الثلاثاء، 25 يونيو 2013

دعوة لتحكيم العقل حتي ينجو الوطن


يكتبها : وفقي فكري
المشكلة الأن أن الشعب المصري انقسم إلي ثلاثة فرق ؛ الفريق الأول يتكلم بسم الدين وأن دين الله في الأرض لن يقوم إلا علي أكتافه هو فقط ، وبالتالي فهو يُسفه من كل من يعارض نظريته ، ومعارضته ليست بالتي هي أحسن كما يدعو باسم سماحة الدين ولكن يغلظ كثيراً ويهاجم أكثر حتي وصل الأمر إلي القتل باسم الدين مثلما حدث من قتل اربعة من الشيعة بزاوية بأبو مسلم بالجيزة ، والفريق الثاني وهو الطبع التيار المعارض للأول ويتحدث هو الأخر باسم الدين ولكن يدافع عن نظريته بأن الفريق الأول يسعي باسم الدين للتحكم في البلاد والعباد وأنهم أبعد ما يكونوا عن الدين لأنهم يشوهون الدين وينفرون المجتمع منه ، وأن الدين الصحيح هو مايدعو لأن نحبه ونقدره ونجله ونسعي من خلاله إلي نشر لغة التراحم والتواصل لا الفرقة والنزاع ، كما يدعون إلي عدم زج الدين في السياسة.
أما الفريق الثالث فهو حزب الكنبه الصامت ، هذا الفريق الذي كان ومازال يقبع ليشاهد من قريب ما تؤول إليه الأحداث بين الفريقين الأخرين ، ولكن هذا الفريق الثالث عُرف عنه السلبية وسوء الإختيار ، لأن النتائج هي التي تهمه ، فهو لا يشارك ولا يناصر فريق علي الاخر وإنما يسعي لأن يحجز مقعد وسط المتفرجين .
والفريق الثالث هو في الحقيقة من كان السبب فيما نحن فيه الأن من مخاطر تحف بالوطن ، لأن الفريق الأول استغله ليفوز بمعركة الدستور والإنتخابات البرلمانية وأيضاً الانتخابات الرئاسية .
وفي الأيام القليلة القادمة ربما يذوب هذا الفريق بين الفريقين الأخرين ، فهناك من سيميل إلي دعوات نصرة الدين ضد الكفرة والعلمانين - علي حد قول الفريق الأول- ومنهم من طحنته الحاجه وزاد فقره من شدة الأزمات التي لحقت به من بعد الثورة فجلبه الفريق الثاني ليحفزه ليحتج علي سوء الأوضاع ويُمنُونه بتحسين وضعه في حالة خلع الجماعة الحالية من الحكم .
وفي الحقيقة فإن الفريق الأول سيعتبر قتلاه في الجنة لأنهم شهداء الدفاع عن العقيدة والفريق الثاني سيحتسب قتلاه في الجنة لأنهم شهداء الحرية ، وإن لم يحتكم الجميع إلي العقل فإن الأيام القادمة ستؤدي بالبلاد إلي ماهو أسوء ، من حيث زيادة حالة الإنقسام داخل الوطن لتتحول إلي كتلة من التعصب بين فريقين ؛ أحدهما يدعو إلي نصرة الدين والأخر يدعو إلي خلع من يشوهون الدين ويستغلونه من أجل السلطة ، وإنني أحذر من بدء سلسلة إراقة الدماء ، لأنها إن بدأت لن تتوقف إلا بعد أن يخسر الجميع المعركة ، فالدماء كلها دماء مصرية والخسارة ستكون كبيرة إن لم يحتكم الجميع إلي العقل والتريث .
ولعل هناك من يتهكم علي الأن ليقول ، أي عقل تدعو إليه في ظل هذا التطرف من الجميع ، وأقول لابد أن يكون العقل هو القائد خلال الأيام القليلة القادمة وفي كل الأحوال وعلي الحكماء وذوي الخبرة والرأي أن يتدخلوا من أجل حماية مصر من الدخول في طوفان لن يهدأ إلا بعد أن يقضي علي الكثير ، وفي النهاية سيعود الجميع إلي العقل.
دعوة مفتوحة للجميع بأن ينحي الدين جانباً من الصراع السياسي الحالي ، فقضية الدين والعقيدة قضية حساسة ستزيد الامر تعقيداً والتهاباً وستؤدي إلي فتنة لن يعلم مداها إلا الله ، اللهم احمي مصر وشعبها من الفتن وألهمهم الصواب والحكمة إنك علي كل شئ قدير.
  

الأربعاء، 19 يونيو 2013

مصلحة بوجي وطمطم


يكتبها : وفقي فكري
 
ملحوظة : جميع الأحداث التي تدور بداخل هذا السيناريو وكذلك الشخصيات من وحي خيال المؤلف ولا تمت للواقع بصلة ، وأي تشابه بينها وبين الواقع هو محض صدفة .
 
