الأحد، 21 أبريل 2013

كم اشتاق لطفولتي



يكتبها : وفقي فكري
كم اشتاق إلي طفولتي ، وكم تشتاقون جميعاً إلي مثل اشتياقي ، فمن منا لا يعيش أحلي ذكريات الطفولة حين يري أطفاله يلعبون حوله بكل براءة وإقبال علي الحياه ، من منا لا يري في أطفاله نسخة مصورة من طفولته السعيدة ، تلك الطفولة التي لم نكن نعلم منها إلا اللعب والمرح والسرور ، لم نكن نطلب فيها إلا الحنان والرعاية والإبتسامة ، كلمة جميلة كانت تفرحنا ، وهدية صغيرة كانت تجعل قلوبنا ترقص من السعادة ، ابتسامة بسيطة ومسحه علي الرأس كانت تشملنا بكل الأمان وحضن عابر كان يلفنا بالطمأنينه والإستقرار.
عندما كنا صغار لم نكن نعرف من الطريق إلا الطريق إلي محلات الهدايا والحلوي ، ولم نعرف من القول إلا الصدق والصراحة والتلقائية ، وما سرنا إلا متعلقين بأيدي أبوانا ، فأيديهم كانت لنا كل المستقبل ومنتهي الطموح ، نمنا علي حلم إشراقة النهار لنلعب ونمرح ونجري في كل مكان ، ويمر النهار ويأتي الليل لننظر في أعالي السماء نراقب القمر ونتفحص النجوم ونحلم معها بالطيران إلي أقصي ارتفاع لنمسك بأيدينا النجوم ونهديها لكل من نحب .
من منا لم ينام علي حكاية جميلة من أم أو جده تروي له قصة خيالية شيقه وهو يتابع بشغف كل جملة تكشف عن سطر جديد من حكاية ترسمها بخيالك حتي يداعب النوم جفونك وتهوي إلي واد سحيق من نوم عميق بلا كوابيس مزعجه أو قلق وأرق يجافي النوم عن عيونك ، يأتي علينا العيد فنخرج لنشتري لبس جديد ونظل نعتني به ونحافظ عليه حتي ليلة العيد ننام وقد أخذنا حذائنا بحضننا ، نحلم ببزوغ الفجر ونستمع إلي التكبير والتهليل ونجري نحو الشباك نفتحه لنتأكد بأن الفجر قد لاح وأن العيد قد جاء ، ننظر في الطرقات نتابع من يسير ونظنه سيسبقنا إلي العيد ، تداعبنا أمهاتنا وهي توقظ اخوتي وتقول "قوموا قبل العيد ما يمشي" نظن حقاً ببراءة الأطفال أن العيد سيتركنا ويغادر دون أن نفرح به ونمرح معه ، نسرع في ارتداء ملابسنا الجديدة وحذائنا الجديد ونتوسل إلي أبينا ليأخذنا معه إلي الصلاة في الساحة الكبيرة ، ونغدوا من الصلاة طالبين من أبينا أن يشتري لنا البالونات الملونة ، ونعود لأمنا بسرعة ولهفة نحكي لها ما رأيناه في العيد وما اشتراه لنا أبينا .
كم هي سعيدة الطفولة ، وكم كانت أيامها لا تعوض مهما مررنا في كبرنا بمواقف جميلة فلن تضاهي ما كنا نشعر به من أحاسيس ، لقد كانت براءة صافية كما خلقها الله عز وجل دون تغيير ، لم يلوثها بعد الخصال السيئة ، ناصعة البياض لم يشوبها قط أي صفة ذميمة أو أوصاف قبيحة ، لم نكن نعرف ماذا تعني كلمة الكذب أو النفاق ، وما المقصود بالحزن والإكتئاب ، كنا نعيش من أجل الحياة ، أقصي أحلامنا هدية ، وقمة سعادتنا فسحة ، وأقصي ما نفكر به الإستمتاع بلعبة مع الأصدقاء والجيران ، كنا حين نغضب نبكي وحين نفرح نضحك من قلبنا .
الأن لا نصحك إلا مجاملة ، ولا نبكي إلا داخل قلوبنا فقط دون أن يشعر بنا أحد ، آهاتنا تحطم جدران قلوبنا ، وخوفنا يحيط حياتنا ، والمستقبل لا نري منه إلا الضباب ، أخذتنا الدنيا فصرنا نكذب ونخادع ونماطل ، سحرتنا الحياة فأصبحنا نلف وندور في ساقيتها بلا توقف ، سرقتنا الدنيا في دروبها وتوهنا بين تلال مشاغلها فلم نعد نري من بعيد إلا جبال الهموم وقمم المتاعب ، لم تعد هدية تفرحنا ولا ملبس ينعشنا ، أصبح الطموح يحرمنا من أي فرحة بتحقيق نجاح ، وصار الطمع في المزيد يمنعنا من أن نكتفي أو نرضي بالقليل ، أصبحت الدنيا هي مبلغ علمنا وغاية هدفنا فلا نسمع إلا لغة الأرقام ولا نعترف إلا بورق البنكنوت .
كم أنتي عجيبة أيتها الدنيا نحلم بأن نكبر وعندما نكبر نتحسر علي الصغر ، نصيحة لكل أب وكل أم اجعلوا أطفالكم يعيشوا طفولتهم كما يشاءون لأنهم سيعيشون كبرهم بعد ذلك كما تشاء الدنيا ، فليتذودوا  بطفولتهم لمواجهة شيخوختهم لتستمر الحياة.

الدنيا خداع

شعر تكتبه : أيه رضا (14 سنه) 
ليه يادنيا بتخدعينا
مهما قولنا فيكي شعر
واحنا برضوا مصدقينك
مهما عملتي برضوا فينا
بس إحنا مستغربينك
كل ده سببه أيه ؟
بتعلمينا وبتجرحينا
كل ده في العمر لينا
إمته نرتاح فيكي يوم
كل يوم بيعدي بينا
بنشوف حاجات مش حلوه فينا
الأمانه والوفاء والإخلاص
كل ده اتعلمناه في مدارسك
ولما عيشنا فيكي ماشوفناهوش
طلعوا بيعلومنا الكدب والخيانه
لما كدبوا يوم علينا
لما قالو فيكي شعر
وإحنا كدبنا يوم علينا
لما صدقنا مرة فيكي
إن إنتي فيكي حلو 
وما شوفناهوش
ومصدقينها وبنصدقوا مش عارفه ليه
مهما عملتي فينا بنصدق إن فيكي خير
وإن ده ده كله حلم
أو كابوس بيعدي مر
بس مصيره في يوم هيخلص
لجل مانشوف الأمانه
واللي اتعلمناه في مدارسك 
نفسي أشوفه مره فيكي
بس صدقينا مره
إن إحنا هنحب غيرك
وصدقينا إن مره هنصحي في يوم هنعيش في غيرك
ورينا مره حاجة حلوة عشان في يوم نبقي ليكي
ومش نندم ع اللي شوفناه
والعمر اللي عدي فيكي
واحنا كدبنا يوم عليكي
لما قولنا فيكي شعر


