الاثنين، 16 أبريل 2012

الـبــالـطــــو الأبـيــــــض


كل يوم علي ناصية الحاره المطلة علي الطريق الرئيسي ينتظرها وهي تعبر الطريق تحمل الأجندة البنيه والبالطو الابيض ومتجهه لتستقل الميكروباص في طريقها إلي الجامعة ، لا يكل ولا يمل كل يوم من الوقوف متسكعاً علي ناصية الطريق ولا يستطيع أن يغادر المكان متجهاً إلي عمله إلا بعد أن يراها وهي تستقل الميكروباص وتنطلق إلي دراستها ، ورغم أن الصباح يكون مبكراً جداً وخافت ورغم أنه يقوم بهذا العمل منذ عام ومرعليه شتاء بطوله ببرده القارص في الصباح ، وصيفة الطويل أيضاً بصباحة ذو الشمس اللازعه إلا أنه لا يمكن أن يتصور أن لا يراها وهي تعبر الطريق وهي حاملة البالطو الأبيص ناصع البياض صباح كل يوم ، فهو مغرم بها وخصوصاً بالبالطو الابيض الذي تحمله علي ذراعها والذي تأكد من أحد أصدقائه بالمنطقة حينما سأله عن هذه البنت ولماذا تحمل هذا البالطو فقال له أنها بالتأكيد تدرس في كلية الطب ومن لحظتها وهو متأكد من أنها طالبة بكلية الطب البشري وبالتأكيد وأكيد أنها بجامعة القاهره ، فحلم حياته أن يتزوج من طبيبة وتكون دارسة الطب بأحد الجامعات المشهورة .
دارت الايام وهذا الشاب يكرر هذا الفعل صباح كل يوم ولا يتعرض لها بكلمة واحدة أو إيماءه تلفت نظرها له فهو كما يعتقد أن الحب الجميل الذي يسمية بالحب العذري - علي حد قوله - لا ينبغي أن تلاحظ به الحبيبة ولا يمكن أن يبوح لها بأي إيماءه تلفت نظرها ، فيكفية أن يراها كل يوم ، وأكيد وبالتأكيد طالما أنها بكلية الطب فمازال أمامها المشوار طويل خصوصاً وأنه يعتقد أنها مازالت في السنة الإعدادية من طب وطبعاً وكعادة تفكيرة الخارق فإنه حدد هذا عن طريق النظر إلي وجهها الجميل ذو الملامح الصغيرة التي أنبأته بهذه المعلومات.
مازال هذا الشاب ذو الأفكار الخيالية يقف كعادتة في نفس المكان مطلع كل إشراقة شمس يتغزل في محبوبة قلبة ويهيم في عبير عطرها النفاذ الذي يشعره بأنة العطر الوحيد الجميل في هذه الدنيا فيستنشقة وهو يغمض عينية حتي يستمتع برائحتة الفواحة ثم يفتحها ليلقي أخر نظرة لهذا اليوم عليها قبل أن يغادر المكان متجهاً إلي عملة .
الساعة الخامسة من صباح أحد الأيام والمنبه يضرب بشدة ولكن الشاب يغط في نومة ولم يفزع من سريرة مسرعاً ليلحق بموعد كل يوم علي ناصية الحارة ، ربما يكون قد غالبة النوم أو ربما تعب من الإستيقاظ كل يوم مبكراً فأراد أن يستريح ، ربما يكون قد غير وجهة نظرة حول الفتاة أو يجوز أنه سمع عنها مالم يسره فصرف نظره عنها، كل تلك الإحتمالات واردة وإلا فلماذا لم يقم من نومة حتي اللحظة ليكرر فعلتة لكل يوم ؟!!!!