المشهد الأول
منظر نهاري داخلي بأحد مقرات المصلحة
بوجي : أنا خلاص قررت انسحب من قيادة "المصلحة" أنا تعبت واللي عايز يرشح نفسه يتفضل
طمطم : وأنا كمان هعمل زي بوجي هسيب القيادة واللي عايز يتقدم ليرشح نفسه دلوقتي يرفع ايده
شلة المصلحة ينظرون إلي بعضهم البعض في تعجب واندهاش من المفاجأة
مطبلاتي : لأ يافندم حضراتكم مهمين جداً ومينفعش تسيبوا السفينة كده مرة واحده ، كده هتغرق
بوجي وطمطم : إحنا خلاص خدنا قرارنا ومش هنرجع فيه
الطيب يرفع يده وهو يقول أنا رشحت نفسي
الجميع بما فيهم بوجي وطمطم : موافقون

المشهد الثاني
منظر نهاري داخلي بأحد قاعات المحاضرات بمقر فندق الحريفه بنادي المتحدون العرب
القاعة تمتلي بالحضور من المدعوين من العاملين بالشركة العملاقة ويجلس علي المنصة ، الطيب والخبير الكبير وبوجي وطمطم
بدأت طمطم بالكلام :
طمطم : بسم الله نفتتح اللقاء وأهلا وسهلا بكم جميعاً في تلك الندوة التلقينية للعمل في مجال "المصلحة" ولحرصنا علي هذا التلقين يشرفنا بالحضور الخبير الكبير في عالم "المصلحة" والذي سيشرح لنا تاريخه وأهميته ، فليتفضل سيادته
الخبير الكبير : في الحقيقة لقد سعدت كثيراً بهذه الدعوة التي تنم عن ارادة حقيقية من قبل إدارة الشركة العملاقة للتلقين في هذا الموضوع الهام والخطير لما يمثله من أهمية ..................... "الخ"
يبدأ الخبير الكبير في سرد أهمية العمل المصلحي وتاريخه ومراحل تطوره وجميع الحضور يتابعون في اهتمام بالغ ويلاحظ علي وجوه بعضهم التجهم والبعض الاخر التحفز والبعض الإمتعاض وأخرون يقلبون في أوراق يقرؤنها وأخرون يمسكون بالأقلام ويكتبون بعض الملاحظات بأوراقهم .
بعد انتهاء الخبير الكبير من الكلام يلتقط بوجي الميكروفون ليقول
بوجي : أنا سعيد جداً بكم وعايز أقولكم إننا عايزين تشاركونا العمل المصلحي لنستفيد من الشباب ومن عقولهم في المرحلة القادمة .
طمطم تتداخل بالكلام قائلة في تباهي وفخر وزهو :
طمطم : علي فكرة إحنا تنحينا أنا وبوجي عن قيادة المصلحة وسبناها للشباب وتولي الأستاذ الطيب القيادة وهو شاب سيجدد شباب المصلحة
الاستاذ الطيب لم يتفوه بكلمة واحدة منذ جلوسه بالمنصة ويجلس وهو خافض رأسة وينظر في أغلب الاحيان إلي الأرض في تواضع .
جاء وقت المناقشة وتلقي الأسئلة ويقدم كل من يرغب من الحضور طرح اسئلة سؤاله إلي المنصة ويبدأ الخبير الكبير في الرد وبين السؤال والأخر يقوم أحد الحضور من المتحفذين من قيادات المصالح المستقلة ويهاجم الشركة العملاقة والقائمين علي العمل المصلحي بها ويذكر أن ذلك أدي إلي ظهور المصالح المستقلة بالشركة وعددها 8 مصالح وترد علية طمطم بكل ثقة وتواضع :
طمطم : طب ماحنا قولنا من الأول إننا كنا في نظام سابق فرض علينا العمل بالأسلوب اللي كان موجود ودلوقتي الثورة غيرت كل شئ والدليل علي كده إننا سبنا القيادة لشاب منكم
بوجي يلتقط الميكروفون قائلاً : إحنا عملنا اللي علينا والدور عليكم تكملوا المشوار وجبناكم هنا النهاردة علشان نلقنكم ونعرفكم العمل المصلحي علشان تشاركونا
طمطم ترجع إليها الميكروفون قائلة في زهو : إحنا عندنا دلوقتي نقص في مجلس إدارة اللجنة المصلحية ولازم نستكملوا بس لسه مش عارفين هيحصل ده ازاي لكن أكيد إنتوا هتساعدونا علي كده
القاعة تعج بالضجيج والنفور والهمسات والأحاديث الجانبية  ، فينسحب بوجي من القاعة لأي سبب ، ثم يخرج الصحفي ويقول في سؤال اعتراضي موجهاً للخبير الكبير
الصحفي : سؤالي للخبير الكبير ، علي بوجي وطمطم أن يخرجوا من إدارة المصلحة نهائياً لأنهم يخالفون اللوائح إن كانوا صادقين فيما يقولون .
الخبير الكبير : بالفعل كل من تنطيق عليه المادة ستين عليه أن يترك إدارة المصلحة
طمطم : هو أنا عملتلك حاجه؟ أنا قولتلكم إني سبت القيادة عايز أيه تاني ؟
الصحفي : لازم تتركوا إدارة المصلحة مطلقاً علشان نعرف نبدأ إحنا من جديد