الجمعة، 19 أبريل 2013

لا أقوال ولا أفعال الحال هو الحال



يكتبها : وفقي فكري
يبدوا أننا نؤذن في مالطه ، مصر تلك الدولة التي استشري فيها الفساد والظلم مازالت لم تحرك فيها الثورة قيد أُنمله من اختلاف أو تغيير ، ويبدوا أن مصر ورِثت منذ عهود بعيده الحكم الفرعوني وكبرياء الحكام وطغيان أولي الأمر ، فجرت العاده علي أن من يملك يستمر في سياسة من سبقه من ظلم وجور وفساد واستحواذ ، لقد أصبحت مصر ذبيحه هامده يتقاتل عليها الأكله والجائعون ، فأنا أري الأن الصرع يلمع في عيون من يتقاتلون فوق جثة مصر ، وعلي مقربة منهم بعض الضعفاء يتحيّنون الفرصة ليقفزوا علي الفريسة فور خلو موضع قدم حلوها من المفترسين وقد سال لعابهم وخرجت أنيابهم تزداد طولاً علي أمل أن يغنموا بقطعة من جثة مصر الهامده .
لم يعد فيمن نراهم أهلاً للثقة ولا موضعاً للقياده ، والكلام يتكرر بمطلع كل شمس ومع بزوغ النجوم ولا نجد تغييراً ، هؤلاء يتكلمون فيقبضون بقدر ما يلوكونه بألسنتهم من تفسيرات فلسفية وأراء متخلفة تدور حول مركز الدائرة ،  وها هم المصفِقون يجلسون علي الكراسي المريحه تصدع طرقعة كفوفهم أذاننا تهليلاً لمن يتكلم ويصول ويجول ، ومن الجانب الأخر نجد من يحفز النار علي الإشتعال بحجة إضاءة الطريق للشعب علي أنهم اصحاب الرؤية والبصيرة وذوي الرأي والمشورة في مواجهة المستبدين ، فلا نري إلا ناراً تعلو في السماء لتحرق كل ما تصل له من إنسان وحيوان ونبات ، ولانبصر إلا دخاناً من المولوتوف والغاز الخانق وطلقات الخرطوش القاتله .
من قال أن النار تنير الطريق ، من قال أن اسراب الدخان تهدي الركب إلي الدرب ، من قال أن الخرطوش يحمي الثورة من الإنتكاسة ؟ ، هل رأينا نظاماً يتغير أو مواطناً يُنصر ، مازال المواطن عبداً للنظام ، ومازال النظام وصِي يحكم بأمر الله في الأرض وينفذ أحكامه ضد معارضيه بأمر من السماء وبشرعية حكم الدين ، فمن جعل طائفة تمثل الدين دون أخرين ، ومن خول للبعض الحكم علي من يريد بالكفر والإرتداد ؟.
لمن يقول أن مصر بفضل الثورة تتقدم إلي الأمام فلينظر معي من فوق جبل المقطم علي حقيقة الأمر ، وليشاهد معي من فوقه فعاليات الثورة المجيدة التي تتقدم إلي الأمام ، هنا نجد طرق تزداد إختناقاً من زحمة المرور ، وبجواره يقف جماعة من المتظاهرين يقطعون طريقاً من أجل مطالب فئوية ، وعلي مقربة منهم نجد محطة لتمويل السولار والبنزين وقد امتد طابور الإنتظار إلي عدة الكليومترات في انتظار الحصول علي بضعة لترات من الوقود ، أما هذا المكان البعيد فلا نري منه شيئاً لأن التيار الكهربائي منقطع عنه منذ ساعات طويلة حولته إلي كتلة من الظلام الدامس أشبه بالقبور ، ولو اقتربنا قليلاً من قلب العاصمة فسنجد إغلاقاً للميدان من أجل من يطلقون علي أنفسهم ثواراً ، وبجواره ميدان أخر يتناحر فيه جماعتين اختلفتا علي قطعة لحم من جسد مصر الملقاه علي قارعة الطريق وقد امتلئ المكان بالدخان وتصاعد منه ألسنة اللهب وغلفه أصوات إطلاق النار وانتشرت حوله سيارات الإسعاف بصوتها المنبه لوجود صرعي وأموات ، لنترك هذا المكان ونقترب من المطار لنري أفواج  رسمية من دول غربية وعربية يتفاوضون مع القادة علي اقراضنا بضعة مليارات من الدولارات أجل إنقاذنا من الإفلاس ، وعلي المقربه نجد من يقف متنمقاً ليصرح بأننا سنحصل علي الكثير من المليارات ولا نري إلا أوهام إعلامية بدون أي جديه ، سأترك المطار وأخذك إلي الجهة الأخري من النيل لنري سجن الليمان الذي يقبع فيه رمز النظام الذي خلعته الثورة وهو يلوح إلي أنصاره وقد حزم حقائبه ليلحق بمن سبقه من اقرانه من أفراد نظامه المنتظرين في منازلهم يغردون علي تويتر وفيس بوك ، سألفت نظرك إلي المدينة الموجودة في أقصي مشهد العاصمة لنري من يحاصرون الإنتاج الإعلامي يرفضون دخول بعض الإعلاميين بدعوي أنهم مأجورين يلهبون المشهد الملتهب في الأساس ، سنعود إلي ضفة النيل الشرقية مرة أخري ونحن مازلنا ننظر من أعلي المقطم علي كامل المشهد لنري هنا علي مقربة منا تظاهرات تندد بمن يهاجمون الأزهر في شخص الإمام الأكبر ويهددون من يمس تلك المؤسسة بأي سوء ، نري الأن مؤتمراً صحفياً بداخل حزب الوفد يرفض ويندد ويحذر ويهدد دون أن يقدم أي مقترح يهدئ من الأوضاع وأمامهم من يصفقون تشجيعاً لهم وتأييداً لجملهم المرتبه والمنمقه ، وهنا بوزارة المالية نشاهد الوزير يصرح بسعادة غامره عن أن حصيلة الضرائب قد تضاعفت عدة مرات في الشهور الاخيرة من دم الشعب الغلبان ، وعلي طريق سريع نشاهد بوضوح سيارة تقترب من أخري تقطع عليها الطريق لتقوم بسرقتها بالإكراه من صاحبها تحت تهديد السلاح وعلي المقربة دورية مرورية تشاهد ما يحدث وتحتمي بالحواجز خوفاً من إطلاق النار عليها حتي يختفي السارقيين وينتهي الأمر ، علي مقربة من ذلك نري رئيساً للوزراء يخرج علينا ليعطي تصريحات ضعيفة لا تحوي علي أي معلومة حقيقية تنم عن أي تقدم في أي شئ ، ونعود مرة ثانية إلي المطار لنتابع قدوم الرئيس من أحد زيارته الخارجية من أجل التسولات الدولية والتوسلات العربية ونلاحظ أنه سينتظر قليلاً بالمطار علي سبيل الترانزيت ليواصل مشواره العظيم لدولة أخري بحثاً عن التمويل تاركاً البلد غارقه في شلالات القتال والإنتقام ، هاهنا علي مقربة من المقطم تحجب عنا تلال القمامة المشهد ولا نري إلا جبال من الزبالة تتزاحم في الطرقات وعلي قارعة الشوارع تتنافس فيما بينها علي تضييق الحارات واختناق المرور ، نري من بعيد مصالح حكومية مازالت تكتظ بالفاسدين والمفسدين وأصحاب النفوذ يتصرفون فيها كيفما يشاؤون ، فهانحن نري الأن مديراً يجازي موظفاً عدوناً وظلماً ، وبجواره أخر ينقل عاملاً تعسفياً لمجرد أنه يطالب بحقه المشروع ، وعلي الناصية الأخري نري مركزاً للمرور بداخله موظف يفتح درجه ليتلقي رشوة من جيب طالب خدمة ، وفي الجانب الاخر نري تلاميذ يجلسون بالفصول لا يجدون من يعلمهم أو يربيهم ، وهناك مستشفي يقتحمها بعض الناس ليضربوا طبيباً رفض قبول حاله طارئة لعدم وجود مكان أو دواء بالمستشفي ، وبأحد الأحياء الشعبية نري الإقتتال علي شئ لا نستطيع أن نستبين ماهيته ، فلا ندري هل كان مستودعاً لأنابيب البوتاجاز أو مخبراً للخبز المدعم ، ومن قلاع التعليم داخل القاهرة نري أحد الجامعات وقد تحولت إلي بيت اشباح بعد إيقاف الدراسة بها بسبب الإشتباكات وجامعة أخري يحاصر طلابها مكتب أحد العمداء يطالبون بتقديم استقالته ، ونحاول من بعيد أن ندقق النظر في المحافظات والأقاليم فلا نستطيع إلا أن نري غياماً وعواصف واشتباكات في كل مكان فنرجع لنري أضواءاً لا تخفت بداخل القصر الجمهوري بمصر الجديدة فنقترب منه بنظرنا لنري متحدثاً رسمياً يصرح بأن مصر تسير علي خطي التقدم بخطي ثابتة .
أي تقدم هذا الذي تتحدثون عنه ، وأي هراء هذا الذي تكذبون به علي الشعب المسكين ، وأي خيالات تستقون منها نظرياتكم ، هل تشاهدون سلسلة أفلام هاري بوتر الخيالية ، أم أنكم تستعملون مسحوقات إريال وبرسيل لتزيل كل بقع السواد من علي جسد الوطن لترونه ناصع البياض ، ندعوكم لإرتداء نظارة لتصحيح الإبصار ومشاهدة مصر من فوق هضبة المقطم لترونها علي حقيقتها ، وسترون الجحيم الذي يعيش فيه الشعب ومع ذلك لا يزال صابراً ويحلم بأن يأتي غداً قريب تنتهي فيه الملحمة وينصلح الحال ، فهل سيري القاده مانعاني منه نحن الشعب ، ويتوقفوا عن الإدعاء بمالا يضاهي الحقيقة في شئ إلا أوهاماً في خيالهم ، ويهبطوا إلي أرض الواقع ويصلحوا في رجولة ومواجهة ما أفسده الحاقدين ، كفاكم خداع لأنفسكم وواجهوا ولو لمرة واحدة ما عيّنَاكم من أجله .

