الخميس، 3 فبراير 2011

وجهة نظر من ثورة الغضب 25 يناير2011

لقد تابعت مثل جميع المصريين الذي يحدث في بلدي العزيز منذ يوم الثلاثاء 25 يناير وكانت متابعتي شبه مستمره طوال الوقت ،وقد كانت لي عدة تحليلات وفي نفس الوقت وجهات النظر الخاصة بي من خلال متابعتي لجميع مصادر المعلومه وخرجت بالأتي:
  1. لمن يقول ان قناة الجزيره متآمرة علي النظام المصري وتريد زيادة الإحتقان بين الشعب المصري وتبدوا كمن يسكب البنزين علي النار لتشاهد انهيار الدوله : أ) لماذا قطعتم شبكة الإنترنت التي كنا نري بها الحقيقة ونطلع علي الرأي والرأي الأخر ب) لماذا التليفزيون المصري لم ينقل الأحداث إلا بعد أكثر من ثلاثة أيام وكان يعرض الأفلام والمسلسلات وكأن شئ لا يحدث مما أضطرنا ان نتجه إلي قنوات أخري لمتابعة الأحداث مثل العربيه والجزيرة والبي بي سي ج) ولماذا لما نقل التليفزيون المصري الأحداث نقلها وكأن مجموعه من المشاغيبن لا وزن لها تعبر عن رأي محظور وعندما نقلوا كانت الصورة الدائمه هي صورة نهر النيل وكوبري 6اكتوبر  د) وحتي جميع المكالمات التي كانت تأتي إلي ماسبيرو كانت من طبقة الفنانين والمشاهير الذين يعيشون في مستوي مرتفع مادياً ويدافعوا عن النظام الحالي الذي هو مرتبط بمستوي معيشتهم  كيف لهؤلاء ان يشعروا بهذا الغضب وهم يتعاقدوا كل عام علي اعمال فنية بملايين ونشاهد نحن عموم الشعب الأرقام التي يتقاضونها علي صفحات الجرائد الحكوميه.لماذا لم ينقل التليفزيون المصري الأحداث بواقعية كما هي علي الأرض فعلاً لأن عدم نقلها سيؤدي لمثلي ان يبحث عن الصوره التي يعرف منها الواقع ، ياساده قناة الجزيره كانت تأتيها مكالمات من كل الأطياف  فيها من يعارض وحتي يسب القناه بكل وقاحه وفيها من يشيد ورغم ذلك كانت تنقل وتترك هؤلاء ليعبروا عن ارائهم وعلي العكس من ذلك لم اشاهد مكالمة واحده للتلفزيون المصري تعارض فكرهم او تنتقضهم وكأنها مرتبه مسبقاً ، قناة الجزيره اتصل بها جميع المشاهير في الحقل السياسي أمثال عمرو موسي والكثير الذين كان من الأولي ان تنقل لهم القنوات التليفزيونيه مكالمات قد تهدئ من الشارع المصري وتعرفهم الحقيقة، لماذا عندما يلجأ التليفزيون المصري للتعتيم الكامل للأحداث يطلب منا من يقولون انهم يخافون علي البلد ان لا نتجه إلي قنوات أخري لنشاهد مايجري،في نهاية هذه النقطه اود ان اقول اني لست ممن يحالفون قناة الجزيره او ممن يدافعون عنها ولكني فقط اريد ان اقول أنه لا ينبغي من أحد ان يطلب مني عدم الإنسياق إلي الأخر دون ان يقدم لي البديل .
  2. تأخر الإستجابه من قبل الرئيس علي مطالب الشباب : تصرف السيد الرئيس مثل تصرف التليفزيون المصري تماماً فلم يخرج لأول تصريح علي الشعب إلا بعد أيام بل لم يخرج احد من الحزب الحاكم ليشرح ماذا ستكون توجهات القياده في المرحله المقبله مما أدي إلي رفع سقف الطلبات المنادي بها فبعد أن كانت المظاهرات خرجت من أجل تحسين الوضع المعيشي والبطاله ومحاربة الفساد والحريات وغيرها من الأشياء التقليدية التي يعاني منها المجتمع العربي وليس المصري فقط أدي تأخر بيان الرئيس إلي رفع شعارات سقوط النظام وحتي عندما خرج الرئيس في أول خطاب له كان خطاباً باهتاً وليس علي مستوي الحدث وجاءت كلماته باللغه العربيه التي لا يمكن ان تفهم منها ماذا يريد أن يقول كانت كلمته وكأنها لشخص مازال يحدث شعب نائم كما يقولون في العسل ولم تأتي لتلبي المطالب التي خرج من أجلها الشباب ، فلم يتحدث عن الطلبات المحوريه مثل تعديل الدستور او عدم ترشحه لفتره رئاسيه اخري اوحتي النظر في مشروعية مجلس الشعب ولم يأتي إلا في اخر الخطاب بكلمة "لقد طلبت من الحكومه ان تتقدم بإستقالها وسأكلف وزارة جديده" وكان الخطاب شعلة جديده زادت من سخونة الأحداث ، ولا أعلم لماذا تعامل السيد الرئيس بهذا المستوي الذي لم يأتي علي درجة وحدة الأحداث في الشارع المصري هل لأنه كان مصدقاً لمستشاريه أو وزير الإعلام الذين ينقلون له صوره قد تكون من دوله اخري او ربما من كوكب اخر. 
