الأربعاء، 21 أغسطس 2013

عبيد الكراسي يعودون


يكتبها : وفقي فكري
لن أختلف مع أحد ولن أعارض من يتهمني بإنحيازي ليتأكد أني لا أكتب الأن لصالح فصيل ضد الأخر ، ولكني هنا اليوم لأبرز حقيقة ملموسة يشعر بها غالبية الشعب المصري ، وأنا بوصفي أحد هؤلاء المواطنين أشعر أنا أيضاً بمثل شعورهم ، فإن اتفقت أو اختلفت مع ابن وطني حول أمر سياسي معين ، وإن علت أصواتنا في حدة ونبرة عداء ظاهرة أصبحت تميز كل الأطراف التي تتناقش هذه الأيام في السياسة حول حقيقة انتمائه وحقيقة انتمائي ، ومدي إنحيازهذا إلي الإخوان ومن ينصارهم للدفاع عن شرعيتهم التي مُنحت لهم بالصندوق أو تعصب ذاك وتأييده لما قام به الفريق السيسي برخصة منحها إياه المتظاهرون بميادين تحرير مصر .
فبالتأكيد الجميع يتفق معي الأن أن الفلول وعشاق النفوذ لعصر مبارك العتيق يعودون الأن وبقوة إلي الساحة ويطفون علي السطح ، فبعد أن أصبحت المقاييس نسبيه والحقائق مشوشة وبها إلتباس كبير تعذر معه التمييز بين الحق والباطل وبين الصدق والكذب فإن أصحاب الكروش الممتلئة بمال الشعب عادوا ليتحكموا في أمور البلاد والعباد من جديد .
ولعل شماعة الإخوان المسلمين هي الأفضل الأن ليعلق كل من يريد ثوب رذيلته ليشاهدها الجميع وكأنها بفعل فاعل من تنظيم الإخوان المسلمين ، صحيح أن قيادات هذا التنظيم هم من تسببوا في تأجيج روح الصراع التي نمر بها الأن ، بحبهم للسلطة والإقصاء والعجرفة والتخلف السياسي ، ولكنهم في نفس الوقت تحولوا فجأة بسبب هذا الحمق والغباء إلي وعاء يلقي بداخلة كل أخطاء حرامية وبلطجية المجتمع المصري لكل من هب ودب ، وصاروا الأن في مصر يحملون أوزارهم وأوزار من أخطأوا في حق مصر علي مر السنين .
واليوم الفلول يعودون بقوة لمنصة الحكم ليطلقوا علي الشعب براثن مكائدهم السياسية وألاعيبهم الشيطانية ، والأمر بسيط كل شئ يرجع في النهاية الفاعل بالإنابه فيه إلي الإخوان المسلمون ، فهم يملكون الإعلام والمال والعلاقات الواسعة ، ولهم أتباعهم في كل مؤسسات الدولة ممن يمهدون لهم مرة أخري الطريق للسيطرة والعودة بقوة إلي أقوي مما كانوا علية لينتقموا من الشعب .
هؤلاء العبيد للكراسي ومحبي السلطة والسيطرة هم الخطر الحقيقي علي مصر وشعبها ، هم أكثر خطراً علينا من الإخوان والحركات الإسلامية التي ينفخون الأن في أبواقهم الإعلامية الموجهه ضدها ليقنعوا الشعب أن الخطر يداهمهم من كل جانب وأنهم هم من يحبون هذا الوطن ولذلك سوف ينقذونه من بين أيدي المغتصبين .
أنا لست مع الإخوان ولا الجماعات الإسلامية ، بل أنا ممن شد علي يد الجيش حين خلصنا من حكمهم ولكني حين أجد أن الشعب ينام بفعل وتأثير التنويم المغنطيسي طويل الأجل فإني حينئذ أخاف علي وطني ، لأن من يتسللون من خلف الستائر ونحن نائمون أو متسمرون أمام سحر الشاشات الملتهبة بالشحن والعداء ، هؤلاء هم من ينتشرون في كل الأرجاء ويعملون ألة الإنتقام والإقصاء بأسرع مما كان علية تنظيم الإخوان المسلمون حين كانوا في الحكم ، وقد بدأوا في تشغيل ألة تصفية الحسابات القديمة من كل من تشدق يوماً أو حلم بالعيش والحرية والعدالة الإجتماعية في ظل وهم ثورة كنا نتمني أن تأتي لنا بما حرمنا منه .
ولعل أفضل ما أختم به مقالي هو خبر إخلاء سبيل مبارك كبير الفلول الذي أعلن عنه اليوم ليرجع كل شئ إلي أصله السابق ، وربما يكون الزمن أقرب مما نتوقع لنري مبارك تحوطه حكايات البطولة والتضحية من أجل شعبه وربما يعاقب فيما قريب كل من يمسه بحرف من الإتهام أو حتي اللوم ، وسأنتظر أن يحوله أتباعه المخلصون ممن يصلحون ما أفسدته الثورة الأن بالسيطرة علي كل مؤسسات الدولة من جديد إلي بطل الثورة المصرية لتنتكس ثورتنا ونعود إلي حيث أدراجنا الأولي وكأننا كنا نحلم بثورة ثم صحونا فجأة لنقول " كان حلم ... خير اللهم اجعله خير" .