الخميس، 18 أبريل 2013

المواطن الرئيس

يكتبها : عصام بدرالدين
من أهم الأولويات المطلوبة حالياً في الخروج من الموقف الصعب التي تمر بالبلاد هو إعلاء سيادة القانون وأن ترتكز علي قاعدة حقيقية تحت راية العدالة الإجتماعية ، وأن جميع السلطات في بلادنا تخضع بمنتهي الحسم والحزم وتحترم القانون من جميع السلطات ، ولا تحاول العبث أو الإستهزاء أو ضرب عرض الحائط بأحكام القضاء ، هذه تعد اللبنة الأولي في بناء الدولة مصحوباً بالشفافية وعدم الميل لصالح طائفة دون أخري أو الكيل بمكيالين بمارسة ضغوط السلطة علي القوانين ووضع العراقيل في سبيل تنفيذ الأحكام يضر أكثر ما ينفع المنتفع اليوم بكسر هيبة الدولة والإحاطة بالاحكام حتماً سينكوي بنار البلطجة إن آجلاً أو عاجلاً ، هذا سقف المرحلة الحالية .
الركيزة الهامه علي مستوي أعلي السلطات هي احترام أحكام القانون وعدم التغول في استخدام السلطة أو البلطجة في تثبيت الوضع حسب المنفعه ، الجناح الأخر والقاعدة التي لا غني عنها أن تشعر كل الناس بوجود الدولة وتحقق ارتياح نفسي لدي الكبير والصغير والغني والفقير ، هي تحقيق مبادئ العدالة الإجتماعية قرارات تظهر في مصلحة الأغلبية ، أولها الحد الاعلي والادني للأجور ، نظام التأمينات بكافة أشكالها ، نظام المعاشات والتعويضات ، السكن الصحي ، جميع الخدمات ، وهكذا ، عوامل الإنتاج والارض ، الآلآت ، رأس المال ، الأيدي العاملة ، الإدارة المتطورة ، نقل التكنولوجيا المتطورة التي تناسب أحوال بلادنا تكنولوجيا الزراعة ، الصناعات التي تقوم علي الزراعة ، ثم دخول عصر الصناعات المتناهية الصغر ، ثم عصر الفضاء والبرمجيات وتداول المعلومات ، يلزم ذلك الإهتمام بالتعليم المتطور والبعثات العلمية والندوات والتدريب المستمر ، تخصيص جزء من الأرباح في مؤسسات الدولة للتطوير وتشجيع الإبتكار والإختراع وسرعة الإنتقال من التخلف إلي التنمية .
المواطن في النهاية هو الأساس في البداية من أجله تعمل المنظمات وبه تقوم الدولة

