الاثنين، 24 سبتمبر 2012

ضع الكوب وخذ فاصل

 يكتبها وفقي فكري

كم يعيش الإنسان ؟ خمسون ، ستون ، سبعون ، ثمانون أوحتي مائة عام كل ذلك يمر بلمح من البصر وكأنه يوم واحد قضاها علي سطح الكرة الأرضية يجري وتجري وراءه همومة ومشاغله ، يلهث وراء مصالحه وتلهث وراءه أنفاسه ، وفي النهاية يتوقف عن السعي ويسكن عن الحركة وفجأه تختفي كل الهموم والمشاغل وتلك المصالح ويظل مابقي له من عمل صالح أو طالح .
لقد أعجبتني حكمة أراد أحد المعلمين تعليمها لتلاميذه في الفصل حين أمسك بكوب ممتلئ لنصفه بالماء ثم قال لهم هل يعلم أحدكم كم وزن هذا الكوب فأجابه بعضهم نحن لا نعلم كم وزنه فقال لهم المعلم وأنا أيضاً مثلكم لا أعلم وزنها ولكنها بالتأكيد ليست بالوزن الثقيل ، فهل إن حملتها لخمس دقائق هل سترهقني فأجابه التلاميذ بالطبع لا فقال وإن حملتها لمدة ساعه؟ فأجابوه بالتأكيد ستشعر ببعض الإرهاق وستشعر ببعض الألم ، فقال وماذا إن حملتها لمدة ساعات متواصله ؟ فردواعليه بالتأكيد ستشعر يدك بالتعب وربما يصيبك تمزق في الأربطة وقد تحدث لك مضاعفات كثيره ، فقال لهم وماذا لو حملتها مدي الحياه فقالوا لن تستمر لأنك ستموت بالتأكيد من التعب ، فأبتسم قائلاً فتلك هي هموم الدنيا من حملها قليلاً ثم تركها فلن يشعر بأي تعب ولكن إن حملها الإنسان طول حياته فستقضي عليه حتماً .
فعلاً هموم الدنيا لا تترك من يتمسك بها وتظل تصارعه حتي تقضي عليه علي الرغم من أنها قد تبدوا أبسط مما يصورها الإنسان ولكنه بحمله لها طول حياته تقضي عليه ويخسر الإنسان كل شئ وتنتقل الهموم لتتعلق بإنسان أخر مثل الطفيل الذي يبحث عن عائل له .
كل ما يتطلبه الأمر أن نترك الهموم التي تثقل كاهلنا وتبطئ من حركتنا وأن نرتدي نظارة مصغرة وأن نخلع تلك النظارة المكبرة للهموم لنري الدنيا بجمالها وحلاوتها وببعد نظر يسعي إلي التفاؤل والإقبال علي الحياه .
لقد مثل المعلم لتلاميذه الهموم بكوب ممتلئ لنصفه بالماء ولم يملؤه عن أخره حتي يقلل من شأن الهموم ولنري كما يقولون نصف الكوب ولكن هذه المره ليس الممتلئ ولكن نصف الكوب الخالي من الهموم .
اترك لنفسك مساحه في حياتك خاليه من الهموم والمشاغل وأملؤه بالهواء المنعش الجميل ، خذ نفساً عميقاً ثم حاول أن تنام وأنت ملقي كل همومك وراء ظهرك ، إبتسم دائماً في كل وجه تقابله وستجد الدنيا كلها مبتسمة لك ولن تري إلا الألوان المبهجه أينما ألقيت ناظرك ، فهاهنا ستجد ألوان قوس قزح تغلف السماء وهاهناك ستري نسمات التفاؤل المقبلة عليك من كل حدب وصوب.
عش حياتك بكل إعتدال ولا تبالغ في السعادة ولا تحاول أن تصنعها ولكن فقط خذ الأمور بكل بساطة وهدوء وافتح صدرك وعقلك لإستيعاب كل الأمور ولا تجزع ولا تخاف من المصائب أو الكوارث فطالما ظللت تعيش علي الأرض فلن تنجوا من بعضاً منها وفي كل الأحوال ستعبر وستمر كلها فدعها تمر دون خسائر عندك ، بل إستخلص منها مكاسب تعينك علي إكسابك خبرة لتقابل بها مايليها من متاعب .
لاتنسي أن تدمر نظارتك المكبرة لكل شئ وارتدي نظارة مصغرة جديدة ، ولا تنسي أن تتوكل علي خالقك في كل شئ واسعي علي قدر حاجتك من الدنيا ولا تلهث وستشعر بالأمان والإطمئنان وستجد نفسك راضية مستقرة بإذن الله تعالي .
حذاري أن تستمر في معركة أنت لست كفء لها فالصراع مع الهموم والمشاغل معركة غير متكافئة تأكل عمرك وتلتهم أيامك وسنواتك وستكون أنت في النهاية صريعها ، الأن وأنت تقرأ هذا المقال خذ نفساً عميقاً ثم أذكر الله وابتسم وحاول أن تتوقف بعضاً من الوقت عن التصارع مع الزمن.
حاول الأن أن تحصل علي إستراحة وضع كوب الهموم من يدك وفكر في أن تسلك اسلوباً جديداً في الحياه ، لا تترك الروتين يصيبك بالجمود والعبوس ، غير من خط سيرك اليوم وحاول أن تنظر إلي الأشياء بشكل وأسلوب جديد ، لا تربط نفسك بنفس النظام القديم ، إنسف العاده اليومية في المعيشة وابتكر عادة لا تكون فيها إعاده ، إجعل مع كل إشراقة شمس إشراقة لذاتك وكن دائماً علي أمل أن القادم أفضل من الذي مضي ، نحن من نصنع الأمل فكن أنت أمل نفسك ، رمم تجاعيد وجهك بإبتسامة التفاؤل وستري مفعول السحر فنحن من نصنع الإبتسامة ونتحكم في بقائها .
إن الهموم تهم أن تقضي عليك فاهرب منها قبل أن تصرعك وتمسك بوصفة الحكماء في التعامل مع الأمور ببساطة ولا تضخمها حتي لا يصيبك العبوس ، وجدد هواء صدرك بشهيق طويل من هواء نقي تروي به ظلمات صدرك وتضئ به جنبات قلبك فتري مالم تره من قبل .