المشهد الثالث
منظر نهاري داخلي من داخل المركز الرئيسي للشركة العملاقة
بعد دعوة طارئة لعقد مجلس إدارة المصلحة بسبب صدور قراراً من المصلحة العامة بتصعيد 11 عضو جديد ممن حضروا ندوات التلقين بالنادي لتشكيل هيئة المكتب الجديدة
حضرت طمطم الإجتماع ومعها شوية من الأعضاء القدامي ثم بدأت طمطم بالكلام
طمطم : أهلا وسهلا بيكم ونتعرف بالأعضاء الجدد
يبدأ كل عضو يعرف نفسه في اقتضاب ثم تطلب طمطم قائلة :
طمطم : ياريت حضراتكم نأجل الإجتماع ليوم أخر لإعطاء فرصة لعمل دعوة قانونية لحضور كافة الأعضاء القدامي معنا وهنعتبر اليوم اجتماع تعارف
الأعضاء الجدد : مفيش مانع
أحد الأعضاء : إن شاء الله هنعيد تشكيل هيئة المكتب الإجتماع القادم حسب طلب المصلحجي العام
طمطم : لأ إحنا هنستكمل الهيئة وأنا مازلت حتي الأن الرئيسة الرسمية للمصلحة لأن الأستاذ الطيب لم يذهب للمصلحة العامة لتوثيق محضر تعيينه الرئيس الجديد وبالتالي يمكننا استكمال المصلحة منكم للمناصب الشاغرة ، وكمان بوجي وبعض الأعضاء القدامي قد قدموا استقالتهم من المصلحة .
الطيب يومئ بالإيجاب ويتمتم : أصل أنا مكنتش فاضي علشان أروح أوثق رئاستي الجديدة من المصلحة العامة
الصحفي : أنا شايف إننا نطبق اللائحة وتطبيق اللائحة مش بيزعل حد ، واللائحة بتقول يعاد تشكيل هيئة المكتب كاملة لأن الإستكمال جاء بأكثر من النصف .
أحد الأعضاء الجدد : والله أنا شايف إننا نبقي علي طمطم رئيسة للمصلحة بتاعتنا ونكمل المناصب الشاغرة علشان نطعم الخبرة بالشباب
بعض الأعضاء يتمتمون بالموافقة والبعض الأخر يلتزم الصمت
تنفرج اسارير طمطم لسعادتها الداخلية بهذا التوجه ، فقد كانت تخشي الإطاحة بها والأن اطمئن قلبها وضمنت بقائها حسب دعوة واقتراح أحد الأعضاء الجدد ثم تقول :
طمطم في تواضع وخضوع : والله أنا مقدرش أرفض تكليفكم ليا ، ثم تستطرد قائلة في مداعبة للجميع "وأنا عايزة شغل باجتهاد خلال الفترة القادمة (ابتسامة تعلو وجهها) وأنا هبعتلكم دعوة أخري عن طريق الأمين العام (المطبلاتي) لنجتمع بصفة رسمية المرة القادمة ونتخذ اللازم ".
الصحفي : إحنا كتبنا محضر اجتماع للجلسة دي وياريت الكل يوقع عليه.
يدور المحضر ويوقع عليه الجميع بمن فيهم طمطم

المشهد الرابع
منظر داخلي من أحد قاعات المركز الرئيسي بالشركة العملاقة
وقد أرسلت بوجي عن طريق المطبلاتي دعوات لكافة الأعضاء دعوة لحضور اجتماع تشكيل هيئة المكتب
حضر الجميع من الأعضاء القدامي والجدد فيما عدا الإثنان الذين أبلغت طمطم باستقالتهم وهم بوجي وعضو قديم أخر
تدخل طمطم بثقه وثبات وقد اطمئنت لإستمرارها في رئاسة المصلحة ويجلس الجميع ثم يبدأ الكلام
طمطم : دلوقتي ياجماعة هنبدأ استكمال هيئة المكتب
يبدأ جميع الاعضاء بالتوقيع علي كشف الحضور ومنهم طمطم التي وقعت هي الأخري.
أحد الأعضاء الجدد : أنا عايز أعيد تشكيل هيئة المكتب كاملة لأني أرغب في ترشيح "المُصلح" لرئاسة المصلحة.
وجه طمطم يتغير ويشحب وتبدأ في شرب المياه من زجاجتها الصغيرة ثم تقول :
طمطم : بس إنتوا قولتوا إنكم هتسيبوني في منصبي وهتستكملوا الهيئة بس وأنا رضخت لطلبكم .
الصحفي : والله أنا قولت إننا نطبق اللائحة ونعيد تشكيل الهيئة ولو فيه واحد او اتنين موافقين علي استمرارك ، فيه غيرهم عايز يعيد التشكيل فالأحسن نطبق اللائحة علشان محدش يزعل .
طمطم : بس إنتوا كده غيرتوا كلامكم والمفروض إن الراجل بيتربط من كلمته ، عموماً براحتكم اعملوا اللي انتوا عايزينه.
يشحب وجه طمطم وتعيد شرب المياه من زجاجتها الصغيرة مرات متعدده في اضطراب واضح علي وجهها .
ثم تبدأ اللجنة في اعادة تشكيل هيئة المكتب برئاسة أقدم الأعضاء سناً (المطبلاتي) ويتم إعادة التشكيل بإقصاء طمطم وجميع القدامي إلا الطيب الذي تولي منصب بالهيئة ويتولي "المُصلح" الرئاسة ويتولي الصحفي منصب نائب الرئيس ، ثم يتولي الأعضاء الجدد بقية المناصب واللجان النوعية .
هذا الموقف يبدوا أنه أغضب كلاً من المطبلاتي وطمطم فهبت طمطم فجأة قائمة من مقعدها معلنة انسحابها في نهاية الإجتماع وتقدمها شفاهية بالإستقالة ويخرج ورائها المطبلاتي ، ويستكمل الأعضاء الباقون من القدامي والجدد الإجتماع ويثبت في محضر الإجتماع استقالة من تقدموا باستقالتهم ويتم توقيع محضر هيئة المكتب الجديدة .
وأبلغ سيادة "المُصلح" أن علي جميع الأعضاء الإنتظار لحين حضور "المصلحجي" العام من المصلحة العامة للإجتماع بالهيئة الجديدة وعليهم أن ينتظروا بضع ساعات لحين حضوره .