الساعات تمر واليوم قد قارب علي منتصفة ومازال الشاب ينام بعمق لابد أن نستطلع الأمر ولكن كيف ؟
بالتأكيد إن عاجلاً أم أجلاً سيستيقظ وسنكمل الحكاية ، ها هو الأن بدأ يتقلب وبدأ في الإستيقاظ يبدوا أن جسمة قد أخذ كفايتة من النوم وحتماً سيستيقظ فهو رمز للإلتزام بالمواعيد وخصوصاً موعدة مع حبيبية علي الناصية ، لقد إستيقظ الأن بالفعل ولكنة لم يتفاجأ أو يحزن علي تفويت ميعاد الصباح الباكر بل قام سعيداً مبتسماً كعادتة وهو يتثائب ويتجة إلي حمامه وهو يدندن بأحد أغنيات الحب ، إذاً فليس هناك ما يعكر صفو حبه وأكيد كل شئ علي مايرام والدليل هو إعتدال مزاجة حتي جعلة يغني بمجرد أن بصرت عينية النور، يبدوا أن هذا هو يوم أجازتة ولذلك إستمر في النوم ولكن هل يوم الأجازه يمنعه من تمتع متابعة لقاء حبيبته؟!!!
وهو بالحمام حضر إليه أحد أصدقائة المقربين والوحيد الذي يعرف قصته مع حبه العذري مع تلك الفتاه ،إنتظره حتي خرج من حمامه ثم باغتة متسائلاً بإستغراب وإبتسامة " لماذا لم تأتي لميعاد اليوم في الصباح الباكر كعادتك لقد قلقت عليك وجئت ربما يكون حدث لك مكروه "، فرد عليه بقولة " حبي لم يعد عذري لقد أخبرت والدتي بالأمر ورحبت بأن أذهب لأهلها لخطبتها ورغم أني كنت أحاول أن أقنعها بالتريث قليلاً حتي نعطيها فرصه للدراسة بكلية الطب ولكن أمي أصرت علي ألا أضيعها من يدي فمثل هذه الفتاه لا تعوض وقالتلي يمكن الأن أن نقرأ الفاتحه مع أهلها ثم بعد حصولها علي بكالوريوس الطب نتزوج ولذلك فأنا اليوم سعيد جداً جداً ولذلك أخذت اليوم اجازه من العمل ولم أجد جدوي من الوقوف مره أخري علي الناصية لأني سأذهب اليوم أنا وأمي إلي أهلها لخطبتها فلقد حددت أمي موعد معهم اليوم في المساء لمقابلتهم "
إستبشر الصديق خيراً ورغم فرحته بهذا الخبر إلا أنه لام صديقه لعدم دعوته للذهاب معهم ولكنة أقنعه بأن الأمر سيكون علي الضيق كما يقولون وأنه سيدعوه للذهاب معه في المرات القادمة .
مر النهار وجاء المساء وحل الموعد وهاهو الشاب الوسيم يجلس هو وأمه عند أهلها وبدأو بالكلام :
أم الشاب : يسعدنا ياحج أن نتقدم لخطبة بنتك لإبننا ويزيدنا شرف أن نناسب عيلة مثلكم .
والد البنت : إحنا اللي يشرفنا ياحاجه إننا نناسبكم ، يا أهلاً وسهلاً بيكم .
الشاب : بصراحه ياعمي أنا اللي شجعني إني أجي لطلب يد إبنتك ما علمته عنها وعنكم من خير ويسعدني أن أتشرف بعيلة مثلكم 
والد البنت : ياسيدي ده من أصلك ، بس ليا سؤال معلش يعني لو فيها إحراج هو حضرتك شوفت بنتي فين علشان تعرف حاجه عن أخلاقها ؟.
الشاب : ياعمي أنا مشفتهاش بصراحه أنا ليا واحد زميلي في كلية الطب يبقي زميل بنتك في الكلية وهو اللي شكرلي فيها ( الشاب يكذب ليجد مخرج من سؤال والد البنت لعدم الإحراج ) .
والد البنت في إستغراب : زميل بنتي أنا في كلية الطب ؟!!!!!!!!!!!! إزاي يعني مش فاهم فهمني يا بني ؟
الشاب وقد بدأ العرق يتصبب من جبهته : بصراحه ياعمي مش زميلي أنا قصدي واحده قريبتنا من بعيد هي اللي مع بنتك في كلية الطب وهي اللي قالتلنا علي بنتك .
والد البنت : برضه مش فاهم .
الشاب : مش فاهم أيه ياعمي ما تعديها وخلاص خلينا في المهم .