الجمعة، 14 سبتمبر 2012

واإسلاماه كلاكيت مليون مره


كتبها : وفقي فكري
ليست هذه هي المره الأولي التي يسب فيها رسولنا محمد صل الله عليه وسلم ولن تكون المرة الأخيرة ، فطالما وجد المسلمون في بقاع الأرض المختلفة ، وطالما ظل عددهم يزداد يوماً بعد يوم ، وطالما ظل دينهم دين الحق ، فلن يتوقف السباب ولن تتوقف الحروب علي الإسلام .
ففي حياة الرسول صل الله عليه وسلم نفسه كان يحارب الدين أشد مايحارب فتارة من المشركين بمكة وتارة أخري من اليهود حول المدينة وعلي الرغم من ذلك لم يقابل محمد إبن عبدالله تلك الحروب إلا بكل حكمة وتعقل وظل ينشد دعوته عسي الله أن يخرج من أصلابهم من يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله ، فلم يعترية اليأس مطلقاً عليه أفضل الصلاة والسلام ، وظل الإسلام ينتشر وينور الظلمات ، وسار علي هدية الصحابة والتابعين وتابع التابعين واستمر الإسلام في الإزدياد والإنتشار أكثر فأكثر.
ولو عرجنا علي القرون الوسطي زمن حكم الكنيسة في أوروبا لوجدنا أن البغض والكره للإسلام إستمر تحت لواء الصليب الذي إتخذه اصحاب المصالح بأوروبا مأوي لهم لإنجاز مصالحهم الشخصية ، وخرجت الحملات الصليبية علي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وبلاد العرب وسارت تحارب الإسلام في كل مكان ولكنها عادت تجر أثواب الهزيمة الفكرية حين تمسك المسلمون بعقائدهم وظلوا يحاربون الفكر الصليبي بإيمانهم وعزيمتهم .
وفي العصر الحديث إتخذ الغزو اليهودي ومن ناصره أسلوباً جديداً في الهجوم علي المسلمين في كل أرجاء المعمورة ، فلم يعد هناك الحاجة إلي السيوف والغزوات والحملات من أجل التعدي علي الإسلام وإحتلال فكر المسلمين ، فأصبح الإعلام والتكنولوجيا الرقمية هي السلاح الأقوي في إختراق الصفوف والدخول إليك في أي مكان تجلس فيه لتخاطب غرائزك وتستهوي ميولك لتخرب عليك العقيدة دون أن تشعر .
وبسبب الإعلام والإنترنت تكررت مراراً وتكراراً واقعة سب النبي محمد صل الله عليه وسلم وبدت البغضاء من أفواه الكثير ممن يكرهون الإسلام ونبي الإسلام فأصبح من السهل جداً أن يصنع أحد ما فيلماً أو فيديو يسيئ فيه لمن يشاء ويقول فيه مايشاء ثم بضغطة واحدة يراه كل العالم ، لتقوم الدنيا ولا تقعد ويثور المسلمون نصرة لنبيهم وحباً له فيخطئون ، يقتلون ويصيبون ويهاجمون وينقلبون علي رؤسائهم ويتهمنونهم بالخيانة والعمالة ، وتنطلق صفحات التواصل الإجتماعي تلهب حماسة المتابعين من أجل الرد الشافي للصدور ، وفي النهاية تمر الموجه ولم نحصد منها إلا إحصائيات لدي الغرب يتهمون فيها المسلمون بالإرهاب لأنهم قتلوا سفرائهم وتظل ذكري واقعة قتل الناس بسبب الفيلم المسيئ للرسول هي الواقعة التي لن تنسي ويتواري الحدث وتنساه الناس كما نسيت ماسبق من واقعات السباب ، ثم تعود الكره مره أخري ونعود لنقول واإسلاماه ونثور ونرجع فنفعل فعلتنا وهكذا تستمر المواقف ملايين المرات طالما وجدت حياه ويستمر الهجوم مهما طال الزمن .
