الثلاثاء، 28 يناير 2014

نتقبل العزاء في الثورة المصرية




يكتبها : وفقي فكري
علي عكس ما يروج له البعض بأن الإعلان عن إقتراب ترشح المشير عبدالفتاح السيسي لإنتخابات الرئاسة إنتصاراً للثورة المصرية فإني أعتبر ذلك إعلاناً بموت حلم الثورة المصرية ويستطيع الشعب المصري الآن أن يتقبل العزاء في ثورته التي ماتت طفلة لم تتعدي الثلاثة سنوات إلا بأيام بضياع حلم الحكم المدني .
لست ضد السيسي كشخص ولكني ضد التهليل والتأليه الذي يناله من كل قارعي الطبول ولأن هؤلاء يملكون أبواقاً من نفير ذائع الصوت فإن صراخي بأن ما سيحدث خطأ كبير لن يستمع له أحد وسط الإفتتان الواضح بشخصية المشير السيسي ، فشعبنا مازال يعشق صناعة الفرعون دون قصد أو بقصد فلم تعد تفرق كثيراً لأنه في النهاية العذاب سينصب علي الجميع سواء من وافق أو من لم يوافق .
إن موافقة المجلس الأعلي للقوات المسلحة علي ترشيح السيسي يعطي مدلولاً واضحاً علي أنه مرشح الجيش خلال معركة الإنتخابات الرئاسية وتؤكد علي دخوله تلك المعركة وصبغته العسكرية هي القبلة الأوضح في تلك المرحلة ومثلما حدث مع مرسي وعاب عليه الجميع في تلونه بصبغة الإخوان أثناء الإنتخابات الرئاسية السابقة وكان خطأ فادحاً فإنني ألوم الآن علي ماسيحدث وما سيترتب عليه من عواقب ، فقد خالف الجيش المصري وعده للشعب مرتين منذ قيام ثورة يناير 2011 حين أكد علي بعده عن السياسة وعدم إشتغاله بها وعاد اليوم يعلن في بيان رسمي عن دعمه للسيسي في ذلك وحين وعد المشير نفسه بعدم طمعه في الكرسي وعاد اليوم ليتراجع عن موقفه مبرراً ذلك بتلبية نداء الجماهير .
إن ما يحدث اليوم من دعم واضح من المؤسسات الإعلامية المرئية والمسموعة والمكتوبة الحكومية والخاصة تؤكد علي شك في وجود مصالح يرغب هؤلاء في جنيها من وراء تنصيب المشير رئيساً وعدم عدالة في إعطاء الحق للجميع في خوض معركة نزيهة تفرز نتائج حيادية تصب في مصلحة الوطن ، فإن كان يعتقد البعض أن وجود السيسي رئيساً لمصر نصرة للثورة ونجاحاً لها فإني أعتقد أن ذلك سيأتي مخالفاً لوجهة نظر البعض