والد البنت : بس يابني إزاي قريبتك عرفت بنتي في كل الطب ؟!!!!!!!!!
الشاب : وأيه المشكلة ياعمي ، مش هما كلهم زملاء في كلية واحده ؟
والد البنت : يجوز يكونوا زملاء بس مش في كلية الطب لأن بنتي عمرها ماراحت كلية الطب خالص .
الشاب وقد أصابه الذهول : ليه ياعمي مش هو برضه بنتك في كلية الطب البشري جامعة القاهرة ؟
والد البنت : لأ بنتي في دبلوم صناعة .
الشاب : أيه دبلوم صناعه ، طب والبالطو الأبيض بتعمل بيه أيه كل يوم علي دراعها ؟!!!!!
والد البنت : ماهي في دبلوم صناعه قسم زخرفة وبيلبسوا البالطو ده علشان الرسم في المعمل بتاع المدرسة .
الشاب : طب والدم الأحمر اللي مبقع البالطو ؟
والد البنت : يمكن يكون لون أحمر وقع علي البالطو ، ماهما علشان كده بيلبسوا البالطو الأبيض علشان يحافظوا علي هدومهم من الألوان .
إلي هنا إنتهي المشهد حيث سقط الشاب مغشياً عليه وتم نقلة إلي المستشفي ومن المستشفي تم نقلة إلي مستشفي أخري للأمراض العقلية ليعالج من غرام البالطو الأبيض وقد تم تشخيص الحالة علي أنها " إنفصام في البالطو الأبيض أدي إلي إختلال في الألوان " وإلي اليوم يقبع هذا الشاب بالمستشفي وهو يستيقظ كل صباح مبكراً يقف علي ناصية سريره ويرتدي البالطو الأبيض وهو يقول " غسلت البالطو الأبيض من كل الألوان وبرضه اللون الأبيض مش عايز ينضف منه طب أعمل أيه ، أجيبله كيس دم ولا أركبله كولوكوز ؟ "



ـــــــــــــــــــــــــ كتبها ــــــــــــــــــــــــــــــــ وفقي فكري ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الأحد، 15 أبريل 2012

كواليس لقائي مع المهندس إبراهيم محلب وجملة الراحل هشام نجا


كنت قد أثرت ألا أتحدث عن كواليس ما حدث معي قبل واثناء لقائي مع المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس إدارة شركة المقاولون العرب بهدف إجراء حوار صفحي لأنشرة علي صفحة المقاولون العرب شركتنا ، ورغم أني كنت أيضاً قد إستفزني بعض التعليقات التي نشرت أسفل هذا الحوار بعد نشرة يوم 25 يناير 2012 والتي تركت الحوار ونقده واتجهت لنقد المحاور نفسه وجعلتني أريد أن أحكي تلك الكواليس إلا أنني تراجعت عن ذلك لعدم إعطاء هؤلاء قيمة أكثر مما يستحقون ورغم قسوة بعض تلك التعليقات إلا أنني أثرت في كل الأحوال السكوت ، ولكن ما دفعني الأن لأن أتحدث ما وجدته في تعليق الزميل أحمد محمد أسفل فيديو تشييع جنازة المهندس هشام نجا حيث لمح فيه إلي وقوع الراحل في ظلم بعض الناس علي إعتبار أنه مهندس .
ولكني اراهن علي أن هذا الزميل لا يعلم من كان هو المهندس هشام نجا ، كما أعتقد أيضاً أنه لم يتعامل معه مباشراً وربما بني رأيه علي أساس عموم فكرتة التي قد يكون كونها علي كل المهندسين بشركة المقاولون العرب وبالتالي فقد ظلم هذا الزميل الراحل لمجرد أنه حمل لقب مهندس .