إذاً فما الحل ؟ ماذا يجب أن نفعل من أجل نصرة الإسلام ورسول الإسلام ؟
لقد شد إنتباهي وأنا أتابع أخبار وتداعيات نشر الفيلم المسيئ للرسول الكريم عدة مواقف إيجابية تخدم الحدث وهي بمثابة العمل الدائم والمؤثر والذي لن ينسي لأن له صفة الديمومه ، من هذه الاخبار أن جمعية إسلامية بالولايات المتحدة الامريكية تدعي إكتشف الإسلام إستغلت الموقف وقامت بتوزيع أكثر من مائة ألف نسخة من القرآن الكريم مترجماً بعدة لغات وقامت أيضاً بطباعة سيرة النبي محمد صل الله علية وسلم ووزعتها .
هناك خبر أخر يقول أن المسلمون في المغرب حينما أرادوا أن يعبروا عن غضبهم لنبيهم خرجوا أمام السفارة الأمريكية بالألاف وأقاموا صلاة جماعة كبيرة ليظهروا حبهم لنبيهم ولإسلامهم ولبيلغوا الغرب بأن ماتنشروه لا يزيدنا إلا حباً وإصراراً وتمسكاً بديننا .
هناك أخبار ودعوات تقترح أن يجتمع اثرياء العرب والمسلمين لتمويل إنتاج فيلم روائي طويل بإنتاج ضخم يروي حياة وسيرة النبي محمد صل الله عليه وسلم وعرضه في مختلف بلدان العالم للتوعية بدين الإسلام وبرسولة وهذا أيضاً إقتراح جميل .
أما ما حدث ويحدث الأن أمام سفارة الولايات المتحدة بكل من مصر وليبيا وماتبعه من قتل وإصابات بالألاف فإنه يشوه صورتنا ولا يكسبنا شئ بل يجعلنا نظهر أمام الغرب بشكل سيئ ويجعلهم يقيمون علينا الحجج من أجل التدخل في شئوننا الداخلية .
ما ذنب عسكري حراسة أو ضابط شرطة مصري أوليبي مثلك يصاب أو يقتل ؟
هل هو من أساء للرسول الكريم ، أم أننا نترك الحمار كما يقولون ونمسك فيما لا يكبحه ؟
إن وظيفة هؤلاء الضباط والعساكر أن يحموا قنصليات وسفارات الدول الأجنبية لأنهم هم أيضاً يحمون سفاراتنا ببلدانهم من أجل أبنائنا هناك .
يامسلمون إن كنتم تريدون بحق أن تنصروا دينكم ونبيكم فتصرفوا بتحضر واستغلوا الهجوم لتجعلوه في صفكم ولتحولوه إلي دعاية لدينكم فعسي الله أن يخرج من اصلاب من يهجوكم من يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله ، ماذا لو وقفتكم جميعاً أمام السفارة الإمريكية لتنطقوا الشهادتين بصوت عالي وفي كلمة واحدة تهزون بها كيان الحاقدين ، ماذا لو وقفتم تتلون القرأن وتمسكون بالمصاحف ترفعونها في وجه الحاقدين .
علينا جميعاً نحن معشر المسلمين أن نستغل الحدث وأن نحوله دعاية لديننا لا أن نجعلة حلقة أخري لإستمرار الهجوم علي الإسلام والمسلمين وزريعة لوصفهم بالإرهابيين ، إن إستطعنا أن نحول الغضب إلي عمل دائم يخدم الإسلام ويتذكره الغرب فإننا نكون قد فزنا بخير الأعمال أما إن تحول غضبنا للقتل والإتلاف للمنشآت فسيتكرر الهجوم ملايين المرات وسنعاود الكره لنقع في نفس الخطأ ونعود في النهاية لنقول واإسلاماه وامحمداه .