الاثنين، 15 أبريل 2013

صندوق إسكان المقاولون العرب ومرحلة جديدة


يكتبها : وفقي فكري
المهندس محمد سامي سعد النائب الأول لرئيس مجلس إدارة شركة المقاولون العرب أصدر له أمس 14 ابريل قراراً يحمل رقم 168 لسنة 2013 ومفاده تعينه رئيساً لمجلس إدارة صندوق الإسكان الخاص بالعاملين بشركة المقاولون العرب ،ويأتي هذا القرار قبل يوم واحد من بلوغه سن المعاش في 15 ابريل 2013 ،  والمهندس محمد سامي سعد شغل منصب نائب رئيس مجلس الادارة (منذ يناير 2010) ، وهو خريج قسم الهندسة المدنية بكلية الهندسة جامعة عين شمس عام 1975 ، وشغل عدة مناصب قيادية منها منصب عضو الجمعية المصرية اليابانية وعضو لجنة تكنولوجيا التشييد وعضو جمعية ادارة المشروعات ، ومعتمد من الجمعية الامريكية للهندسة المدنية لحصوله على Certified Construction Project Supervisor من الجامعة الامريكية ، كما انه حاصل على دراسات باليابان لبرامج ادارة المشروعات Executive Program on Corporate Management ، قبل توليه منصبه الحالى تولى العديد من المناصب القيادية منها: عضو بمجلس ادارة الشركة من ديسمبر 2001- مدير عام فرع القاهرة – نائب مدير فرع حلوان. 
ماسبق كان لمحة من تاريخ هذا الرجل الذي له العديد من المشاركات في العديد من المشروعات الهامة سواء داخل شركة المقاولون العرب أو خارجها ، ومن الملاحظ لدينا أن المهندس محمد سامي سعد يحظي بإحترام كافة العاملين بشركة المقاولون العرب لما له من سمعة طيبة وامتلاكه لطابع هادئ ومتزن وأسلوب متواضع وذكي في التعامل مع الاخرين ، ولعل من ملامح احترام العاملين له أنه لم يصبه ما أصاب غيره من القادة بالشركة من نقد بعد ثورة يناير من هجوم شرس وعنيف يحتوي نقداً كبيراً لغالبية من كان علي رأس الإدارة بشركة المقاولون العرب حتي اللحظة ، ولا أكاد أخفي سراً بأن المهندس محمد سامي كان يعتبر صمام الأمان ومسمار الثبات لشركة المقاولون العرب بعد استقالة المهندس ابراهيم محلب الرئيس السابق لمجلس إدارة الشركة وتعيين الدكتور مهندس اسامة الحسيني ، حيث تولي مهمة تسيير الأعمال بداخل الشركة لفترة لحين إختيار رئيس جديد للشركة من قبل رئاسة الجمهورية .
نأتي الأن إلي صندوق الإسكان الخاص بالعاملين بشركة المقاولون العرب ، وعلي حد علمنا فإن هذا الصندوق يندرج تحت قائمة الصناديق الخاصة  ، فما هي الصناديق الخاصة ؟ .
تعرف الصناديق الخاصة عامة بأنها أوعية موازية في الوزارات أو الهيئات العامة ، وتنشأ بقرارات جمهورية لتستقبل حصيلة الخدمات والدمغات والغرامات وغير ذلك من موارد لتحسين الخدمات التي تقدمها الهيئات العامة ، وهذه الحصيلة لا تدخل إلي خزينة الدولة ولا علاقة للموازنة العامة بها وبالتالي لا يناقشها مجلس الشعب ، ولكنها تخضع لرقابة الجهاز المركزي للمحاسبات .
وصندوق اسكان العاملين بشركة المقاولون العرب تم تأسيسه برأس مال الشركة من أجل خدمة العاملين بها بهدف توفير مسكن مناسب لكافة العاملين وبسعر زهيد يناسب دخول هؤلاء العاملين ، مع وضع تسهيلات في السداد ، من حيث التقسيط أو سعر الوحدات ، وهو في الأساس صندوق كان لا يهدف إلي الربح لكونه يقدم خدمه للعاملين معتمداً علي النظام التعاوني التكافلي بين كافة العاملين ، علي غرار صندوق التأمين  .
ولكن هذا الصندوق لم يقم بالفعل بتلك المهمة حيث تحول إلي مؤسسة ربحية تهدف إلي إقامة المشروعات وبيعها بسعر السوق ، بل وأكثر من سعر السوق في بعض الأحيان مع منع أي تسهيلات قد تفيد العاملين بالشركة ، بل وتعدي اختصاص هذا الصندوق ليشمل السوق خارج الشركة ، فامتلك اراضي ومباني في اماكن متعددة بالدولة أقام عليها مشروعات تهدف إلي زيادة دخله دون أن يفيد ذلك العاملين بالشركة ، لنجد هذا الصندوق يتعامل بروح السوق الخاصة ويعرض وحدات سكنية علي العاملين بمبالغ فلكية واقساط تعجيزية ، وكأن هذا الصندوق أنشئ ليخدم عاملين بأمريكا وليس بمصر ، فهانحن نجد إعلان يعرض علي الناشر الإلكتروني للشركة بين الحين والأخر يعرض وحدات سكنية بمساحات تتراوح بين 70 إلي 120 متر مثلاً يتجاوز أسعار الوحدة ما بين 200 الف إلي 300 الف جنية ، بالإضافة إلي دفعة مقدمة واقساط خيالية ، فمن اين يأتي الموظف أو العامل العادي الذي لايتعدي دخله الألف جنيه إلا قليلاً والذي من المفترض أن تستهدفه تلك المشروعات بدفعة مقدمة تساوي مثلاً 20 ألف جنية أو أكثر وقسط شهري يقترب من كامل مرتبه الشهري؟ !
هل هذا الصندوق يستهدف مساعدة ذوي الدخول المتوسطة والضعيفة من العاملين بشركة المقاولون العرب أم يستهدف المدراء الذين لا يحتاجون إلي مثلها ويقدرون علي إمتلاك تلك الوحدات بالسعر التجاري العادي .
إن هذا الصندوق خرج عن هدفه الأساسي وساد نشاطه الغموض ولا أحد يعرف عنه أدني معرفة توفر للجميع حق الإطلاع علي نشاطاته وخدماته والتي ربما تكون واسعة ولكنها تخدم طائفة معينة استحوذت عليه وعلمت كيف تسخر مميزاته لها وحدها دون سائر العاملين بالشركة ، وتحطمت بذلك كل أمال وطموح العاملين بالشركة في أن يحصلوا علي أي تسهيلات من هذا الصندوق ، وعزفوا عنه ونسوا أمره ولم يعد يعنيهم ذلك .
ومن هنا تجدد الأمل بعد أن صدر قرار تعيين المهندس محمد سامي سعد لرئاسة مجلس إدارة هذا الصندوق لنأمل في اسلوب إدارة جديد يعيد الروح والأمل لكل العاملين بالشركة للقضاء علي أي فساد قد يشوبه أو يقضي علي أي مصالح شخصية ، لتعود المصلحة الوحيدة علي العامل العادي بالشركة وكل من له حق في إعانة إعاشة وسكن في تلك المؤسسة العملاقة ، ولتقضي علي شائعة أن المهندس محمد سامي سعد قد تم تعيينه في هذا المنصب لظروف خروجه علي المعاش وتهيئة مكان بديل له ، أو بالأحري توفيق أوضاعة داخل الشركة بإيجاد منصب بديل .
والسؤال الأن ، هل تعيين المهندس محمد سامي سعد جاء بعد دراسة للإدارة السابقة للصندوق ورؤية ضرورة تعديلها واسبتدالها بقيادة جديدة تفيد العاملين وتعظم من دور ذلك الصندوق معتمداً علي شخصية المهندس محمد سامي سعد ؟ ، أم أن هذا التغيير يأتي في إطار التغيير الروتيني من أجل توفيق وضعه ؟
هذا السؤال سيجيب عليه المهندس محمد سامي سعد بنفسه من خلال إدارته لهذا الصندوق والنتائج المترتبة علي ذلك ، ونحن في إنتظارها وندعوا الله أن يكون تغييراً موفقاً من أجل صالح العامل البسيط قبل المدراء .