المشهد الخامس .
منظر نهاري داخلي ، داخل مكتب بوجي
تجلس طمطم ويظهر علي وجهها الإنفعال والعصبية مما حدث لها من اقصاء من هيئة مكتب المصلحة ثم تقول في انفعال
طمطم : وسيادتك يا بوجي هنسيب العيال دول يبعدونا عن المصلحة كده من غير مانعمل حاجه معاهم ؟
بوجي في هدوء : وليه معصبة نفسك ، مش الموظف الكبير عايز كده ، أنا سامع إن هو اللي جايبهم للمصلحة .
المطبلاتي : كده يافندم إحنا هنخسر كل حاجه والمصلحة لو ضاعت منا هتبقي مصيبة كبيرة 
طمطم : وبعدين أنا كنت فاكرة إني لما أعمل ندوات تلقينيه زي ما الموظف الكبير أمر مفيش حد هيفهم حاجه ، وقلت أفهم جميع الحضور إني منسحبه وانت معايا يابوجي علشان يهدوا شوية ، بس الظاهر مفيش فايدة
بوجي : إحنا نروح لسيادة الموظف الكبير ونقوله الكلام ده ونشوف هيقول أيه
طمطم : أنا سالت وعرفت إن الموظف الكبير مش هو اللي جابهم وميعرفش حاجه عنهم ، ومفيش داعي نروحه خلاص
بوجي : طب كده تمام ، شوفوا بقي إنتي والمطبلاتي تطلعوا لما المصلحجي العام يجي يقعد معاهم وتقولوا إن الناس دول هيعملونا قلق وإن فيه ناس باعته لينا طلبات بدخول المصلحة وتشككي فيهم علشان نوقف ليهم كل حاجه .
طمطم والمطبلاتي في تهليل وابتسامات : أيوه صح كده هو ده الكلام ويبقوا بقي يشوفوا هيطلعونا ازاي .

المشهد السادس
منظر نهاري داخلي مساءاً، بنفس قاعة الإجتماع الصباحية للمشهد الرابع
حضر أخيراً المصلحجي العام وجلس مع السادة اعضاء مجلس إدارة اللجنة المصلحية بالشركة العملاقة وبدأ كلامه بدون حضور طمطم والمطبلاتي وطبعاً بوجي عامل نفسه مستقيل وعضو أخر من القدامي الذي أعلن هو الاخر استقالته ، ثم يبدأ المصلحجي العام كلامه ويجلس بجانبه "المُصلح " الرئيس الجديد للمصلحة وبقية الأعضاء 
المصلحجي العام : أهلا وسهلا بيكم ، أنا المصلحجي العام وأنا ....... (يعرف نفسه للجميع في اقتضاب)
ثم يبدأ بقية الإعضاء تعريف أنفسهم باختصار للمصلحجي العام ويتبادلون التهنئة والتعارف ، ويبدأ النقاش في كيفية ادارة اللجنة المصلحية الجديدة من أجل مصلحة العامل بالشركة العملاقة ، ويبدأ البعض يتحدث والمصلحجي العام يرد ويتداخل البعض ويستمع إليه الأخرون ، وفجأه يزاح باب القاعة لتدخل طمطم والمطبلاتي وهم يرحبون بالمصلحجي العام ثم تجلس طمطم الرئيسة السابقة للمصلحة بجوار المصلحجي العام وتستمع للحوار ثم يقطع المطبلاتي الحوار فجأة بجملة اعتراضية جديدة فيقول :
المطبلاتي : ياسيادة المصلحجي العام دلوقتي فيه مشاكل هنقابلها لأن العمال بالشركة بيقولوا إن الناس دول اتعينوا ازاي وكده هيحصل مشاكل بين العمال واحنا مش ناقصين .
طمطم : فعلاً أنا عندي تحت في مكتبي واحد بعتلي توقيعات عدد كبير جداً عايز يدخل المصلحة ، وواضح فعلاً إن حيحصل لينا مشاكل بسبب الأعضاء الجدد 
طمطم تسترد قائلة في سؤال استنكاري : احنا فوجئنا بصدور قرار منكم بتصعيد هؤلاء الاعضاء الجدد ، طب صحيح الناس دي جت ازاي ؟
المصلحجي : أنا اللي صعدتهم من الجمعية العمومية .
طمطم : طب أنا شايفه إننا نفتح باب الطعن علي الناس دي علشان اللي عايز يقول حاجة يبعتها ليكم وبكده نسكت الناس وميحصلش مشاكل داخل الشركة العملاقة كشكل روتيني
يحدث هرج ومرج وهمهمات من كافة الأعضاء الجالسين معترضين علي تلك الفكرة ويبدأ الكل يتحفز للحديث ووسط هذا الموقف يتدخل المصلحجي العام ويقول وهويبستم :
المصلحجي العام : عادي ياجماعة خلاص اللي عايز يطعن عليهم إحنا فتحنا باب الطعن علي الـ11 عضو الجدد لمدة 3 ايام وترسلي الطعون علي المصلحة العامة وأنا هنظر فيها ، وعادي ياجماعة اللي هيبعت طعنه معاه مايثبت كلامه من مستندات فأهلا بيه واللي هيبعته كطعن كيدي لن يلتفت ليه .
أحد الاعضاء القدامي : وليه ميكونش الطعن علي كل أعضاء لجنة المصلحة ؟
الجميع يؤيد هذا الكلام ونري همهمات وتداخلات صوتية من هنا وهناك تقول ايوه يكون الطعن علي الكل .
المصلحجي العام في ابتسامة ليهدئ من روع الموجودين : مفيش مشاكل ياجماعة خليهم يطعنوا بس علي الـ11 الجدد .
أحد الاعضاء الجدد في عصبية واضحة موجهاً حديثه لطمطم :
أحد الاعضاء : هو حضرتك ياطمطم علشان أبعدناكي عن هيئة مكتب المصلحة قولتي الموضوع ده ، إشمعنا الكلام ده مظهرهش إلا دلوقتي رغم إنك حضرتي معنا اجتماعين ، وبعدين مش إنتي انسحبتي النهاردة الصبح من الإجتماع وبلغتينا استقالتك إنتي وبوجي من المصلحة .
طمطم في تحفز وابتسامة باهتة تنم عن الإنتصار : أنا رجعت في استقالتي وبعدين أنا مقدمتش أي استقالة مكتوبة
أحد الاعضاء يتمتم في سره : أمال ليه بقي كنتي واجعه دماغنا في الندوات التلقينية إنك تركتي القيادة للشباب إنتي وبوجي وعاملة فيها مضحية ايوه كده اظهري علي حقيقتك .
أحد الأعضاء يتمتم هو الاخر في سره : " ايوه كده باني علي حقيقتك " ياأيها الذين أمنوا لما تقولون مالا تفعلون" صدق الله العظيم