الخميس، 13 سبتمبر 2012

ويلٌ للمُطَففين

كتبها : وفقي فكري
بالتأكيد كلنا معشر المسلمين نعرف صورة المطففين وبالتحديد الأيات التي تتحدث عن التطفف في تلك السورة ، وتلك الأيات القرآنية أطلقت لفظ عربي وأصلت له شرح وتفصيل مفصل وبليغ علي لسان الحق عز وجل ، فكانت أول أيه {وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ } ثم ألحقته بشرح لعملية التطفف فقال المولي عز وجل {الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ} إذا التطفف هو الجور في الميزان سواء بالزياده أو بالنقصان ، وبما أن الميزان هو مقياس كل عمل حتي أن الله عز وجل اقام عدله علي وزن الأعمال يوم القيامة بوزنها بميزان لا يوجد به طفف أو جور أو طغيان ، فكل سيأخذ حقه فإما لجنه أو لنار .
وحتي الدنيا خلقها الله بميزان توازن عجيب يجعل كل ذو عقل يقول سبحان من خلق الخلائق ، فالله عز وجل خلق الخير في أول خلقة والذي مثله أبانا أدم وأمنا حواء ثم جعل لهم عدواً من الشر يوازي خيرهم ويصارعه إلي يوم الدين ، حتي تسير الدنيا في النهاية إلي توازن بين الخير والشر ، وحتي في كل شئ خلق الله لكل شئ ضداً وجعل لكل إتجاه إتجاه معاكس له ، وهذا من قمة الأبداع في الخلق ليحدث توازن في الحياه بين كفتي ميزان قد تميل الكفه مره للخير وقد تطيش مرات إلي الشر ولكن التوازن يعود سريعاً ولو كان هذا الجور والطيش من الشر إستمر بعضاً من الزمن فإنه وإن كان في عمر البشر يروه طويلاً إلا أنه في عمر الزمن بسيط وسرعان ما يعود التوازن ثانية أو يميل نحو الخير فترة أخري من الزمن ،وهكذا تسير الدنيا مره ومرات هنا وهناك .
ولكن مامعني أن يجور الميزان ناحية الظلم والشر مرات وعلي إصرار من البشر ويمر دون عقاب من الله عز وجل لمن كانوا سبباً في هذا الجور ، وهذا سيدفعنا إلي الدخول في قضية هل الإنسان مخير أم مسير ، ولكننا لن نتطرق إلي تلك القضية طويلة الجدال والأراء ولكننا ستأخذ منها أرجحية الأراء لدي الفقهاء وعلماء الدين ممن تكلموا في تلك القضية بأن الإنسان ولد مخيراً في تصرفاته إعتماداً علي حمل الأمانه التي تصدي لها الإنسان الجهول كما قال الله عز وجل في قرآنه وأصبح حراً في معتقداته وعباداته{من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر } ولذلك ذكر الله في سورة المطففين الأيات التالية لشرح مصلطح المطففين فقال عز وجل {أَلا يَظُنُّ أُوْلَـئِكَ أَنَّهُمْ مَّبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ * يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَـلَمِينَ}.فذكرهم بأن هناك يوم للبعث والحساب وسيحاسبوا بفعلهم هذا الجرم والتطفف .
كفانا حتي هنا حديث عن القرآن وتفسيره الذي لسنا بارعين فيه ولكننا أردنا أن نذكره كمقدمة هدفنا منها عمل إسقاط من الأيات القرآنية علي الموقف السياسي المصري الأن لنقوم بدراسه متأنية للشارع السياسي المصري ومايجري فيه الأن من إجراءات أقل ما يقال عليها أنها تطفف وجور علي أحد كفتي الميزان .
وفي الحقيقة فإن مصر موعوده بالتطفف السياسي الدائم دون إنقطاع ، ففي العصر السابق عصر مبارك عشنا جميعاً التطفف الكامل في ميزان القوي وظهر لدينا حزب واحد فقط وهو الحزب الوطني الديمقراطي وستأثر بكل المميزات والصلاحيات ولم يسمح لأحد غيره بالظهور أو التمتع بخيرات مصر ، حتي أن الجور والتعدي وصل مبلغه لدي هذا الحزب في التطفف فقضي علي الأخضر واليابس ولم يترك للشعب شئ يقتات منه واستولي علي كل شئ وبات الشعب أكثرية معدمة جائعه وأقلية ثرية مرفهه ، وهكذا حدث التطفف في زمن حكم مبارك لأنهم لم يجدوا كفة أخري لميزان القوي ليعدل إستئثار كفة واحدة بكل شئ ، والملاحظ أن بداية عصر مبارك كان جيداً واستبشر اللناس به خيراً ولكن اصحاب المصالح ظلوا يضعون الأثقال في كفتهم وسط سكوت من الحاكم حتي حدث الطفف .
والآن يبدوا أن أحد الكفتين قد بدأت تجمع في قعرها بعضاً من الأثقال أكثر من الكفه الأخري ، ورغم أن الناس يستبشرون بالرئيس مرسي خيراً لصلاحه وحمله للقرآن الكريم بصدره إلا أننا نخشي من الجماعة التي وراءة ونخشي أكثر أن يعيدوا الكره مرة أخري مثل كرة الحزب الوطني الديمقراطي ، ولكن الطفف هذه المره يبدوا أنه يسير سريعاً نحو الإخوان المسلمين وسط تآكل وتصارع بين هياكل القوي المعارضة ليس لسياسة محمد مرسي ولكن لجماعة الإخوان المسلمين التي تتحرك وبخطي سريعة نحو السيطرة علي كل المفاصل الأساسية والرئيسية للدولة .
ونحن لا نعيب علي نجاح الإخوان علي سياستهم بقدر ما نلوم علي الحركات والإتلافات الثورية المعارضة من ضعفها وهامشيتها ، ورغم أن ثورة 25 يناير هي التي منحت الإخوان المسلمين الفرصة ليقفزوا علي كرسي الرئاسة إلا أن نفس الثورة هي التي أيضاً أظهرت قوي ثورية وشبابية جديدة ولكنها قوي مشتته ومتناحرة لا ترقي لتنافس القوة المنظمة للطرف الأخر للميزان .
وعلي كلٍ فإن هذا المقال قد يفسره البعض علي أني ضد الإخوان المسلمين وسياستهم ، ولكني في الحقيقة لست ضدهم ولا أهاجمهم ولكني أنقد وضع ميزان القوة لأنه الأن يتطفف نحو كفة واحده ستعود بنا إلي مثل ما عاشت مصر قبل الثورة وتمحي الثورة حتي تتواري عن الأذهان .
ولذلك ومن كل ما تقدم فإني أدعو أولاً الرئيس مرسي وثانياً جماعة الإخوان المسلمون علي المشاركة في بناء مؤسسات معارضه منظمة تكفل عدم الإنحياز وإمتلاك الدولة مره أخري لأن هذا سيقضي علي الديمقراطية التي تأتي بتوازن ميزان القوي بين معارضه وسلطة  ، فكما يسعي الرئيس مرسي لإعداد دستور جديد يحقق الديمقراطية ويضمن الحريات فعليه أن يدعم المعارضه ويتسع صدره لهم حتي نكون مثل الدول المتحضرة التي تمارس فيها الحريات كما ينبغي دون طفف واضح ، وإلا فويل للمطففين  لأنهم سيعودون في النهاية إلي الميزان الإلهي الذي سيصلح الطفف بين العباد وساعتها سيكون الجزاء والعقاب قوياً ورهيباً