الأخر الذي لا يرغب في رجوع المؤسسة العسكرية للبروز كممثل رئيسي للشعب المصري وإختلاط العسكرية بالعمل السياسي وهذا نذير خطر ربما سيكبت الحريات ويعرقل تطبيق القانون فمن سيقف وقتها في صف المعارضة ضد الجيش الذي يملكه الرئيس وليس معني كلامي أن الجيش لا ينبغي أن يكون ولاءه للرئيس ولكني أخشي من نظرية الحكم بالحديد والنار.
إن كان هناك إعتقاد بأن السيسي قدم لمصر معروفاً بإنهاء حكم الإخوان ولابد من مكافاءته فإن ذلك ليس من عقيدة طرف أخر من المصريين فهناك من يري أنه قام بواجب وظيفته مثلما قام الأخرون ولا ينبغي أن ينتظر المقابل وإلا طالبت أنا ايضاً بخدمتي للوطن وإخلاصي في العمل بأن أكون أنا أيضاً رئيساً لمصر .
إن ما قد يفعله المشير من الترشح للرئاسة يعد نكوثاً لعهده بعدم الطمع فيها خصوصاً وأن موقفه حساس لأنه هو من تزعم حركة عزل مرسي وجماعته وأشرف علي خارطة الطريق وترشحه الأن يحرق كل الجهود التي قدمها وأحبه الناس بسببها ويعطي الإخوان زريعة علي التأكيد علي أن ما حدث إنقلاب حقيقي خدم مصلحة المؤسسة العسكرية وعلي رأسها المشير عبدالفتاح السيسي ويكرر خطأ الإخوان حين خالفوا هم الأخرين وعدهم بالترشح للرئاسة ثم عادوا ودفعوا بمرسي .
إن كان الأمر علي تلك الشاكلة بأن نفتتن بمن نعتقد أنهم أفضل من يمثلونا بمحض أعمالهم العظيمة بعيداً عن التكافؤ في الفرص وتقديم برامج جادة وحقيقية توضح طبيعة قيادتهم للبلاد في حال فوزهم واستعراض مشاكل وتحديات ووجهات نظرهم في حلها فإني أعلن رغبتي في ترشيح الفنان محمد صبحي لإنتخابات رئاسة الجمهورية وأنشاد نقابة الممثلين أن تفوضه لخوض الإنتخابات وعلي الدولة أن تمنحه قلادة النيل كأكبر وسام مصري نظير مجهوداته في العمل الخيري ومشاركته في البناء المجتمعي الكبير رغم عدم الترويج له ولكنه رجل قاد هو والإعلامي القدير عمرو الليثي قضية العشوائيات وحققوا فيها نجاحاً أفضل من الحكومة بالإضافة إلي قضايا مجتمعية أخري كثيرة وإن لم يترشح صبحي فسأقترح بديله الليثي ولكن التفويض سيكون هذه المرة من نقابة الإعلاميين .