أنا هنا لن أحكي كل كواليس حواري مع رئيس مجلس الإدارة والذي إستمر لأكثر من ساعة متواصله وربما سأرويها في وقت ومناسبة أخري ، ولكن ما يهمني هنا هو الجزء الذي تم فيه تداخل فقيدنا في الموضوع ، والخلاصة هو أنني موظف عادي جداً بشركة المقاولون العرب وقد تستغربون حينما أقسم لكم أني لم يسنح لي القدر أن أواجه المهندس إبراهيم محلب وجهاً لوجه منذ تعييني في عام 2003 وحتي وقت الحوار وكل ما كنت أعرفة عن رئيس مجلس الإدارة هي بعض الإنطباعات التي قد تتداولها جموع العاملين عن قمة الهرم الوظيفي بالشركة وبالتالي فقد كنت شاب عادي جداً أعمل في الظل ولا يعلم عني أحد من رؤسائي الكثير لكوني شخصية غاية في العادية كما يقولون إن صح اللفظ ، وبالتالي فإن جرأتي هيأت لي أن أجازف وأطلب أن أقابل المهندس إبراهيم محلب من أجل إجراء هذا الحوار وأن أتمم هذا الإجراء في الخفاء ودون أن يعلم عنه أحد شئ ربما خشية أن ينقلب السحر علي الساحر كما يقولون وربما ليأسئ من عدم الإستجابة لطلبي أو ربما خشيتي من تهكم من حولي من زملائي في حال معرفتهم بذلك ، وفي كل الأحوال ولكل تلك التخوفات أثرت أن أكتم الأمر .
وبإختصار شديد ودون فلسفة مني قد ترهق من يقرأ هذه السطور وتثنية عن متابعة الكواليس كان نتيجة كل ما تقدم أن يوحي أن موظف عادي جداً جداً يطلب أن يخترق كل الصفوف ليجلس مع الشخصية الأولي بالشركة ودون أي مساعدة من أحد ، وجاءت الرياح بما تشتهي السفن وتم الإستجابة لطلبي الذي كنت قد أرسلته عبر الإيميل وانقضت مرحلة التمني والأحلام إلي مرحلة الحقيقة والترتيب للحوار والتركيز الشديد لأطرح أسئلة تستحق الشخصية التي سوف أجالسها ، وكنت مازلت متخيلاً أن اللقاء سيتم هكذا بمجهودي الشخصي والفردي ودون أي تدخل ولكن كان هذا فكر خاطئ ، فبعد أن تأكدت من الموعد الذي حدده معي مكتب رئيس مجلس الإدارة قمت بإبلاغ المهندس عبداللطيف غبارة عضو مجلس الإدارة ورحب بذلك كثيراً وقمت بإبلاغ المهندس إمام عفيفي رئيس القطاع الذي كان وقتها في عمرة وعاد قبل إجراء الحوار وأبلغت مكتب مدير الإدارة وبالتالي فإني وعلي قدر تفكيري المتواضع وبعد ترحيب جميع هؤلاء القادة بالفكرة وبالحوار إعتقدت أن الطريق مفتوح أمامي علي مصراعيه ، وهذا كان بالفعل صحيح هذا أن الطريق كان مفتوحاً كما رأيت أمامي وأصبحت علي بعد خطوة لإجراء وتنفيذ فكرة جالت بخاطري وإستطعت وكدت أن أحققها .
وذهبت لإجراء الحوار في الموعد المحدد وأنا كلي فخر أني سأقابل رئيس مجلس الإدارة كبري شركات المقاولات في الشرق الأوسط وفي العالم بأسرة وسأجلس علي طاولة واحدة دون فاصل مع قمة الهرم الوظيفي لشركة عملاقة مثل شركة المقاولون العرب .