الأربعاء، 12 سبتمبر 2012

حنين ومنه

تم التصوير بتاريخ 8/9/2012
تم النشر بتاريخ 12/9/2012
منه وحنين

حنين

منه

صور حنين الشخصية للمدرسة (ثانية إبتدائي)


الاثنين، 10 سبتمبر 2012

الحاجة رقية معلمة حب الوطن

 كتبها وفقي فكري

هي سيدة فلاحة بسيطة مسنة قد يتجاوز عمرها الستون أو أكثر ، من محافظة كفر الشيخ ، حين إستمعت إلي صوتها عبر التليفون أحسست بلكنة أمي الفلاحة البسيطة التي تعشق الريف ولا يمكنها أن تعيش خارج حدود قريتها ، أنا لم أراها ولكني سمعتها تتكلم لموجة راديو البرنامج العام هذا الصباح ، رسمت لها صورة في عقلي من طريقة كلامها ولكنتها الفلاحية البسيطة بسيدة جسدها نحيل ووجهها تملؤه التجاعيد ، ترتدي ثياب فلاحي متواضع مثل طريقتها في الكلام .
لقد كنت في بداية حديثها لمذيعات البرنامج العام وهن يتكلمن عن موضوع محو أمية الكبار أتجاهل الحوار ولا أتابعة ، بل ربما تهكمت عليها وقلت كيف لهؤلاء أن يحاوروا سيدة فلاحة قد لا تفهم بعض مصطلحاتهم اللغوية وكدت أن أغير الموجة ولكني فوجئت بما دمعت له عيني وبما إستحقرت به نفسي.
لقد إكتشفت أن الحاجه رقية تمتلك عزم من حديد وعقيدة من فولاز ، هذه السيده بألف رجل بل وتفوق الكثير من الرجال ، ولكنها لاتفاخر بذلك ولا تدعي بطولة لنفسها لأنها كما قلنا سلفاً سيدة ريفية بسيطة تتعامل مع كافة الأمور ببساطة وتواضع ليس عن قصد منها ولكنها سجية خلقها الله فيها .
دعوني إذاً أذكر لكم ماذا تفعل الحاجه رقية ، إنها كرست كل حياتها من أجل هدف وحيد تعشقة وتعيش له بدون أي مقابل ، ألا وهو محو أمية الكبار ، وربما تقولون وما الجديد في ذلك ؟ هناك الكثير من السيدات اللاتي يقومن بمحو الأمية فما الفارق ؟
أنا اقول لكم ، الحاجه رقية تطوعت منذ عام 1969 وعلي نفقتها الخاصة بتعليم ومحو أمية الكبار فيما بين سن ال15 وال45 سنة وقامت بستأجار بيت عندها في قريتها مكون من حجرتين جعلتهم فصولاً لمحو الأمية ، وذلك بعد أن إضطهدها مدرسين القرية لأنها تفسد عليهم الدروس الخصوصية وطردوها من مدرسة القرية التي كانت تستغلها ليلاً للتدريس ، ليس هذا فقط وإنما قامت بتأليف مناهج تعليمية لتدرسها في فصولها وحين ذاع صيتها وزارها وكيل أول وزارة التربية والتعليم بمحافظة كفر الشيخ أعجب بتلك المناهج التي قامت بتأليفها وأخذها وطبعها وأصبحت أحد إصدارات الهيئة المصرية لمحو الأمية وتعليم الكبار التي يستعين بها المعلمون في التدريس، ليس هذا وفقط وإنما تناولتها مناهج طرق التدريس في بعض الجامعات مثل جامعة طنطا في بعض كتبها وأشادت بها ، كما أنها سافرت إلي الولايا ت المتحدة الأمريكية وكرمتها المؤسسات التعليمية هناك ، بل وتعدي الموقف حتي أن بعض إمتحانات الشهادة الإبتدائية وضعت فيها سؤالاً في التعبير .
كل ما سبق جزء من سيل من إنجازات تلك السيدة التي والله العظيم لو سمعتم صوتها لما تخيلتم أنها متعلمة أصلاً ، وإليكم مفاجأه أخري ، الحاجه رقية لم تكمل تعليمها وليس معها من شهادات إلا الإعدادية فقط فما رأيكم ؟.
كل ماسبق إستمعت إليه في دهشة وإستحقار لنفسي أمام تلك العزيمة الخارقة والحب الغير عادي لعمل الخير والسعي في مصلحة العمل العام ببساطة متناهية دون تعقيدات الجمل المزخرفة أو العبارات المنمقة التي نتابعها كل يوم عبر برامج التوك شو ، حين نري الكثير من الحناجر التي تصدح بعبارات حب مصر والحرص علي مستقبلها وكل ذلك بالألفاظ فقط والظهور المتكرر عبر الشاشات المرئية الذي يجنون من وراءة الشهرة والمال ، أما تلك السيده البسيطة فمتواريه وراء الجدران الطينية تمسك بالطباشير لتعلم مصري كيف يعرف حقوقة ويحافظ عليها عبر معرفة القراءة والكتابة ودون أدني مقابل أو أي شهرة .
ومع كل ذلك تأتي أحلامها بسيطة مثل لكنتها حين تسألها المذيعة هل تحتاجين أي مساعدة ونحن معنا الأن مديرة الإدارة المركزية للتخطيط في هيئة محو الأمية وتعليم الكبار فترد بكل بساطة بنفس اللكنة الريفية " أنا عندي ثلاثة أبناء إثنان خريجي كلية تجارة وواحد خريج دبلوم فني صناعي وعايزاهم يشتغلوا لأنهم قاعدين من غير شغل من كتير " ." وعايزة ربنا يديني الصحة وأفضل واقفة علي السبورة أعلم الناس لحد ما أموت " .
هل رأيتم عزيمة هذه السيدة التي ينبغي أن يتعلم منها الرجال ، أرأيتم الحاجه رقية التي تعمل في صمت من قبل أن تقوم الثورة بزمان وهي أحدثت بداخلها ثورة علمت علي يديها الألاف دون أدني مقابل .
إني والله الذي لا إله غيرة حين سمعت صوتها وسمعت حوارها المميز مع مذيعات البرنامج العام نزلت دموعي من شدة خجلي من نفسي لأني فوجئت أني لا أملك هدف يخدم وطني وأنا جالس ليل نهار أتكلم في السياسة ولكني فوجئت أني لا أملك هدف شخصي أسعي به نحو وطني ، والحاجة رقية تعلمني وتعلم الملايين حب الوطن وحب العطاء .
إنها فعلاً تستحق أن يتخذها كل من يقرأ تلك السطور له قدوة إن صدقت نواياه نحو حب الوطن ، ودعونا من الكلام وهيا نضع هدف للوطن إن كنا فعلاً نحبه ، ومهما كان هذا الهدف بسيطاً فإنه سيغير من وطننا إلي الأفضل لامحاله ، لأن الأهداف البسيطة حين تجتمع علي مستوي الجميع تصبح هدفاً ضخماً يرهب الحاقدين علي بلدنا وينقلنا إلي مالم نتوقعه من الخيرات .
نحن ياساده لانحتاج إلي ثورة خارجية بل نحتاج إلي ثورة داخلية نتغلب بها علي كسلنا وتكبرنا وإعتدادنا بأنفسنا لنفيق من وهم التفاخر والجدال إلي حقيقة العمل والعطاء ، نحن نحتاج إلي الحاجه رقية لتعلمنا معني وكيفية حب الوطن .