السبت، 17 أغسطس 2013

الإخوان يحرقون مصر


يكتبها : وفقي فكري
لقد نفذ الإخوان وعدهم الذي هددوا به المجلس العسكري في شهر يونيو 2012 وقت اعلان نتائج الإنتخابات الرئاسية ، حيث هددوا المجلس العسكري بإحراق مصر في حالة عدم إعلان النتائج لصالحهم ، واليوم وفي 16 يوليو 2013 نفذ الإخوان وعدهم وبدأوا فيما أسموه بجمعة الغضب بإحراق مصر ، وبالفعل فقد خرجت ميليشيات الإخوان المنظمة تعيث في شوارع مصر فساداً ، وحدث إحتكاكات واشتباكات شديدة بينهم وبين أهالي المناطق السكنية التي كانوا يمرون بها .
وفي الحقيقة فإننا لأول مره نجد ميليشيات ترتدي الأقنعة والملابس السوداء يحملون الأسلحة ويرفعون راية تنظيم القاعدة الأسود ، وبالأمس نري بأم أعيننا تنظيمات للقاعدة تخترق ميدان رمسيس بسيارة وهي توزع الأسلحة علي أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي .
وكما قال المرشد السابق للإخوان مهدي عاكف تعليقاً علي مصر "طظ في مصر" فإن الإخوان لا يعيرون مصر كدولة أي أهمية مقابل تنظيمهم العالمي ومخططاتهم الخاصة ، وبعد أن رأينا مصر الأن تخترق من تنظيم القاعدة والسوريين وحركة حماس فإننا نقول لهم "لن تحكمونا بالقوة ، ولن تكون عملية حرق مصر هي العقاب المقدم للشعب المصري نظيراً لنبذنا ولفظنا جحودكم وتطرفكم ، فنحن جميعاً كمصريين منا المسلمون المعتدلون والمحبون لدينهم ومنا المسيحيون الأقباط الذين يعشقون تراب وطنهم ، ولن ترهبونا مهما فعلتم ، ولن تكون سياسة الأرض المحروقة هي نتيجة قسوتكم وشغفكم للسلطة ، فالشعب المصري عاني أهوالاً أكثر من رعبكم وهمجيتكم ، ولستم أوصياء علي الدين ولن نأخذ منكم تأشيرة لدخول الجنة عبركم .
يوم التخريب والإحراق الذي قمتم به أمس بكل أنحاء مصر سيذكره لكم التاريخ بسيل من الصفحات السوداء ولن تنفعكم قناة الجزيرة فهي أول من سيترككم ويختفي لأنها قناة لا يهمها إلا سياسة ومصلحة اصحابها والسياسة لا تعرف التعاطف أو المحاباة .
إني أدعوا الجهات القضائية بمصر والعالم أن تصنف جماعة الإخوان بمصر علي أنها جماعة ارهابية لتأخذ توصيفها الحقيقي ، ومن يعتبر أن الشرعية والإسلام بابهما من خلال الجماعة فليتوب إلي الله فالإسلام لاوصاية علية ونحن مسلمون ولسنا إخوان ، وقيادات الإخوان لابد أن تحاكم جميعها لأنها ألقت بأنصارها إلي الهاوية لإحراز مكاسب سياسية خاصة لهم .
مرسي لن يعود ولن نسمح كشعب ببزوغ هامة للإخوان مرة أخري فقد قضوا علي أنفسهم وأصبحوا مدانون لشعب مصر بدماء كثيرة لن تكفيها أرواحهم وأرواح من كلفوهم بقتل الشعب المصري.
ستنجو مصر إن شاء الله من فخ الإخوان وسيقضي عليكم الشعب المصري بشهادة وفاة عن تعودوا بعدها أبداً إلا إلي أعماق التراب والخسة والهوان وشكراً لكم لأنكم علمتم المصريين درساً لن يكرروا خطئه مرة أخري .
عاشت مصر وعاش الشعب المصري الأبي ورفع الله عنا غضبه ومقته ونجانا من المستغلين والمتسلقيين ... أميييييييين