الخميس، 11 أبريل 2013

مفيش فايده



شعر : عصام بدر الدين

خاصمني عقلي وقال مفيش فايده
                        من العيشة تاني وياك
وخد تأشيره يعيش بره مع تفكيره
                       في راس تانية عايشة هناك
وقاللي كفايه قضيت عمري وأنا مطاوعك
                        في حلم بعيد مايتحققش علي هواك
ونِفسي مره أقول من نفسي علي حاجه
                         يطوف صوتك في وجداني
يقوللي قدرت تنساني
                        أقول أبداً ياماغلبني الشوق واللهفه وبستناك
أقول إرجع تقول لأ كدا كفايه
                           وغير فكرك ماتفهمش
وأجري وراك أقول حاسب علي نفسك
                            وغير رأيك ما تسمعش
وجرب وحدة التفكير
                             وغير دفة التفسير
رجعت لعقلي وعاتبني وقال والدمع في عيونه
                               تعيش إزاي من غيري وماتفكرش
تعيش الحب في غيابي وأنا ما اعرفش
                                وقلت لعقلي يا عذابي دي لحظة طيش وماتزعلش
وقال ازاي يشيب الشعر من فوقي وماتقوليش
                                 دا لولا أنا شفت نهار طالع ماكنت أعيش
ولولا إيماني بمكاني لكنت أضيع واروح مرجعش
                               وصوت ضمير في وجداني مايتغيرش
وعلي راحتك أنا سيبتك تعيش وحدك
                                رجعت ليه من تاني تقول مقدرش
         مفيش فايده

السبت، 6 أبريل 2013

الأزهر في مرمي النيران السياسية من أجل الخلافة الإخوانية


يكتبها : وفقي فكري
لقد كنت أتعجب كثيراً حين كنت أجد الإصرار الكبير أثناء إعداد دستور مصر 2012 الجديد أثناء مناقشته في اللجنة التأسيسية علي أن يكون الأزهر المرجعية في الشئون المتعلقة بالشريعة الإسلامية ، وليس عجبي من أن يكون الأزهر مرجعية ولكن من كامل النص الدستوري في المادة رقم 4 من الدستور والتي جاءت مفصلة كثيراً لتعطي للأزهر صلاحيات واسعة في شأن تشريع القوانين المتعلقة بالشريعة أو أي شئ له علاقة بها ، كما جاء جزء من النص ليقول أن شيخ الأزهر مستقل وغير قابل للعزل في حين أن نفس مسودة الدستور حرمت النائب العام من استمراره وجعلته قابل للعزل .
ولقد كانت هذه المادة من النقاط الخلافية أثناء الصراع بين المعارضة والأحزاب الإسلامية وخصوصاً في جملة (ويؤخذ رأي هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف في الشئون المتعلقة بالشريعة الإسلامية ) بالإضافة إلي الكثير من المواد الأخري الخلافية بباب الحريات والسلطات وغيرها ، بالإضافة إلي الخلاف الشديد الذي كان علي المادة الثانية والخاصة بالإسلام دين الدولة ، حيث اختلف الأعضاء ايضاً علي جملة الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع وحولت إلي "مبادئ" الشريعة الإسلامية ، وكان هناك مادة تم حذفها وهي ( والأزهر وهيئة كبار العلماء به هي المختصة بتفسير جملة مبادئ الشريعة الإسلامية ) واستبدلت بالمادة رقم 219 من الدستور بنص (مبادئ الشريعة الإسلامية تشمل أدلتها الكلية وقواعدها الأصولية والفقهية ومصادرها المعتبرة في مذاهب أهل السنة والجماعة ) بعد الضغط الشديد من المعارضة وخصوصاً المسيحيين .
وإذا وضعنا ما سبق في إعتبارنا وجمعنا معه جنباً إلي جنب بعض مشاهد الخلاف التي كانت واضحة في أول تسلم مرسي مقاليد الحكم بين الرئيس والإمام أحمد الطيب وجميعنا يتذكر الموقفين الواضحين لهذا الخلاف والذي كان أولهما أول يوم لتنصيب مرسي رئيساً وبالتحديد خطبته بالقاعة الرئيسية بجامعة الأزهر حينما لم يحدد لشيخ الأزهر مقعداً في الصف الأول بالقاعة مما اضطر شيخ الأزهر إلي الغضب وغادر القاعة ولم يحضر خطاب الرئيس ، والموقف الثاني أثناء توجه الرئيس مرسي لإستعراض أحد التنظيمات العسكرية ونزل الرئيس مرسي من سيارته وكان في استقباله المشير طنطاوي وشيخ الأزهر ، وفور نزول الرئيس من سيارته تجاهل وجود الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر رغم مد الشيخ له يده ليصافحه .
لنضع قطعة بازل أخري بجانب الأخري لنكمل جزء من الصورة ، وتلك القطعة تتمثل في مرجعية الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر والذي عينه الرئيس السابق مبارك في 19 مارس 2010 ،  والطيب من محافظة قنا أحد محافظات الصعيد ومرجعيته المذهبية هي الصوفية ، والإخوان والصوفية لا يجتمعون ، كما أن الإخوان لا يثقون في الطيب لأنهم يعتبرونه من نظام مبارك علي خلفية عضويته بأمانة السياسات للحزب الوطني الحاكم ، ورغم أن المادة 232 من الدستور تنص علي منع اعضاء لجنة السياسات بالحزب الوطني من ممارسة العمل السياسي إلا أن ذلك لم يثني الطيب لأن مشيخة الأزهر لا تعتبر منصب سياسي بالإضافة إلي حماية المادة الرابعة من ذات الدستور والتي تنص علي استقلالية شيخ الأزهر وعدم قابليته للعزل .
الأن سنضع أخر قطع البازل بصورتنا ليكتمل الجزء الأكبر منها ، وتلك القطعة تتمثل في أحداث المدينة الجامعية بجامعة الأزهر الأسبوع الماضي بعد تعرض قرابة الـ 600 طالب للتسممم بعد تناول وجبة غذائية بمطعم المدينة ، وصاحب تلك الاحداث تصعيد الموقف فجأه من قبل طلبة جامعة الأزهر وقطع طريق الأوتوستراد والمطالبة بإقالة رئيس الجامعة ، وظهور دعوات أخري خافته بإقالة شيخ الأزهر .
علينا الأن أن يضع ماتوافر لدينا من قطع بازل متناثرة بجوار بعضها لنستشعر مؤامرة تحاك في الظلام لهذا المنصب الرفيع منذ فترة بعيدة ، لما لهذا المنصب الرفيع من قدر وهيبة كبيرة بالعالم الإسلامي وكافة أقطار الأرض ، وتلك المؤامرة أقحمت الأزهر وبخاصة منصب المشيخة في الصورة السياسية دون رغبة من القائمين عليه في ذلك ، رغبة في تقويض الطيب والإطاحة به واستبدالة بعنصر اخواني يحقق ما خطط له في السابق ، حيث أن السيطرة علي هذا المنصب من قبل الفصيل الحاكم سيؤسس خير تأسيس لبناء الخلافة الإخوانية بمصر علي أن تكون مرجعيتها العليا هي الإمام الأكبر للأزهر الإخواني علي غرار النموذج الإيراني ولكن بالنسخة الإخوانية .
والتساؤل الأن أين بقية قطع البازل الناقصة لتكتمل الصورة وتصبح جلية وواضحة ؟، ربما ستظهرها الأيام القادمة والتي ستوضح صدق نظريتنا أو خطأنا في التقدير فبدون الخطوات القادمة لن نستطيع أن تكتمل الصورة ونحن في الإنتظار .