الأحد، 9 سبتمبر 2012

المصريون وعصر التعصب

 كتبها : وفقي فكري

وسط الكثير من الثقافات التي يفتقدها المصريين بعد ثورة 25 يناير نفتقد في الفترة الحالية ثقافة حرية الرأي ، ولا نعني بحرية الرأي هو كبتها أو منعها ولكن نقصد بها التعصب الشديد لرأي بعينه دون السماح بوجود غيرة في عقيدة الفرد ، والتمسك الشديد الذي يصل لحد التقاتل من أجل إقناع الطرف الأخر بصحة نظريتك في قضية ما ، وبالتالي فإنه في سبيل التمسك بوجهة نظرك في أمر معين قد يتطلب ذلك الهجوم الشرس والعنيف حتي يمكن أن تقذف الأخر وتتهمة بأعتي الإتهامات التي قد لا تعرف معناها ولكن أقل ما يمكن أن يطلق عليها سب وقذف ، وما كل ذلك إلا بغية إثبات أنك علي حق وأنا الأخر جاهل وأنه لا يبلغ معشار ثقافتك ، والحقيقة هي العكس فالطرف الأخر هو صاحب المرونة والتروي وصاحب الخلق الدسم أما المتمسك برأيه والذي يصم أذنية عن ما يخالفة هو في الحقيقة الجاهل بحقيقة الأمور ، فالجاهل من تمسك برأية وهو يعلم من داخل أعماقة أنه ليس وحده الحق وربما تكبره يمنعه أن يعترف بخطأه .
ولو طبقنا نظرية إفتقاد الشعب المصري لثقافة الحوار- أو من المنصف أن نقول أغلبية الشعب المصري- لوجدنا أننا جميعاً لا نصبر علي رأي ولا ننتظر حتي يعدل الله الحال وينصلح أمر مصر ، فمثلاً من أحس بظلم ثار وقطع الطريق ، ومن يجادل في حقة -وقد يكون صاحب حق - إلا أنه لا يصبر عليه يتمسك بحقة ولا يستمع إلي حق البلد عليه ويعتصم ويوقف العمل وبسببه قد يكلف البلد كثيراً ، بل حتي في اقل الأمور والتي نعتبرها ترفيهية مثل كرة القدم إختلفنا وتعصبنا حتي فقدنا الكثير من ابناء الوطن ليس لشئ إلا من أجل التعصب الأعمي الذي يجعلنا في النهاية نندم جميعاً علي ما إفتقدناه ويكون الوقت قد مضي واصبح الندم هو عنوان كل من أذنب أو أخطئ في الأخرين ، وحتي حين نختلف في السياسة - وقد اصبحنا جميعاً بسبب ثورة يناير من جهابزة السياسة- نتعصب لأرائنا ونتمسك بوجهة نظرنا حتي تصل إلي حد المعاداه والتخاصم ، فيتحول التحاور إلي مشاجرة ونصبح بدلاً من أن يكون الإختلاف رحمة يتحول إلي نقمة ، وفي النهاية كلٌ يفعل مايشاء ونخرج من نقاشنا بدلاً من الإفادة إلي الكراهية والبغض .
ياساده علينا أن نتعلم ثقافة الحوار وحريته طالما كان رأياً مسئولا ولايمس العقائد أو الثوابت ولا يهين أطراف الحوار ، فكما نعلم أولادنا ثقافة النظافة علينا أن نعلمهم ايضاً ثقافة الحوار ، الحوار الذي يسوده جو من الألفه والتأخي وإحترام الغير حتي نخرج منه بفائدة للجميع  .
مامعني أن نهاجم بضراوة من يخالفونا الرأي ونصف ذلك بالقوة ، مامعني أن نكيل للأخر الإتهامات والسباب ونصف ذلك باللباقة والنصر ، هل إنقلبت الأية واصبح اصحاب الحناجر هم الساسه؟ وأصبح المحترمين واصحاب الصوت الهادئ الذي يناقش العقل هم الضعفاء المغلوبون علي أمرهم؟!!!
لا يصح مطلقاً أن نظل هكذا وخصوصاً بعد ثورة يناير نسير في نفس خط الفهلوة والسيطرة بالصوت العالي وبالسلطة ، ولكن ينبغي أن نصبح بعدها مواطنون مسئولون نحاور بعضنا بعضاً بالحسني فإما الإقناع وإما الإقتناع ، وفي نهاية الحوار نخرج جميعاً رابحين منه ، وأن ننسي فكرة الفائز والخاسر في الحوار وكأننا في معركة كل طرف يسن أسلحته ليكسب معركة هي في الحقيقة يخسر فيها الطرفين .
دعونا نحول الحالة من الجدال إلي الحوار ، وشتان بين المصطلحين فالجدال وباء ومرض من اصابة خاب وخسر ، أما الحوار فالجميع يخرج منه بكل الخير ،ربما لدينا عذراً بسبب ضيق العيش والتسلط الذي ورثناهما من النظام القديم ووسط الكبت في كل شئ حتي جائتنا الثورة ففتحت لنا سماء الحرية ونورت لنا طريق الديمقراطية فجأه فاستيقظنا علي عصر جديد قد نجد الأن صعوبة في التأقلم معه ، ولكننا في النهاية لابد أن نستفيد منه وأن نكون علي قدر المسئولية والحرية التي وضعت في أيدينا وأن نستغلها خير الإستغلال ، وإني لعلي ثقة أن الشعب المصري يستطيع أن يغير من سلوكة وأن يصبح شعباً صاحب حوار بناء يدعوا إلي المزيد من التأخي والمحبة والتآلف لنصل جميعاً إلي مستقبل مشرق ينتظر الجميع بإذن الله تعالي .
    