وبالفعل بدأت في إجراء الحوار بكل ثقة وتجاوب من الطرف الأخر ولكن في بدايات الكلام وجه لي السيد المهندس إبراهيم محلب جملاً كانت بمثابة المفاجأه بالنسبة لي وحطمت كل نظرياتي البسيطة التي بنيتها من أول ما حلمت بالفكرة وحتي لحظة نطفها حيث قال سيادتة أنه سال عني جيداً قبل أن يجلس معي وتم إخبارة بأني شخص كويس جداً كما قال سيادتة وأنه يعلم عني كل شئ وكل رؤسائي أثنوا علي وعلي عملي ولذلك وافق سيادته أن يجلس معي لإجراء هذا الحوار لأنه يعلم أني شاب مجتهد ، والطريف والغريب أنه لم يذكر أسماء في أثناء ذكرته لهذه الجمل إلا بإسم واحد فقط ألا وهو إسم المهندس الراحل هشام نجا حيث قال بالحرف الواحد " وهشام نجا بيشكر فيك اوي وبيقول إنك أفضل واحد في صيانة القصور والأثار وأنك شاب مجتهد " ومن شدة تعجبي من كلمات رئيس مجلس الإدارة تخيلت أن سيادته يغالي في الوصف وربما يقصد العكس ولكن بعد قليل إكتشفت أن كلامه ليس إستخفافاً أو غيرة وإنما يقول ما ذكر له بصدق من الراحل المهندس هشام نجا .
وليس ما ذكره رئيس مجلس الإدارة هو ما أثار إستغرابي ولكن ما أثار دهشتي هو أنني أنا والمهندس هشام نجا رحمة الله عليه لا تربطنا أدني صله أو علاقة يمكن بها أن يحكم علي شخصي بكل هذا الإطراء بل بالعكس فنحن الإثنان عضوين في مجلس الجودة بالإدارة وهذا قد يدفعنا في بعض الأحيان إلي التصادم من أجل صالح العمل ، ولذلك كنت أعتقد أن يذكرني حين يسأل عني بالعكس ، فكيف لشخص مثلة أن يصفني بكل هذه الصفات التي حتماً هي مغالي فيها كثيراً وهو يعلم جيداً بل وربما يستبعد أن يذكرها لي رئيس مجلس الإدارة علي لسانة .
لقد قال هذا الرجل الراحل كلمة في حقي من وراء ظهري دون أن يعلم أنها سوف تصلني وهو في قمة قوته وسطوتة ولم يكن في حالة لأن يجاملني ولذلك قدرت له صنيعة معي .
وقد يتهكم البعض الأن ويتهمني بأني أدافع أو أذكر محاسنة لأنه خدمني ولكن الحقيقه هي أن هذا هو موقف واحد مع شخص واحد ألا وهو أنا ولكن تستطيعون أن تسالوا كل أعضاء مجلس قادة المستقبل بإدارة صيانة القصور والأثار من هو المهندس هشام نجا وماذا فعل معهم في ثلاثة شهور تولي فيها قيادة ذلك المجلس ؟
إسألوا كيف كان فكر هذا الرجل الذي قاد مجموعة من الشباب بفكرهم هم وليس بفكرة هو ، تجاوب معهم بقلب شباب وحقق لهم الكثير من الإنجازات في تفاهم منه لفكر وطموح هؤلاء الشباب .
إسالوا من ذهب اليوم من شباب المهندسين الصغار الذين رافقوه إلي قبرة لماذا كانوا يبكون بحرارة عند لحظة فراقه وستعلمون لماذا الحزن عليه .
الفقيد هشام نجا إفتقدناه بالفعل ، إفتقدنا روحة وعقلة وفكرة ، إفتقدنا بركان من النشاط وسكت قلبة بلا رجعة ليترك سيرته تحكي للأخرين دروب النجاح .
شهادة حق أقولها للجميع لقد كان الراحل نعم الأخ والزميل والمدير وكنا ننتظر منه الكثير ولكنه ليس بعزيز علي من خلقة ، فاللهم ألهم أهلة الصبر وعوضهم وعوضنا عنه من يسلك دربة ويسير علي نهجه إنك علي كل شئ قدير.

ــــــــــــــــ كتبها ــــــــــــــــــــــــــــــــــ وفقي فكري ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

السبت، 14 أبريل 2012

هــــــــذا خـلــــق الله


ذهبت مرات كثيرة إلي ميكانيكي السيارات الذي أصلح عندة سيارتي حينما ينتابها عارض ما يعكر علي صفو القيادة وأشعر بالقلق في كل مرة لخوفي إما لتعطلي عن قضاء مصالحي وإما للتكلفة العالية التي ربما أتكلفها حين يتطلب الأمر تغيير قطع غيار بدلاً من التي أصابها العطل ولكن في كل الأحوال وعلي الرغم من تغير مزاجي أثناء التصليح إلا أنني أكون سعيداً حينما أستلم سيارتي وقد عادت ربما أفضل من زي قبل ودائماً ما أقول الحمد لله علي الإصلاح أو اقول الحمد الله أن الأمر لم يتعدي ما صرفتة من مال الشئ الكثير والذي ربما لو كان الله قد قدرة لصرفت أضعافه بكثير ولكن الله سلم .
