعملوا بنارات بتتكلف ملايين في أهم مناطق في البلد وعلى الصحراوي والدائري وكوبري أكتوبر وغيرها وغيرها ، مين المتطوع العادي اللي هيقدر يصرف كل المبالغ دي بدون مقابل وهل يكفي أن يستنكر المشير تلك الدعاية مع تركها أم أنها مجرد شو إعلامي ، طب لو أنا بصفتي مواطن مصري معارض للمشير طلبت دلوقتي إني أقابله وجهاً لوجه لمناقشته بصفتي أحد أفراد الجهة المانحة للسلطات لعلي أقتنع بوجهة نظره ، هل سيقبل المشير ذلك ، وإن كان سيرفض لقاء مواطن عادي دلوقتي بحجة إن ده فيه خطورة أمنية عليه ، طب آمال لما هيبقى رئيس هيعمل أيه ، وأيه أهمية إني أنتخب رئيس كل اللي هيربطني بيه التلفزيون ، ولا هتقولولي وهو إنت كنت شوفت رئيس قبل كده فين علشان تشوفه دلوقتي ، طب ياجماعة هى كل الدماء اللي سالت على الطرق بسبب ثورة 25 يناير متستحقش إننا نقابل في الشارع رئيس راكب عجلة ويكون بالنسبة لينا عادي ، ومش هو ده اللي عمله السيسي وقام ركب عجلة وحسسنا إننا في أوروبا ، طب أنا عايز أقابل المشير دلوقتي وهو مجرد مرشح وبصفتي مواطن ، أنا أطلب رسمياً مقابلة المواطن عبدالفتاح السيسي ، وأراهنكم لو عملها مع أي مواطن عادي ووافق ، نحن الشعب نريد رؤية المشير وجهاً لوجه ، وهو خايف ليه طالما الشعب اللي عايز يشوفه بيحبه ، هل سيستجيب المشير لطلبي ؟.

وفقي فكري


ياشعب قول يارب وهى هتفرج






إحنا الشعب المصري الطيب الأصيل ، شعب أقصى حلمه يملى بطنه برغيف عيش وينام ، شعب ياكل أي حاجه ويشكر ربنا على كل حاجه ، يمكن نكون بنختلف كتير ، يمكن نكون قاسيين على بعض في أوقات كتير ، لكننا في وقت الأزمة والصعاب تلاقينا في ضهر بعض ، الشعب المصري الأصيل اللي لما جاله عمرو بن العاص يفتح بلاده للإسلام محبش العنف وسمع من ابن العاص يعني أيه إسلام ومسلمين ، فكر وحسم أمره ولقى إن الحياه مع الإسلام هتكون أحلى بكتير ، وهترحمه من بطش الرومان ، فسلم مفاتيح مصر لابن العاص وقابله بكل ترحاب ، شعب مبيحبش النكد ، شعب ابن نكته ، شعب بيحب الخير ، وهرجع وأقول شعب طيب ، طيب لأقصى مايتخيل البشر ، لو لقيت حد بيخانق مع حد هتلاقي ألف من يصلح ، مش مهم إنت مع مين الأهم إنك في الأخرمصري  ، يمكن يكون عيبنا الخطير إننا عاطفيين زيادة عن اللزوم ، أي حد يلعب معانا على العاطفة تلاقي دمعتنا سبقانا ، فاكرين لما مبارك طلع وقال إني هدفن في تراب البلد دي ، نص الشعب المصري دمعته نزلت ونسي كل البلاوي اللي عملها مبارك ونظامه وقالك إديلوه فرصه تانية ، إحنا شعب بيستحمل كتير ، بس لما بيفيض بينا بننفجر بكل قوة في وش الظالم ، الحمد لله إننا مش زي العراق ولا ليبيا ولا سوريا ولا حتى اليمن ، الحمد لله إننا مسلمين وأقباط بنقول إحنا مصريين ، بنقول إحنا واحد ، عيوبنا كتير ومشاكلنا كتير بس كلها ممكن تتحل في غمضة عين ، هتتحل بإرادة الشعب ده وبقوة بصيرته وحسن تصرفه ، مش عايزين حد يفقد الأمل في المستقبل حتى لو كنا شايفينه مظلم ، فالشعب المصري قبل كده عاش أوقات أظلم من كده وتغلب عليها ، البلد دي بلدنا وعلشان هى بلدنا مينفعش نسيبها لحد يخّرب فيها ، وربنا وعدنا إننا هنكون آمنين في أوطانّا وفي بيوتنا وإحنا واثقين في موعود الله ، علشان كده عايز أقولك لما تضييق بيك يامصري قوووي قول بس يارب وهى هتفرج إن شاء الله .

وفقي فكري