السبت، 8 سبتمبر 2012

دكتور اسامة الحسيني ... نقطة ومن أول السطر

كتبها : وفقي فكري
لماذا في الأونة الأخيرة يهاجمني الجميع علي صفحة المقاولون العرب شركتنا بأنني من المتحوليين ويربطون ما أقوم بمشاركته لكتاب أخرين علي الصفحة- بصفتي مديرها - علي أنه يطابق وجهة نظري الشخصية علماً بأن وجهة نظري الشخصية مختلفة مطلقاً عما يكتب علي الصفحة ، وأنا أعتبر أن هذا هو قمة الديمقراطية لأن الصفحة التي أديرها لا تعبر عن وجهة نظر منشأها ومديرها بل علي العكس تسير وفق ما ينشر عليها وعلي حسب مايرغب من ينشر أن يقول ، وأنا اري في ذلك قمة النجاح .
وعلي مايبدوا أن الزملاء الذين سنوا رؤوس رماحهم ووجهوها بقسوة إلي صدري بعنف وشدة قد نجحوا في أن أكتب مثل هذا المقال والذي أعبر فيه عن وجهة نظري ولأول مرة رغم أني لا أحبذ ذلك ولكني لم أجد مناصاً أو بداً إلا أنني أصدح بوجهة نظري الشخصية في هذه التغيرات التي حدثت في شركة المقاولون العرب وبصفتي أحد العاملين فيها وأتأثر بما يحدث فيها مثلي مثل أي فرد وعامل بداخلها سواء بالإيجاب أو السلب .
وعلي ذكر ذلك فقد يتعجب الزملاء الذين يرون أني من المعارضين لسياسة محمد مرسي رئيس الجمهورية ومعارض كذلك بالتبعية لقرار تعيين الدكتور أسامة الحسيني رئيساً جديداً لشركة المقاولون العرب بأنني ممن إنتخبت الدكتور مرسي في إنتخابات الرئاسية السابقة ومن اشد المعجبين حتي الأن نحو سياسته في إدارة البلاد - علي الرغم من أخذي عليه بعض البطئ ولكن قد يكون له أسبابه -وبالتأكيد فإني كذلك متحمس لإختيارة الدكتور أسامة الحسيني رئيساً لمجلس إدارة شركة المقاولون العرب ، بل قد يعجب ممن لا يعرفونني أني من أصحاب اللحي حتي أن البعض من أصدقائي يتهمونني بأني إخواني لأني لحيتي تطابق في تهذيبها وصغرها شكل الإخوان المسلمون ، ولكن هذه ليست قضيتنا وإنما قضيتنا هي أن النجاح أن تقتح قلبك وعقلك وبكل رحب وسعة لوجهة النظر الأخري حتي وإن كنت شديد المعارضة لها من أجل أن تستفيد من الأخر في طرح شئ جديد قد تكون أنت غاقل عنه ، ومن الجدير بالذكر أنه من كثرة فتح صدري والمتمثل في صفحة المقاولون العرب شركتنا الإخبارية لوجهة النظر الأخري إتهمني الكثير بأني أمثل وجهة النظر هذه وأكره دكتور أسامة الحسيني ، وإني لمتسغرب كيف اكره من لا أعرفه؟!!! وعلي كل فليس في العمل كره أو حب ولكن هناك العمل الذي يحكم علي أداء اصحاب المناصب وخصوصاً الحساسه منها ومدي تلبيته لرغبة ومصالح القطاع العريض من العاملين بالشركة من عدمه ، وعندئذ يمكن أن نحكم علي هذا الشخص أو ذاك ليس بالحب أو الكره ولكن بأن يكون هذا أداؤه جيد وهذا أداؤه غير جيد وهكذا .