المشهد السابع
منظر مسائي  بمقر المصلحة العامة بمكتب المصلحجي العام
السكرتير يجلس يتلقي الطعون عبر الفاكسات وقد امتعض وجهه واعتلاه البؤس والعبس من ارهاق وازعاج تلقي فاكسات الطعون من كل صوب وحدب من قبل العاملين بالشركة العملاقة .
وفجأة يدخل المصلحجي العام قادماً من خارج المبني ليدخل مكتبه مروراً بالسكرتير فينفجر السكرتير في وجهه منفعلاً قائلاً :
السكرتير : ياأستاذ مصلحجي أنا زهقت بقالي كام يوم دلوقتي والفاكس مسكتش من استقبال الفاكسات ، أنا زهقت
المصلحجي العام في ابتسامة ليلطف من الجو العام : معلش هنعمل أيه بس ، الله يخرب بيت اللي عمل فينا كده ، ولاد الأيه خلصولنا الحبر والورق ، معلش استحمل شوية أزمة وهتعدي إن شاء الله
ويدخل المصلحجي العام مكتبه وبعد قليل يلحقه السكرتير ويحمل بيده ورقاً يبدوا أنه أحد الطعون المرسله عبر الفاكس من أحد الطاعنين 
السكرتير : شوف يافندم الطعن ده ، ده بيقول فيه إن فيه خمسة من الاعضاء القدامي باللجنة المصلحية مخالفين للمادة 60 وباعت ما يثبت كلامه 
ينظر المصلحجي العام بهدوء الورق ثم يقول بحكم خبرته 
المصلحجي العام : والله عنده حق وربنا يسهل إن شاء الله
ثم يسأل المصلحجي العام في مداعبة هو فاضل كام يوم علي قفل باب الطعن .
فيرد عليه السكرتير : ده فيه طعن بيقول إن طمطم بالشركة العملاقة فتحت باب الطعن 7 ايام مش 3 زي ما أنت حضرتك قولت وكمان فتحت باب الترشيح للمصلحة للعاملين بالشركة العملاقة وده معناه إننا هنقعد نستقبل الصداع ده لحد أخر الأسبوع .
المصلحجي العام في انفعال واضح : طب وليه تعمل كده ؟ أنا قولت 3  ايام بس ومجبتش سيره عن فتح باب الترشح ، كده هتعملنا بلبله بين العمال والبلد مش ناقصة ، عموماً ربنا يسهل

حتي هذا المشهد والكاتب مازالت لديه مشاهد أخري ولكنه يؤخر كتابتها لحين استحضار المزيد منها ومتابعة الكتابة فالقصة لم تنتهي ونهايتها في علم الغيب فإلي لقاء في المشاهد القادمة إن شاء الله