الجمعة، 5 أبريل 2013

التجربة الإخوانية


 يكتبها : وفقي فكري
أنا كمواطن حين وضعت صوتي لصالح محمد مرسي لأرشحه رئيساً للجمهورية كانت حُجتي لمن يعارضني أني لن أختار أحمد شفيق لأنه من نظام مبارك ، واعتبرت أني لو اخترت شفيق فإن دم شهداء ثورة يناير سوف يضيع وستتلاشي سيرتهم بأدراج الرياح ، وكنت أدافع عن من يهاجم مرسي بأنه إخواني ، بقولي أني انتخب مرسي وليس الإخوان المسلمين ، وأني لو فاضلت بين شفيق ومرسي فسوف أختار مرسي لدينه ، ويكفيني أني اخترت عقيدتي عل ذلك يكون في ميزان حسناتي .
اليوم وبعد أن اصبحنا علي مسافة قريبة من بلوغ مرسي سنته الأولي في حكم مصر أستطيع أن أقول أني حين اخترت مرسي لم يكن ذلك إلا إختيار لأحد وجهي عملة نحاسية قديمة لم يعد يعتد بها الأن ، فالرئيس مرسي هو وشفيق وجهين لنفس العملة ، فبعد مرور 9 أشهر من تسلم مرسي للحكم لم يرجع حق الشهداء وبالفعل ضاعت سيرتهم أدراج الرياح ، بل واكتشفت أني انتخبت الإخوان وليس الرجل صاحب الدين والخلق ، وأني قد وضعت في ميزاني بدلاً من الحسنات ذنب أرجوا أن يغفره لي وطني .
وفي المستقبل أرجوا ألا أعيد الكره وأكرر خطئي ، فهل سيكرر الشعب المصري نفس الخطأ ويكتوي لمرة أخري بنار التجربة الإخوانية ؟
التجربة الإخوانية التي ظلت تصارع جبروت الأنظمة السابقة ، وعاشت في غياهب السجون والمعتقلات عشرات السنين وذاقت ويلات العذاب والتنكيل حينما طفت علي قمة هرم السلطة تبادلت الأدوار مع الشعب ، وأصبحت الأن تذيق الشعب ويلات الكوارث والمصائب ، وحولت الشعب إلي معمل لتجربة القرارات الملتهبة القابلة للإشتعال ، فمرة نجد قرارات عشوائية تخرج من حكومة أقل ما يقال عنها أنها ضعيفة ، وخطب رنانة تخرج من رئيس بات منفصلاً عن الشعب ومتعايش مع جماعته فقط ، وأصابته لعنة كرسي الرئاسة ، فأصبح يصرح في كل مكان أن مصر بأمان وأن التنمية والإستقرار يعودان إلي مصر بخطي ثابته ، ثم أنظر حولي فلا أجد إلا البلطجة وغياب الأمن ، والتقاتل بين ابناء الشعب الواحد وغياب الشرطة وانتشار الهمجية وغلاء الأسعار وتوالي الأزمات والمصائب  ، ثم يعود فيظهر لنا ليقول بكل صرامة أنه لن يسمح بمن يعبث بأمن مصر سواء من الداخل أو الخارج ويتوعد من يفعل ذلك بقطع يده ، ثم أنظر حولي فأجد شرذمة العابثين في كل شبر من أرض الوطن يعبثون ، يقتلون وينتهكون ويُرعبون ولا نجد من يقطع له يد أو يمنعهم من العيث في الأرض فساداً .
لقد جربنا عليك سيادة الرئيس من قبل الرئاسة الخطب الرنانة فلم نجد بعد الرئاسة إلا الأفعال الطنانه ، صوت بلا فعل ، نسمع طاحوناً يضج بالأصوات ولا نري طحيناً ، لقد رأيناك تقول قبل الرئاسة أنك لن تضع يدك في يد أبناء الخنازير من اليهود ثم نكتشف رسالتك التي تقول فيها عزيزي وصديقي شيمون بريز ، قلت أنك ترفض التدخل الأمريكي في الشأن المصري وهانحن نراك تستضاف بالبيت الأبيض ، ولأول مرة نجد الصوت الأمريكي يعلوا بالتهديد بملئ فيه ويأمر بتوسيع الحريات ولا نجد رد فعل ، قلت أنك تعلم خطورة المد الشيعي في المنطقة وأنك لن تسمح به ، وهانحن نري زيارات مكثفة بين البلدين والأحضان تتلاصق وتتعانق بين البلدين وعقد اتفاقيات لملايين السياح الإيرانين ، قلت أنك ستعيد محاكمات قتلة الشهداء ، وهانحن نري الجميع يأخذ البراءات وصفوت الشريف يعود مرة أخري في عهدك يكتب التويتات بكل حرية من بيته ، قلت أنك ستقضي علي مشاكل الزبالة والمرور وغياب الأمن في مائة يوم من توليك الرئاسة وهانحن نصبر مئات الأيام لنكتشف أنها كانت في أحلامك فقط وغير قابلة للتحقق .
لقد اكتشفنا بعد قرابة العام من حكم الرئيس مرسي أن الثورة قد تمخضت فولدت خيبة أمل وحسرة علي ضياع طموح الشباب وأحلام الصبايا ، وإهدار الدماء بلا مقابل أو سعر ، نحن شعب صبور وسننتظر حتي يقضي الله أمراً كان مفعولاً ، ولكن تأكد أنت والجماعة أنكم قد أخذتم فرصتكم كاملة ولن نسمح لكم بالتجربة مرة أخري في الشعب ، تلك التجربة لن تصبح في التاريخ إلا نقطة سوداء في عمر وطن عريق ومدود الجذور في أعماق التاريخ السحيق .