الاثنين، 5 أغسطس 2013

الفساد الإداري أقوي من الثورات


يكتبها : وفقي فكري
مصر التي ظلت منذ أن خلقها الله أرضاً للفراعنة والجبابرة لم تغيرها الثورات ولا الإنقلابات ، فمهما كانت قوة الثورات فإن تشكيلات الفساد وسطوة النفوذ أقوي منها بكثير ، فقد فقد الشعب من دماء أبناءه الكثير يوم 28 يناير 2011، وتلاها استشهاد المئات منهم ، وحتي اليوم مازلنا نخسر الكثير من زهرة شباب الأمة ، قمنا بموجات تصحيحية بعد 25 يناير ، فنزعنا الحكم من المجلس العسكري وسلمناه إلي رئيس منتخب ، ثم قمنا بثورة تصحيح أخري في 30 يونيو ونزعنا حكم الإخوان وأعدنا الحكم مرة أخري إلي الجيش الذي وضع رئيس انتقالي ، وخلال مايقارب 3 سنوات عانينا من التدني والتدهور في كل شئ ، وكل يوم ينام المصري المسكين يحلم بالعيش والحرية والعدالة الإجتماعية ويستيقظ صباحاً ليجد أنها أضغاث أحلام ، فلم يتغير شئ ، نحن نقوم بموجات متتالية من الموجات الثورية ولكننا نغير فقط القشرة الرقيقة التي تغلف الفساد ونترك المنظومة كاملة علي حالها كماهي .
حين قامت الثورة قلنا لن تعود عقارب الساعة إلي الخلف أبداً ، وسنعيش جو مختلف ، ولكن في الحقيقة عادت عقارب الساعة إلي ما بعد الخلف وعشنا ظروفاً أسوء من ذي قبل ، يوم 28 يناير 2011 اختبأت الفئران قليلاً داخل جحورها ولكن سرعان ماخرجت عطشانة للإنتقام وشرهه لمص دماء المصريين .
نحن كعاملين بشركة المقاولون العرب قلنا أن الفاسدين سيخافون وسيراجعون حساباتهم لأن الظروف تغيرت والحال تبدل وأصبح غير الحال ، ولكن في الحقيقة فإنهم لم ينحنوا للحظة وإنما تواروا قليلاً ثم عادوا أسوء من ذي قبل ، وكل من اعتقد أنه سيسعي للقضاء علي الفساد والفاسدين بالشركة ويتصدي لذلك يتم سلخه وسحله بقوة النفوذ وسطوة السلطة ، فلوبي الفساد بشركة المقاولون العرب يتمثل في نطاق نفوذ ومصالح متشابكة داخل شبكة عنكبوتية لم تحدث بها ثورات مصر المتتالية أي خرق في بنيتها المتينة التي تكونت منذ عقود ، والحرب مع هؤلاء كمن يحارب طواحين الهواء ، فأقنعتهم كثيرة والإنفصام في شخصياتهم يجعلهم يصدقون ما يكذبون به أمام العامة ، فهم يقولون مالا يفعلون ، ويفعلون غير ما يصدحون به للإستهلاك الإعلامي الدعائي ، ولا يبقي للعامل المسكين إلا الإنصياع والرضوخ للسلامة من شرورهم .
لمن يحلم بالقضاء علي الفاسدين من أصحاب النفوذ والسلطة ، لمن يعتقد أنه رامبو الشجاع ، أقول له كان غيرك أشطر ، فعتاة الظلم واستعباد الناس متمرسون علي كيفية قتل طموحك وإحباط أهدافك الإيجابية ، وللعلم سنظل هكذا نتصارع ونتقاتل ولن نتقدم قيد أنمله طالما ظل هؤلاء من أصحاب الطبقة المميزة يملكون خيوط اللعبة ويحركون عرائسها كيفما يشاؤون .
إن أردتم أن تقضوا علي هؤلاء فعليكم أن تقوموا بثورة حقيقية تقتلع جذور أصحاب المصالح وفاسدي النفوذ والسطوة والسلطة من جذور المناصب القيادية ليكن لكم حق تقرير المصير ، لا أن ننتظر حتي يقضي الله أمراً كان مفعولا ، فإن لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم ، كن إيجابي وشارك معنا في الدعوة لتغيير هؤلاء ونفيهم من المقدمة إلي مزبلة الماضي ونقدم من هم أحق بالقيادة لنشعر بأننا قمنا بثورة حقيقية وليست ثورة علي نمط أفلام الكرتون .