الثلاثاء، 18 يونيو 2013

حرك وكشف المستور


يكتبها : وفقي فكري
لم يكن المهندس ابراهيم حرك يوماً ما رجل وصولي ، ولا أريد أن تكون شهادتي هذه هي الدليل الوحيد لإثبات ذلك ، فحرك معروف للجميع وأفعاله هي الدليل الأقوي والواضح علي أنه لم يسعي إلا ليُعّرف العاملين حقوقهم وواجباتهم ، فحرك سعي منذ وقت بعيد علي أن يعلم العامل أن عليه واجبات تتمثل في العمل بجد واجتهاد من أجل مصلحة شركته ووطنه وله حقوق كفلتها له اللوائح والقوانين تتمثل في الخدمات التي من حقه أن يحصل عليها وهو لا يعلم عنها شئ .
هذه هي أول مرة أخرج عن صمتي وأكتب لكم لأكشف للجميع ما أحدثه ابراهيم حرك داخل الشركة من تغيير ، هذا الرجل الذي يهاجمه البعض ويخشاه البعض الأخر كان ومازال يعمل في صمت رهيب ، ولكن لأنني داخل الملعب وأري وأشاهد فكان لزاماً علي أن أبين بعضاً من مجهودات هذا المهندس الذي يهاجمه بعض الجهلاء بمعرفة الحقيقة .
وأول تلك الحقائق هي أنه كان السبب الحقيقي والوحيد خلف إجراء انتخابات صندوق التأمين الخاص بشركة المقاولون العرب ، فلأول مرة نجد مهندس شاب يخترق السكون ويحدث عكاراً في نظام دأب عليه السابقون من تزكية أعضاء مجلس إدارة الصندوق ، ويذهب إلي إدارة صندوق التأمين ويطلب بكل شجاعة الإطلاع علي دفاتر الصندوق ولايسمح له ، فيتوجه إلي هيئة الرقابة الإدارية ويستخرج منها موافقة رسمية - بصفتها الجهة المنوطة بذلك - للإطلاع علي مستندات الصندوق بصفته أحد أعضاء الجمعية العمومية وطبقاً لما يسمح به القانون واللائحة ويتم الرفض للمرة الثانية رغم موافقة هيئة الرقابة الإدارية كتابة علي ذلك ، ثم يتوجه حرك إلي رئيس مجلس الإدارة ويطلب منه إجراء انتخابات داخل الجمعية العمومية للصندوق واستكمال عضوية مجلس الإدارة فيلقي ذلك ترحيباً من الدكتور أسامة الحسيني رئيس مجلس الإدارة ، ثم يأتي الصراع علي عدد من يخرج من العضوية ، ويحدث اختلاف ، ويصر حرك أن يطبق القانون ويخرج ثلث الأعضاء ، أي عدد ثلاثة أعضاء ، ويصر أخرون علي خروج عضو واحد فقط فيعود حرك مرة أخري لهيئة الرقابة الإدارية وتؤيد رأي حرك ويذهب المحاسب محمد ناجي عويس - العضو المنتدب للصندوق-  للهيئة ليتأكد من ذلك ، ثم يستقر الأمر علي خروج عدد اثنان فقط من العضوية وانتخاب أثنان مكانهما .
كل ذلك والمهندس ابراهيم حرك يتحرك ويجري هنا وهناك ليبحث للعمال عن حقهم في المشاركة ، وتم ذلك قبل الإستقرار علي فتح باب الترشح بأيام قليلة جداً ، ويصر حرك علي خوض الإنتخابات واستبعاد أي رأي بدخوله عن طريق التزكية ، ويتم فتح باب الترشح لعضوية صندوق التأمين دون ترتيب جيد وبعشوائية تامة في التنظيم والأداء ، كونها أول انتخابات تمر علي الشركة ومبهمة وثقافة جديدة لا يعرف عنها أحد داخل الشركة شئ .
ما سبق أحكيه لأول مرة ومن داخل الكواليس وعايشته بنفسي ، ورغم كل ماسبق أصر المهندس ابراهيم حرك أن يدخل تلك الإنتخابات دون أي تمييز أو استغلال لأي وسائل متاحه داخل شركة المقاولون العرب لضمان نجاحه ، فكونه مدير فني بمكتب رئيس مجلس الإدارة ولديه صلات وعلاقات عامه متشعبه لم تجعله يسعي لأن يستغل ذلك ليحشد لنفسه مثلما حشد الأخرون ووقف داخل أروقة الإنتخاب مثله مثلي ورغم ذلك حصد المركز الثالث ، ولكن مع الفارق ، فمن حصل علي المركز الأول والثاني استغل سلطته ونفوذه وسيارات الشركة ليحشد بالأمر العمال ليصوتوا له وينجح ، أما ابراهيم حرك فكل صوت من الـ90 صوت الذي حصل عليهم ووضعوه في المركز الثالث كان كل صوت يوضع له بالصندوق مرفقاً بباقة من الحب والإحترام لهذا الشاب الخلوق ، ألم يكن حرك قادراً علي أن ينهي اللعبة من البداية ويدخل الصندوق بالتزكية ؟.
من منا كان يعلم شئ عن صندوق التأمين للعاملين بشركة المقاولون العرب ؟!!
من منا فكر قبل ذلك أن يقترب من الصندوق الأسود ليختلس نظرة بداخله ؟!!!
من كان يعرف أن الصندوق مكون من أعضاء وهؤلاء يمثلون الجمعية العمومية له ولهم حق التصويت والإختيار لمجلس إدارته؟!!!
إن كل من يهاجم المهندس ابراهيم حرك أو غيره ممن يسعون للعمل العام هو كيان سطحي لا يعلم من بواطن الأمر شئ  ، ويدعي أنه يعرف كل شئ لمجرد أنه كتب جمله أو قرأ هجوم أو سمع من أخر تحريض ضد شخصية معينة فتم شحنه فصدق مايقال وعاد ليردد ما سمعه من الاخرين .
أيها الساده كفانا عبث وهجوم علي من لا تعرفون ، وكفانا ادعاء بمعرفة مالا نعرفه ، ها أنا أقول ما أعرفه وعشت بداخله ، وليثبت من يكذبني عكس ما أقول فالحجة علي الراوي والبينة علي من ادعي ، فأنا لدي الكثير من المفاجأت التي تخص المهندس ابراهيم حرك ولا يرغب أن يعرفها عنه الأخرون لأنه يتسم بالتواضع والهدوء ولكني أصررت علي كتابة تلك السطور رغماً عنه لأكشف جزءاً من مجهوداته ، ليس لأمدحه ، فهو غني عن ذلك ولكن لأطلب ممن يهاجمونه أن يأتوني بعكس ما قولته وببراهين علي ذلك أو يصمتون .