وفي أحد المرات حين كنت أتابع إصلاح سيارتي بكل شغف وأنا أقف بجوار الميكانيكي وهو يتفحص أمرها وأنتظر بلهفة قائمة طلباته ليقوم بالإصلاح كالعادة إذ بالميكانيكي يرفع رأسة ثم يقول في إبتسامة خفيفه " لا تقلق الأمر هذه المره بسيط جداًَ ولن يكلف أي مال .... إنه الحساس الخاص بعمود الكرنك تحرك من مكانة قليلاً ولذلك فإن عربتك لا تعمل " فسارعت سائلاً أياه " وما معني كلمة حساس ..... أنا لا أعرف ما فائدة الحساس هذا " فتعجب الميكانيكي من سؤالي وقال لي " كيف لا تعلم ما معني كلمة حساس ، الحساس يا أستاذ هو الشي المسئول عن متابعة أداء أجزاء السيارة ونقلها إلي جهاز الكنترول للتحكم في أداء السيارة وإخبارك في حالة وجود أي عطب في أي جزء من أجزاء سيارتك ، وجميع السيارات الحديثه تمتلئ بالحساسات ولو تحرك أحد هذه الحساسات لن تعمل السيارة " .
كل هذا الكم من المعلومات عرفتة من الميكانيكي هذه المره وعجبت جداً من ذلك لأننا قد نصلح السيارة عشرات المرات بل وقل المئات لحدوث تلف في جزء من أجزائها ولكن الإنسان خلق الله منذ أن يخلقة الله تعالي وحتي يموت قد لا يقوم بإستبدال أي جزء من أجزاء جسمة رغم ما قد يعانية هذا الجسد من مشاكل من الجو والبيئة المحيطة التي يعيش فيها إلا أن الله خلقه في قمة الكمال لأنة له سبحانة وتعالي الكمال وحدة .
لقد عجبت حين فتحت غطاء موتور سيارتي لأتابع أجزائة وحساساته ونظام عملة ووجدت الحجم والكيان الذي يحوذه هذا الموتور كبير داخل السيارة ووجدت الكثير من الأسلاك التي يمر بها الوقود والمواد المساعدة علي الحركة ولكن هذه الاسلاك والقطع قد تستبدل عشرات المرات أثناء عمر السيارة كله والذي قد لا يتعدي بعض العشرات من السنين ، ولكن جسم الإنسان والذي يعيش أطول بكثير من السيارة يعمل بنفس الخراطيم والقطع الأصلية التي خلقت معه حتي الموت ، ألم تتأملوا كيف تستمر معك أمعاؤك والتي تمثل خراطيم الطعام حتي نهاية عمرك ؟ ألم تتعجب من وجود أنابيب دقيقة تنتشر في كل أنحاء جسدك تنقل الغذاء إلي كافة أنحاء جسدك متمثلة في الأوردة والشرايين والشعيرات الدموية  ولم نسمع يوماً أن شخصاً قد إستبدل أي منها في يوم من الأيام.
إن من عجب العجاب أن تري قلب يدق مئات المرات في الدقيقه لمدة سنوات مديدة ولا يشتكي ولا يتوقف لحظة للصيانة مثل موتور السيارة ولا يحتاج إلي زيوت أو شحومات لتلينة .
إنه خلق الله الذي أحسن كل شئ خلقة ، إن قمة الإبداع في خلق الله هو موضوع الحساسات البشرية التي صنعها الله ليشعر بها الجسم ويؤدي بها وظائف جمة وقمة الإعجاز أن صنفها الله عز قدرة إلي أنواع من الحساسات ، فجعل منها الحساسات المادية مثل حساسات الإحساس بالجوع وضده والعطش وضده والألم العضوي وضده وغيرها ، ومنها المعنوي مثل حساسات الشعور بالسعادة وضدها والخوف وضدها وكل المشاعر المعنوية التي قد تنتاب الكيان البشري .