الخميس، 4 أبريل 2013

صبراً آل إبراهيم فإن موعدكم الجنه



قد يكون النفس الأخير ، قد تصبح النظرة الأخيرة ، ربما لن نتقابل مرة أخري إلا في الأخرة ، الدنيا بقي عليها خطوة وتنتهي ، الأن سأنتهي من العذاب ، الأن سينطلق لساني لينطق بعد سنين من الصمت ، الأن ستتحرك قدامي ، يداي ، سيتحرك جسدي بعد سكون طويل ، الأخرة هي مكافأتي علي طول الصبر وطول العذاب في الدنيا .
لا أحد يعلم ماذا سوف يحدث بعد لحظات لكن الثقة في الله كبيرة ، لقد وقف ابراهيم بجوار الزجاج العازل يشاهد من وراءه حالة إبنه عبدالله القابع داخل غرفة العناية المركزة وقد وضع علي الأجهزة ، جهاز التنفس الإصطناعي يدخل عبر حنجرته إلي رئتيه ليعمل بديلاً عن رئتيه اللتان توقفتا عن العمل تماماً ، عبدالله مازال لا يحرك ساكناً منذ الأمس ، حالته متأخرة والأطباء يائسون من أي استجابه ولكن قدرة الله كبيرة ، الله الذي غير قوانين الكون ونجا إبراهيم من نار الظلم قادر علي أن يحيي العظام وهي رميم ، عبدالله لم يكن يوماً إلا رميم ، ولد مشرقاً جميلاً لأخ توأم له ، كان مثل كل الأطفال يلعب ويضحك ويجري ، لم يكن هنالك أي مؤشرات علي ماسوف يلاقيه من آلام وعذاب ، لم يكمل سنته الثالثة إلا وقد تبدل الحال ، واصفر الوجه ، وشحبت الملامح ، بدأ في الضمور وإنهيار الصحة ، جري إبراهيم في كل مكان ، أخذ بالأسباب ودار بعبد الله علي كافة المستشفيات والأطباء ولكن لا تشخيص ، سافر خارج البلاد باحثاً عن النجاه لإبنه ولكن جاءت الصدمة ، جميع الأطباء غير قادرين عن تشخيص المرض ولا يعرفون له علاجاً ، كل ماعلمه الأطباء أن هذا المرض سيقضي علي وظائف المخ وظيفة تلو الأخري حتي تنتهي وتنقضي حياته في القريب .
كانت أقصي التقديرات أنه ربما سيعيش عاماً أو أكثر بقليل ، ولكن المعجزة أنه مازال يعيش حتي الأن ، لقد عاش بضعة سنوات إضافية عما قدره الأطباء علي مستوي العالم بفضل دعوة أمه التي استجابها الله في الحال لأنه أعلم بحالها فهو اللطيف الخبير.
كل هذا تذكره إبراهيم وهو يقف امام زجاج غرفة العناية المركزة يتابع بلهفة حالة عبدالله التي أصبحت متأخرة بعد أن فقد كافة وظائفة الحيوية ولم يعد يربطه بالحياه إلا وظيفة التنفس والإحساس ، لقد عاش منذ سنوات وهو ميت إكلينيكاً تقريباً ، ولكن الأب المؤمن مازال يثق في قدرة الله تعالي ويعلم يقيناً أن الله علي كل شئ قدير .
بعد ساعات طويلة من الوقوف أمام الزجاج العازل انهار جسد إبراهيم من التعب وألقي به علي كرسي قريب من الحجرة ليستريح قليلاً ، غفت عيناه للحظات واستسلمت لرغبة الجفون بعد صراع معها ، ولكنها في النهاية استسلمت وغطت في لحظات من النوم العميق ، ...أبي ... أبي ، من ؟ أنا عبدالله ياأبتي ، لقد أصبحت صحيحاً ياعبدالله وهاأنت تتكلم وتسير ، الحمد لله يا أبي ، ألم اقل لك أن الله علي كل شئ قدير ، نعم أعلم أن الله علي كل شئ قدير ، هيا ياأبي فلنذهب من هنا فنلذهب إلي بيتنا لتستريح ، نعم هيا ياعبدالله ، الحمد لله .. الحمد لله .. الحمد لله .
فجأه استيقظ إبراهيم علي كلمة الحمد لله .. أعلم أن الله علي كل شئ قدير ، ولكنه كان مجرد حلم ، ربما كانت أمنية تحولت إلي حلم ولكن في النهاية دبت بسببها الحياه في قلب كبير علي أمل أن تدب في القلب الصغير ، فجأه دخل الأطباء لحجرته ، دارت الدنيا حول إبراهيم ، ماذا يحدث ؟ ، هل مات ، هل جاءت اللحظة الأخيرة ، ماذا يحدث ؟ 
خرج الطبيب من الغرفة وهو يقول لإبراهيم الحمد لله لقد إنتظمت الرئتين في التنفس وربما سيخرج عبدالله خلال ساعات عائداً إلي البيت ، ولكن الطبيب يعلم الحالة المتأخرة لعبد الله فما زالت وظيفة التنفس تقاتل من أجل البقاء ولكن المرض يحاربها بضراوة ولذلك لم يبتسم واعتلت ملامحه الجدية والحزن ، الأب يعلم تماماً أن الموت أجل ليوم أخر ولكنه مازال يحوم حول ابنه ولكنه لا يفقد الأمل مطلقاً ، لقد عاش عبد الله سنين طويله بنظرية تأخير الموت إلي اليوم التالي فلماذا لا ينتظر الموت سنين أخري يعد فيها الأيام يوماً وراء الأخر .
نظر إبراهيم إلي داخل الغرفة ليري شبح إنسان ينام علي سرير أبيض مثل الملائكة ، ربما عبدالله الأن سعيداً بعودته إلي الدنيا شفقة بأمه وأبيه ، أو ربما يكون حزيناً علي تأخره يوماً اخر عن دخول الجنه ، هل عبدالله الأن يشعر بالدنيا أم أنه ميت تتجول بجسده الرياح العاصفة لتوهم البشر بأن الأمل مازال موجوداً .
هاقد عاد عبدالله برفقة أبيه إلي بيته ليعاني يوماً أخر في دنيا الناس بلا شعور ولا إحساس ، لينتظر مزيداً من الوقت من أجل قدر الله ، هل أنتظر ، هل سأظل هكذا أعذب أمي وأدمي قلب أبي ، لابد من الرحيل ، لابد من المغادرة ، أريد أن أتحرر من سجن المرض وأنطلق إلي رحاب الأخرة ، إن الجنة تنتظرني وأنا مشتاق لها .
عذراً أبواي ، عذراً أيتها الدنيا لم يعد لي مكان بين أهلك ، يكفيني شقاءاً ومراراً ، لم يعد بإستطاعتي الإنتظار يوماً أخر ، سأنطلق وبكل قوة إلي فضاء الولدان المخلدون ، أريد أن أتحرر من عاهاتي ، لقد إشتقت إلي عودة نظري لأري جمال الجنة ، لقد سئمت الشلل ، وأحلم بإنطلاق قدماي مثل عبدالله بن مسعود أطئ بهما حصي الزبرجد والياقوت ، كم أنا مشتاق إلي أن يعود إليّ حاسة الشم لأنتعش بريح الجنة وطيبها .
عذراً ابواي لا تحزنوا فإني مشتاق لجوار ربي ، لا تقلقوا فإني منتظركم علي الصراط لأخذ بأيديكم إلي ابواب النعيم الدائم ، أنا سأسبقكم إليها لأعد لكم بها قصوراً من النعيم ، لن أشتاق لكم فأنا سأراقبكم من الجنة وسأدعوا لكم ربي أن يرعاكم بفضله .
ارتسمت البسمة علي وجه عبدالله وعلت جبهته قطرة صافية من عرق من لؤلؤٍ صاف عذب ، وتوقفت الرئتين عن التنفس وتجمد الجسد النحيل ، وتجمد بداخله بعض الدم القليل بالعروق وغادر عبدالله في هدوء وسرور وانتهي مشوار العذاب ليبدأ طريق السعادة والفرح ، هنيئاً لك ياعبدالله بجوار ربك ، وهنيئاً لأبويك علي تجاوز الإختبار الصعب .
بسم الله الرحمن الرحيم {كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ } صدق الله العظيم