الأحد، 16 يونيو 2013

هل سينجو مرسي من موقعة 30 يونيو القادم ؟


يكتبها : وفقي فكري
وسط الأزمات المتلاحقة التي تمر بها مصر حالياً ، تلمع لنا أزمة جديدة في الأفق ألا وهي مظاهرات يوم 30 يونيو القادم ، ذكري تولي الرئيس مرسي مقاليد الحكم بمصر ، ففي تمام هذا اليوم يكون قد أمضي عام كامل في رئاسة جمهورية مصر العربية .
والمتابع للأحداث يجد أن العام الذي قضاه مرسي بالحكم لم يستطع أن يحدث به تغييراً ملموساً ، فالبلد تنتقل من حال سيئ إلي أسوء ، وجماعة الإخوان المسلمون والإسلام السياسي بصفة عامة يعزون ذلك إلي تحركات الفلول في الخفاء وأصحاب المصالح الذين يقلبون عليهم الدوائر ، ومن جهة أخري نجد جبهة الإنقاذ الوطني وكتلة المعارضة تعزي ذلك إلي الفشل الزريع الذي مُنيّ به الإخوان وممثلهم مرسي في قيادة البلاد إلي حال أفضل .
وربما أرجع البعض الأخر أسباب الحالة المتردية إلي تدخلات خارجية لها مصالح مع كافة الأطراف وتسعي إلي ابقاء مصر علي وضعها الحالي .
وفي الحقيقة فإنني اعتقد أن الأهم الأن هو يوم 30 يونيو القادم والذي تأهبت له كافة الأطراف وانطلقت شرارته الأولي من وحي حملة "تمرد" والتي تجمع منذ وقت قريب توقيعات لسحب الثقة من الرئيس مرسي ،  وانتهزت هذا اليوم لتنهي به حملتها بحشد من يؤيد حملتها ليكون يوم سحب للثقة بالشرعية الجماهيرية والقانونية - علي حد قولهم- وبالطبع فإن كتل المعارضة هي الأخري وجدت في ذلك متنفساً لها لتعود إلي المشهد سخونته وتحجز مقعداً في الصفوف الأمامية إذا ما أسفرت الحملة عن مكاسب حقيقية علي أرض الواقع ، خصوصاً وأن تلك الحملة قد جمعت ملايين التوقيعات .
وفي المقابل فإن الحزب الحاكم والجهات الموالية له قد بدأت هي الأخري في رد عدوان "تمرد" بإطلاق حملة مضادة تحت شعار "تجرد" لجمع توقيعات لتأييد مرسي ويقال أنها هي الاخري جمعت الملايين منها .
ووسط كل ذلك بدأ النظام الحاكم يأخذ بعض الخطوات التي من شأنها تنفيس تلك المظاهرات القادمة في 30 يونيو وذلك من خلال جمع الجميع خلف قضية قومية متمثلة في قضية الخطر المائي وسد أثيوبيا ، ولكن المعارضة لم تستجب لذلك وانتهي الأمر علي الهدوء النسبي وعملت الحكومة علي هذا الملف بأسلوب العمل الدبلوماسي والمتمثل حالياً في نشاط وزير الخارجية محمد كامل عمرو لأثوبيا والمتوقعة خلال الساعات القليلة القادمة .
بعد فشل الرئاسة في جمع المعارضة والجهات الموالية للحزب الحاكم علي قضية السد الأثيوبي لجئت أمس رئاسة الجمهورية إلي الأسلوب الناصري في التعامل مع الشعب المصري ، حيث نظمت جماعة الإخوان المسلمون والأطراف الموالية لها مؤتمراً شعبياً حضره مرسي لمناصرة الشعب السوري ، وأعلن مرسي في كلمات ذكرتنا بالزعيم الراحل جمال عبدالناصر قطع العلاقات المصرية السورية وغلق السفارة السورية بمصر وسحب القائم بالأعمال المصرية بدمشق ، وتأمل الرئاسة وحزبها الحاكم بذلك أن تلهب الذات المصرية بقضية مناصرة الشعب السوري ، علي اعتبار أننا شعب عاطفي، لتعبر بها فوق مظاهرات 30 يونيو القادم .
ويبدوا أن الجميع يترقب وينتظر وضوح الرؤية في هذا اليوم وخصوصاً بعد إعلان الحرية والعدالة والجماعات الإسلامية الحشد من يوم 25 يونيو لإيجاد رد فعل توازني في تلك المرحلة ، ونحن جميعاً نرقب بحذر وتخوف ما يمكن أن تسفر عنه تلك المظاهرات من نتائج ، فربما تمر كأي يوم عادي، وربما يتحول إلي يوم جديد من أيام التوتر والنكسات التي يلقاها الشعب المصري منذ قيام 25 يناير ، فهل سيستطيع الرئيس مرسي وجماعته أن ينجو من تبعيات ذلك اليوم ، وهل سينجو مرسي من الخطر المحدق به في الرئاسة ؟ ، هذا ماسوف تكشف عنه الأيام القليلة القادمة      