فسبحان من يجعلك تضحك حين تشعر بالسعادة وسبحان من ينزل الدموع بغزارة من عينك حين تحزن ، وسبحان من يشعرك بالثقة بالنفس فتمشي بخطي ثابتة وسبحان من يجعلك تهرول خوفاً من أمر به خطر .
إن الحساسات البشرية لن يتستطيع الإنسان أن يصل إلي حقيقة أمرها وكيفية صنعها لأنها مخلوقة بداخلة وهو اقل من أن يتعرف علي كل ما بداخلة من إعجاز حتي وإن وصل إلي بعض من ملامح وطرق عملها ، وقد يحسب الإنسان أن علمة قد يوصلة إلي معرفة كل غاية وراء أي جزء حتي ولو كان بسيطاً من جسده ولكن الحقيقه أنه قد يصاب بالجنون حين يكتشف أن قمة علمة ستغرقة في بحر من المفاجأت التي لن تنتهي لأن هذا هو خلق الله ولن يستطيع المخلوق أن يفسر ماهية خلقة فهو أضعف من ذلك التفسير .
ولنذهب إلي قائد الجسم الإنساني وهو العقل ، والعقل في الإنسان بمثابة القائد والموجه لكل أوامر وحركات الجسم البشري وبدون لا حياة له ، وهذا العقل به من التعقيد مالا يتخيلة أي مخترع مهما كان لأن هذا المخترع هو نفسة من يستخدم نفس العقل من أجل أن يفسر به الظواهر الطبيعية ويكتشف به كل جديد ، فهل يستعين العقل بذاتة ليستكشف غموضه؟!!!!!!
أعود إليكم وحكاية سيارتي حين أوصاني الميكانيكي بخطورة تعرض جهاز الكنترول الذي بأعلي موتور سيارتي إلي أي صدمة أو مياة أو تيار مفاجئ والذي حتماً سيتسبب في توقفة عن العمل وبالتالي سيتطلب الأمر تغيرة وهذا سيكلفني كثيراً من المال لما له من أهمية بالسيارة لأنة ينظم ويتحكم في حركة السياره ، وحين تفحصت هذا الجهاز من الخارج ومن الشكل الخارجي وجدته محصن بطبقات من المعدن ومغطي بطبقة من العازل وكل ذلك حفاظاً عليه من المخاطر ورغم ذلك يتلف وضحكت كثيراً حين قارنته بعقلي وعدت لأقول سبحان الله الخالق الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم ، فنظام حماية الله للمخ البشري لا يوجد له مثيل يحمية من أشد الصدمات والمخاطر ليعيش طويلاً دون عطب ، وهذا العقل تم إخراجة في شكل قمة في التقويم " لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم " .
لكم لهذا الخلق من إبداع وروعة يعجز من يمتلك قوة البيان أن يصفة ولن تجد أفضل من وصف الخالق للمخلوق في كتابة الكريم فالأفضل أن أنهي هذا الحوار لأني مهما وصفت لن أستطيع أن أصف خلق الله .
هذه كانت قصتي مع سيارتي والميكانيكي والجسم البشري وكيف أن تصنيع موتور بأيدي بشرية أدي به إلي الكثير من العيوب فيه مما جعلني أعقد مقارنة بينهم بهدف التأمل في خلق الله ويمكن لأي منكم التأمل في خلق الله بعقد مقارنة بسيطة بين شئ صنعة الإنسان وبين شئ نظمة وخلقة الله في كونة فالتأمل هو أفضل العبادات التي تؤدي إلي قمة الإيمان بالله عز وجل.
فسبحان من خلق الكون ونظمة وسبحان من خلق الإنسان وتكفل بمعيشتة ، سبحانك ربي علي عظمة خلقك وإبداع صنيعك 
إنـــــــــك عـلــي كــــل شـــــئ قـــــــــديــــر .

______كتبها __________ وفقي فكري __________________________________