  3. الإجراءات السياسيه التي اتخذها الرئيس جاءت عكسيه:كان تعيين الرئيس لنائب له وهو عمر سليمان لم يأتي بجديد فهذا الرجل له تاريخه وسياسته التي يعرفها الكثير ممن لهم علاقه بالمتابعات السياسيه فهذا الرجل جميع توجهاته تخضع لتعليمات الرئيس وله باع كبير واتصالات مع الجانب الإسرائيلي ولم يكن ليلبي طموح الشعب الغاضب ، كما أن الكارثه الكبري هي ما جاء بعد الإعلان عن تشكيل الوزارة الجديده والتي ضمت حوالي 15 من الوزراء الموجودين في وزارة نظيف وفي نفس وزاراتهم وهؤلاء يتقلدون الوزارات الرئيسيه التي تمثل الحزب الحاكم ، فكانت رساله استفزازيه واضحه لجموع الشباب أن السياسه كما هي ومازال النظام يتعامل معهم بأسلوبه الذي لا يسمع احد ولا يرغب في التغيير ، صحيح ان رئيس الوزراء اعتقد انه شخصيه إلي حد كبير معتدله ولكنه لم يكن كافياً لحقن الدماء، ثم كان الخطاب الأخير الذي قال فيه الرئيس انه سيعدل مواد الدستور 76و77 والخاصة بإنتخابات الرئاسه وسوف يأمر بتطبيق أحكام القانون في عضوية مجلس الشعب كما أعلن عن عدم نيته الترشح في الإنتخابات القادمه ولكن هذا الخطاب جاء متأخراً وخصوصاً بعد ان طالب المتظاهرين بمحاكمة مبارك وكان الجميع يتوقع ان الرئيس سيخرج ليعلن تنحيه عن الحكم.
  4. السناريوهات الأمنيه المستفزه والفاشله:كانت بدايتها عندما شاهدنا ما حدث من وزارة الداخليه والتي تعمدت من اول لحظه ان تستخدم العنف مع المتظاهرين وكأنها غير مصدقه لما يحدث ، تلك الوزارة التي عاشت 30 عاماً تتعامل مع الشعب علي انه في خدمتها وليس العكس ولم يستوعبوا لحظه ان الوضع يتغير وأن بعض من القوه سوف يفض هذه الجموع كما يقولون " الشعب المصري عصايه تلمهم وعصايه تفرقهم" ولكن كان واضحاً من صباح يوم 25 أن الموضوع مختلف ولكن لم يقابل هذا الإختلاف اختلافاً في المواجهة فكان خطأ عندما واجهوا هذا الغضب بالقوه ، وبعدها وعندما فشل الأمن المركزي في ذلك اتجه المخطط الأمني ان يرعب الشعب المصري من خلال فتح السجون للبلطجيه والمشيوهين وحتي افراد الشرطه من أجل ان يرعبوا من في البيوت لإجبار المتظاهرين ليعودو إلي بيوتهم لحماية ذويهم ولكن هذه الخطه فشلت بل وفهمها الجميع وفهموا مغزاها وكانت محفزاً علي المضي في المطالبات خصوصاً بعد ان نجم عن هذه الخطة ضحايا من الأبرياء ثم كانت الخطه الأخيرة التي قام بها أعضاء من الحزب الوطني في تأجير هؤلاء البلطجيه ودفع رجال من الحزب والشرطة وأمن الدوله في ملابس مدنيه لمهاجمة الموجودين بميدان التحرير من أجل فض الإعتصامات بالقوه ونجم عن هذة الخطه ايضاً ضحايا من المتظاهرين الأمر الذي جعل الجميع يطالب بمحاكمة مبارك فأين حرص الرئيس علي ابناء وطنه الذي نادي به في خطابه الأخير الذي قال فيه بإنتقال سلمي للسلطه أين إذاً هذا الأنتقال السلمي .
  5. وفي النهايه هذه وجهة نظري علي الأحداث التي تابعتها علي جميع القنوات الفضائيه وحتي القنوات المصريه والتي ظهر منها ان تعامل المؤسسه الرئاسيه مع الأحداث لم يكن علي قدرها وجاء في مجمله متأخراً ، ففي الوقت الذي كان يخرج فيه بيان كل ساعه تقريباً  من واشنطن لم يتحرك النظام المصري تجاوباً مع ذلك بل لم يكن هذا الإهتمام من واشنطن فقط ولكنه خرج من جميع اطراف المجتمع الدولي.