الخميس، 23 يناير 2014

ياشباب الثورة اتحدوا




يكتبها : وفقي فكري
في يوم 25 يناير 2011 كنت أجلس في مقر عملي وقد سمعت عن خروج مظاهرة للشباب ضد الحكومة ومثلي ومثل كل المصريين كنا نعتقد أن هؤلاء الشباب سيقوم الأمن ذو القبضة الحديدية بلمهم من الشوارع ، وعن هذا اليوم الأول يذكر لي أحد زملائي من أصحاب المحلات بمحيط ميدان التحرير أنه شاهد شباب يتراوح عمره بين الستة عشر عاماً والخمسة والعشرون عاماً يعبرون بكميات كبيرة متجهين إلي الميدان وهم يطمئنون الأهالي وأصحاب المحلات قائلين "متخافوش محلاتكم وبيوتكم في أمان ويرددون سلمية سلمية" .
أنا لست من ثوار 25 يناير 2011 ولكني عشت يوماً واحداً في الميدان وكان هذا اليوم هو يوم 10 فبراير التالي أي قبل تنحي مبارك بيوم واحد وشاهدت ما هالني داخله من نظام وحب وترابط حتي أنني كتبت مقالة وقتها سميتها "ميدان التحرير والمدينة الفاضلة" لأني رأيت فيه من الفضائل ما لا كنت أتخيله ، وجدت في الميدان النظام والتعاون بين الجميع ، وجدت الحب والتأخي بين المسلم والمسيحي ، وقت الميدان وقد تحول منسكاً للصلاة وكأنها الكعبة المشرفة ، وجدت النظافة ، وجدت معاقاً يسير بكرسية وقد أمسك بكيس لجمع القمامة يمر به بين جوانب الميدان للتنظيف ، وشاهدت الوطنية وحب الإنتماء في مواطن شاب شعره وقد أمسك بلوحة مثبت عليها العديد من جوازات السفر الخاصة به ويتجول في الميدان ويقول بصوت عال ودموع منهمرة " أوعوا تسيبوا مصر" واتخذت تلك الجملة عنواناً لمقالي الثاني عن وصف هذا الرجل وحب تراب الوطن .
حين دخلت في الصباح إلي الميدان وعلي لجان التنفيش وجدت كل من يقف شباباً صغيراً يقوم بالتأمين في غياب الجيش والشرطة وسلموني بسكويتاً وحين سألتهم ما هذا قالوا لي هذا وجبات كنتاكي التي يروج عن وجودها بالميدان عبرالتليفزيون الحكومي .
كل ملمح رأيته في تسجيلي لمشاهد ثورة 25 يناير 2011 كان يتصدره الشباب الصغير الذي قام وقاد ثورة توارت خلفها خوف وجبن العواجيز ، شباب صغير استطاع عبر الفيس بوك أن يؤسس لمعجزة نزلت من السماء علي شعب سخرت كل مقدراته وثرواته لحماة الفساد والمصلحة ولم يكن أحداً يتخيل يوماً أن يكون شباب البنطلونات الساقطة والشعر الهايش وأصحاب السلاسل الذهبية التي تطوق الرقاب هم الشرارة الأولي لثورة صنعت التاريخ وأذهلت العالم .
واليوم وبعد ثلاثة سنوات نحتفل بالذكري الثالثة لتلك الثورة ولكن بحال مختلف ، حال اختفي فيه هؤلاء الشباب خلف الأنظار ووراء الأسوار وسيطر علي الساحة شيوخ ذو عقول كل همها السرقة والسلطة والكراسي رغم أن هؤلاء هم من سكتوا حين تكلم الشباب واختفوا حين ظهر الرجال وساروا في مسيرات هزت جوانب مصر تحت قيادة الشباب ، ولكن الآن الحال يتبدل والمواقف تتغير وتتحول الثورة مرة أخري عن أصحابها والخطأ لا يلام عليه إلا الشباب الذين تخلوا عن ثورتهم وحلوا كل الكيانات الثورية الشبابية بعد شهور بسيطة من قيام الثورة وتركوا الساحة لوجوه قاتمة بائسة ليس لديها أي جديد ، وجوه تخاف التجديد أو التفكير إلا بالطرق التقليدية الرجعية .
اليوم لابد أن نحتفل بشباب الثورة الذين حققوا لنا ثورة داست علي خوفنا جميعاً وتحدت المدرعات والمصفحات ورشاشات الأمن ومدافعهم بشجاعة السلمية وإصرار القضاء علي الفساد .
لابد أن ترجع القوي الشبابية الثورية مرة أخري علي السطح ولابد وفوراً أن تتجمع تلك القوي وتشكل إئتلافاً واحداً قوياً يمنع سارقي أحلام الشباب ويحقق التوازن بين قوي فاسدة كثيرة موجودة الآن ويقود الثورة إلي تحقيق أهدافها التي صارت درب من دروب الخيال .
ياشباب ثورة 25 يناير اتحدوا من أجل مصر التي هببتم من أجلها أول يوم للثورة وسالت دمائكم علي أرصفة شوارعها من أجل " العيش والحرية والعدالة الإجتماعية " .