ولعل الزملاء المتابعون لنا علي الصفحه يعلمون جيداً أنني ذهبت إلي مقابلة رئيس مجلس الإدارة السابق المهندس إبراهيم محلب داخل مكتبه لأجري معه حواراً دام لأكثر من ساعة ونصف وعلي الرغم من ذلك خرجت من عنده ملثما دخلت فلم أنقص شيئاً ولم أزد شيئاً رغم أن الجميع حولي وقبل ذهابي حذروني من القرب منه علي أساس أن ذلك خطر وربما يكون في مصلحتي وكما قال لي أحد مديرين العموم في فرعي ( يابني خد بالك لأن القرب من إبراهيم محلب إما يرفعك لأعلي المراكز أو يخسفك لأدني المستويات فكن حذراً في حوارك معه ) والأخر قال لي بعد إجراء الحوار ( لماذا لم تستفد من وجودك معه وتقدم له طلباً أو تطلب منه ميزه هذه فرصه لن تعود ) وعلي الرغم من كل ما قيل فقد خرجت من عنده ولم أخسر شيئاً أو أكسب شيئاً مثلما قالوا لي ، بل تواريت عنه مطلقاً ولم اقابله بعدها مقابلة شخصية ولم يلاحظ علي زملائي ممن حولي أني قد تم تمييزي بشئ مختلف عنهم ، بل لم تتأثر الصفحة مطلقاً بقربي منه في تلك اللحظة وظلت الصفحة تؤدي واجبها الإعلامي كما هي دون تحيز.
المهم دعكم من هذا ومن نقدي علي صفحة المقاولون العرب شركتنا لأنني قد إعتدت عليه نظراً لقبولي العمل كأحد مقدمي الخدمة الإخبارية عن الشركة والتي لن ترضي الجميع مهما فعلت ، ولكن الأهم هو الأن ماذا نريد من الدكتور اسامة الحسيني وماهو المطلوب منه في الفترة المقبلة من أجل الإستمرار في دعم شركة المقاولون العرب نحو الأمام ؟
أعتقد أن الإنتماءات الحزبية والعقائدية لديه لا تهمنا كثيراً ولكن ما يهمنا في الفترة المقبلة هو كيف سيكون أداؤة ومدي تأثيرة بالإيجاب أو السلب علي شركة المقاولون العرب في المرحلة المقبلة لأن هذا هو ما يعني أكثر من سبعون ألف أسرة بيوتها مفتوحه من هذه الشركة ، ولذلك نري أن يبدأ الدكتور الحسيني في مرحلة إنتقالية جديدة متأنية يدرس من خلالها طبيعة وأسلوب وهيكل الشركة علي إعتباره شخص من خارجها ومن الطبيعي أنه يجهل الكثير من أمورها ، ويجب ألا نستعجلة في أي إصلاح قد نراه نحن جموع العاملين تحتاجه الشركة لأن الرجل ما زال يريد أن يتعرف علي الشركة ، كما نري أنه يجب أن يستعين في تلك المرحلة الإنتقالية ببعض الكفاءات القديمة والكوادر المتخصصة من أصحاب الوجوه القديمة بصفته شخصية أكاديمية ينزل لأول مره إلي شركة مقاولات عملاقة تتطلب الكثير من الوقت حتي يعرف دهاليزها وبنيتها وطريقتها في العمل حتي يستطيع أن يتخذ الكثير من القرارات الإصلاحيه.
ولكننا نرجوه ألا يطيل في تلك المرحلة الإنتقالية حتي يتسطيع أن يتخذ من القرارات ما يشعر به العامل البسيط قبل صاحب المنصب المتقدم بالشركة .
وكل ما نطلبة من الدكتور اسامة الحسيني أن يبدأ وفور إنتهاء المرحلة الإنتقالية التي سيعلم في أخرها الصواب من الخطأ أن يضع نقطة ثم يبدأ من أول السطر عهداً جديداً يكون فيه إمامه الأصلاح وهدفة الدفع بعجلة الإنتاج إلي الأمام ، علي أن يكمل البناء عند ما إنتهي به الأخرون .
ونحن نتمني من الله أن يجعله فاتحة خير علي كل العاملين بالشركة وأن يكمل مسيرة شركة المقاولون العرب علي يديه لتستكمل طريق النجاح والتميز وحتي تكون ذراع مصر القوي في البناء والعمل .
وفقه الله وسدد علي طريق الحق خطاه ونفع به الشركة ونفع به مصر إنه نعم المولي ونعم النصير .