الثلاثاء، 2 أبريل 2013

الدائرة المغلقة وقتل الفرص



يكتبها : وفقي فكري
لقد فوجئنا يوم 1 ابريل 2013 بنشر إعلان علي الناشر الإلكتروني لشركة المقاولون العرب يخص إدارة جديدة من أحد إدارات الهيكل التنظيمي الجديد للشركة والصادر بتاريخ 20 مارس 2013 ، والذي تطلب فيه عدد عشرة مهندسين من مختلف التخصصات أو كلية تجارة قسم إدارة أعمال للعمل بإدارة تنمية الأعمال والدراسات الإستراتيجية ، علي أن يشترط بالمتقدم إجادة اللغة الإنجليزية أو الفرنسية ، إجادة الحاسب الألي ، حسن المظهر ، إجادة التفاوض ، وتفضيل من لدية معلومات عامة عن دراسة الأسواق .
وفي الحقيقة فإن هذا الإعلان يعبر عن فشل إدارة وليدة قبل بدايتها في العمل ، حيث أن إقتصار الطلب علي مهندسين فقط أو بدائل لهم من كلية تجارة قسم إدارة أعمال أمر يدعوا إلي الإندهاش ، ليس من قسم إدارة الأعمال بكلية التجارة فهذا مجالهم وحقهم في مزاولة تلك المهنة فالأولوية لهم لما لذلك من تخصص في صميم مجالهم المهني والدراسي ، أما المستغرب أن يتم إقحام المهندسين دون غيرهم في التنافس علي العمل بتلك الإدارة ، وربما جاء طلب المهندسين أولاً بالإعلان ليعطيهم الأولوية قبل خريجي قسم إدارة الأعمال مما يضع علامة استفهام كبيرة ، لماذا المهندس دون غيره من المؤهلات الأخري بالشركة ؟؟ .
وبالتأكيد فإنه سيبادر البعض بالإجابة علي هذا السؤال بأن من طرح هذا التساؤل لا يعرف ماهية وطبيعة عمل تلك الإدارة وبالتأكيد فسوف يقول أنه لابد من وجود مهندس بتلك الإدارة لأننا بشركة مقاولات والشق الهندسي لابد من وجوده في عملية التفاوض علي أعمال جديدة أو فتح أسواق جديدة .
وفي البداية فإني أود أن أعترف بأن وجود مهندسين في تلك الإدارة هام للغاية - مثلها مثل أي مكان بالشركة- لما يمثله بالفعل من ضرورة وجود خبرة هندسية أثناء مناقشة أو التطرق لأي موضوع يخص الشركة لأننا بالفعل شركة مقاولات تقوم في الأساس علي أكتاف مهنة المهندس ، ولكن دعونا نتطرق أولاً إلي طبيعة عمل تلك الإدارة الوليدة والتي ينقسم اسمها إلي شقين اساسين ؛ " تنمية الأعمال " و " الدراسات الإستراتيجية " ، وبما أننا لم يصلنا قرار تفصيلي يوّصِف طبيعة عمل تلك الإدارة وصلاحيتها ومسئولياتها ونطاق عملها والهدف منها من الإدارة العليا بالشركة يتبع أو يصاحب قرار تشكيلها وتسمية مديرها ، ولا نعرف المسمي الوظيفي الذي سيسمي به من سيعمل بها ولا بطاقات الوصف الوظيفي للعاملين بها ، فإننا سنحلل صلاحياتها وطبيعة أعمالها طبقاً لتسميتها الظاهرة لنا ، فالشق الأول يتضمن مصطلح تنمية الأعمال ومعني ذلك أن ذلك الشق سيركز علي تنمية أعمال الشركة من خلال تطوير الأعمال والتي تضم عدداً من التقنيات والمسئوليات التي تهدف إلى كسب عملاء جدد وأختراق الأسواق الموجوده. وتلك التقنيات المُستخدمة يتمثل بعضها في :
  • تقييم فرص التسويق والأسواق المستهدفة 
  • جمع المعلومات الإستطلاعية علي العملاء والمنافسين
  • تقديم المشورة والصياغة والفرص بشأن سياسات وعمليات التسويق
  • متابعة نشاط تسويق أعمال الشركة
وتطوير الأعمال تشمل تقييم الأعمال ومن ثم تحقيق كامل إمكاناتها، وذلك باستخدام أدوات مثل :
  • التسويق
  • إدارة المعلومات
  • خدمة العملاء
أما الشق الثاني وهو الدراسات الإستراتيجية فيتمثل أساساً في تقديم دراسات نتيجة لرؤية مستخلصة من نظرية التخطيط الاستراتيجي والتي هي عبارة عن تخطيط بعيد المدى يأخذ في الاعتبار المتغيرات الداخلية والخارجية ويحدد القطاعات والشرائح السوقية المستهدفة وأسلوب المنافسة. ويجيب على سؤال "الى أين نحن ذاهبون" آخذاً في الاعتبار الرؤية المستقبلية للشركة وعلاقة الإرتباط والتكامل بين جوانب المنظمة والأنشطة المختلفة بها والعلاقة بين المنظمة وبيئتها ويعتبر التخطيط الإستراتيجي أحد المكونات الأساسية للإدارة الإستراتيجية ويختلف عن التخطيط التقليدي حيث يعتمد على التبصر بوضع الشركة في المستقبل وليس التنبؤ بالمستقبل والاستعداد له.
ومن خلال التعريفات السابقة لطبيعة عمل تلك الإدارة فإن ذلك يوحي بأن نظام العمل داخلها سيكون معتمداً علي روح الفريق والتكامل فيما بينه ، بمعني توزيع الإختصاصات والتنوع في هذا الفريق ، فربما سيكون داخل فريق العمل الواحد في دراسة معينة مهندس ومفاوض وتقني وخلافه ، فهل وجود عشرة مهندسين يفي بذلك الغرض وطبيعة العمل داخلها ؟ ، وهل المهندس دارس لكل تلك العلوم المطلوبة لممارسة ذلك العمل ؟ ، أم أنه من المفضل أن يقتصر علي خريجي تجارة قسم إدارة الأعمال ، أم أنه من الأفضل طلب مؤهل عالي مناسب لديه تلك الخبرات من تفاوض ولباقة وحسن مظهر وإجادة للغة والكمبيوتر وخبرة في دراسة الأسواق علي أن يكون من ضمن الفريق مهندس أو اثنين يمثلوا الجانب الفني التخصصي في مجال المقاولات .
ياساده ليس من التطوير إقحام كلمة مهندس في كل مجال داخل شركة المقاولون العرب واقتصاره عليه ، فهناك أعمال ودراسات تستوجب وجود تخصصات أخري ستكون أكثر جدوي من المهندس ، ونحن نعلم جيداً الدور الهام والناجح للمهندس في الشركة ولكن إقحامه في كل شئ داخلها ليس من الإنصاف ، حددوا أولاً الهدف من تلك الإدارة  والمستهدفات المرحلية ونطاق عملها وتوصيف شاغلي الوظائف داخلها ليتسني طلب التخصص الصحيح والذي سيحقق نجاح تلك الإدارة وفاعليتها في التطوير ، أو أن تفتحوا المجال لكل من ينطبق علية الشروط من حاملي المؤهلات العليا بالشركة  للوصول إلي افضل العناصر وإتاحة الفرصة أمام الجميع واصحاب المهارات من مختلف المجالات مع وضع معايير واختبارات حازمة لإختيار العنصر الأفضل ،أو أن تقتصروها فقط علي تخصص إدارة الأعمال ، لا تغمضوا أعينكم وتسيروا في ركب التقليدية والتعصب الأعمي وحركوا الأفكار المستنيرة التي ستتواكب مع ركب التطوير داخل إدارة هي في الأساس تعبر عن نافذة التطوير نحو المستقبل