الجمعة، 14 يونيو 2013

المقاولون العرب تحصد أخطاء بالجملة خلال أول انتخاباتها الداخلية



يكتبها : وفقي فكري
أجرت أمس شركة المقاولون العرب تجربتها الأولي في إجراء انتخابات لإختيار أعضاء جدد بمجلس إدارة صندوق التأمين الخاص بالعاملين بشركة المقاولون العرب ، وهذه التجربة هي أولي التجارب التي قررت الشركة الدخول فيها ، حيث تعتبر أول طريقة يتم فيها اختيار عضو مجلس إدارة للصندوق منذ تأسيسه من عشرات السنين .
وفي الحقيقة فإن كانت تلك التجربة هي الأولي من نوعها بصندوق التأمين ، فإنه سبقها بعض المحاولات التي لحقت قيام ثورة 25 يناير 2011 ، حيث نظمت بعض الإدارات مثل صيانة القصور والأثار انتخابات لإختيار مدير لوحدة ترميم الأثار، وتلاها تجارب أخري انتخابية لإختيار بعض ممثلي الإدارات والأفرع العمالية لتمثيلهم نقابياً مثل انتخابات فرع شبرا وترسانة المعصرة ، ورغم ماقدم من نقد لمثل تلك التجارب إلا انها تحسب كتجارب وليدة تسعي للحبو نحو الطريق .
أما انتخابات صندوق التأمين الخاص بالشركة والتي تمت أمس فإنها كانت تجربة وليدة هي الأخري تسعي لتطبيق اللوائح والقوانين بعد غيابها لسنين طويلة ، وهذه الإنتخابات التي جاءت بإرادة جديدة من الشركة لم تكن موفقة من حيث التجهيز والتنظيم وماترتب عنها من نتائج ، فقد جاء القرار بالتنظيم وفتح باب الترشح لها والدعاية في وقت سريع جداً ولم يعطي الفرصة لنجاحها النجاح المأمول منها .
وكانت أول الأخطاء هي عدم وضع قواعد محددة للمتقدم للترشح ، وكان الشرط الوحيد أن يكون متمتعاً بكافة حقوقه المدنية والسياسية حسب اللوائح المنظة لذلك ، وكان ينبغي أن تضع الإدارة العليا شروطاً خاصة بطريق اقرارها بلجنة السياسات أو إصدار قراراً رسمياً من قبل رئيس مجلس الإدارة لضمان ترشح من يصلح فقط لذلك .
وثاني تلك الأخطاء هو عدم ترك وقت كاف لإعطاء فرصة للمرشحين للدعاية وعرض برامجهم الإنتخابية .
أما الخطأ الفادح والذي أبرز نتائج غير واقعية هو عدم العدالة في اعطاء فرصة لكافة المرشحين لإستغلال امكانيات الشركة ووسائلها للتسهيل علي الناخبين لإختيار من يمثلهم اختياراً صحيحاً ، فاحتكر اثنان من المرشحين استخدام تلك الوسائل ؛ من سيارات لنقل الناخبين ، وتمكين الناخبين من الحضور مبكراً لمقر الإنتخاب مع منع المرشحين الاخرين لإستخدام نفس المميزات ، مما جعل النتائج موجهه في النهاية إلي مرشحين بعينهم وهم من يملكون السلطة والوسائل والنفوذ ، وكأن تلك الإنتخابات جاءت كشكل صوري واجرائي أقرب منها إلي التعيين تحت غطاء شرعية الإنتخاب وأبعد مايكون عن الإنتخابات الحيادية التي تلزمها أي نمط من أشكالها المعروفة .
وفي الحقيقة فإن تلك الإنتخابات بإعتبار أنها أول تجربة تخوضها الشركة منذ تأسيسها فكان لابد أن تكون بهذا المستوي من عدم النظام ، رغم محاولات الإجتهاد في التنظيم من العضو المنتدب وفريقه المساعد ، إلا أنها جاءت هزلية بشكل لا يعبر عن ارادة أعضاء الجمعية العمومية للصندوق .
ورغم الأخطاء والسقطات الهائلة خلال التنظيم أمس إلا أننا يمكن أن نرصد بعض النقاط المضيئة تلمع من وسط بحر الأخطاء الذي تم أمس ، فلأول مرة نجد أصواتاً تحصد لمرشح بنسبة جيدة وضعته في المركز الثالث ، فرغم محاولات التضييق والمنع وسوء التنظيم استطاع بفريق عمل من أعضاء النقابة العمالية الجديدة أن يحصدوا المركز الثالث ، مما يجعل كل صوت حصده بقيمة تماثل عدد الأصوات التي حصل عليها الفائزين بالمركز الأول والثاني ، كما كشفت التجربة عن جيل جديد من فرق العمل التي يمكنها أن تعمل تحت ضغط وفي وقت ضيق لتحاول أن تنجح بأقل الإمكانيات وتردي الظروف المحيطة .
وفي النهاية فإن تقييمنا لتلك التجربة يجب أن يكون ايجابي بعض الشئ ، كونها تجربة وليدة ، تعبر عن رغبة في انتهاجها خلال الفترة القادمة ، وعلينا جميعاً أن نرصد كم السلبيات الهائلة التي حدثت خلالها لنحاول تفاديها خلال المرات القادمة ، وعلينا أيضاً أن نسعي إلي تحسين الإيجابيات لنجعلها أكثر تأثيراً مع تجارب انتخابية أخري قادمة إن شاء الله تعالي .