السبت، 18 يناير 2014

بالبرامج لا بالهوي تحكم مصر




يكتبها : وفقي فكري
مصر وطن كبير ومحوري ليس في الوطن العربي فقط وإنما في افريقيا والشرق الأوسط كافة ولذلك فقد آن الأوان أن تحتل مكانتها الطبيعية وسط العالم ، وعلي الرغم أن المكائد والمؤامرات تحاك حولها من كل جانب إلا أنها لم تتحول إلي ليبيا ولا العراق أو سوريا ولا حتي تونس التي حتي الآن لم تستطع أن تصيغ دستوراً واحداً منذ الإطاحة بزين العابدين بن علي ومصر هي وحدها التي قامت بثورة وموجات تلتها في 30 يونيه وصاغت دستورين في ثلاثة سنوات فقط من قيام الثورة .
والمتأمل والدارس للطبوغرافية السكانية لهذا الوطن سيجد توائم غريب واتحاد بين أهلها علي الرغم مما يظهر ويطفو علي السطح من مشاكل ، فعلي الرغم من التوتر والإضطراب مازال وسيظل المصريين وحدة واحدة متآلفة مهما حدث ومن يقول أن مصر علي حافة هاوية الحرب الأهلية فهو مخطئ لأن وطننا مر فيما قبل بأزمات ومحن أصعب من الآن بكثير ولم يتفتت أو ينهار بل بالعكس ظل صامداً متماسكاً وسط ذهول كل من تآمروا عليه .
ولهذا فإن هذا الشعب يستحق بعد ما قدم من تضحيات من دماء أبناءه أن يحصل علي دستور يكفل حقوق المساواة بين الجميع ولكن هذا الدستور ليس وحده الضمان الحقيقي لحماية الوطن من الفساد وسرقة أحلامه وإنما هو الخطوة الأولي لشعب يرغب حقيقة في العودة إلي التميز والنهوض ولابد من إرادة لإنهاء الموروث الفاسد من نظم حكم وإدارة صارت متخلفة وتحرمنا من تحقيق العدالة وإنهاء الإقطاع القيادي لفئة دون غيرها واعتبار هذا الشعب قطيع يجب أن يساق ، والذي سيحقق كل هذا هو منظومة متكاملة من رئيس قوي يحترم إرادة الوطن وشعبه ومجلس نواب يعبر عن طموحات ظلت مكبوتة طوال عقود طويلة يحوي بداخله علي نواب يحملون أفكاراً ورؤى جديدة تتحدي الروتين وتقف في وجه الرجعية الفكرية والتسلط والخوف من كل جديد وحكومة تعتبر نفسها خادمة للمواطنين وتسهر علي راحتهم وأمنهم بدون إعتداء علي الحقوق أو إستغلال نفوذ يستفز الشعب ويستعبده.
ولست مع من يعتمدون علي العاطفة والحب والإرتياح لأشخاص بعينهم لينصبوهم علينا رؤساء أو نواب لنا ، ولكني أرى بعيداً عن الإفتتان بكاريزمة أو أسلوب لشخص ما أن نعمل العقل ونلتزم بفحص وتقييم آداء لمن نري فيهم أنهم مناسبين لقيادتنا ، وأعتقد أن تقييم برامج عمل مقترحة تحقق سبل العيش المناسب والمحترم لأفراد هذا الشعب هي السبيل الوحيد لإختيار هؤلاء القادة ، فنحن لا نستحق بعد كل هذا الألم والمعاناة أن نرجع مرة أخري لسيطرة فصيل بعينه أو هيمنة سلطان حاكم قابض علي أمور ومقدرات الشعب دون غيره ، لابد أن يقدم لنا المرشح الرئاسي القادم برامجه التي يطمح في تحقيقها لهذا الشعب ويقدم كشف مسؤوليات سيواجهها في سبيل أن نختاره ليحكمنا ، ونفس الأمر لأعضاء مجلس النواب القادم لن ننخدع فيهم مرة أخري من أجل تحقيق مطالب شخصية لأفراد بعينهم للوصول إلي الكرسي ، فإن كانت عضوية مجلس الشعب في الماضي سبيلاً للحصانة وتحقيق أرباح طائلة من وراء استغلال النفوذ فإن مجلس النواب القادم خطير وسيتكفل بتعديل آلاف القوانين وسيراقب آداء الحكومة وسيحد من سلطة وقوة الرئيس القادم ويحقق التوازن بين مصالح المواطنين ومسؤلياتهم .
كفانا ارتكان إلي العاطفة والتهليل والتطبيل وتضخيم آذاننا لأبواق الإعلام الموجه لتوجيه الشعب إلي مصلحة اتجاه معين علينا نحن الشعب ألا نعطي صوتنا الثمين والغالي إلا لمن يستحق ولمن يعبر بصدق وحق بهذا الوطن لآفاق التكنولوجيا الحديثة وننهي عشرات السنين التي تأخرنا بها عن ركب التقدم وسط سلطات فاسدة وأشخاص سرقوا أحلام شعب طيب يستحق الحياه .